قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
"إسماعيل هنية ورفاقه يطالبون شعب غزة بالصمود والصبر، بينما أبناؤهم وذووهم يرتعون في فنادق الدوحة آمنين. "
ذلك هو المحتوى الذي دأبت على ترديده وسائل إعلام وشخصيات سياسية وإعلامية عربية، منذ السابع من أكتوبر، وبشكل يوحي بأنه بلغ مرتبة عين اليقين. واستخدمت هذه الدعاية المقيتة لتصفية حسابات أيديولوجية وسياسية مع حركة حماس، كان الغرض منها فصل المقاومة عن حاضنتها الشعبية، وتصوير قادتها على أنهم حيتان الدولارات، الذين يضحون من أجلها بشعبهم ويدخلونه نفق الجحيم.
كانت هذه الدعاية هي ديباجة الردود على من يطالب الدول العربية بالتحرك الجدي لإنقاذ شعب غزة من آلة الموت والتضامن مع المقاومة، وراجت هذه الدعاية وصُدقت من قبل البعض، إلا أنه اعترضها خبر استشهاد سبعة من أبناء وأحفاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بقصف صهيوني على غزة أول أيام عيد الفطر. هنا بطل السحر، ونُسفت الأسطورة، وظهر افتراء المُدّعين على رؤوس الأشهاد، وضاعت المادة الخصبة التي اعتمد عليها إعلاميون وسياسيون اقتاتوها زمنا، فكانت تبرئة لساحة قادة المقاومة من هذه التهمة البغيضة، ودفاعا عنهم ضد ما نُسب إليهم، فلا أجد لذلك مثلا سوى قول أبي تمام:
وإذا أراد الله نشر فضيلة … طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت … ما كان يعرف طيب عرف العود
لكن كيف تعامل الإعلاميون والسياسيون المروجون لهذا الادعاء بعد حادث مقتل أبناء وأحفاد هنية؟
بعض وسائل الإعلام تجاهلت الخبر الذي أوقعها في الحرج، وبعضها مرّ عليها مرور الكرام، دون الإغراق في التفاصيل. بعض الإعلاميين والسياسيين الذين طنطنوا كثيرا حول هذه الفرية التزموا الصمت، وبعضهم أدان الحادث بشكل طبيعي، وكأنه لم يتحدث بالأمس عن تنعم أولاد وعائلة هنية في الفنادق القطرية. قطعا لا يُنتظر أن يبدي هؤلاء أسفهم ويتقدمون بالاعتذار للأمة كلها قبل قادة المقاومة، فمن الواضح أنه عداء استراتيجي وتصفية حسابات، لكن أليست هذه الفضيحة الإعلامية مُلزمة لهم بوقفة تصحيح لمسارهم المهني؟ نحن هنا نتحدث عن أخلاق المهنة سواء كانت تتعلق بالإعلاميين أو المحللين السياسيين، الذين يخرجون على الفضائيات ويمطرون المقاومة بالأكاذيب، لا نتحدث عن واجب ديني أو عربي أو إنساني من المفترض أن يقوموا به تجاه فلسطين، وإلا فما الفرق بينهم وبين نظائرهم في الغرب، الذين طيروا في الآفاق أكذوبة قصف المقاومة لمستشفى المعمداني، وأسطورة قتل الأطفال الإسرائيليين، التي روجها بايدن بنفسه فضلا عن وسائل الإعلام! أكاد أجزم أن إسماعيل هنية كان يستطيع أن يخرج عائلته من غزة بشكل أو بآخر، ولا أرى مانعا له من ذلك إلا الدافع الأخلاقي والقيمي، فليس دم أبنائه وأهله بأغلى من دم سائر شعبه، كما قال هو بعد أن تلقى نبأ استشهادهم. تلقى هنية هذا النبأ وهو يتفقد الجرحى والمصابين الذين يعالجون في مستشفيات الدوحة، وكانت ردة فعله مثار دهشة واهتمام من قبل الشعوب ووسائل الإعلام العربية والغربية. كنا نتحدث عن ثبات الصحافي وائل الدحدوح ونصفه بجبل غزة، ونعتبره يمثل ذروة الصمود للفلسطينيين، وقد فقد زوجته وثلاثة من أبنائه وحفيده، واستمر في عمله إلى وقت خروجه للعلاج في قطر، لكن ثبات وصبر إسماعيل هنية فاق كل تصور.
الرجل كان يتفقد الجرحى، فجاءه نبأ استشهاد أبنائه الثلاثة وأحفاده الأربعة دفعة واحدة، لم يزد على أن نظر إلى الأرض برهة ثم دعا لهم، وأصر على استكمال برنامج الزيارة وكأن شيئا لم يصبه. ثم يتحدث في تصريحات أعقبت الحادث عن كون هذه الآلام والدماء ستصنع المستقبل، وأن دماء أبنائه وأحفاده الذين لم يغادروا القطاع وأضيفوا إلى ستين من شهداء عائلته، ليست بأغلى من دماء شعب فلسطين، وأنها لن تزيدهم إلا إصرارا على استكمال الطريق. ثم يفاجئنا بصورة له مع زوجته الراقدة في المستشفى لتلقي العلاج، بعد أن أخبرها بالنبأ، وظهرا معا يلوحان بعلامة النصر وابتسامة الرضا والصبر على وجهيهما. إسماعيل هنية بشر يتألم كما يتألم البشر، ويقينا كان يكتم حزنه وهو يدلي بهذه الكلمات، ويقينا كان الألم يعتصر قلبه وهو يتلقى النبأ، لكن الرجل يعلم أنه في موقع المسؤولية، وأن ثباته وصبره وصموده سوف يكون له أثره الإيجابي على شعب غزة.
هذا الثبات الملحمي لا يمكن أن يكون إلا لصاحب قضية وهبها نفسه وماله وراحته وأهله وكل ما لديه، ليس هذا حال عبيد المال والشهرة وزخرف الدنيا، ليس هذا حال قادة يتاجرون بدماء شعوبهم.
الذين يريدون لأعضاء المكتب السياسي أن يوجدوا على أرض غزة ليتشاركوا الموت مع أهلها، وإلا فهم الجبناء الخانعين المتاجرين بالدماء، هؤلاء بأي منطق يفكرون، بأي قلم يكتبون، بأي خلقٍ يهمزون ويلمزون؟!
إن لم يكن أعضاء المكتب السياسي بعيدا عن استهداف آلة الدمار، فمن يفاوض على الأوضاع في غزة مع الوسطاء والأعداء، هل ستخرج القيادات الميدانية للقسام من الأنفاق وتستقل طائرة خاصة تحلق بها في سماء غزة تعبر بها إلى حيث طاولة المفاوضات؟ فما لهم كيف يحكمون.
قطعا لن يكف أصحاب هذا الاتجاه العدائي عن شيطنة المقاومة ورجالها، لكن ما يهمني هو الجماهير التي تتعرض لهذه المواد المضللة، ينبغي أن تكون على قدر من الوعي، لا تركن إلى الأحاديث التي تُطلق جزافا بلا إثبات قطعي، فالوقت وقت حرب، ليس هذا بالوقت الذي نستهين فيه بالدعايات ونرددها ونروجها بلا يقين، والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون