مأرب والحملات المسعورة
بقلم/ فيصل علي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 09 إبريل-نيسان 2013 06:21 م

الصحف عندما تلجأ للإثارة في الطرح عليها ان لا تتناسى الموضوعية حتى في الاثارة نفسها ، اما ان تضع عنوان في وادي والموضوع في وادي اخر فهذا اجحاف بحق القارئ.

تحاول بعض الصحف التسلق لزيادة شعبيتها ولو على حساب السلم والامن الاجتماعي ، باستخدام التحريض العنصري المناطقي الطائفي البغيض ، ليس الموضوع في الاثارة الموجودة في المقالات الصحفية ومع انها تحمل الطابع الشخصي للكاتب الذي يعبر عن رأيه ،لكن الموضوع في الاخبار والعنوانين القاتلة لقيم المجتمع .ومع اننا ايضا نطالب الكتاب بعدم العبث بمشاعر الناس واثارتها بدون وجود داع للإثارة ونحضهم على اثارة ما يستحق الطرح والنقاش ولا نستثني انفسنا من ذلك .

ما اثارني اليوم هو عنوان "قاتل " يحرض ضد محافظة مارب بكاملها ويقول "مارب تطفئ اليمن " في صحيفة الاولى المعروفة بتوجهها التحريضي ضد البلد نكاية بالثورة وبالتغيير وهذا سبب صدورها بحسب البعض.

التحريض على اهل مارب بكاملهم شيء يعاب ويجب ان لا يتم السكوت عنه من قبل الناس ومن قبل الحكومة ومن قبل كل انسان مازال يعتبر نفسه عاقلا، ولو فرضنا ان بعض من اهل مارب تسببوا في قطع الكهرباء فهل هذا يدعونا الى التحريض على كل اهل مارب ، اذا كانت الكهرباء اغلى من البشر واهم منهم فهذا شيئا اخر .

على الصحف ان تحمل مسئوليتها الاجتماعية امام الله وامام الناس ، وعلى المواطن الحر ان يذهب الى المحاكم لمقاضاة مثل هذا الاسفاف والتحريض ضد الناس ، وعلى القضاء ان يتدخل لحفظ السلم والامن الاجتماعي ضد الاسفاف والتحريض.

الحرية الزائدة عن حدها الطبيعي تأتي بصحف رخيصة مهمتها اقلاق الناس والتحريض ضدهم ، لكن الحرية المسئولة تساهم في حل قضايا المجتمع ، في مثل العنوان السابق كل من سيقرأ العنوان سيلعن مارب واهلها وسيذم ويشتم لأنه متضرر من قطع التيار ، وربما تعرض ابناء مارب للعنف والعدوان اللفظي والبدني بسبب هذا التحريض الرخيص، فهل هناك من يقول لمثل هذه البذاءات ان تتوقف.

الغريب ان تجد بعض الناس يمتدحون مثل تلك الصحف والعناوين بدعوى المهنية والبطيخ، ويعمون اعينهم عن المساوئ للتحريض المباشر وغير المباشر ضد محافظة التاريخ اليمني وتاج سبأ وحمير.

ومع كل تلك الحملات المسعورة ضد مارب لن يستطيع احد ان يلوث تاريخ ويشوه انسانها الحضاري الاصيل ، سواء كان من المخربين الذين يساهمون في حملة التشوية بقطع الكهرباء ولا من الصحفيين المدفوعين الاجر الذين يعملون مع من يقطعون الكهرباء في نفس الاجندات والمهمات القذرة ، ويؤدي كل منهم ما عليه من دور بشع لإيذاء الناس في مارب وفي اليمن قاطبة.

على الحكومة ان تحل قضية قطع التيار الكهرباء سواء من مارب او من غيرها وتبدأ بإسكات الابواق واصوات التحريض والصحافة الرخيصة التي تبث الفرقة والحقد، وان تتعامل مع المتسببين شخصيا لا مناطقيا فهم يمثلون انفسهم ولا يمثلون اسرهم ولا قبائلهم ولا محافظتهم، وعلى الجهات المختصة ان تبحث عن الرابط الحقيقي بين المخرب الذي يقطع التيار وبين الصحفي او الكاتب الذي يقطع الصلة بين اهل اليمن ويعكر اجوائهم وربط كل ذلك مع من يعرقلون مسيرة التغيير وستجد انهم يتلقون الاوامر القذرة من نفس المصدر.