الدولة الحلم المؤجل
بقلم/ أحمد الضحياني
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 18 يوماً
الإثنين 23 إبريل-نيسان 2012 08:14 م

الدولة ذلك السراب الذي كلما جئناه لم نجده شيئا وجدنا الحروب تشتعل ..يتقاتل اليمنيون وهم لا يعلمون لماذا لا يتقاتلون ..وجدنا الأزمات تفتعل واحدة تلو أخرى..الدولة ذلك الحلم الذي تبدد وانزوى الى أسرة الى فرد يأمر وينهي ..فأصبحنا أفق مهاجر للفقر والبطالة .وبقدر ما كانت اللحظة السبتمبرية والاكتوبرية أحداث تاريخية لطي نظام حكم كهنوتي في الشمال ومستعمر أجنبي محتل في الجنوب..كانت اللحظتين خطوة متقدمة في سبيل البحث عن الدولة اومشروع الدولة..ويمكن القول ان ثوار اللحظتين كانا يكنا لليمن كل الحب والإخلاص..لكن كان ينقصهما مشروع حكم يتبلور.وظل حلم (الدولة الوطنية ) مرهون بأشخاص تحكم وتسيطر بمنأى عن دولة المشروع اومشروع الدولة..فأصبحت الإرادة السياسية بعيدة كل البعد عن إرادة إيجاد دولة ..وبدلا ان يتمثل الناس للقيم المدنية التي يجب ان تنبثق من مشروع الدولة..ويرتبطون بمؤسساتها،صاروا يتمثلون قيم وانتماءات ما قبل الدولة،عدالة القبيلة وكهنوت العادات والتقليد ..والذي كان المعول عليه ان يجد سلطة الدولة اصبح يخضع ويتماشى مع قانون القبيلة..الدولة لم نرى لها وجود في الحكم السابق،لم نلمس ان هناك كيان يعمل لإطعامنا من جوع وتأميننا من خوف،بقدر ما كان هو نفسه يصنع الغاز لتأجيل الدولة وهو الخوف الذي داهمنا وداهم حياتنا ونحن لا نعلم..قصة مضحكة ومحزنة في الوقت نفسه ،ان نظل ما يقارب نصف قرن نبحث عن(الدولة) ذلك الحلم الميئوس منه..نماذج حكم تعاقبت علينا قالت أنها تعمل على ان نكون..فلم نكون؟استحوذت وتملكت كل ما وصل إليها ،أجهزت على تراكمات الأمس..ادعوا الوطنية ,فدفع الوطن ثمن خلافاتهم السياسية..دفع الوطن ثمن شهوة السيطرة والاستحواذ لديهم جهل،امية، فقر بطالة..الخ ندفع ثمن ثقتنا العمياء لمن لا يعرف،لمن استئمناه على وطن ليبني لنا دولة فصادرها،ليحافظ على ثرواتنا فنهبها..نماذج سيئة كانت كفيلة ان تصنع سوء ظن بمن سيأتي بعدها . لكن قد نجد مفارقات كبيرة حينما تعلم ان هناك أشخاص بمفردهم أسسوا دول , كغاندي الذي وضع الأساس السلمي والتسامح الديني والسياسي للدولة والشعب الهندي ..متجاوز التعدد والتنوع الديني والطائفي والعرقي ..لتعيش كلها تحت التسامح ومظلة الدولة..وعليه أصبحت الهند اليوم من نمور آسيا,وعلى مشارف صناعة التحول في النظام العالمي..كذلك(مهاتير محمد)مؤسس الدول العصرية والذي أنقذ ماليزيا من الانهيار..وهي اليوم من رواد التكنولوجيا العالمية..عمر هذه النماذج التي ذكرناها اقل من عمر اليمن في سبيل البحث عن(0الدولة) أشخاص كانت لديهم بصمات واضحة في بناء الدول ونقلها الى مربع التنافس العالمي ..وهذا ما يجعلني اصف النماذج التي تعاقبت على حكم اليمن انها سيئة وجاهلة وبلا رؤية وإرادة بناء دولة وبقدر ما كنا ضحية لجهلها..كنا ضحية لمشاريعها النابعة من أهوائها الذاتية..وباستحضاري تلك النماذج المشرقة في تأسيس الدول ..أوكد أننا قادرون على بناء دولة مادام نملك العزم والإرادة والرؤية لما ستكون عليه دولتنا القادمة..ومهمة الرئيس عبدربه هو استعادة تراكم بقايا الدولة ،وحل كافة الأوضاع والمشكلات التي تقف أمام بناء الدولة..فان نحن خسرنا هذه اللحظة التاريخية فتلك كارثة على اليمن..ولكن يمكن القول اليمنيون اليوم على اعتاب مرحلة جديدة..ويجب ان يدركوا ماذا يريدون؟فإلى القيادات العسكرية والأمنية هل تدركون ماذا نريد؟نريد دولة ..ولكل الشرائح الاجتماعية التي ستشارك في الحوار الوطني ..أتدركون ماذا نريد ؟ نريد دولة ,وكل إدراك وفعل لا يصب نحو ذلك فهو هراء..فالثورة كانت أخر تقاليعنا لنبدأ الذي نريده..والوطن هويتنا ..شاطئنا الذي نرسوا عليه..في اليمن نور لا يخبوا ..وأمل لاتنطفىء جذوته ..فما الذي يمكن ان نختلف علي