بعد انعقاد البرلمان بسيئون..ملامح المرحلة القادمة في اليمن 
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 5 سنوات و 7 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 15 إبريل-نيسان 2019 02:54 م
 

بانعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب اليمني في مدينة سيئون بحضرموت بعد توقف دام لسنوات وما تضمنتها تلك الجلسة من كلمات ودعوات وكذلك ما ورد من تصريحات ومواقف إقليمية ودولية والتي صدرت تعليقاً على انعقاد البرلمان تتضح لنا ملامح المرحلة القادمة في اليمن. 
الدعوة- التي وجهها هادي للحوثيين لإيقاف القتال والجنوح للسلام وأن اليمن أغلى- ما كان لها أن تصدر لولا ضوء أخضر من السعودية التي تريد إنهاء الحرب في اليمن للخروج بأقل الخسائر وبماء الوجه ولذا عملت على إنجاح فعالية البرلمان وأوعزت لهادي الدعوة للسلام. 
* برلمان يقود المصالحة وينفذ خارطة المرحلة 
بيان الخارجية- الذي صدر تعليقاً على انعقاد جلسة البرلمان ورد فيه إشارات هامة لملامح المرحلة القادمة في اليمن حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس "أن انعقاد البرلمان اليمني "خطوة مهمة" لتعزيز الحكومة اليمنية الشرعية وعبرت الخارجية الأميركية عن دعمها الكامل للبرلمانيين اليمنيين. 
كما قال البيان:" يعد هذا الأمر خطوة مهمة من قبل الحكومة اليمنية في سبيل إعادة تنشيط مؤسسات الحكومة الشرعية، واستئناف التقدم في تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واستكمال الانتقال السلمي للسلطة كما عبرت مبادرة مجلس التعاون الخليجي". 
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن "البرلمان اليمني سيلعب دورا مهما في دفع عجلة المصالحة السياسية والوطنية بما يتيح للحكومة اليمنية والأحزاب السياسية جميعها التركيز بصورة أفضل على تلبية احتياجات الشعب اليمني". 
كما أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي/ جان ايف لودريان، والسفير الأميركي لدى اليمن/ ماثيو تولر، وكذلك السفير السعودي/ محمد آل جابر، وغيرهم تؤكد وجود توجه دولي لفرض السلام باليمن وأن البرلمان اليمني هو من سيقود مفاوضات المصالحة والسلام مع الحوثيين وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار واستكمال الانتقال السلمي للسلطة فالضغوط الدولية المتزايدة على التحالف بقيادة السعودية وعلى الشرعية أفضت إلى رغبة لدى الشرعية للدخول في مصالحة جادة مع الحوثيين ولعل حديث نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري عن عرقلة المجتمع الدولي للحسم العسكري وانه السبب وراء تأخيره في اليمن وأنه لو كان يريد الحسم العسكري لانتهى الأمر منذ فترة طويلة " هو رسالة للشعب اليمني الذي انتظر الحسم العسكري طيلة أربع سنوات ولم يتحقق رسالة مفادها " غريمكم المجتمع الدولي والآن ليس أمامنا سوى مد الأيادي للسلام والكرة في ملعب الحوثيين " هكذا يفهم من حديث جباري. 
* تحييد الاقتصاد وتلبية احتياجات الشعب 
يتضح من بيان الخارجية الأميركية عقب انعقاد البرلمان والذي جاء فيه " أن البرلمان اليمني سيلعب دوراً مهماً في دفع عجلة المصالحة السياسية والوطنية، بما يتيح للحكومة اليمنية والأحزاب السياسية جميعها التركيز بصورة أفضل على تلبية احتياجات الشعب اليمني" يدرك أن المرحلة ستكون لتلبية الاحتياجات المعيشية والإنسانية مثل صرف الرواتب لكل الموظفين وقد بدأت الحكومة بصرف رواتب للموظفين في الحديدة وكذلك للمتقاعدين والأطباء والبقية في الطريق كذلك سيتم فتح مطار صنعاء وتحسين الوضع المعيشي ودعم الاقتصاد اليمني كما ان تعيين حافظ معياد محافظا للبنك المركزي اليمني وتلقيه طلب من واشنطن لزيارتها في إطار توجه أميركي لدعم الاقتصاد اليمني وتقديم دعم للبنك المركزي واتخاذه خطوات لتعزيز سعر الريال كل ذلك يأتي في إطار خطة دولية لتحييد الاقتصاد عن الجانب والعسكري بعد تزايد التقارير الدولية التي ترسم وضع مأساوي لليمن وتصنفه بأكبر مأساة إنسانية في الوضع الحاضر وهو ما شكل ضغطا على المجتمع الدولي لتسريع بعملية إحلال السلام في اليمن كما أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي إنهاء الدعم الأميركي للتحالف العربي في اليمن ومصادقة مجلس النواب الأميركي على هذا القرار هو رسالة للسعودية بأن الوقت المسموح للحرب قد انتهى؛ إذن فالمرحلة القادمة هي مرحلة المصالحة والسلام ولملمة الوضع الاقتصادي ومعالجة الوضع الإنساني وتطبيق مقررات مؤتمر الحوار. 
* توجه دولي للحفاظ على الحوثيين 
حديث جباري عن عرقلة المجتمع الدولي للحسم العسكري ضد الحوثيين يؤكد على رغبة المجتمع الدولي للحفاظ على الحوثيين ليكونوا القوة الأولى في شمال اليمن وان يحتفظوا بالسلاح الثقيل ويكونوا دولة داخل الدولة أو على الأقل سيفضي الوضع لتكرار تجربة حزب الله في اليمن لأن اي مفاوضات سلام مع الحوثيين قبل هزيمتهم عسكريا وتجريدهم من السلاح الثقيل الذي نهبوه من مخازن الجيش لا تعني إلا احتفاظهم بسلاحهم وأن أي شراكة سياسية معهم في حكومة وحدة ائتلافية تعني أن تكون كافة المكونات السياسية مجرد ديكور لشرعنة سلطة الحوثيين ليس الا وهذا ما سعوا إليه من خلال مؤتمر الحوار وما يسعى المجتمع الدولي لتنفيذه مستقبلا من خلال مجلس النواب ومؤسسات الشرعية التي يريدها تعمل لتنفيذ المرحلة الانتقالية " مرحلة تكريس وشرعنة سلطة الحوثيين، "باسم السلام وتلبية احتياجات الشعب اليمني ووقف الحرب والحل السياسي وإلى آخر الألفاظ والمصطلحات التي هي في النهاية تصب لصالح الحوثيين وتكريس سلطتهم وتعزيزها وشرعنتها بعد 4 سنوات لم يكن للتحالف فيها رغبة جادة للحسم العسكري الذي يفضي لسلام دائم وعادل شامل. 
اليمن الآن يتجه نحو سلام هش ونحو تعزيز سلطة الحوثيين وشرعنتها تحت شعار السلام وبضغط من المجتمع الدولي ستقدم الشرعية التنازلات تلو التنازلات وستظل جماعة الحوثي المسلحة تتمسك بمواقفها وتتعنت استغلالا للتوجه الدولي نحو فرض السلام في اليمن وهو توجه يمارس كل ضغوطه على طرف واحد وهو الشرعية والتحالف، بينما يبالغ في تدليل الحوثيين وتقديم مختلف لدعم لهم ويرفض حتى تسميتهم كطرف معرقل للسلام رغم شكاوى الحكومة الشرعية ورغم كل تجاوزات الحوثيين وأفعالهم وممارساتهم. 
باختصار: المرحلة القادمة هي مرحلة سلام هش يفرضه المجتمع الدولي لشرعنة سلطة الحوثيين وتعزيز مكاسبهم باسم الحل السياسي وإيقاف الحرب وتلبية احتياجات الشعب اليمني وإيقاف معاناته ووو الخ وسيكون البرلمان الأداة المنفذة لمتطلبات هذه المرحلة هذه الخلاصة والبقية تفاصيل.