عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
العميد/النسي في اول ظهور له يفتح النارعلى الجميع من أجل الوطن
*ابناء شبوة جزء من"الجنوب"الذين يطالبون بالتصحيح!
*ثورتي"سبتمبر واكتوبر"عبارة عن افرازات لصراع سياسي"دولي اقليمي"!
*مايجمع احزاب"المشترك"هو كرهها لنظام الحكم..وليس مصلحة الوطن!
*ماحدث في صعد ةجزء من مخطط"غربي,إيراني"يستهدف الأمة العربية!
*الذين يجلسون في الصفوف الأمامية لإعياد الوحدة هم وراء الأزمات!
** قال أن ثورة 14أكتوبر كلفت غالياً، وأشار إلى أن أصحاب الصف الأمامي في الإحتفالات هم وراء ما يحدث وما حدث مؤخراً... ورغم أنه لاينزع الى الظهور كثيراً على صفحات الصحف، إلا أنه متابع حصيف لما تنشره وتبثه وسائل الإعلام وذو ميول ثقافي مع أنه عسكري النشئة وقد تقلد العديد من المناصب الرفيعة والتي كان أخرها محافظاً لمحافظة مأرب ذلك هو العميد/عبدالله علي النسي الذي تواصلت معه الــ«الأضواء» بهدف إجراء هذا الحديث الذي يعد الأول حسب ما عرفنا منه الذي يدلي به لصحيفة حول مختلف قضايا الساحة الوطنية من الثورة الى الوحدة تعريجاً على الإهتمامات التي تشغل حيزاً من الواقع الراهن فتعالوا إلى الحصيلة الضافية.. في الحديث التالي:
*تحتفل بلادنا هذه الأيام بالذكرى الــ45لثورة الــ26سبتمبر المجيدة ماذا يمثل هذا اليوم في حياة اليمنيين وتاريخهم المعاصر؟.. وما علاقته بيوم الــ14من أكتوبر 1936م؟
**من وجهة نظري إن الإحتفال بذكرى 26سبتمبر هي محطة للتأمل والتفكر بعد مظي 45عاماً من تغيير نظام الحكم من ملكي الى نظام جمهوري على إعتبار أن أي تغيير في النظام يتم نحو الأفضل فإذا كنا صادقين فعلينا أن نقف عند هذه المناسبة في كل عام وقفة جادة وصادقة لمراجعة كل النجاحات والإخفاقات بكل شفافية ومنها ننطلق لتطوير النجاح ومعالجة أي فشل في السنة المقبلة-لا أن نجعل من أي ذكرى نحتفل بها مجرد خطابات ومهرجانات شكلية لا تتوافق و الواقع الحقيقي.
إذا نظرنا في حقيقة قيام الثورات فإنها تأتي بمبادرة من مجموعة معينة من الشعب لها رؤاها وطموحاتها وليس بالضرورة أن تمثل كل الشعب وعند النجاح والإمساك بالسلطة يأتي الإلتفاف الشعبي حولها بالترغيب أو الترهيب- وفي بعض الحالات تحدث حروب بين المؤيدين والمعارضين ففي حالتنا لثورة 26سبتمبر حدثت حروب لأكثر من ثمان سنوات سقط خلالها الالاف من اليمنيين! فهل الثمن الباهض الذي قدمناه في سبيل تثبيت الحكم الجمهوري ولازلنا نقدمه الى الآن ولمدة 45عاماً يعتبر ثمن يستحق الدفع مقابل ما حصلنا عليه من أمن ورخاء وإستقرار وتطور خلال هذه الفترة أم العكس؟ هنا يجب علينا معرفة الحقيقة عندما تمر علينا ذكرى 26سبتمبر.
-أما حول العلاقة بين 26سبتمبر و14أكتوبر فكانت عبارة عن إفرازات لصراع سياسي أقليمي ودولي ميدانه الشمال والجنوب في ذلك الوقت.
*هل حققت الثورة اليمنية (26سبتمبر،14أكتوبر) كل آمال وطموحات اليمنيين؟.. وما الذي لم يتحقق من وجهة نظرك؟
** تحقيق الآمال والطموحات تتم وفقاً لمعايير كثيرة أهمها عندما نرى أن الأهداف التي رفعت قد تم تطبيقها على أرض الواقع وأيضاً عندما نشاهد هدف آخر بناء المواطن وهو ينعم بالصحة والعلم والأمن والسكينة والإستقرار وكذلك عندما نعرف أن القانون فوق الجميع-نستطيع القول بأن الآمال والطموحات جميعه أو بعضها قد تحقق- والعكس كذلك، هذا بالنسبة لـ26سبتمبر.
أما بالنسبة 14أكتوبر إسمحو لنا ولو لمرة واحدة أن نبتعد عن المزايدات والخطاب المعتاد -من وجهة نظري الشخصية علماً بأني من المشاركين الفاعلين في حركة القوميين العرب- أقول وبقناعة تامة أنها كانت أكبر خطأ بل وفادح إرتكبناه لأنه كان ضد مصلحة شعب الجنوب -14أكتوبر لم تأت إلا لمصلحة المستعمر البريطاني وقدمنا له خدمة لم يكن يحلم بها إطلاقاً فقد إستطاع من خلالها تنفيذ مشروعه القذر «لما بعد الإستقلال» بكل نجاح طوال الفترة «1967-1990م».
أنا أعرف أن البعض لن يرضى على ماذهبت إليه- لكن ولتبرئة الذمة يجب أن نقوله ويجب أن لانشوش أفكار النشء بالكذب والدجل ولتدليل على ما قلته سيعرف الحيوان قبل بني آدم عندما يطرح أمامه ما تم منذ «30نوفمبر 1967م وحتى مايو 1990م».
سيتضح أننا لم نقل غير الحقيقة.
14أكتوبر كانت ولازالت بالنسبة لنا كارثة «لأنها كانت منذ نشأتها تكلفة باهظة جداً لازال أبناء الجنوب يدفعونها إلى اليوم فقد قادتنا الى السحل والقتل والإلحاد والتشرد ولا نعرف غير ذلك» ..نعم كانت غلطة فادحة قادتنا وإلى اليوم لمزيد من الذل والهوان-فليعرف الجميع الحقيقة لأن ما يكتب عن تاريخنا يكتب لكي يتماشى ورغبات وأهواء من مكنهم الاستعمار التحكم بمصائرنا -فقط ثورة أرغمنا عليها التدخل الأقليمي والدولي لنقتل ونشرد بعضنا بعضاً في الوقت الذي أعلن فيها المستعمر الجلاء عن البلاد ألسنا بأغبياء؟!
14أكتوبر حطمت وحدتنا الوطنية العظيمة وفككت شعب الجنوب الى يومنا هذا.
أرغب أن أوضح لمن لازال يؤمن بمثل هذه الشعارات بل وأخرون يقدسونها أننا نحن من أوائل الذين ناضلوا وضحوا فيما نسميه بحرب التحرير وبتشجيع «لاينكر من الإنجليز»؟! وفعلاً كنا مخدوعين كالآخرين -ولكننا أدركنا فداحة الخطأ مبكراً بعد الإستقلال وتحديداً في العام 1986م وأن الأمور تسير وفقاً لمخطط أعد مسبقاً لم يكن في مصلحة شعب الجنوب وقمنا بالمناداة بوحدة وطنية لجميع أبناء الجنوب لكي تتوسع المشاركة للجميع بما فيهم من شردوا بالقوة العسكرية الإستعمارية-فكانت وحدة وطنية حقيقية وعندما ظهرت الدعوة على الساحة وتم بالفعل فصل الكثير من المناطق في ردمان وشبوة- ولأن الخارج قبل الداخل لايقبل بمثل هذه المصالحة تم التآمر على هذه الحركة وتم القضاء عليها وقتل الكثير وإستطاع العملاء تشريد موجة جديدة الى المنفى بعد السلاطين وجبهة التحرير-ولأن هذه الحركة يمثل أعضائها الكثير من الوطنيين وتحتل وتمثل العلاج الحقيقي لأمن وإستقرار الجنوب بتبنيها الوحدة الوطنية ثم التقييم عليها إعلامياً وأهمالها حتى في المنفى ولأن المنفذين للمخطط الأستعماري هم عملاء وليسوا بمناضلين مضوا والى اليوم في تنفيذ مخططهم القذر في تفكيك وشرذمة أبناء الجنوب فهل نستمر في إقتفاء أثارهم والى متى وهم يقفون ضد أي مبادرة وعمل من أجل توحدنا؟ هذا السؤال لمن لايشاركني الرأي، فهل لكل من عنده حس وطني صادق يفكر في إحيائها؟ كنا ننادي بـ1968م ويتحرر من بعض الأفكار التي لم تحقق لنا سوى التشرذم ولا تنطبق وأرثنا التاريخي والحضاري؟ المعاناة ومعالجاتها لن يتم أبداً إلا من خلال التوحد لأننا جربنا سابقاً شريحة إستحوذت على الحكم ولم توح بالمشاركة فلم تقدم لنا إلا ما قدمته وأنقسمت هذه الفئة على نفسها وألحقت بنصفها الشعب المنكوب والمتشرذم-ولم تحقق شيء، وأنفردت بمشروع الوحدة وعجزت وأنقلبت عليه في الوقت كما أعتقد أن الأخرين يروننا على ما نحن عليه لأن دولة الوحدة لم تعترف إلا بالنصف السابق للأقليم- ولهذا لايفهم لماذا لم تعترف دولة الوحدة بأغلبية شعب الجنوب وكذا على المستوى الأقليمي والدولي فليسأل نفسه كل واحد منا؟ وهل يخطط للجنوب ليصبح فراغاً جغرافياً دون سكان أصليين ويملاء بمن تتلاقى مصالحهم مع شركات النفط المهيمنة الآن؟.
وقبل أن نسمع ردود لاتعكس مصلحة الوطن لسبب أو لآخر نقول لهم أنه لايمكن المزايدة على تاريخنا ونضالنا ووطنيتنا وصدق نوايانا تجاه ما يؤمن وحدتنا وأمتنا وإستقرارنا ولم صمتنا ضعفاً أو خوفاً وإنما لأننا نؤثر مصلحة الوطن فوق ما يتنافس عليه غيرنا.
*لاشك بأنك كشخصية وطنية وسياسية لها ثقلها في المجتمع.. تابعتهم وتتابعون مشاهدته وتشهده بلادنا من أحداث وإحتقانات سياسية هنا وهناك.. بدءاً بأحداث صعدة الدامية وقضية المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين.
**بالنسبة لي كمواطن بكل تأكيد نتابع ما يحدث على الساحة لأننا جزء منها وإن كنا نختلف مع الآخرين في نظرتنا للأحداث لأننا ننطلق من المصلحة الوطنية العامة وليس على أسس حزبية أو غير ذلك؟.
فحول أحداث صعدة المؤسفة كانت ولازالت بالنسبة لنا كمواطنين عبارة عن لغز لغياب المعلومة الصحيحة فكل طرف له روايته هذا من جانب.. وآخر علينا أن نربط بين أحداث صعدة وبين ما تخطط له القوى المتحالفة ضد الأمة العربية.. فالأحداث الجارية في عالمنا العربي والإسلامي كشفت لنا حقيقة المشروع الغربي الصليبي من جهة.. وأخرى كشفت لنا مشروع التحالف «الغربي/الإيراني» تجاه أمتنا العربية -واليمن ليس بمعزل عن ما يحدث في أفغانستان-وفلسطين- والعراق-والسودان- وفلسطين ولبنان ماهو إلا ثمرة للتحالف «الغربي-الإيراني» الهادف الى تفكيك الدول العربية وهنا لابد أن نربط الإختراق الإيراني للكثير من الدول العربية ومنها اليمن ممثلة في «صعدة» وتحقق لهذا التحالف الخبيث زرع بؤرة دخيلة على المجتمع اليمني وحماها حتى ثبتها وهذا يعطي دلالات واضحة أن سيناريو التنفيذ للمشروع الغربي الصليبي المتحالف مع إيران قد بدأ الآن في اليمن منذ أن خرجت قضية صعدة من محيطها المحلي هذا بالنسبة لأحداث صعدة.
أما حول ما يحدث في المحافظات «الجنوبية» فأنه يعبر عن مطالبات كثيرة ظل أبناء هذه المحافظات يطالبون بها ولم يسمع لهم أحد وقاموا بممارسة حقهم في التعبير من خلال الإعتصامات وغيرها وهذا حق كفله لهم الدستور وبطريقة ديمقراطية-ولايمكن لأي منصف أن ينكر المعاناة والتمييز الذي يمارس ضدهم إذا إستثنينا رأي الفاسدين المتسببين في هذه المعاناه فرأيهم لايعتد به.
لقد بداءت المشكلة منذ نبش القبور في منطقة الصولبان من قبل السلطة التي ربما لا تفهم أن بعض من قام بمثل هذا العمل هم من يجلسون في الصفوف الأمامية في الإحتفالات بأعياد الوحدة؟!.
بدأت بمجالس التصالح والتسامح الذي سبق وأن تم العفو بعد الوحدة ولكن إجراءات صولبان أعادته وبعده مجالس المتقاعدين هكذا دواليك - وكان على السلطة أن تعمل لتصحيح الأوضاع قبل أن تستفحل المشاكل،لكن هذا لم يحدث.
فأمامك الآن حركتين.. الأولى غير ديمقراطية إن صح التعبير لأنها حركة مسلحة كلفت الكثير من الخسائر البشرية والمادية بدعم «غربي-إيراني» وربما الى حدما «عربي» ولأنها تحظى بدعم التحالف «الأمريكي -الإيراني» وهي حركة مسلحة لم تصنفها راعية الديمقراطية أمريكا كحركة إرهابية مقارنة مع حركات أخرى تقاتل إحتلال إستيطاني في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال لماذا؟.. لأن هذه الحركات لا تخدم مشروعهم صنفت بالإرهاب وأما حركة صعدة ولأنها جاءت بدعم
«إيراني-أمريكي» هي غير إرهابية.
المشروع الصليبي الغربي يعتمد على إذكاء النعرات الطائفية والعرقية وغيرها-وبما أننا في اليمن لانعرف مثل هذه النعرات بدءاً بزرعها أولا ثم أنطلق الى خلق فتنة أخرى نشاهدها اليوم على الساحة! فإذا كانت حركة صعدة غير مرتبطة إرتباطاً طائفياً بالجانب الإيراني فعليها أن توضح موقفها بكل صراحة أمام الشعب اليمني.. لأننا كيمنيين لم نكن نلاحظ بيننا أي مظهر للإختلافات المذهبية وأكدنا حين عشنا طوال حياتنا متحابين متراحمين بعكس ما نلاحظه اليوم بسبب الغزوالفكري.
*ماهي قراءتكم للواقع السياسي ومستقبل الديمقراطية والوحدة الوطنية خاصة وأن بعض هذه الإحتقانات رفعت وترفع شعارات مناطقية ومذهبية تضر بوحدة ومصلحة الوطن؟.. وما السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق؟
**أما حول سؤالك عن قرائتنا للواقع السياسي-فأقول أن الشواهد التي بدأت تظهر لنا مؤخراً أنه بدأ يتشكل وضع سياسي جديد نتيجة للتطورات الأخيره على الساحة اليمنية ولكن الأهم بالنسبة لنا هو كيف سيتم؟ ومن هي الأطراف المشكله لأي وضع سياسي محتمل؟ وهل سيتم بصياغة يمنية بحتة؟ أم لابد من مشاركة خارجية؟ أن أي تغيير وتصحيح للواقع السياسي القائم الآن يجب أن يكون على أساس «سلامة ومصلحة اليمن» فوق كل الإعتبارات مالم فلن يكتب له النجاح.. أما الأطراف التي يحق لها بالقيام أو المشاركة بمثل هذه المهمة هي السلطة و«الحزب الحاكم» والمعارضة «اللقاء المشترك» والأحزاب والهيئات والمنظمات علماً أن مكونات هذه الجهات جميعها لاتشكل سوى ما نسبته 15% من سكان اليمن أما 85% فهم غير حزبيين وهنا هل تمتلك هذه الأحزاب الصلاحية بخلق واقع سياسي جديد في غياب الأغلبية ذات التأثير المباشر لما يتخذ دون الرجوع للأغلبية؟ وبغياب الأغلبية هل تضمن هذه الجهات التي ستقوم وستشارك بالتغيير والنجاح؟،علماً أن جميع هذه الأحزاب السياسية منقسمة على بعضها فمثلاً الحزب الحاكم عبارة عن مظلة لقوى تعمل تحت مظلته-والحزب الحاكم والمعارضة حطمت كل جسور الحوار والتفاهم بينهما والمعارضة «اللقاء المشترك» مختلفين فيما بينهم ولا يجمعهم غير كرههم للسلطة والحزب الحاكم-فكيف سيتم صياغة أي مشروع سياسي جديد؟ إذا أضفنا حركة صعدة والمحافظات الجنوبية التي ليس لهم مشاركة في أي حزب سياسي وأن وجدت فهي فقط صورية لا لها ولاعليها.
من خلال هذا يتبين لنا أن الأساس الذي يجب أن توزن عليه أي خطوات مصيرية للشعب اليمني الذي هو «سلامة ومصلحة الوطن فوق كل الإعتبارات» لم تلتزم به الجهات المذكورة-لأنها حقيقة قد رهنت نفسها بالخارج-الذي إستطاع إن يحدث الخلخلة والتفكيك وإنعدام الثقة بين السلطة والمعارضة لكي يسيرها وفق مخططاته. فمن هنا يصعب القراءة للواقع السياسي المحتمل بصياغة يمنية 100% إلا في حالة واحدة إذا إستطاعت السلطة تبني مثل هذا منفردة-شريطة أن يكون وما يتوافق وتطلعات المواطن! وأن تشرك الأغلبية 80%بطريقة عادلة؟!!.
وبما أن اليمنيين غير قادرين على الإتفاق فيما بينهم كما ذكرنا بسبب تمسك كل طرف بأفكار ورؤى ليس القصد منها مصلحة الوطن وإنما لتركيع الآخر وتغييب رأي الشعب بعدم المشاركة.. كل هذا ما كان ليحدث لولا لجؤهم الى أطراف أخرى خارجية للإستقواء بهم على بعضهم البعض وأهم هذه الأطراف هو الجانب الأمريكي الذي إستطاع أن يظهر للسلطة أنه هو المنقذ وأيضاً للمعارضة وبالتالي أمسك بخيوط اللعبة يوجهها كيف وأينما شاء ولا أعرف ردة فعل الأغلبية «الشعب» تجاه ممارسة الأحزاب السياسية التي بداءت تتبلور الآن!.
ولا ننسى أن دولاً أخرى تمتلك بعض الأوراق لتستخدمها وفقاً لمصالحها لكن تظل الأمور وكلمة الفصل فيها مع الجانب الأمريكي فمن هنا يمكننا قراءة الواقع السياسي الحالي والمحتمل، فالأمريكان عند ظهور حركة صعدة كان يبدي بعض التحفظ على الإجراءات التي تقوم بها الدولة وأعتبرها حركة وطنية لا تدخل ضمن الحركات الإرهابية حتى وصلت الأمور إلى التسوية برعاية إقليمية عندها أظهر صوته أنه مع الحكومة ضد حركة صعدة-وبدأ المسؤلون الأمريكيون يكيلون المدح للسلطة وتجربتها الديمقراطية بمناسبة وبدون مناسبة.. في نفس الوقت يقوم بتوجيه وتحريض المعارضة ضد السلطة ويطلع ويشرف على جميع خطواتها الإحتجاجية!!.. أخيراً بدأ يرسل رسائل غير مباشرة تحمل في طياتها مضامين ما يخططه لليمن من خلال الصحافة بأنه يجب تسوية قضية صعدة وإلا ستظهر حركات جديدة وبعدها مباشرة أخذت إحتجاجات المحافظات الجنوبية زخماً قوياً فماذا يريد الأمريكان؟ الأمريكان أمامهم نقطتان وسيختارون أحدهما وهي:
1-الحفاظ على التجربة الديمقراطية وجعلها نموذجاً للآخرين-وبما أنه يمسك بجميع خيوط اللعبة فسوف يجعل السلطة والمعارضة تتفقان على حكم إتحادي أوغير ذلك«مستنداً على قضية صعدة وقضية الجنوب».
2-أو أن يجعل الأمور تتدهور أكثر حتى تصل الى نقطة التصادم وتتحول البلاد الى حرب أهلية لاسمح الله وهذه هي«الفوضى الخلاقة» وبعدها يتدخل كمنقذ يجزء الوطن كما يريد بعد تأمين شركاته بفرق من المرتزقه.
أما حول سؤالك عن مستقبل الديمقراطية-فعلينا أولاً معرفة معناه وكيف تفسر لأنني وحسب معرفتي المحدودة جداً لا أعلم أن لها تفسيراً ثابتاً وثانياً وبما أننا أمة تمتلك مالا يمتلكه غيرها من موروث ديني وفكري وتاريخي وحضاري هل نحن بحاجة الى إستيراد فكر وثقافة لا تتوافق مع عقيدتنا وفكرنا وثقافتنا ولا تعمل على النهوض بنا بل العكس:أعتقد ونحن جزء من أمة الإسلام لم نصل بعد إلى درجة الإفلاس حتى نستبدل الأدنى بالذي هو خير، وإن وصل البعض منا إلى درجة من الغباء ولا أقول الكل أن صدق بأن عدوه سيمنح المفيد-بل العكس تماماً، ودعني أوضح لك أكثر عن الديمقراطية نفسها قبل أن نتحدث عن مستقبلها نحن الآن أمام حرب صليبية لا أخلاقية ولا أنسانية فرضت علينا فرضاً- من قبلهم تنفذ بطرق ثلاث.
1-القوة المفرطة والتدمير لإرهاب الشعوب المستضعفة لتقبل كلما يفرض عليهم أهل الصليب وإرسال رسائل للشعوب الإسلامية الأخرى بأنهم سيواجهون نفس المصير.
2-مكافحة الإرهاب ويستخدم هذا المشروع الكاذب ضد الدول الإسلامية للسيطرة عليها وإجبارها بتقديم المعلومات ومنع الزكاة لاحظ فهم ركن من أركان الأسلامية وكل عمل إسلامي خيري-والسيطرة على البنوك وغيرها.
3-الديمقراطية كمشروع ثقافي «قذر» جاء بعد أن عجز الإستعمار والإستشراق من مسخ عقل وفكر المسلمين أول أهدافه خلخلة وتفكيك الشعوب فيما بينها البين وفيما بينها وبين أنظمتها وكما يقال بطريقة ديمقراطية وبعدها يتم نشر وتعويد الناس على الفحش والنيل والإحتقار لكلما يتعلق بالدين والقيم والأخلاق والتقاليد الحميدة ووصف من فعله بهذا المتخلف الخ.
ومن مادتها الأساسية أذكاء النعرات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية والقبلية والإقليمية وأيضاً بطريقة ديمقراطية جعلت الأنظمة العربية والإسلامية تقف عاجزة أمام كلما يمارس كشاهد زور، فجميع الأسلحة الثلاثة -سلاح القوة-سلاح مكافحة الإرهاب-سلاح الديمقراطية- تصب في هدف رئيسي نهائي- هو تدمير ومسح وشل كل قدرات الأمة من عقيدتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها- حتى تصبح شعوباً مثل شعوب أدغال أفريقيا هذا هو هدف الأساس والنهائي.
لكن بالرغم من حذقهم وعلمهم وقوتهم فاتهم أن أمة الإسلام هي أمة الإبتلاءات والتحمل والعبر والإحتساب لايهمها أهل الصليب فميزتها الوحيدة لمجابهة الأعداء هي الرجوع الى خالقها وناصرها والتمسك أكثر بعقيدتها وهذا ما أذهل الأعداء بما قام صبية لايملكون إلا الحجارة في فلسطين أمام قوتهم الجبارة وما نشاهد اليوم على مدار الساعة في أفغانستان التي داست وتدوس أسلحتهم بأقدام المجاهدين هذا بالنسبة للأول والثاني أما بالنسبة الثالث «الديمقراطية» فقد أستطاع أبطال فلسطين كشف قناع الغرب المزيف بكل قاذورة الدنيا وأيضاً أبطال كتائب الصومال الحبيب عندما قدموا للدنيا أروع أمثلة الحكم العادل عن المسلمين.
هذا جوابك عن مستقبل ما يسمى بالديمقراطية، التي صدرونها لنا ليس حباً فينا ولا رحمة وإنما لأنه لم يعد بمقدورهم الإنتصار حتى يعيشوا ويشاهدوا نخوة المعتصم وهيبة صلاح الدين المحفورتان في ذاكرتهم-لكن بحول الله نشاهد لوائح إشاراتها قادمة إنشاء الله بل وأكبر، أما ما شاهدناه ولازلنا إلى اللحظة من ملاحم بطولية جهادية لانظير لها في أرض الخلافة فهي العزة والكرامة في أسمى معانيها تتجلى أمامنا نحن الإنهزاميون قبل الآخرين وهي تمرغ فرعون العصر وجيشه في وحل الرافدين سلاحها العقيدة وأخلاق المجاهد المؤمن الذي يهب نفسه رخيصة في سبيل الله لإعلاء كلمته فقط.
فلا تسألني عنها-لأنني لا أومن ولا أعترف بها فأنا لدي ما أرفع وأجمل منها- لخصها أمير الشعراء فقال:
الدين يسر والخلافة بيعة
والحكم شورى والحقوق قضاء.
*ماهو تعليقكم على أولئك الذين يطالبون بـ«إصلاح مسار الوحدة» وحق تقرير مصير «الجنوب»..والبعض طالب علناً بــ«الإنفصال»؟..وهل يشكل خطراً على الوحدة؟
**الوحدة يا أخي هي عقد إجتماعي يتم التوافق عليه وليس أن يحشر المجتمع في الجنوب لما يقرره شخص لايمثلهم أبداً-وبما أن الوحده هدف سامي يفخر به كل إنسان لكن يجب أن تبنى الوحدة كمشروع على أسس ثابتة وصلبة قادرة على مقاومة أي هزه مستقبلية وهذا مالانراه عند توقيع الوحدة-وبالرغم من عدم توفر الأساس القوي فقد باركها شعب الجنوب ولعدم إستيفاء شروط قيام الوحدة فجأة أختلف كما يقال الشريكان وحدثت الهزة الأولى عام 1994م ولصدق وإيمان أبناء المحافظات الجنوبية بالوحدة بالرغم من عدم توفر الأساس المطلوب فقد كان لهم موقف لايمكن لأحد نكرانه والتف اليمن من أقصاه الى أقصاه وأبناء الجنوب في المقدمه للدفاع عن الوحدة وهزم المنادون بالإنفصال لأنهم كما ذكرت لايشكلون إلا نسبة بسيطة من شعب الجنوب-وبعد 1994م منحت دولة الوحدة فرصة ثمينة جداً للعمل على تثبيت الوحدة-لكن هذه الفرصة الثمينة ضاعت بسبب العقم في التفكير وإيثار المصالح الخاصة على العامة وغيرها لكنه ورغم ما حدث من تصرفات غير مسؤلة بعد حرب 1994م والى عام 2006م ولفترة حوالي 12عاماً أثبت أبناء الجنوب أنهم هم الوحدويون الحقيقيون من خلال صبرهم وتجلدهم على ما يعانوه من تهميش وتمييز وهضم للحقوق وفقدان للأمن والإستقرار، لعل وعسى أن السلطة تقوم بما يجب عليها وعندما لم تتم الإستجابة والمعالجات-وجد أن ليس أما مه إلا أن يعبر عن معاناته من خلال الإحتجاجات والإعتصامات حتى ظهرت أصوات تنادي بالإنفصال هذا حدث لأن السلطة لم تستجب للذين يطالبون منذ البداية بتصحيح مسار الوحدة وطوال 13عاماً ولأن السلطة لم تدرك أنه بعد هذه الفترة ستظهر أصواتاً جديدة ترفع من خلالها سقف المطالبات من التصحيح الى الإنفصال! ولهذا يجب أن ينظر الجميع لمصلحة الوطن فالجميع شركاء وليسوا اتباعاً علماً أن دولة الوحدة لا تعترف إلا بإقليم فقط وتتجاهل شعب الجنوب بأكمله.
* ماهو موقف أبناء محافظة شبوة تجاه هذه المطالب؟
**أما حول موقف أبناء شبوة تجاه هذه المطالب فيعتبروها مطالب مشروعة بالرغم من وقوفهم مع الوحدة في مقدمة الصفوف وقدموا تضحيات كبيرة لكن لماذا لم يسأل أحد عن هذا التحول الكبير في المواقف؟.
محافظة تضحي بأولادها دعماً للوحدة عام 1994م مثلها مثل اي محافظة جنوبية وتفاجئنا خلال عام 2007م بمواقف مختلفة تماماً-نعم لقد أجبروا على أختيارهم هذا من خلال الممارسات اليومية-ولأنهم كانوا أكثر وطنية من الذين يرفعون شعارات لاتطبق أبداً.. أبناء شبوة هم جزء من الجنوب فكلهم في الهم شرق، ولهذا يجب أن نعرف من هو الإنفصالي الحقيقي.. هل هو من أرغم على المطالبة بالإنفصال اليوم أم الذين أرغموه وأجبروه على ذلك؟ ومن منهم يستحق المحاكمة؟
*كيف تقيمون موقف احزاب المعارضة في المشترك تجاه كل الأحداث والإحتقانات التي ترفع شعار «الإنفصال»؟.
<<أللقاء المشترك نحن نعلم أن أعضائه لايتفقون إلا في تعرية السلطة ولكنهم يختلفون في توجهاتهم وإيدولوجياتهم-المشكلة أن الأمور وصلت الى طريق مسدود بينهم وبين السلطة وهذا يؤثر على البلد فلا السلطة ترغب في السماع والحوار إلا من خلال ما يتوافق وتوجهاتها والمعارضة ليست بالناصح الأمين الحريص على المصلحة العامة وجهت كل جهودها وطاقتها للنيل من السلطة وتعريتها بما يقال وبما لايقال وهذا يؤكد ما قلناه من إرتهان الكل بالجانب الآخر؟!.
ومن خلال هذا نستطيع أن نحصل على إحتمالين.. الأول هو نكاية بالسلطة أو إستجابه لتوجيهه.. والثاني هو تأكدهم من صدق ما يطالب به الموطن من خلال المظاهرات والإعتصامات مع عدم التأثير في القرار للمشترك من قبل أبناء المحافظات الجنوبية.
*هل يتحمل النظام والحزب الحاكم بمفردة مسئولية ماحدث ويحدث؟ وما الكلمة التي تريد قولها والتي لم نشر لها في سياق أسئلتنا؟.
**أخيراً:
نحن اليمانيون نشاهد ونعيش اليوم فتن كبيره لم نعهدها من قبل على إمتداد التاريخ ولم نر أي جهة تحتسب لربها ودينها وأمنها وتقف أمامها لوأدها وإخمادها والتحذير منها لأن الجميع أبتعد عن منهج الأمة خوفاً من أعداء الله حالنا حال أمة الإسلام في عصر الذل والهوان لا لشيء وإنما لأننا ندين بالإسلام.
فإذا نظرنا الى حالنا اليوم وتعمقنا في الدراسة والتحليل لما نحن عليه لأتضح لنا أننا قد حدنا عن منهجنا ولم نعد نمتلك منه إلا الإسم فقط وبهذا سهلنا على الغرب تفكيكنا على كل المستويات وعمق الهوة بين الشعب ودولته ونزع الثقة فيما بيننا حتى جعلنا لانثق في شيء إلا فيما يأمرنا به هو وفقاً لأهدافه التي ينفذها تجاهنا، وبما أننا شعوب متسامحة تحب الخير لكل الناس زرع في قيادتنا وفينا عدم الثقة فلا النظام يثق بالمواطن والعكس تماماً.
لأنه يدرك أكثر منا أنه إذا توفرت الثقة بين الحاكم والمحكوم فأنه لم يعد قادراً بفرض ما يتوافق ومخططاته هذه نقطة يجب أن نقف أمامها ونعلم أن هذا العدو لايحب أي منا لا حاكم ولا محكوم.
نعم نحن لم نتخذ الغرب عدواً وإنما فرض علينا عداوته فلماذا نحن لم نتخذه عدواً؟ في الوقت الذي يجاهر فيه بعداوته ويتفنن في أذيتنا وخاصة فيما يتعلق بعقيدتنا؟ يصدر لنا مشاريع ويأمرنا بتنفيذها وعندما يتم التنفيذ وفقاً لما أمرنا به ويرى أن النتيجة في غير صالحه يأمرنا بوأدها!.
يبشرنا بالعدالة والمساواة والحقيقة هي طمس كلما يتعلق بالدين والثقافة والتاريخ وإبادة جماعية بواسطة حلفائه ومرتزقته وبكل وقاحة يجبرنا على تقبل هذا السلوك اللا أخلاقي وفي الأخير يجزء أوطاننا وبكل صلف يجبرنا على قبول ما يقوم به، فهل ما قام به الأعداء في أفغانستان والعراق نحن مقبلون عليه؟
نعم سيتم وبكل سهولة لأن أشاراته اليوم ظاهرة للعيان-ولن يسلم منها لا حاكم ولا محكوم ولن يتكرر الموقف البطولي لحاكم العراق.
لماذا لأن الوضع اليوم وصل الى درجة لم يكن يخطر على قلب أحد من الحقد والكراهية فيما بيننا حتى أننا نسينا مصير أخواننا في أفغانستان والعراق والصومال ولم يعد أي منا يفكر أنه سيأتي الدور عليه هكذا الوضع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حقيقة أن الجميع يعيش معاناة وظلم وقهر وفقر نتيجة لأننا حدنا عن ما أمرنا الله به وأيضاً نتيجة أننا كنا مخدوعين بما يقدمه لنا عدونا من وصفات ماكرة وخادعة وكاذبه حتى نشر الظلم والفساد وشل تفكيرنا بالكامل ونحن الآن في قمة الغباء لانعرف أنه يسوقنا الى نفس مصير أهلنا في أفغانستان والعراق والصومال ولا نعلم أن أكبر من أبو غريب سيتم أنشائه وأننا سنقتل على أيدي اللقطاء المرتزقة المستقطبين من كل بقاع الأرض يغتصبون نسائنا ويدنسوا مقدساتنا بقوة العدو الغربي الصليبي.
فهل نفضل هذا المصير الذي لايمكن أبداً إستبعاده إذا بقينا على ما نحن عليه؟.
أم نتصالح فيما بيننا على المنهج الذي أرتضاه الله لنا حكومة وشعباً أحزاباً ومنظمات أفراداً وجماعات وعند ذلك ستحقق العدالة والمساواة وننعم بالأمن وفوق هذا وذاك رضاء لخالقنا وربنا ونبينا وديننا حتى يعرف الأعداء أن أمة الإسلام لايمكن أن تطمس لأن قوتها مستمدة من قوة الخالق ويبقى يمن الإيمان سنداً وعوناً لأشقائه لاكما يخطط له الأعداء!
هذا هو التحدي يا أهل الحكمة والإيمان لكي تثبتوا للعالم أنكم كنتم ولا زلتم وستظلوا بإذن الله مدد الإسلام وإن لم تفعلوا فحتماً سيأتي أبنائكم ويثبتوا ذلك بكل تأكيد إن شاء الله وعندها لم يعد يهمنا تعالي وغطرست وبغي الأعداء مهما كانت قوتهم حتى يجنحوا للسلم.