النصر في زمن الهزايم
بقلم/ مبخوت الشريف
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 4 أيام
الثلاثاء 08 مايو 2007 08:09 م

مأرب برس ـ خاص

العرب يعيشون منذ نصف قرن هزيمة تلو هزيمة مع العدو الإسرائيلي باستثناء حرب العاشر من رمضان عام 1973م لولا التفافة الجنرال شارون بكتيبة الدبابات على الجيش المصري وعبوره البحيرات المرة وتشبقة بقطعة أرض غرب القناة حتى يقول للعالم أن إسرائيل لم تهزم وكذا مبادرة السادات لزيارة تل أبيب ودخوله اتفاقية سلام مما أفرغ هذا النصر المبين من محتواه وجعل الإسرائيليين حكومة وشعباً لا يشعرون بالهزيمة المنكرة التي دمرت أقوى التحصينات في العالم ( خط بارليف ) واعتبروها سحابة صيف وشكروا لقائد كتيبة الدبابات في ذلك الوقت حسن تصرفه وسرعة حركته وتشبثه بقطعة أرض غرب القناة وإعلانه في حينها أمام العالم أن جيشه يقاتل الآن غرب القناة .

منذ ما قبل 1973م وبعدها يعيش العرب وهم الجيش الذي لا يقهر وكادت القضية الفلسطينية أن تضيع كما ضاعت الأرض لأن النفسية العربية تعيش نفسية المنهزم .

حتى لو حدث في فترة من الفترات ولمدة قصيرة منازلة بين فصيل فلسطيني أو عربي مع إسرائيل يعتبرونها مغامرة غير محسوبة العواقب يجب عدم تشجيعها أو دعمها لأنها بحسب نفسياتهم المهزومة ستجر إلى الأمة كوارث لا تحمد عقباها ؟!

تمكنت الهزيمة من الأنظمة العربية وانساحت في دمائهم وعروقهم وتراءات لهم إسرائيل بعبع وقوة لا تقهر ؟!

حتى قيض الله عز وجل انتفاضة عام 1987م ثم انتفاضة 2000م كان من نتائج هاتان الانتفاضتان انسحاب إسرائيل من غزة وإعلان شارون تفكيك بعض المستوطنات وأعظم منه اهتزاز صورة إسرائيل عند الشعوب العربية والعالم باستثناء( الأنظمة العربية )وأصبح بالإمكان هزيمة إسرائيل وأخذ الحقوق المغتصبة منها .

- الأنظمة العربية تعاملت مع هذه الانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني من ثلاثة منطلقات .

أولا :

أن مجموعات فلسطينية مجاهده حققت ضد إسرائيل انتصارات ما لم تحققه الأنظمة العربية مجتمعه لذى يجب تجاهل ما حققته الانتفاضة.

ثانيا :

أن الذي فجر الانتفاضة وقادها رجل مقعد ومشلول لا يتحرك فيه إلا رأسه وهذه مصيبة كبيرة على أصحاب ألجلاله والفخامة والامرا قادة وزعماء العالم العربي .

ثالثا

إن هذا النصر تحقق على يد حركة إسلامية لها جذور وامتداد في الوطن العربي وهذه في نظرهم أم المصائب ؟!

- شارون كان شخصية قوية ويعتبر أخر قادة إسرائيل الكبار لذا لم يتم محاسبته وتشكيل لجنه من قبل الكنيسة الاسرائلية حتى تصدر تقريرها أن شارون اخفق في قمع الانتفاضة التي تعهد في إنهائها خلال مائة يوم ولذا لم يصرد زعماء الدول العربية إلى ألان أن الانتفاضة انتصرت على إسرائيل لان الشاهد من أهلها لم يدلي بشهادته حتى ألان لكن شارون يعلم أنه انهزام أمام المقاومة الفلسطينية فأصيب بجلطة دماغية أقعدته في غرفة العناية المركزة حتى اليوم.

حسن نصر الله والمغامرات غير المحسوبة

 تولي زمام الأمور يهود اولمرت بعد شارون وأراد أن يسير على خط القائد الكبير شارون فأمطر قطاع غزه بحمم الموت براً وبحراً وجواً شجعه على ذلك وصول حركة حماس الإسلامية إلى الحكم وصمت وسكوت قادة الدول العربية وتشجيع ودعم أمريكا وأوربا .

فوجهت حركة حماس عبر جناحها العسكري ( كتائب القسام ) ضربة موجعة لأولمرت وحكومته تمثلت في عملية ( الوهم المتبدد ) بعدها بأيام قليلة قام مقاتلو حزب الله في لبنان بخطف أثنين من جنود العدو الإسرائيلي وقتل خمسة .

عندها أرعدت إسرائيل وأزبدت وعقدت النية على استئصال حزب الله وقلع جذوره من لبنان .

ووقتها انتظر رؤساء وملوك وامرأ العرب والعالم بأسرة نهاية مؤلمة لحزب الله ولزعيمة حسن نصر الله بل أن بعضهم لم ينتصر حتى ينتهي المشهد بل أعلن أن ما أقدم علية حزب الله مغامرة غير محسوبة ومراهنات خاسرة ورد عليهم حسن نصر الله نحن نراهن على مغامراتنا وانتم راهنو على عقولكم .

واستمرت الحرب الضروس واظهر مقاتلوا حزب الله مقاومة منقطعة النظير وبعد شهرمن معركة حامية الوطيس أعلنت إسرائيل وقف الحرب تحت ضغط صواريخ حزب الله التي طالت مدن وقرى في الأرض المحتلة كان أبعدها ( حيفا ) ثاني أكبر تجمع يهودي صهيوني.

وشهد شاهد من أهلها لم يصدق زعماء العرب أن إسرائيل انهزمت ولأنهم لم يصدقوا فقد اجتمعوا في قمة الرياض وطالبو بتفعيل مبادرة السلام مع إسرائيل

وبقوا يتعاملو مع إسرائيل بنفس العملة قبل حرب لبنان , وينظرو لإسرائيل أنها القوة التي لا تقهر مهما وقعت فيه من ورطات في غزة أو في جنوب لبنان .

وهذا يذكرنا بقصة سليمان علية السلام مع الجن حيث لم يدل على موته إلا دأبت الأرض عندما أكلت عصاه المتكي عليها فخر على الأرض.

قال تعالى ( فلما قضينا علية الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ).

- جاء تقرير فينوغراد رئيس لجنة تقسيم الحرب على لبنان وجاء شجاعا صادقا ناقلا الحقيقة المرة التي لا يحب المنهزم سماعها , وخلاصته أن إسرائيل انهزمت أمام حزب الله في لبنان ؟!

وتعالت الأصوات مطالبة باستقالة أولمرت وقادة حربه فهل زعماء العرب أفاقوا من نومهم , أم يريدوا أن يبقوا في العذاب المهين ؟!

تحية للزعيم حسن نصر الله وعتاب للزمن التعيس

يا حسن نصر الله قدرك أنك جئت في زمن القطبية الأحادية وجئت والعالم بأسرة يقف ضد ما يطلقون علية محاربة الإرهاب يا حسن نصر الله لو أنك تقدمت إلى زمن كان يحتفل بالهزيمة ويعتبرها نصراً (1967م نموذجا ) لكان أطلق عليك اليوم أنك أعظم قائد عربي الحق الهزيمة بإسرائيل كم هزتني كلماتك التي قلتها بعد أن قررت اللجنة الاسرائلية أن إسرائيل هزمت أمام حزب الله عندما قلت .

( لا شماتة يجب أن نأخذ العبرة من العدو عندما ينتصر وعندما ينهزم وعندما يعترف بالهزيمة ؟)

فلله درك من قائد عظيم يبتسم عند الهزيمة ويتواضع عند النصر ؟!

أخيرا

يشهد الله أني أحبك في الله أيها القائد العظيم ومن حبي لك أني أدعو الله في صلواتي أن يجعلك من الذين يحبون صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم جميعا ولا يفرقون بينهم .

وأن يجعلك الله من الذين قال الله فيهم (والذين جاوء من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا انك رءوف رحيم )