عاجل.. دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو من جنوب اليمن :وزير الداخلية يدعو لرفع الجاهزية الأمنية ويشدد على توحيد القرار الأمني والعسكري واقع المرأة في زمن الانقلاب الحوثي نقاشي حقوقي بمحافظة مأرب أول دولة عربية ستُعيد فتح سفارتها في سوريا جلسة جديدة لمجلس الأمن تناقش الوضعين الإنساني والإقتصادي باليمن تصريحات جديدة ''مطمئنة'' للجولاني والبشير بشأن مستقبل سوريا ''في صيدنايا ما في داعي أبداً لوجود غرف سرّية لأن كل شيء كان يصير على العلن''.. الدفاع المدني يعلن عدم العثور على أقبية أو سجون سرية
مأرب برس - خاص
تذكر كتب الادب عن راوية الشعر العربي ( الأصمعي ) هذه الرواية ( قال : كنت أسير في أحدى شوارع الكوفة وإذا بإعرابي يحمل قطعة من القماش فسألني أن أدله على خياط قريب فأخذته إلى خياط يدعى(زيداَ).
وكان أعورا ً فقال الخياط : والله لأخيطنه خياطةً ً لاتدري أقباء هو أم دواج والقباء هو ( لباس له أكمام ولكنه مفتوح الصدر إلى الأسفل كأنه عباءة ) والدواج في لسان العرب ( ضرب من الثياب )
فقال الأعرابي : والله لأقولن فيك شعرا ً لاتدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أو دواج !
فقال في الخياط هذا الشعر :
خاط لي زيد قباء *** ليت عينيه سواء
فلم يدرِ الخياط أدعاء له أم دعاءٌ عليه لأنه كان أعور)
هذه القصة كانت دائما تخطر على بالي كلما دخلت مدينة مأرب ( المجمع ) قبل الإنتخابات الرئاسية
وخاصة عندما اصل للنقطة العسكرية التي على مدخل المدينة من الشرق ،
حيث تنتصب هناك لوحة تذكارية للرئيس ( على عبد الله صالح ) ملوحا بيديه في السماء ، وقد افتر ثغره عن ابتسامة عريضة
توحي بالثقة والتبشير بالخير .
كان أكثر مايشدني في الصورة الجملة المكتوبة باللون الأحمر في الأسفل ( يمن جديد ، مستقبل أفضل ) كانت تدور في نفسي وساوس عديدة ، بل إنني كنت أصارع
في داخلي اتجاهين اثنين .
الأتجاه الأول : كان يوحي إلى أن كل الشعارات الصور لفخامته ما هي كلام لدغدغة العواطف ، وكسب الأصوات، وأن الحال سيبقى هو الحال ، وخطبة الجمعة هي نفس الخطبة وعاق والديه عاق والديه
وأنه على قول المثل ( لو شي شمس كانها من أمس ) .
الإتجاه الثاني : كان يوحي إلى أن ترشيح المهندس فيصل بن شملان لخبط الأوراق على طاولة الرئيس ، وأنه لا بد أن يراجع مساره ، ويعدل اتجاهه للأفضل ، وكان يساورني أمل ضعيف
حول تغيير الوضع وتحسنه للأفضل .
لكنني في الاخير توصلت إلى قناعة مهة مفادها أن الإعرابي في القصة السابقة كان الغرض من شعره الهجاء والدعوة على زيد بالعمى ، خاصة وأن نطق بشعره في حالة هيجان وغضب عندما التبس عليه امر الثوب .
القاناعة الثانية : أن الشعار الإنتخابي لحملة الرئيس كان واضحا وصريحا على نية حكومة المؤتمر الشعبي العام ، وحسب ما تفهمه الحاشية من أجل أن تشد الحيل لجمع الأصوات ، وشراء الذمم .
وها نحن اليوم وبعد مرور عام وثلاثة أشهر على الإنتخابات نقف لكي نشاهد اللوحة الجديد لليمن الجديد والذي وُعِدنا به ، والمستقبل الأفضل الذي وعدت به الحاشية .
اكتملت الصورة لليمن الجديد ، صورة لا تبشر بخير إلا أن يلطف الله بالبلاد والعباد .
هذه الصورة التي ظهر فيها الفقر ممتطيا صهوة جواده ، يصول ويجول في ميدان الشعب دون ان يعترضه احد ،
هذه الصورة التي ظهرت فيها يمننا الحبيبة كفتاة يسوقها الجلاد إلى فوهة بركان رهيب يحرق الأخضر واليابس ، إن بقي هناك مجال للأخضر .
اكتملت الصورة السيئة المخيفة للبلد ، ومازال الرسام ممسكا بريشته
يرسم الواناً وألواناً من البؤس والألم والشقاء .
أيها الحكماء في بلد الحكمة : أدركوا الفتاة قبل ان يسوقها الجلاد إلى حافة الهاوية ، وقبل أن تندموا حين لا ينفع الندم .
أدركوا الرسام قبل أن يطمس الصورة بلونه الأسود القاتم الذي يزحف بسرعة على ما تبقى من جمالها .
أدركوا اليمن ، قبل أن يدمرها الفقر ، وتلعب بها الحرب
وأخيرا أسال الله أن يصلح أحوال البلاد والعباد ، أن يجنب اليمن الفتن ما ظهر منها وما بطن .
ارفعوا ايديكم وادعو الله .