شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم
مأرب برس - خاص
أثار حضور القبيلة في الشأن العام المحلي من خلال محاولة إنشاء كيان هلامي غير واضح المعالم ، تساؤلات عن كينونة مجلس التضامن الوطني الذي لا هو حزب ولاهو منظمة أهليه مدنية ولاهم يحزنون ، ولا يعدو المجلس أو غيره من التجمعات الفئوية المماثلة له أو الرافضة له عن ظواهر تكشف عورة الدولة، والحديث الممل عن دولة المؤسسات ، وهي الدولة التي تحضر كثيرا في البرامج الانتخابية والسياسية والخطابات الجماهيرية لتغيب على صعيد الممارسة العملية.
فمنذ كتب بن خلدون مقدمته وربما من قبلها بات معروفا أنه متى أستدعيت القبيلة إنزوت وتراجعت الدولة، فالقبيلة مكانها الطبيعي تحت سلطة الدولة وإحدى مكوناتها وليس فوقها.
المشكلة اليمنية كما يلخصها رياض الريس ان الدولة تتصرف بعقلية القبيلة بينما القبيلة تتصرف بعقلية الدولة.
القبيلة ليست كلها شرا ،لكنها ايضا ليست خيرا فوجود دولة مؤسسات يتساوى فيها الشيخ والرعوي غير ممكنة في ظل حضور المشايخ الطاغي وسيطرتهم على مفاصل البلاد وثرواتها ، وإن كانت سياسة السوق تعني التنافس المشروع وتساوي الفرص أمام الناس فإن صعود طبقة جديدة من خارج إطار المشايخ حقيقة معدومة لان من يملك المال والسلطة في اليمن هم المشايخ وهم الاقطاعيون ،ولاهمية تلك إمتلاك لقب شيخ ، فقد صار العديد من الطامحين في دخول سوق المال والاعمال والهنجمة يدفعون كثيرا من أجل حصولهم على لقب شيخ ،فيما يشبه الحصول على لقب البشاوية أيام الدولة العثمانية.
عوامل عده مسخت الهوية القبلية وانحرفت بها فمن الاقصاء في العهد الامامي ، الى الاستقواء بالدور القبلي بعد الثورة عندما كانت القبيلة منقسمة على نفسها ، فقد ساهم المصريين والسعوديين في إفساد القبيلة وتدليلها، وكان صراع الرئيس عبد الناصر والملك فيصل يتحول الى سلاح وأموال وذهب توزع على المشايخ الامر الذي عزز سطوة المشايخ ، وبقدر حجم الاموال الي كانت تبذل كانت الولاءات تتبدل كل يوم لتكتسب لونا مغايرا .
منذ قيام الثورة اليمنية والمشايخ والفين على أخذ فلوس من الشقيقة الكبرى ودول كثيرة كما قال الرئيس علي عبد الله صالح لصحيفة الوسط وعلى الرغم من وجود من تحريم الدستور اليمني وقانون الاحزاب والتنظيمات السياسية قبول التبرعات والدعم من اي جهة خارجية لكن الرئيس الصالح يقول بالحرف الواحد( السعودية تقدم مثل هذه المبالغ والمرتبات من أول الثورة والناس قد الفوا عليها ،ثم إنها لا تمثل مشكلة لنا بينما ليبيا لها غرض سياسي هو تصفية حسابات وخلافات مع السعودية وليس لله .. ونحن لا نريد احد أن يصفي حسابات مع الطرف الآخر وعلى كل من يستلم من دولة اخرى يندرج في إطار الحرام والانتقاص من الولاء الوطني) هل ركزتم على الفقرة الاخيرة هل نحن باب مسجد ام في دار الافتاء.
الطرف المناهض للمجلس الوطني ممن إجتمعوا في بيت الشيخ الشايف كانوا مستائين فقط من قصة الدعم الذي قيل أن حسين الاحمر إستلمه من دولة غير شقيقة ، وذلك كان موقف السلطة أيضا ، حسين الاحمر يعترف ويفاخر بمعرفته بالعقيد القذافي ويقول أن الرئيس صالح هو من قوى علاقته بالعقيد.
لسنا هنا مع أو ضد العقيد او الشيخ أي كان نحن مع اليمن التي لن تستفيد من المجلس الوطني أو غيره ولن يكون حلف فضول كما حاول البعض تسميته لان حلف الفضول كان في عصر لم تكن فيه دول قائمة ،بينما نحن اليوم القرن الحادي والعشرين.
ذات يوم قال الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر( إن دور القبيلة يزداد كلما ضعفت الدولة ) .
من يمتلك المال والنفوذ في هذا البلد يمتلك كل شيء حتى أنه بإمكانة تجاوز القانون والدستور والمؤسسات فحسين الاحمر جمع قبائل ومسلحين في قلب العاصمة صنعاء وقدم نفسه بديلا لمؤسسات الدولة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ، وسيصدر صحيفة ومجلة وسينشئ فروعا ويحاسب الفاسدين كما يقول ، رغما عن الجميع .
الشخصيات المدنية لا تستطيع إستخراح تراخيص لجمعيات او منظمات حقوقية وتظل في الطابور شهورا وفي نهاية المطاف ربما لن يحصلوا على ترخيص ، كما أن تلك الجمعيات مطالبة بتقديم كشوفات تبين مصير صرف تلك المبالغ ، لكن هل تجرؤ أي جهة مطالبة اي من المشايخ بمصير المبالغ التي تسلمها من جهات خارج اليمن .
الدولة تمتلك كما تقول وثائق تدين عدد من الدول بتمويل مشايخ ساهموا في تعزيز الصراعات والحروب داخل مناطق مختلفة من اليمن ،لكنها لم تتخذ إجراءات تثبت سيادة الدولة وهيبتها.
خمسة وعشرون عاما هي فترة الحرب بين قبيلتي الشولان وهمدان في الجوف قامت القبيلتين بنقل حربهما مؤخرا الى صنعاء ولم يتدخل كبار المشايخ لوقف ذلك الاقتتال والادهى ان الطرفين يستلمان من الدولة ومن الشقيقة الكبرى وتذهب تلك الاموال لتمويل الاحتراب.
النظام في اليمن يستمد قوته من صراعات القوى القبلية التقليدية ويعمل على تفكيكها وإعادة تركيبها من أجل إضعافها حتى يسهل السيطرة عليها ، وكأحجار الدومينو يعيد رصها لكن بطريقة تسمح له بقلبها بسهولة في حركة واحدة.
نقترب من العقد الخامس لذكرى قيام الثورة اليمنية وما زالت رقعة الشطرنج نفسها ، يتغير اللاعبون لكن النقلات بطيئة ومدروسة بعناية لغاية عدم تحقيق تقدم في حياة القبائل اليمنية خاصة إذا قسنا الامور بما تحقق على الصعيد الملموس في تغيير وعي الناس وإحلال قيم المدنية الحديثة ونسبة المستفيدين من خدمات التعليم والتطبيب والمياه النقية والكهرباء والطريق ومخرجات التعليم الجامعي ،لن نذهب بعيدا وسنقارن انفسنا بالمحيط المجاور فدول الخليج والاردن والعراق وسوريا دول توجد بها قبيلة لكن مع فارق ان تلك الدول استطاعت تمدين قبائلها مع إحتفاظ تلك القبائل بقيمها الاصيله.
القبيلة في اليمن جغرافيا أكثر منها تاريخ وليس من الطبيعي أن تحشر اليمن وتعطل طاقاتها من أجل مصلحة عدد ممن فقدوا مصالحهم أو تقاطعوا مع النظام ،ومن غير المنطقي أن يستمر خطاب التجييش وحمل الناس وكأنهم أكياس طحين أو بنداق عدال مع الشيخ سين أو صاد، ومن ثم فإن اليمن اكبر من القبيلة.
الرئيس صالح فاز بوعد الناس بمنحهم مجتمعا مدنيا يتساوى أمامه الشيخ والرعوي ،وليس من مفرداته التجمعات الفئوية خاصة وأن العديد من قيادات تلك التجمعات القبلية محسوبة على الرئيس صالح وحزبه.
alzorqa11@hotmail.com