مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
مأرب برس - خاص
في مشهد حزين يثير العواطف ويهز المشاعر التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وقد حالت الجبال دون رؤيتها فقال و الدموع تتساقط على وجنتيه الشريفتين : ( والله إنك لمن أحب البلاد إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ) قالها صلى الله عليه وسلم ليبين في درس بليغ للأمة أهمية حب الوطن في هذا الدين الخالد ، وحب الوطن قبل ذلك هو فطرة إلهية غرسها الله في قلوب المخلوقات جميعا ، وقد تبارى الشعراء قديما وحديثا في التعبير عن حب الوطن ومكانته من الإنسان حتى وصلوا بهذا الحب إلى المبالغة التي لا يقرها الشرع كقول أمير الشعراء ( شوقي ) :
وطني لو شغـلت بالخلد عنه *** لنازعتني إليه في الخلد نفسي والنتيجة الحتمية إذن لهذا الحب أن الإنسان لا يتمنى الخروج من موطنه بل لا تحلوا له الأيام والساعات إلا في ربوع بلاده .
لكنّ المشاهد الملموس المحسوس أن المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة ولكن في غير بلاده ويتمنى أن يسافر إلى كل بلدٍ يؤمن له لقمة عيشه ، ليس كرها لوطنه وبلاده بل سعيا في الحفاظ على النسل اليمني من الانقراض ، مذهبه في ذلك مذهب الأديب البغدادي الذي كاد أن يهلك جوعا في بلده فأزمع السفر إلى بلاد الشام وخرج حاملا أمتعته في موكب من محبيه يريدون وداعه حتى جاوز المدينة فالتفت لمودعيه وقال : ( والله يا بغداد لو جدت فيك كسرة الخبز لما رحلت عنك ) ثم أنشد :
بغداد دار لأهل المال طيبة *** وللمفاليس دار الضنك والضيق ظللت حيران أمشي في أزقتها *** كأنني مصحف في بيت زنديق هذه الرغبة العارمة لدي اليمني في السفر والاغتراب جسدها الفنان الشهير محمد الأضرعي في شريط ( مقابلة مع فنان ) حينما جاءه اتصال من خليجي فبادره قائلا ( لي منعك أشتي إقامة أنا واخي ) قد يكون المشهد فيه شيء من المبالغة لكنه في النهاية يصور واقعا لا يماري فيه إلا معاند .
المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة في دول الخليج وبالأخص في المملكة العربية السعودية فالحدود تشهد يوميا من يجتازها بالمئات من اليمنيين الذين يحلمون بالعمل ناهيك عن الأطفال وكبار السن الذين يمارسون ( الشحاتة ) والعمرة إلى البيت الحرام أصبحت منفذا أكثر أمانا للوصول لتحقيق الأحلام .
هذه الظواهر السابقة أصبحت عادة منتشرة يعرفها كل اليمنيون من صعدة إلى حضرموت .
الظاهرة الجديدة التي قد تثير الاستغراب نوعا ما.
هو أن الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في جامعات المملكة أصبحوا أيضا يحلمون بالإقامة في وطن يؤمن لهم لقمة العيش ، ففي المملكة ما يزيد على خمسمائة طالب يمني أغلبهم في كليات المعلمين وقد تخرج منهم عدد لا بأس به لم يرجع منهم اليمن إلا القليل النادر والشاذ لا حكم له .
المقيم اليمني أصبح متلهف للأخبار عن اليمن والجديد عن بلاده ، تلك الأخبار التي لا تنقلها شاشات التلفزة فكلما جاءنا قادم من اليمن فإن أخبار الحرب في صعده والغلاء الفاحش في جميع المحافظات هي العناوين الرئيسية لما لديه من أخبار ، ارتفاع أسعار الدقيق والمواد الغذائية تؤرق العامل الذي تنتظره الأنفس الجائعة ، وارتفاع أسعار الأسمنت ومواد البناء قاصمة الظهر لمن يفكر في بناء بيت يحلم فيه بالزواج والعفاف .
المآسي أيها القراء كثيرة جدا فليس المقيم هنا على ما يتحمله من تعب وإهانة بأفضل حالاً ممن في اليمن ، الجديد في المسألة أن من بقي في اليمن لازال يحلم بالإقامة ليس في بلده أنتم تعرفون أين ؟ أهل اليمن منذ القدم عرف عنهم السفر والاغتراب والسياحة في البلاد منذ أن انهار سد مأرب مرورا بحامل لواء الشعر امرئ القيس القائل
دمون إنا معشر يمانيون *** وإنا لأهلنا مـــحبـــون
مرورا كذلك بالفاتحين من أهل اليمن الذين توزعوا في الأمصار العربية والإسلامية واستقروا فيها ، إلى التجار من حضرموت الذين حملوا معهم رسالة الإسلام لدول شرق آسيا اليوم .
الجديد في سفر أهل اليمن واغترابهم الآن انه اغتراب أجبرتهم عليه قسوة الأوضاع وشظف المعيشة ، الجديد هو اختلاف السبب بين الاغتراب في الماضي والاغتراب اليوم .
وقبل أن أضع قلمي وآوي إلى فراشي بقي لدي عدة تساؤلات .
يا ترى هل يدور في أذهان المسئولين في اليمن أنه إلى هنا وكفى فقد بلغ السيل الزبى ؟!
هل دار في خلد الرئيس والوزراء أنه لا بد أن يقضوا على الفساد بعزيمة وصدق ؟!
هل سيأتي يوم تزدحم فيه المنافذ والمطارات بالمغتربين العائدين إلى بلادهم ؟!
هل سيأتي يوم أكتب فيه مقال لموقع ( مأرب برس ) عن (حلم العودة ) أقصد العودة إلى الوطن ؟!
لست أدري وأنتم كذلك أيها القراء لا تدرون !!!!