آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

الجعاشن..مأساة مفتوحة
بقلم/ ريما الشامي
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 5 أيام
الأحد 09 مارس - آذار 2008 05:48 م

مأرب برس - خاص

للعام الثاني على التوالي يتشرد أبناء الجعاشن من ديارهم هاربين من حياة الظلم والعبودية والأتاوات التي يعيشونها تحت تسلط أحد المتنفذين وشاعر الرئيس محمد احمد منصور الذي يفاخر بأن ( الدولة دارية ) .

وكذلك ( الرئيس داري باعماله ) فهل ما يمارسه منصور في أهالي الجعاشن يقبله عرف أو شرع أو دين ؟

و هل يمكن ان يرضى رئيس الجمهورية بالجرائم والمظالم التي يمارسها شاعره في حق جزءا من مواطنيه الذين وعدهم قبيل انتخابات 2006 بالقضاء على المتنفذين؟.

مايطالب به أبناء الجعاشن اللاجئون للمرة الثانية في عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء هو حق انساني ومطلب وطني عادل فهم لا يطلبون أكثر من رفع الظلم عنهم وانضمام منطقة الجعاشن الى دولة الجمهورية اليمنية كونها جغرافيا تقع جنوب محافظة اب وهي أحد مدن الجمهورية اليمنية

الجعاشن دولة ملكية

تصوروا أنه بعد مرور أكثر من 40 عاما على ثورة 26 سبتمبر وقيام الجمهورية لا تزال الجعاشن مملكة اقطاعية خاصة بالشيخ محمد أحمد منصور الذي يحكمها بالسجون والفروق والعشور والأتاوات الباهظة وبارهاب المواطنين بأنه مدعوم من الرئيس حتى أحال حياة سكان الجعاشن الى جحيم عبودية وفقر يعيشون أيامهم من أجل تسديد الفروقات للشيخ حتى لا يشردهم ويسجنهم وينهب أبقارهم و اغنامهم ويهتك عروضهم وحرماتهم وهذه هي ببساطة متناهية حياة أهالي الجعاشن منذ يوم الميلاد حتى يوسدون في قبورهم انها حياة من أجل الشيخ وفروقه حياة لم تعرفها البشرية على الاطلاق .

الجمهورية ومؤسسات الدولة وحكم القانون لم يدخل بعد مملكة الجعاشن رغم مرور عقود من عمر الثورة والجمهورية حيث شاعر الرئيس هو الدولة بكل مؤسساتها من داخلية وضرائب ومصلحة واجبات وقضاء ومنصور يده هي الطولى وهو المالك المتصرف على كل شئ في الجعاشن من انس وجان وشجر وحجر حتى بيض الدجاج حق الشيخ.

المأساة الانسانية في الجعاشن في غاية البشاعة وأكبر من أن توصف اتاوات وفروقات محمد أحمد منصور بمختلف مسمياتها هي القانون الذي يحكم الناس والرجل اقطاعي ومدعوم أيضا كما يقول ويهدد مواطنيه ولا يهمه غير جمع أكبر قدر من المال فهو لايلقي بالا لحالة الناس البائسة في الريف الذين لا يجدون لقمة العيش غير أنه يفرض عليهم مبالغ باهظة لا يستطيعون دفعها ولكن عليهم أن يسددوها اليه باي طريقة وباي ثمن مالم ففإن عسكر الشيخ منصور ينهبون الأبقار والأغنام ودبب الغاز ويقتحمون البيوت ويدخلون على النساء و ويجرون الرجال الى سجون الشيخ الجاهزة لاستقبال المعدمين من ضحايا الفروق والعشور والأتاوت .

دستور الجمهورية اليمنية يحرم السجون الخاصة وهناك نص دستوري يقول بعدم جواز سجن اي مواطن يمني بواسطة اية جهة كانت الا بامر من النيابة ولمدة 24 ساعة فقط كحد أقصى بعدها يفرج عنه أو تحال مشكلته الى القضاء للفصل بها لكن الشيخ محمد احمد منصور يمتلك 4 سجون خاصة هي ( الوكرة - الهدة - الأكمة - الحنش ) وأشهرها على الاطلاق هو سجن الحنش بحسب المشردين الذين عاشوا جزءا من حياتهم في سجون الشيخ منصور وشهرة سجن الحنش جاءت من تسميته اذ هو عبارة عن نوبة مرتفعة تشبه حصن يعيش بداخله ثعبان كبير يشارك السجناء حياتهم اذ أنه - بحسب افادة مسجونين فيه - ينزل يتجول بين السجناء وأحيانا يرونه يذهب الى البحيرة ليمارس السباحة ثم يعود لينام في حود( ثقب) في اعلى السجن 

هؤلاء المشردين واللاجئين حاليا في منتدى الاعلاميات بحارة البلقة في وسط العاصمة صنعاء هم الدفعة الثانية من ضحايا شاعر الرئيس صالح خلال عام واحد فقط وما خرجوا هاربين الا الظلم والخوف من بطش منصور بسبب عدم قدرتهم على دفع العشور المفروضة عليهم من قبله ومع ذلك فقد قام الشيخ منصور بعد تشرديهم الى صنعاء بنهب ابقارهم وممتلكاتهم واقتحام بيوتهم والتنكيل بأسرهم لأنه يثق تماما بأن الدستور والقانون والدولة لا يستطيعون أن يوقفوا مظالمه طالما وهو ياوي الى ركن شديد من النفوذ ، ان حال الدفعة المشردة الثانية من أهالي الجعاشن حالهم اليوم مثل حال اخوانهم الذين فروا العام الماضي من تنكيل وبطش محمد احمد منصور وكأنه قدرا مقدورا أن يظل أبناء الجعاشن مشردين عن ديارهم ومنكلين من قراهم الى أجل غير مسمى بسبب شخص متنفذ يمارس عليهم شتى أنواع الظلم والقهر والفروقات بمنتهى الحرية اتكاء على دعم الرئيس له ومحسوبيته عليه كشاعره.

هذا هو اليمن الجديد

ما يثير الأسى أكثر أن الرئيس صالح كان قد وعد شعبه قبيل انتخابات سبتمبر 2006 بالقضاء على المتنفذين و وضع حد لأيديهم ومظالمهم الا ان الحالة الانسانية المريعة التي يعيشها أبناء الجعاشن والتي تتكرر بأبشع صورها للمرة الثانية وفي اقل من عام واحد توضح بجلاء عن استمرارية سياسة الرئيس صالح في اعتماده على المتنفذين ومراكز قوى الفساد وتسليطهم على الشعب واطلاق أياديهم في ارتكاب شتى أنواع المظالم والانتهاكات الخارجة عن الدستور والقانون وأكثر من ذلك تشجعيهم وتوفير لهم الحماية والحصانة عن المسألة والحساب كما هو حال أهالي الجعاشن المشردين للمرة الثانية على أيدي شاعره .

دولة في المشمش

ان الدولة اليمنية بمؤسساتها ودستورها وقوانينها غائبة وغير معنية بوقف تجاوزات ومظالم وممارسات غير انسانية يقوم بها شخص متنفذ في حق جزءا من سكان هذه الدولة على الأقل هذا مايقوله حال مخيم لاجئي الجعاشن في منتدى الاعلاميات الذي يتكرر للمرة الثانية خلال عام واحد والا ماتجرأ منصور او غيره على مواصلة الأعمال الخارجة عن الدستور وفرض غرامات وأتاوت غير قانونية بكل حرية وهدوء لتكون السنة الأولى من نصيب أهالي عزلة الصفة ورعاش أن يتشردوا الى صنعاء وهذه المرة يٌنكل بأهالي عزلة العنسين لنفس الأسباب وهو الخوف من بطش شاعر الرئيس بهم نتيجة لعدم قدرتهم على تسديد فروقاته واتاوته التي ما نزل بها شرع من الله ولا أقرها دستور الجمهورية اليمنية ، وهكذا تظل الدولة وأجهزتها صامتة وغير مبالية وكأنه لايعنيها محنة مواطنيها وما يتعرضون له من جرائم لا انسانية ضحاياها مشردون ولاجئون حاليا في حارة البلقة بصنعاء وتظل مأساة مواطني الجعاشن مفتوحة حتى اشعار اخر يعلمه الله .

أكل أموال الناس بالباطل

وما يحز في النفس حقيقية هو انهيار الاخلاقيات ومستوى الرذيلة والفساد الذي وصل اليه هؤلاء المتنفذون في استبداد الناس واكل أموالهم بالباطل وبهذا المال الحرام الذي يدفعه الفقراء اتاوت وفروق للاقطاعيين يبنون الفلل ويتملكون العقارات والشركات التجارية كحال الشيخ محمد احمد منصور الذي يسكن في قصره الفاخر بمدينة تعز والذي بناه من عرق وكد المعدمين والفقراء من أبناء منطقته الذين ارهقهم بفروقاته والذين يشكون نمن أنهم يفنون أعمارهم من أجل تسديد فروق الشيخ وتجنب أذيته ومظالمه ومع ذلك فهو لايتورع عن الاستمرار في التنكيل بهم بذات الفروقات والعشور والأتاوات التي يحرمها دستور الجمهورية اليمنية وما أنزل الله بها من شرع أو سلطان ان هذا هو واقع حال منطقة الجعاشن الواقعة جنوب محافظة اب وأكثر من هذا لا يتورع منصور بجلال قدره كشاعر للرئيس واقطاعي كبير عن نهب أبقار وأغنام ودبب غاز فقراء لا يستطيعون سداد فروقاته والتنكيل بهم وسجنهم مع الثعابين والأفاعي واقتحام بيوتهم وهتك اعراضهم, .

 من أقطعك الجعاشن يا شيخ ؟

هنا اسئلة لمنصور الذي أحال أهال الجعاشن الى بني اسرائيل جدد يفرض عليهم المكوس و ينهب ممتلكاتهم وينتهك اعراضهم ويسيمهم سوء العذاب :

 يا ترى هذه الفروقات والعشور التي تفرضها يا شيخ على اهالي الجعاشن مقابل ماذا ؟ ومن خولك اياها ؟ ومن أقطعك منطقة الجعاشن لتحيل حياة اهلها الى طغيان وعبودية وسجن كبير؟

هل ترى يا شيخ منصور أن هذا المال الحرام الذي تنهبه وتأكله بالباطل على اناس لا يجدون لقمة عيشهم هو طريقا مناسبا للاثراء وبناء الفلل الفاخرة وتملك الشركات والعقارات ؟.

هل فرض الاتاوت الباهظة على اهالي الجعاشن و ممارسات التنكيل والتشريد ونهب الأبقار والأغنام والممتلكات وايداع الناس السجون مع الأفاعي هي اساليب تقرها أعراف القبيلة أو المشيخ أم انها بلطجة وممارسات لا انسانية ترتكبها تحت حماية الرئيس وبنظره كما تقول ؟

هل سيظل الرئيس يوفر لك الحماية والحصانة الى الأبد من العدالة التي يطلبها الآلاف من ضحاياك المشردين والمظلومين والذين ماتوا ويموتون قهرا وكمدا وهم يرونك تدوس على انسانيتهم وتنزع لقمة العيش من افواههم ويعيشون حياتهم من اجل ان يوفروا لك العشور والأتاوات ومع ذلك فلم توفر لهم أي شئ من الكرامة في الأهل والعرض والنفس ؟ .