هل يترك الرئيس السلطة قبل فوات الأوان ؟
بقلم/ محمد علي احمد
نشر منذ: 17 سنة و أسبوع و 4 أيام
الإثنين 03 ديسمبر-كانون الأول 2007 09:31 ص

أتوجه إلى شعبنا البطل بكل مكوناته الشعبية والعمال المطرودين من أعمالهم والمتقاعدين العسكريين الأبطال ، إلى كل الصامدين منهم في داخل السجون ، وإلى هيئة التنسيق والفعاليات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني ، وإلى كل المجهولين في السجن الكبير في جنوب الوطن وكل من يعاني من أمثالهم في عموم الوطن اليمني ، وبمناسبة مرور 40 للاستقلال الوطني أهني شعبنا بكفاحه وتاريخه العظيم بمناسبة الثلاثين من نوفمبر .وبأ الوفاء لشهداء الاستقلال الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية في الجنوب أن هذا اليوم تعمد بآدم دم الشهيد للوطن أبطال صقطوأ في ربوع جنوب اليمن وشوارع عدن . وبهذه المناسبة نترحم على أرواحهم والذين وهبوا حياتهم للوطن ونحيي الجرحئ والذين لم تزال في أجسامهم بقايا الرصاص تحيات للإبطال وتحيات للمكافحين الذين حققوا للوطن حريته واستقلاله.

لقد كان هذا اليوم ، يوم الاستقلال الوطني علامة مضيئة في تاريخ الجنوب العربي بقيادة الجبهة القومية بعد كفاح ثوري مسلح استمر لأكثر من أربع سنوات علي يد ثوار الجبهة القومية ، ومنا ضليها وكفاح عموم الشعب ، من تجار وعمال وطلبه ، ونساء وفلاحين و نقابات عمالية مختلفة ، ولا ننسى دور الجمعيات والأحزاب في الجنوب العربي حينها وهذا القوى السياسية المتحالفة، لنصرت الاستقلال من الاحتلال ، فقد صمم شعبنا على المقاومة ضد المحتلين الانجليز ، وبدأت انطلاقة كفاحه المسلح من جبال ردفان الشماء ، واشتعلت شرارتها في كل المدن والقرى والتلال والوديان وصحاري الجنوب العربي .

ولا ننسى أن عدن الباسلة شهدت تفجير أول قنبلة في مطار عدن ، وأصبحت عدن ميدانا للقتال ومواجهة المحتل ، وأضحت عدن بكل مناطقها وأحيائها و شوارعها ساحة للفدائيين ضد المحتل البريطاني وكل من كان تعاون معه في ذلك الوقت .. لقد كانت هوية الجنوب السياسية والتاريخية هي الجنوب العربي ، وتمثلت بالمحميات والسلطنات والمشيخات وعددها 23 كيانا ، يجمعهم علم واحد هو علم إتحاد الجنوب العربي ، وفي 30 نوفمبر 1967 تحقق الاستقلال الوطني الناجز ، وأعلنت الجبهة القومية أسم جديد مخالف لهوية الجنوب العربي، وحولتها إلى جنوب اليمن ، وعملت الدولة الوليدة على توحيد23 مشيحة وسلطنة وإمارة في دولة واحده على قاعدة وثيقة الميثاق الوطني للجبهة القومية ، وهي فصيل من حركة القوميين العرب ، والتي كانت متأثرة كثيرا بالحماس الفكر القومي ، وفي يوم الاستقلال أعلن الاسم الجديد وهو "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية " على قاعدة أهدافها وميثاقها الوطني، ومن طرف واحد دون إشراك الأطراف المتحالفة مع الجبهة القومية في النضال بسبب الخلاف فيما بينهم وعاق في ذلك الحرب الأهلية !!

ثم جرى تعديل أسم الجمهورية بعد تحالف الجبهة القومية مع فصيلين من الحركة في ساحة الجنوب وهما الإتحاد الديمقراطي الشعبي وحزب الطليعة الشعبية البعث العربي مرة أخرى وباسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وبقي هذا الاسم حتى تمت الوحدة في 22 مايو 90 م ، والتي من خلالها – أي الوحدة - تم التنكر لكل أبناء الجنوب .. وإننا نحذر بأنه إذا أستمر المتغطرسون في السلطة اليوم في غطرستهم فسيعيد التاريخ نفسه ، وسيعود شعب الجنوب إلى تشكيل جديد لكل فئاته وناسه دون أية وصاية حزبية ، وتحت جبهة وطنية موحده للإنقاذ الوطني للجنوب إذا لم يتم أي حراك سياسي موحد لمناهضة الفساد والمفسدين في مختلف المحافظات الشمالية. فبعد 13 سنة من سياسات التدمير والاستبداد والظلم القاتل ونهب الأرض وطرد الكوادر الجنوبية وحرمانهم لقمة العيش ، فلن يكون أمامنا كجنوبيين سوا البدء في عملية التحرير ، وسندعو جميع أبناء الوطن للمقاومة السلمية لاقتلاع سلوك الاستبداد و تحرير الوطن ونيل بكرامته ورد اعتباره بين أمم وشعوب من عصابات المافيا ولصوص الفساد وهيمنة داعمي الإرهاب والحروب الأهلية داخل الوطن.

فالوحدة وحدة الجميع ، والوطن في جبين كل يمني ، ومن يعتبرون أنفسهم حريصين على وحدة اليمن ، فيجب أن يعلموا أننا شركاء في قيام هذه الوحدة ، وعليهم أن يعلموا أيضا أن الوحدة ليست ملك لأفراد يتمتعون بخيرات الوطن ، ويطردون أبنا الجنوب أصحاب الأرض والثروة ، فكيف يتشدقون بالوحدة وأبنا الجنوب مطرودين صابرين على القهر 13 عاما.. فالمتغطرسون اليوم على الجنوب وأبنائه باسم الوحدة ، فهم أمام خيارين ، بين وحدة حقيقية يشارك فيها أبناء الجنوب في السلطة والثروة ، وإما الخيار الثاني والوحيد وهو تقرير المصير عبر استفتاء شعبي في الجنوب استنادا لرغبة الشعب ، وإذا ظل المتغطرسون مهيمنين على مقاليد الأمور دون مشاركة الوحدويين الحقيقيين وأصحاب مشروع الوحدة الذين حملوا حقائبهم على ظهورهم إلى صنعاء .

 فالوحدوي هو من تنازل عن السلطة وليس من ينهب الثروة، فالذي تنكر لهم وأخرجهم بعد حرب انتقامية وبأثر رجعي من حروب الماضي 72- 79 .

أن شروط الوحدة وقواعدها وأهدافها قد تم التأسيس لها من أول لقاء بين الرئيس الراحل سالم ربيع علي والقاضي عبد الرحمن الارياني في 72 م ، وكذلك اللقاء في عهد عبد الفتاح إسماعيل الذي كان رئيسا للجنوب ، وهو من أصل شمالي ..فيا من تتهمون الجنوبيين بالانفصال، فنحن الوحدويين، ونحن من علمناكم الروح الوطنية والتسامح واليوم تصنفون المناضلين بالردة والانفصال.. فأنتم من تملكون عقول مشطرة وأنتم الحاقدون والمنتقمون من مناضلين عرفتهم جبال ووديان اليمن مكافحين دفاعا عن ثورة 26 سبتمبر و14 من أكتوبر !!

ما تعلمونه أن الوحدة وشروطها وأهدافها ومبادئها مستند على قواعد ومواثيق اتفاقات قادة الجنوب وممثلي قادة الشمال وفي المراحل التاريخية المتعارف عليها ، وليس على وثائق التزوير والتحايل والانتقام في 7/7/1994م.

اليوم تريدون الهروب وتزوير الوثائق كما ما تنصبون المال والثروة وبيع الأرض وخيانة المسؤولية ، هذا تاريخ والتاريخ لا يقبل اللصوصية ولا يقبل التزوير ، وتتنكروا لما أسسه المناضل الرئيس علي ناصر محمد ومن سبقوه من قادة الجنوب ، لقد أسس علي ناصر أثنا حكمه مبدأ حقيقي لترسيخ قواعد الوحدة لتستند على المواثيق الدستورية دولة الوحدة ، بل وطور قواعد الشروط لهذه الوحدة من خلال ترسيخ مبدأ لبناء المؤسسات المشتركة بين الشطرين كقاعدة متينة للوحدة وتسهيل التقارب والتكامل وتعزيز المحبة والوفاق بين سلوكيات اليمنيين قبل الدمج المخادع والماكر الذي كنتم تنونه مسبقا ، فهوا أكثر من يفهمكم ، وهذا هو الطريق الصحيح للوصول إلى الوحدة الاندماجية بدمج المؤسسات والشركات ودمج الاقتصاد من خلال دمج مشترك للثروة في باطن الأرض وعلى ظهرها في الشطرين ، ولكن شاءت الأقدار لتضيق الحلقة على السلطة في الجنوب من خلال أحداث 13 يناير 86 المأساوية التي ساعدت على سرعة تحقيق الوحدة قبل النضوج مستغلين مشاكل الجنوب الداخلية وبدون أية شروط قوية من الطرف الجنوبي تحديدا تضمن حمايتها من النصابين الذين تـنكروا ليمينهم قبل أن يكتمل عرس الوحدة بعد شهرين فقط ، وبدءوا مسلسل إرهابهم بقتل مسئولين جنوبيين للانقضاض على الوحدة وإفراغها من محتواها الوطني ، فتذمر وتصدع الاتفاق، وظهر الموقف الجنوبي وقتها ضعيفا بسبب تباين مواقفهم بسبب ما خلفته المآسي من عيوب الماضي .. ولان الجنوبيين كانوا مشتـتين على مستوى الجبهة الداخلية فأني أتذكر وأترحم الله على روح الشهيد محمد علي هيثم الذي تنبأ قبل الوحدة وقدم مشروعا في مذكرة حدد فيها رؤيته للمصالحة الوطنية بيننا كجنوبيين وتصحيح أخطائنا قبل الولوج في الوحدة ، ولتصحيح العيوب وتعويض من ظلمناهم كما ظلمنا أنفسنا معهم ، بسبب المزايدات من قبل المتفلسفين والمنظرين الذين عاشوا في الجنوب وعبثوا به ، أولئك الذين وصفهم الشهيد سالمين رحمة الله عليه بأنهم " رأسمالي في الشمال وكادح في الجنوب " .. فقد أصبحنا الجنوبيين الضحية وحقق المتآمرون أهدافهم التي خططوا ورسموا لها .. ومع الأسف لم نستوعب هذه النصيحة سواء نحن الذين نزحنا إلى صنعاء أو جماعتنا الذين كانوا في السلطة بالجنوب قبل الوحدة ، ولم يستو عبوا او يتنبئوا لهذا الخطر قبل الوحدة .

 لقد ظلم هذا المناضل الحر رحمه الله عليه وأسكنه فسيح جناته ، فدفع محمد علي هيثم حياته ثمنا لوفائه لشعبه ووطنه ، ولكن التاريخ سينصفه والوثيقة ستنشر وسيأتي اليوم الذي تنشر فيه ليعرف الآخرون بكفاح المناضل الحر الوفي للوطن !!

-واليوم ومن الواجب علينا الدفاع عن حقوق الشعب في الجنوب الذي كنا سبب ظلمه وقهره في الماضي أثناء حكم الحزب الاشتراكي ، وأنا أحد قيادته أتحمل نصيبي من العيب والمسؤولية ولكن في هذا اليوم التاريخي أعتذر لمن لحق به ضرر مادي أو نفسي أو أي نوع من الظلم والضرر، كما أدعوا الآخرين للاعتذار أيضا عن كل ما جرى خلال فترة حكما للجنوب في السابق ، لقد ظلمنا شعبنا وظلمنا أنفسنا معأ وصادرنا الأرض والجبال والبحار والرمال والمنشات الخاصة وحولناها إلى عامة ملك للشعب ، ومن دون تراجع قبل الوحدة ، واليوم يتقاسمها المتنفذون والفاسدون ويتصرفون بحق الأبرياء المظلومون من إجراءات التأميم والمزايدات التي تبنيناها في فترة حكم الجنوب ، واليوم يعبث بها الفاسدين وشعبنا لا يزال يعيش في قهر وظلم وراء ظلم ، واليوم عندما يخرج شعبنا ليطالب بحقه المشروع يجب على من كان سببا في ظلم هذا الشعب العظيم في الجنوب أن يقف في مقدمة الصفوف للدفاع عن حق المستضعفين سوا من هو ألان في السلطة أو من هو خارج السلطة ، فعلى أقل تقدير أن نعوض المظلومين بتضامنا معهم ضد الفاسدين ومافيا الأراضي والممتلكات العامة والخاصة التي أممت عليهم ، ومساعدتهم على استرجاعها لأهلها الشرعيين، ,أن نتضامن مع من طردهم الدجالين باسم الوحدة من أعمالهم ودمروا ومستقبل أبنائهم ، وندعو أخوننا في الداخل والخارج للتضامن والتلاحم والدعم لإخواننا الذين يدافعون اليوم عن حقهم بالوسائل السلمية ، كما ندعو كذلك أخوننا في المحافظات الشمالية سوا من تضرر من الحزب أو لم يتضرر فاليوم الخطر أكبر لقد أنتشر الظلم على الجميع من قبل الوحوش المفترسة التي التهمت الأخضر واليابس بفساد قاهر ومتخلف لا يرى من يمارسه سوا أن يجمع " زلط " وتحت شعارات مختلفة مستغلا تحالفه مع الدول الأجنبية تحت يافطة محاربة الإرهاب ، وأصبح كل من يعارضه أو يعترض على مصالحه معه يصنف بالإرهابي أو عميل لدوله أجنبية،.!!!.

ونحن نؤكد للإخوة المناضلين في الجنوب والشمال أن وحدة الأمة في هذا الوطن اليمني والعربي والقومي لا مساومة فيها ولكن وحدة حقيقية على قاعدة العدل وتكافؤ وليس على قاعدة الهيمنة والنصب والفساد من قبل الأقلية على الأكثرية ، أو نهب الثروة والأرض ولاقتصاد واستغلال المال العام وكأنه ملك لهذا الفئة القليلة التي ترى في تفكيرها بأن هذا الوطن ملك لها وحدها ، بل وتتطاول على المناضلين وتوزع صكوك الوطنية على من تريد و تسحبها عن من لا تريد ، وتتصرف بملك الشعب وتوزع ثروته هبات بطريقه لا يقبلها عقل ولا ضمير ، ولا تملك من مواهب إدارة الدولة سوى التأمر والفتنة .

واليوم حان الوقت لتحديد المواقف للقيادة في الداخل والخارج ، كما يجب علينا أن نلبي هذا الموقف البطولي لجماهيرنا والتضامن معهم بما يتناسب مع هذا الحراك الشعبي في الشارع بقيادة مناضلينا الأبطال في الداخل الذين يخوضون المقاومة وبطونهم خاوية ، ويتنقلون على الأقدام من مديرية إلى أخرى ، فتحية لهم ونؤكد لهم أننا معهم بقيادة الكثير من المجهولين في الخارج الذين ينكر النظام لتاريخهم في الوحدة وهم من تنازل من أجلها وليس من يتشبث في البقاء سدة الحكم حتى الموت . يا من تخوضون الكفاح أصبروا وشدوا الرحال وتوحدوا وسنكافح وسنقف إلى جانبكم ومعكم أخوانكم علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس وغيرهم من الرجال المطرودين والذين تعرفون مواقفهم في الدفاع عن الوطن والتاريخ ، واليوم نذكر السلطة أن الحزب الاشتراكي وقياداته المنفية في الخارج أنها صاحبة الشرعية في الوحدة ومن يمثل الجنوب هم الجنوبيين الذين رسموا قواعد الوحدة بدءا من سالم ربيع علي وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس ، فشعبنا يعرف من يمثله ، ومن هم أصحاب الشرعية للجنوبيين ومن هم الذين وقعوا وثائق الوحدة ، يا من تصنفون الوحدويين بالانفصاليين ، أن صفات سلوككم هي السبب ورحمة الله على الكاتب عادل الاعسم الذي فهمكم يا وحدويين من هو الانفصالي في رسالته المفتوحة بتاريخ 19/11/2007 ونحن نتكفي بما جاء فيها وله التقدير العالي على ذلك ، لقد حدد بذلك من هو الانفصالي ومن هم وحوش الغنائم وديناصورات الفساد ومن هم لصوص وسماسرة الأراضي ومن هم من يخون الوظيفة وأمانة المسؤولية ، من هم الذين استولوا على المؤسسات وأعاق الاستثمار

بالمشاركة تحت مظلة الحماية ونهب الأخضر واليابس من الجنوب وأهله محرمين، وهم أصحاب الحق المشروع في الوحدة والثروة !!!..

إننا نحذر وقبل فوات الأوان بأن الوطن في خطر ، ومن يتربع على السلطة لا يقبل الاستماع للآراء أو التراجع من قبل من ينصحه ، ولكننا نكرر التحذير قبل فوات الأوان وبعدها ما يفيد الندم . هل تدرك هذه السلطة أن البركان العاصف في الجنوب اليوم سيلحقه بركان آخر في الشمال .

أن الجنوب شعب مسيس وصاحب قضية ، كما أنه لا يعول كثيرا على التهم التي يطلقها عليه لصوص الوحدة الذين لا يهمهم سوا مصالحهم ، فنحن أصحاب قضية وشعبنا الجنوبي اختار مقارعة ومواجهة الظلم والظالم معا لإيصال قضيته للعالم ، ورفضه لكل ممارسات القهر ، فعلى أخوننا في المحافظات الشمالية أن ينظموا أنفسهم ويوحدون صفوفهم من أجل مقارعة الظلم إذا كان ممارسته واحدة.

يجب أن يعرف القاصي والداني أن على الساحة اليوم أطراف متعددة ستطالب بحقها، ولكن دعاة الوحدة الاندماجية والمنتفعين الذين دمروا أهداف الوحدة الحقيقية أضعفوها بسلوكهم وبما نهبوه من الثروة و اغتصاب الأرض وسيطرة على كل شي بعد حرب 7 يوليو 1994 التي أنهت الوحدة ودمرتها وسلبت الأخضر واليابس .. فسلوك النظام يريد شجاع جاهل أو مثقف ضعيف وجبان لا يسمح له إلا تقديم التحية يا أفندم.

أن من يريد ترميم مسار الوحدة وإصلاح مسارها وقيام فدرالية على قاعدة إقليمين أو أربعه أقاليم في حدها الأدنى رغم مرارة المعاناة من الشريك الذي لا يصلح للشراكة حتى في مشروع الفيدرالية بمفهوم عقليته وسلوكه ولا يمكن يصلح حتى بهذا المشروع لأنه يريد أن يهيمن وينهب الثروة ويفسد الأرض والعباد !!

كما أنه وبسبب الظلم والغبن هناك فريق لا يرى أية أمكانية أصلاح ما دمره لصوص الوحدة في الجنوب منذ 1994 ، بل يطالبون بالعودة إلى ما قبل الوحدة لان من كان جاد للوحدة صدم في مفهوم غيره لها ، وهذا يعني أن الوقت يحتاج إلى مراجعه ومعادله للنظامين حتى تتقارب السلوكيات وثقافة المجتمع والالتزام بالقوانين والعمل على قاعدة العدل والمساواة من خلال قوى جديدة بعد إصلاح الطرف الشطري في شمال الوطن وحتى تنتهي نزاعاته القبلية ومساواته بالجنوب الذي حاول المتخلفون عودتها بعد نسيان 27 عام من الأمن والاستقرار والسكينة العامة بين القبائل الجنوبية.

ونحن اذ نحذر قبل وقوع الكارثة ، ولا نستبعد أن تقام مطالب في الشمال والجنوب ، مثل طلب الجنوبيين العودة إلى الجنوب العربي تمسكا بهويته وتاريخه وانتمائه القومي وعروبة الجزيرة العربية ، و لا نخفي أن هذا التيار جارف يطالب بهويته المسلوبة وتاريخه المطموس وأرضه المهيمن عليها اللصوص والجهلة والمتنفذون، فهل يجهل هذا النظام ما يجري في الساحة اليوم من حراك شعبي حقيقي ، أم أنه سيظل يردد أن هذا الحراك الشعبي القوي ما هو الا زوبعة وفقاقيع وحركة خفافيش في الظلام .

إن على السلطة أن تراجع حساباتها والعمل من أجل الإصلاح الحقيقي الذي يحفظ للجميع كرامتهم ، وحرصاً على سلامة اليمن من الكوارث التي لن يتوقعها الجهلة الطماعين للثروة ، وما لم يتم ذلك وعلى وجه السرعة فأننا لا نستغرب أن يعلن أبناء الجنوب إطارهم الجديد والذي سينصهر فيه بدون شك كافة القوى وفروع الأحزاب الجنوبية دفاعا عن الوطن قبل الولاء الحزبي ، فان الولاء الوطني يسبق التبعية السياسية ، وبعدها سيواجه المتغطرسون مصيرهم ، وعليهم أن يعلموا أن وثائق الجنوب باسم الجنوب العربي لا تزال محفوظة في المحافل الدولية والعربية والإسلامية حتى اليوم ، فربما التاريخ يعيد نفسه ، ونحن نحذر قبل فوات الأوان ، كما أننا لا نستطيع أن نقف ضد هذا المطلب بعد أن أرغمنا شعبنا على ما لم يرغب به بعد الاستقلال ووحدنا الوطن دون استفتاء شعبي ، ومن يراهن على القوه سيكون ضعيف أمام التيار الشعبي في الجنوب ، ولا نستبعد أن تخرج من الشمال أيضا مشاريع مشابهة مثل العودة لما كان عليه قبل 1990 ، وربما أكثر من أسم و أكثر من ولاية جديدة ، بل هناك من ينادي بقيام الدولة الفاطمية في الجزيرة العربية وإفريقيا ، ويجب على هذا النظام أن يفكر وبسرعة ، فإذا كان علي سالم البيض قد وحد الوطن بتنازله عن السلطة لعلي عبد الله صالح الذي جاء للجنوب حاملا مشروع الفيدرالية ، واليوم وأمام هذا المنعطف الخطير الذي يمر به اليمن هل يستطيع أن يبرهن الرئيس علي عبد الله صالح للشعب بأنه وحدوي ويتنازل عن السلطة من أجل أن يبقى اليمن موحدا ويترك السلطة لرئيس جنوبي مثل علي ناصر محمد أو حيدر العطاس أو مرشح المشترك بن شملان ، فإذا تنازل عن السلطة من أجل بقاء وحدة اليمن سنعطيه وسام "بطل اليمن" ، ولكنني أعرف وهو يعرف أيضا أنه لن يتنازل عن السلطة من أجل إنقاذ وحدة اليمن مثلما عمل علي سالم البيض الذي تنازل من أجل قيام الوحدة.

 أن أمام الرئيس علي عبد الله صالح أمرين لا ثالث لهما ، إما أصلاح النظام وقيام دولة فيدرالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ويتم اختيار أي تجربه في العالم تتناسب وأوضاع اليمن بدون مماطلة أو تسويف ، وإذا تعصب فسيخسر الكل ، وسيدخل الوطن دوامة لا يحمد عقباها ، وستفلت الأمور وسيصبح من الصعب السيطرة عليها، وعلى الرئيس أن يعلم أن من ينظرون له اليوم في معاشيق هم أنفسهم الذين نظروا لنا ودمروا الجنوب وخير الرجال .. واليوم أمام علي عبد الله صالح هذه الفرصة التاريخية للحفاظ على وحدة اليمن وللحفاظ على ماء وجهه ، وأن لا تغره مظاهر القوه العسكرية ، فهؤلاء أبناء أهلهم وعند الضرورة كل جندي سيذهب للدفاع عن أهله لأنه يعرف أن خيرات البلاد يمتلكها أفراد ولا يمكن يموت او يضحي من اجل مصالح غيره وأهله مظلومون .. وللعلم أن المنظرين هم يعرفون متى ينسحبون بعد أن تطلق أول رصاصه من دسائسهم يختفون وقبل ما يتمزق الوطن الشمال والجنوب على حد سواء !!!

على أخوننا في المحافظات الشمالية أن يفهموا ويتعرفون على ما يجري في الجنوب قبل أن يحكموا عليهم أن مطالبتهم مطالب انفصالية ، بأن هذا الحكم باطل فأسبابه القهر والاستبداد ونهب الأرض والثروة وطرد الكوادر الجنوبية وسلب ثروتهم ، وهم ينظرون أن من يتولى إدارة محافظتهم أقل منهم كفاية وقدرة ، وهم جلوس في البيوت ، وهذا لا يقبله عقل ولا ضمير ولا إنسان يتحلى بأخلاق و رجولة ، فهل ما ترون أن نهب بلادنا بسبب فتاوى المنافقين والعلماء المأجورين بالمال يشوهون الدين الإسلامي ضد مسلمين تملئ قلوبهم الإيمان أكثر من أصحاب الفتاوى المنافقون للصوص ويحللوا لهم نهب الأرض نهب الثروة وممتلكات الجنوب لغير أهلها ، فسكان عدن والمحافظات الجنوبية لم يملكوا حتى 10 في 10 أمتار من الأرض من أجل مساكن لأبنائهم ، فهل من المعقول حرمانهم قبل الوحدة وبعدها ، فمن ينصف المظلوم من الفاسدين والمتنفذين الذي اغتصبوا الأراضي بالكيلومترات وسوروها بقوة العسكر وتركوا أهلها الحقيقيين بدون ما يملكون حتى 10 متر للسكن ، والبعض من المتنفذين متخذين من الفتاوى مبرر غنيمة ما يخافون الله بائعين ضمائرهم بالمال ، حتى الدين يحرفوه على ما يريدون لمصالحهم وقهر الآخرين !!

إننا نذكر السلطة وقيادة المعارضة وكل الخيرين في شمال الوطن أن يعلموا بأن القضية الجنوبية ليست مطالب حقوقية فقط بل هي مطالب سياسية وثقافة وهوية وتاريخ .

 نحن نريد وحدة تكافؤ وحرية وعدل ومساواة في الحقوق والوجبات وتوزيع الثروة على المجتمع وضمان صحي وتعليمي وتنمية من أجل محاربة الفقر واستعادة الأموال المنهوبة والهاربة إلى الخارج في البنوك الأوربية وعودتها للوطن ، ونحقق الأهداف للتداول السلمي للسلطة وبناء مؤسسات قوية تحمي المجتمع وتعمل دون تدخل ، ويحاسب من يديرها على التقصير ويشكرون من يؤدون الواجب على الفضائل عند ما ينفذون مشاريع التنمية ويصونون الثروة من السلب والنهب والخيانة ، ونبني مجتمع متحضر ومتطور خالي من العيوب ونحاسب ونعاقب مثل دول العالم ونقيم مؤسسات وطنيه يشارك فيها أبناء الوطن دون تميز ، ومؤسسات تدافع عن خيرات الوطن ووحدته وتقضي على التهريب للسلاح والمخدرات والأدوية الفاسدة والمواد الغذائية الفاسد وتهريب الأطفال والفتيات ، وغيرها من المدمرات للقيم والأخلاق التي يتحلى بها شعبنا العظيم ، وتعمل على تشويه سمعته وتقلل من احترامه عند الجيران الذين نصدر إليهم بما يضرهم ويضر شعوبهم !!

كما أننا لا نتنكر لمن يتضامن مع أهلنا في المحافظات الجنوبية من أخواننا في المحافظات الشمالية ، ونشكر هؤلاء على مواقفهم ، وتحديدا مجلس الأعلى لتحالف قبائل مأرب والجوف وشبوة ، ونشكر ملتقى قبائل مأرب وتضامنهم بكلمة الحق ، كما نشكر الوالد سنان أبو لحوم على أنصافه وأمانته للكلمة ، وكذلك الأخ علي عبد ربه العواضي وكثيرون يعذرونا أذا ما أتسع المجال لوصفهم ، فان قول أمانة واجب وبراءة للذمة يعبر عنها الإنسان كتضامن مع أخاه المظلوم ، ولا ننسى أخواننا أصحاب الأقلام الشريفة ، من يكتب ويستنكر ما يفعلوه اللصوص في المحافظات الجنوبية من عبث وفساد وظلم للعباد ، كما نشكرالمناضل عبدالله سلام الحكيمي على أطروحاته ونشكر كذلك المناضل سلطان السامعي على أفكاره وطرحه وتصنيفات أفعال الظالمين ، فكلمة الحق تقال برغم الخلاف في المواقف والقنا عات، كما يسرني أن أشكر الأخ يحيى بدر الدين الحوثي على تضامنه ونداه لجميع اليمنيين ومع أخونه الجنوبيين وقول كلمت الحق وصوت الواجب...  وشكرا للمجهولين الذين لا نستطيع أن نوفي او نكتب عنهم في هذا الصدد ، فهم كثيرون ، فندين لهم بالعرفان والجميل لتضامنهم مع أخوننا في الجنوب . المحرومون من العمل ومن يعانون من نهب أراضيهم وما يعانون من إهانة في متابعات الرواتب من محافظاتهم في الجنوب إلى العاصمة صنعاء ويخسرون ثلثي الراتب في الطرق والفنادق ورشاوى للفاسدين ، ويعودون من رحلة كهذه ولا يملكون الا ثلث الراتب ( خمسه إلف ريال ) ، فهل هذا أنصاف يا من تنتقدون من يتظاهرون للمطالبة بحقوقهم ويواجهون الرصاص الحي ، فمن هو السبب في خروجهم للشارع ، أليست السلطة هي السبب بممارستها وجشعها وفسادها وخيانة للمسؤولية هي خيانة للوطن..!

تحيات للمناضلين في الشوارع في ربوع لوطن الذين يواجهون رصاص الجهلة والظالمين وهم يكافحون من أجل الحقوق والكرامة والشرف ومن أجل العدل ، ونكرر مناداتنا للإخوان في مختلف المحافظات الشمالية وحتى لا يعطوا مجال للسلطة ومساندتها في أضعاف أي حرك سياسي ، إذا من هو عاجز عن المقاومة فليصمت. فمن حق الجنوبيين الشرعي وفقا للقانون أن يطالبون بحقوقهم , وقد لاحظنا كيف خرج أبناء الجنوب في إعتصاماتهم السلمية ، وكيف واجهتهم السلطة بقوة السلاح وهم بأجسادهم عارية لأنهم تعودوا على العمل السلمي والسلوك المدني ، ليس لأنهم لا يملكون سلاح بل لأنهم يعرفون متى يحمل السلاح ، ولكن هذه السلطة غبية لا تؤمن بالسلوك الحضاري بل تؤمن بالقوة ، فمن العيب على جنودها ما يفعلون.

ولا ننسى تأيدنا وتقديرنا العالي للمجلس الوطني لقبائل اليمن ونضاله من أجل تصحيح مبادئ وأهداف ثورة سبتمبر ومحاربة الفساد والفاسدين ومن يعبث بخيرات البلاد ويذل العباد ، فتحيات لقيادته الشجاعة والبطلة كما أنه يعتبر شكل من أشكال الكفاح ويعبر عن حقوق المستضعفين ويعتبر ناجح ونطالب الجميع في تأييده وتوسيع كياناته حسب خصائص كل منطقة وفي عموم المحافظات ونصرته ضدا الفاسدين والمتغطرسين حكام الفساد والاستبداد ، وسنرى السلطة كيف ستـتعامل مع الشعب ، وهل ستعمل على إسكات الشعب الذي أعطاها صوته بسلام وهو اليوم يتلقى صوت الرصاص جزاء لصوته وتأييده لها ، يجب على الشعب أن يبادل من يكذب عليه بمواعيد الدجل قبل الانتخابات واليوم يعاقبه بطلقات الرصاص عند ما يطالب بالوفاء لما وعد به ، فمن يكذبون فأنهم سيكذبون في المستقبل ، فاحذروا من الكذب مرة أخرى ، أن ما تحقق في الواقع هوا العقاب والجوع والمهانة والذل والقتل للأبرياء، فان طلقات الرصاص بديل للقضاء على الفقر والبطالة فتحيات لكل من يناضل من اجل الحرية والكرامة ومحاربة الظلم والفساد ولاستبداد ويكافح من أجل حماية الثروة والعدل والمساواة وتكافؤ في الحقوق والواجب للمسؤولية ويكافح من أجل التنمية في القضاء على الفقر والتخلف وبناء مؤسسات الوطن من أجل الأمن ولاستقرار....

 كفى دجل وكذب ووصاية فلابد من أشراك أطياف المجتمع من أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني ومن العمال والعمال الزراعيون والشخصيات الاجتماعية والمستقلة والقبائل ورجال المال والأعمال وغيرهما في كل المجتمع أن القرارات المصيرية ، وإنما ضرورة مشاركتهم في السلطة وفي الثروة ، كفى أن يستغلها أفراد وجماعات لا يقدمون للوطن سوى الكذب والفتن والتخلف والجهل!! 

يا سلطة البلاد يا حكام البلاد وأنتم تـتحكمون وتمارسون من النهب ما تشاءون وما تريدون ، ولكنكم غدا ستسالون عما فعلتم ولو غزيتم المريخ ، ستـتلاحقون وبأثر رجعي و ستعيدون ملك المستضعفون المنهوب وبحق القانون ستعاد إليه وبها نبني ونشيد الوطن بما نهبوا الفاسدين وسنعمر الوطن وطنا سعيدا وعظيما .. فتحية للمناضلين في ربوع الوطن، فتحية لمن زهقة دمائهم الجديد وبهذه المناسبة نترحم على أرواح الشهد الذين وهبوا حياتهم للوطن ونحيي الجرحئ والمعتقلين في السجون الإبطال وتحيات للمكافحين وبأ لله التوفيق!!.

* عدن برس