من يشتري لسان أحمد الحبيشي ..؟
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
الثلاثاء 03 يونيو-حزيران 2008 09:06 م

"

أبو حية .

كان أبو حية النميري جبانا بخيلا كذابا ، قال بن قتيبة : وكان له سيف يسميه (لعاب المنية ) ليس بينه وبين الخشب فرق وكان أجبن الناس ، دخل ليلة إلى بيته فسمع صوتا لا عهد له به ،فانتضى سيفه ، ووقف في وسط الدار وأخذ يقول : أيها المغتر بنا ، المجترئ علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك ، خير قليل ، وسيف صقيل ( لعاب المنية ) الذي سمعت به ، مشهورة ضربته ، لا تخاف نبوته ، أخرج بالعفو عنك قبل أن ادخل بالعقوبة عليك ، إني والله أن ادع قيسا إليك لا تقم لها ..وما قيس ؟ تملا –والله – الفضاء خيلا ورجلا ..

سبحان الله ما أكثرها
!!

وبينما هو كذلك إذ خرج كلب من الدار فقال : الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفانا حربا
.

دعوة لكريم فضال حباه الله سعة ومروءة يشتري بقليل من وسخ الدنيا زائل لسانا أساء في حق الله وأفحش في حق العباد لرجل قد وجه للدينار وجهه فجعله أقرب إليه من أمه وأباه وعشيرته التي تؤويه ..

والأعمال عند الله تتفاضل تبعا لأثرها ، ولعل قص هذا اللسان بشرائه أفضل عند الله من بعض أنواع الخير الأخرى .

فحفظ أعراض الناس والذود عن الإسلام وفقهائه وصفحاته الغراء من الأهمية بمكان ، ذلك أن درء المفسدة تسبق الجلب للمصلحة ، وتبديد الأموال صونا للأعراض أبرز أخلاق الصفوة .

ولسنا في طرح الفكرة مبتدعين ، فقد سنها لنا الفاروق عمر –رضي الله عنه – بشرائه لسان شاعر سفيه أساء للمسلمين يومها فعاقده الفاروق على مبلغ من المال في مقابل أن يحبس لسانه عن السوء لأي مسلم ..، وكذلك فعلها اليوم أمير سعودي اخلف الله عليه مع الكاتب شاكر النابلسي شقيق الحبيشي ووفاء سلطان من الرضاعة الذي كان لسانه وقلمه حربا على العرب والمسلمين ، والإسلام والعروبة ، والتاريخ والحاضر ، فلما استكتبه الأمير لإحدى الصحف التابعة له ، وأفاض عليه من كفه ، سكت النابلسي وتحول قلمه إلى التسبيح بحمد الأمير وأل الأمير .

القصة

وأما احمد الحبيشي فانه مع كل صباح يستيقظه يفرك عينيه بيسراه ولسانه معها يتمتم لا بمأثور (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور ) وإنما ب ( أبت شفتاي اليوم إلا تكلما بسوء فلا ادري لأي خلق الله أنا قائله
).

ومنذ أن تكور وأقعى على حاله يبصبص إلا ولسانه – وقلمه – يعملان خنجر حاد في خلق الله لا يستثني إلا بمقدار ظروفه وخصوصية المرحلة ، حتى إذا استقصى به السعيدة والجزيرة ، ألقى به في المعمورة بلا حدود يتتبع به بقية المعادن ، ومن يدلي إلى الأحنف وحاتم بسبب ، حتى إذا لم يبق من الأحياء أحدا، وقد أحصاهم وعدهم عدا ، التفت إلى الوراء ينبش في الموتى ،لا يهيب احدا أو يقف عند عيب ، حتى النساء نا موس العرب ودندنهم في الكرامة والحرمة في جاهلية ( وأغض طرفي ...) أو في ..( ما أكرمهن إلا كريم..) لم ترع لهن حرمة ..

فالحاجة زينب الغزالي رحمها الله لم تسلم من ذرب وطغيان لسانه ، وهي التي استحت منها العمائم وأكبرتها التيجان ، وناداها هذا الجيل والذي قبله ب..يا أماه
.

وبعد أن انتهى ممن وصل إليهم من الأموات عبر السلسلة الكريهة للحبيشيات اتجه يحفر في التاريخ الإسلامي ومراجعه العظام ، إذ تناول الإمامين الغزالي وبن تيمية وأضرابهم من أئمة الهدى عبر مراحلهم المختلفة بالسوء والتشنيع وجملة من التهم الغموس ، مقدما بالتزامن عريضة اتهام مستوفاة لسلطات الداخل والخارج بكشفه لأخطر شبكة إرهابية يقودها ابن تيمية ، وبإيماءة غير صريحة يعزز عريضته بأمر حافظ الأسد في ثمانينات القرن المنصرم المتضمن سرعة إلقاء القبض على بن تيمية وإحضاره إليه حيا أو ميتا .- .فمن يبلغ ابن تيمية قبل أن يتطوع به الحبيشي للأمريكان كما فعلها صاحبه العنسي بالشيخ المؤيد - ..

ويتقدم الحبيشي ويتقدم ليصل إلى صحيح البخاري مشككا فيه وطاعنا بأسانيده إلى أن انتهى به الحال إلى الإساءة الصريحة للصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه - .

ولعل الحبيشي هنا قد كشف دون أن يشعر لسبئيته أو اثني عشريته ، أو قل اليوم لحوثيته من خلال هجومه وإظهار خصومته للبخاري ومسلم وأبي هريرة –رضي الله عنه – ثم استمراره بطمره للعقل الإسلامي كما في آخر الحبيشيات ، وتصويرنا على أننا خرافة ووهم وعالة عبر كل أيامنا .

وليس عندي ببعيد أن يستمر الرجل حتى الإساءة للرسول –ص- وللذات الإلهية كنموذجه الآخر وفاء سلطان ..

  لكن الذي يزيدني فوق الهم أسى ، رجالا في قيادة الشعبي العام لا زلنا نعدهم من أهل الدين والخلق والنجدة والفضل ، كيف قبلوا أن الحبيشي لسانهم المعبر وقلمهم الذي يسيل ووجههم في البرواز .. .

هي إساءة للمؤتمر قبل غيره ، وإساءة لفخامة الرئيس وفقه الله أكثر من سواه ، وإساءة لليمن أن تستنسخ فينا وفاء سلطان .

عقد

وأخيرا فانا زعيم على الحبيشي بحبس لسانه وكف أذاه وبعدم تأجيره لأي طرف كان ضد ديننا وقيمنا وتاريخنا الدرر ، إن وافني محسن كريم بالموافقة هنا على هذا المنبر أو في موقع آخر بمقتضى ما يلزم الطرف الأول للعقد ومضمونه قليل زائل من وسخ الدنيا يقبضه إليه الحبيشي ليفي بالشرط الثاني ..

وثقتي بنجاح ذلك في أن الأمر ليس سجية لدى الحبيشي حسب ظني ، إنما ظروف الحاجة هي التي تدفعه دائما لتأجير قلمه ولسانه لأكثر من جهة أخرها الحوثيين ..

وهكذا وبطريقة هادئة وسلسة سيكفي الله الناس شر النزال ، أما مسالة الرد على الحبيشي بالكلمة والمقال فتلك لا فائدة منها مهما ارتقت أو أصابت ، لأنها لا تزيد الحبيشي إلا انتفاخا وصولة وجلبة

وهو- الرد- الوقود الحيوي الذي يبعث حبيشيات إليه من جديد ...

للقارئ الكريم ..

قد تأخذون علي كما أقرا لكم على بريدي بوضعي قلمي عند الحبيشي وخروجي عن القضايا العامة الشاغلة ، ووالله أني كنت قد أعتقت الحبيشي وأرسلته لوجه الله تعالى ، وقلت سيكفينا الحبيشي بالحبيشي نفسه وسلاما سلاما ، لكن كما رأيتم اقترب من الثوابت وأصبح يناطح في الأساس فشاني معه كمن يستعيذ بالله السميع العليم من صاحبه ، وقولنا للوسواس الخناس أخسأ ..

وحسبنا الله ونعم الوكيل

Wesabi111@gawab.com