قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
أحد أبرز ثمرات طوفان الأقصى، أنها فتحت الطريق أمام الشعوب في العالم أجمع للتعرف على المأساة الفلسطينية، واخترقت ذلك الحجاب الذي فرضته الأنظمة الغربية – خاصة الولايات المتحدة – على وعي شعوبها، من خلال الآلة الإعلامية المُضللة، التي كانت تُري الجماهير ما تريد لها السلطة أن تراه. وليس أدل على ذلك، من تلك الاحتجاجات والاعتصامات القوية التي انطلقت في الجامعات الأمريكية ثم انسابت ووصلت إلى جامعات أوروبا، تنديدا بتلك المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق قطاع غزة، وبذلك الدعم الغربي للكيان الإسرائيلي، الذي يعتبر إسهاما مباشرا في تلك الحرب.
قطعا كنا نتمنى أن تكون هذه الانتفاضة الجامعية محلها، بلادنا العربية والإسلامية، لكن المقارنة هنا لن تكون عادلة، فالشباب الجامعي العربي لم يكن على مستوى الوعي السابق، من تحريك وإلهاب القضايا السياسية والاجتماعية والتأثير على مساراتها، فمساحة الحرية لا تكفل لهم ذلك، إضافة إلى أن هذا الجيل الحالي قد مورست عليه محاولات عديدة لتجريف وعيه، نجحت في ذلك إلى حد بعيد.
الاحتجاجات والاعتصامات المنددة بالدعم الأمريكي للمجازر الإسرائيلية في غزة، تبشر بأن هناك جيلا جديدا تحرّر من أسر الروايات الرسمية، ولم تفلح معه محاولات الساسة في طمْر وعيه
نعود إلى انتفاضة الطلاب في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، باعتبار هذه الدولة الراعي الرسمي للكيان الإسرائيلي والقوة الأكبر في العالم، تلك الانتفاضات، التي لم تحدث بهذا الحجم والزخم منذ حراك الجامعات إبان حرب فيتنام، لوقف القتال وانسحاب القوات.
تنامي هذه الاحتجاجات والاعتصامات المنددة بالدعم الأمريكي للمجازر الإسرائيلية في القطاع، تبشر بأن هناك جيلا جديدا تحرّر من أسر الروايات الرسمية، عما يدور في العالم، ولم تفلح معه محاولات الساسة في طمْر وعيه، بإغراقه في سمات المجتمع الاستهلاكي، التي انطبع بها المجتمع الأمريكي على مدى عقود طويلة، ولكن هناك أسئلة تفرض نفسها في هذه الآونة: ما الذي يمكن أن تؤدي إليه هذه الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية؟ هل من الممكن أن تنهي الحرب الصهيونية على القطاع؟ هل يمكن لهذه الجامعات الضغط على القيادة السياسية للتخلي عن الاحتلال؟ مع أننا جميعا نأمل أن تصل النتائج إلى هذا المستوى من التأثير، لكننا سنكون مفرطين في التفاؤل إن اعتمدنا هذا القول. لنا أن نقول إن هذا الجيل الذي يتمتع بقدر كبير من الوعي، والمستقبل ينتظره لتولي مناصب مرموقة في مواقع التأثير، سوف يعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والسلطة، فلن تصبح تلك العلاقة على الأرجح كما كانت من قبل، فليس هو الجيل الذي ستصلح معه أساليب الإدارة الأمريكية المعروفة، من خلق عدو جديد كل حقبة لتجييش الشعب وراء القيادة، وليس هو الجيل الذي سوف ينخدع بشعارات الحرية والعدل والتسامح والتعايش مع الآخر، التي رفعتها أمريكا وظهر أنها مجرد شعارات جوفاء، فخلاصة القول إن هذا الجيل سوف يظهر تأثيره وقوته وقدرته على التغيير مستقبلا، أما في الوقت الراهن، فمن العسير أن نقول إن هذا الحراك الجامعي يستطيع تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه الاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ولن يستطيع إجبار الحكومة على التخلي عن الكيان الصهيوني والتوقف عن دعمه، لأن هذا التصور تعترضه عدة عقبات، أبرزها قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، فهو أحد أهم محددات السياسة الخارجية الأمريكية بلا مبالغة، وله من النفوذ والقوة ما يرجّح به كفة المرشحين في الاستحقاقات الانتخابية، لذلك رأينا كل الرؤساء الأمريكيين من الديمقراطيين أو الجمهوريين يخطبون ود الكيان الإسرائيلي، لأن العلاقة بين أمريكا والكيان زواج كاثوليكي، فدولة الاحتلال هي رأس حربة المشروع الإمبريالي لأمريكا في المنطقة، حتى إن بايدن نفسه صرح بأنه «لو لم تكن دولة إسرائيل موجودة لكان علينا اختراع واحدة».
وانطلاقا من هذه العلاقة، ارتضى بايدن أن يظهر بهذا المظهر المخزي أمام شعبه والعالم أجمع، فهو الذي كان يروّج شخصيا الرواية الإسرائيلية الكاذبة في قضايا مستشفى الشفاء، وقطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين وغيرها، وبارك العمليات الإسرائيلية الوحشية بحجة القضاء على إرهابيي حماس، وهو يرى أن القصف والدمار لا تناله سوى المنازل والمنشآت التي تهدم على رؤوس أصحابها. وتضاف إلى قوة اللوبي الصهيوني، قوة ونفوذ الإنجيليين، وهم طائفة من البروتستانت تخالف البروتستانت التقليديين في عدد من المعتقدات، ويطلق عليهم المسيحيون الصهاينة، فهم يؤمنون بحرفية العهد القديم، ويعتقدون أن إقامة دولة إسرائيل وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى، سيكون إيذانا بمجيء المسيح المخلص، وعندما يُسأل أهل هذه الطائفة عن وضعية اليهود بعد مجيء المخلص، يجيبون بأن اليهود سوف يتبعونه، وسوف يخيرهم بين الإيمان به أو الجحيم. هذه الطائفة تمثل حوالي ربع سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ولها شبكة إعلامية ضخمة، مئات المحطات التلفزيونية ومئات المكتبات، ومجموعة ضخمة من المؤسسات الدينية والاقتصادية.
وللإنجيليين باع طويل في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، ولها نفوذ سياسي قوي وتوغل في صفوف اليمين المسيحي، وتركز هذه الطائفة أنشطتها على دعم الكيان الإسرائيلي، وتتقاطع فكريا وسياسيا مع الحركة الصهيونية والكيان المحتل، وكثير من الزعماء والساسة الأمريكيين ينتمون إلى هذه الطائفة.
لهذه الأسباب يمكن القول، إن السياسة الأمريكية تجاه الحرب على غزة لن تتغير، حتى إن اضطرت الحكومة إلى المضي قدما في أكل أصنام العجوة من القيم الزائفة التي صنعتها، وحتى لو اضطرت إلى أن تنكس تمثال الحرية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية