العلامة المطاع وفتوى تكفير الرئيس هادي
بقلم/ يحيى الثلايا
نشر منذ: 8 سنوات و 10 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 19 يناير-كانون الثاني 2016 09:53 ص
أصدر محمد محمد المطاع أحد أبرز مراجع المذهب الهادوي الزيدي البارحة فتوى صارخة تدعو لما اسماه الجهاد وأوجب على كل محافظة يمنية أن تجهز في غضون أسبوع وكدفعة أولى 10،000 مقاتل، معلنا في فتوى جريئة أن الرئيس هادي وأمثاله كفار من أصحاب الجحيم مؤكدا أنهم “خلعوا رتبة الإسلام من أعناقهم”.
العلامة والمرجع المسن محمد المطاع يعد من أبرز علماء الزيدية الهادوية ومن أكبر منظري الحركة الحوثية منذ سنين، وفي عام 2011 خرج ببيان قبل مجزرة جمعة الكرامة بثلاثة أيام ينفي فيه دعوته ﻹسقاط نظام علي صالح أو تأييده للمطلب الذي رفعه المعتصمون سلميا في ساحة التغيير.
هذه الفتوى الواضحة والجريئة التي يكتبها المطاع اليوم وهو في الثمانينات من العمر تعد تعبيرا عن الموقف الديني للحركة الحوثية وتكفيرا صريحا لمخالفيها ، علما بأن المطاع سليل أسرة هاشمية لا يحق لها وفق شروط المذهب الهادوي تولي قيادة الحكم كونها من سلالة العباس وليست من سلالة البطنين كما يزعمون.
المطاع في فتواه دعا اليمنيين للسجود لله شكرا أن خلق بينهم عبدالملك الحوثي الذي زعم أن الله سكب فيه محبة أهل اليمن – في إشارة إلى كون الحوثي هاشميا وليس يمنيا – وقال المطاع في وصف الحوثي أن الله “شاباً سكب فيه العلم وَالحلم وَالشجاعة وَالحكمة وَالصبر وَالإيمان وَالمحبة لأهل الـيَـمَـن وَالغيرة عليهم هذا الشاب يمني اللحم وَالعظم، قرآني القلب وَاللسان وَالفم، قاد الثورة من أَجل كرامتكم يا أَبْنْــاء الـيَـمَـن وَتحمل من همومكم ما يتحمله الرجال الكبار العظام”.
وصرخ المطاع بعد هذه الأوصاف عن عبدالملك في وجه اليمنيين بالقول : فما أنتم صانعون؟!.
لاحظوا هنا : المطاع في هذه الفقرة قال أن عبدالملك الحوثي يمني اللحم والعظم، لكنه حين تحدث عن قلبه ولسانه بحث له عن وصف آخر ليس يمانيا، وهو اعتراف صريح بهواهم غير اليماني.
أتفق في هذه النقطة مع المطاع، اللحم والعظم الذي يتكون منه الحوثي يمني خالص، من زكواتنا وثرواتنا، من عرق اليمنيين وحقوقهم، من خيراتهم وثمار أرضهم، لكن هوى وقلب ولسان الحوثي هو ذاته عند المطاع الذي يرى اليمنيين كفار نزع منهم رتبة الاسلام وارسلهم إلى الجحيم !!.
من أحق باليمن ومن هو أحق بالجحيم يا حفيد العباس ؟ هادي الكافر حسب وصفك أم الشاب الذي نما عظمه ولحمه من خير اليمنيين ثم قام يقتلهم؟.
المطاع الذي أوجب على كل محافظة تجهيز 10 الاف قاتل في غضون أسبوع قال أيضا في فتواه : “وَعلى التجار وَأصحاب المال أن يخرجوا الأموالَ وَيدعموا الجبهات”.
إصرار وقح على سرقة أرواح اليمنيين وأموالهم!!
بودي أن أسال المطاع: كم من أبناءك واحفادك سقطوا قتلى إلى جانب اليمنيين الذين بموتون ﻹجلكم؟ كم أخرجت من أموالك التي هي منهوبة من أموالنا ومخصومة ومستقطعة من إيراداتنا ؟.
وفي ذروة تحذيره وتنبيهه لليمنيين لكي يموتوا لحماية أطماعه أفتى المطاع أن الصحابي الانصاري الجليل من أصول يمنية سعد بن معاذ هو داعشي !!.
لقد حذر في فتواه اليمنيين ان ينتفضوا “قبل أن تأتي داعش لتفرض عليهم حكم سعد بن عبادة”.
كان الرجل يشير هنا إلى حكم سعد بن معاذ تجاه خيانة يهود بني قريضة المعروفة في التاريخ، وأورد اسم ابن عبادة خطأ ربما لاستعجاله على تلبية دعوة الجهاد.
كانت الفتوى صارخة وقاطعة ومفرداتها كلها تكفير واستنفار وتحريض واباحة للقتل، لم يمدح فيها المرجع الهادوي أحدا الا اثنان، الشاب الذي لحمه وعظمه يماني حسب قوله، والثاني هو زعيم الشرفاء الذين ادانوا العدوان حسب قوله في هذه الفقرة : “أما الشرفاءُ الذين أدانوا العدوان وَفي مقدمتهم عملاق لبنان نصرالله نصره الله فلهم كُلّ الشكر وَالامتنان”.
نعم .. اكتفى المطاع من ابن لبنان بالادانة اللفظية ليكيل له كل الشكر والامتنان، لكن اليمنيون ملزمون بتجهيز 220 الف مقاتل في غضون أسبوع كدفعة أولى !!.
كان الاولى بك ايها العلامة الهمام ان تدعوا ابن عمك في لبنان ليقاتل عنك .. أما اليمنيون فقد قتلت منهم اطماعكم المريضة ما يكفي ليعرفوا قبحكم.