الفنان عبود خواجه
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 16 سنة و 8 أشهر و 19 يوماً
الخميس 13 مارس - آذار 2008 10:42 م

قال إن لديه الكثير من المفاجآت لأبناء الجنوب.. عبود خواجة لـ«النداء»: اتصل بي وزير "جنوبي" وعرض عليَّ العودة قائلاً: تعال با نرتب وضعك


* الجاوي أستاذي, ووحدويته لم تمنع من تحويل مقر الاتحاد إلى ملهى ليلي

* مُنعت في إب من أداء أعنية للمحضار تقول: ما اقدر أتحملك ما اقدر

 - حوار: يحيى هائل

 وقت كان تلميذاً في المرحلة الأساسية كشف عبود زين السقاف عن ميل حاد للخروج على الثوابت. وقد استقال من منظمة الطلائع، مذيلاً استقالته بعبارة: «لا صوت يعلو فوق صوت الله»، في تحدٍّ صريح لشعار «لا صوت يعلو فوق صوت الحزب».

لاذ الفتى الصغير بثابت أعلى في مواجهة ثابت دنيوي.

إبن «الوهط» - محافظة لحج، الذي صار فناناً معروفاً، اشتهر باسم عبود الخواجة، يواصل هوايته في الخروج على الثوابت. وهو في مواجهة «الوحدة» كثابت من ثوابت مرحلة ما بعد حرب 1994، ينبري للتوكيد على ثابت «الجنوب».

الفنان الذي كان إلى ما قبل أقل من عام يشارك في احتفالات الوحدة في غير مناسبة، قدَّم مؤخراً عملين جديدين هما «أوبريت الجنوب» و«التصالح والتسامح».

وهذه المرة ليس من مسرح الاحتفالات بالأعياد الوحدوية، بل من شارع الاحتجاجات في الجنوب.

وعوض الاحتفاء، الذي كان يُحاط به، صارت أعماله موضع نقمة الأجهزة، حتى أن عديدين تعرضوا للاعتقال جراء تداول أعماله الأخيرة.

يقيم عبود الخواجة حالياً في السعودية. وفي هذا الحديث القصير الذي أدلى به عبر الهاتف لصحيفة «النداء» يؤكد على ثوابته الجديدة، واعداً الحاكم كما جمهوره «الجنوبي» بمفاجآت فنية جديدة.

> "أوبريت الجنوب" وثم "أوبريت التسامح والتصالح" عملان فنيان يضعانك اليوم في واجهة الحراك الجنوبي, حدثنا بما هو ضروري عنهما!

- "أوبريت الجنوب" كبداية كان يشرح القضية الجنوبية بشكل عام وعما يعانيه الجنوبي.

أما عن "أوبريت التصالح والتسامح" فكانت رسالة واضحة لتناسي خلافاتنا في ما بيننا كجنوبيين، وتجنب ما وقعنا فيه من أخطاء ضد بعضنا البعض. الأوبريت تضمن أيضاً رسالة إلى إخواننا في الشمال لإصلاح ذات بينهم وإقامة دولة نظام وقانون لكي نبدأ على أساس صحيح إذا أرادوا الوحدة، أما اليوم فيجب على إخواننا في الشمال أن يسهموا في الاعتراف بقضية الجنوب وبحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم كونهم في الأصل دولة دخلت الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية.

> قبل أقل من عام كنتَ في إب، وقبلها في الحديدة، وحضرموت، تشارك في احتفالات الوحدة، واليوم تقيم لها المآتم, ما الذي تغير؟!

- لم يتغير شيء. وكوني شاركت في بلادي، حضرموت، فلأنني فنان أشارك متى أريد، وأينما توجه لي الدعوة.

> لكنك في حضرموت كنت تغني للوحدة، وفي احتفال رسمي بذكرى الوحدة؟

- نعم غنيت في عيد حضرموت, والذين أقاموا الاحتفال هم شيوخ حضرموت, هم من دعوني وهم من تكفلوا بكامل التكاليف سواء من مشاريع حضرموت الخدمية وأيضاً إقامة الاحتفالات الفنية.

> هل صحيح أنك مُنعت العام الماضي في احتفالات الوحدة بمحافظة إب من تأدية إحدى أغانيك؟

- نعم.

> أي أغنية تلك؟

- أغنية للشاعر الراحل حسين المحضار يقول فيها:

"در أنا ما باك در أنت يبست المنيحة لي تدر

ما اقدر أتحملك ما اقدر أو أسكن أنا ويَّاك في دار

من خرج من طوع أهله بايصله اللوم والعار"

ومعناها واضح ولا يحتاج لأي تفسير.

> مقاصد الفنان إنسانية بالدرجة الاولى, أيمكن أن يميز الفنان في نظرته للمعذبين على أساس شمال وجنوب؟

- مقاصدي وطنية وإنسانية. الشعب في الجنوب من يُقهر ويُقتل ويُسلب حقه, وسأقف معه بما أوتيت من قوة، "اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير للناس". وعن الإخوان في الشمال لم يقف معنا أحد لكي نقف معهم فهم ضحية أكذوبة الوحدة التي انتهت وما بقي منها إلا الاسم. ما العيب أن يقف الشمالي إلى صفي ويقول: نعم، هم دولة توحدوا معنا برضاهم وهي شراكة وليست قرآناً حتى نكفر إذا قلنا لا نريدها؟! وعلى فناني الشطر الشمالي أن يتبنوا المعارضة لنظامهم كونه من أساء للوحدة ولا يلقوا اللوم علينا. وأنا أُحيي الأحرار (الفنان محمد) الاضرعي و(الفنان فهد) القرني ومن يمشي على طريقهما. إن قضيتنا هي الجنوب كدولة توحدت مع نظام، وإذا لم ندافع عن وطننا فإننا لا نستحقه. والفنانون في الشمال إذا لم يشعروا بهموم شعبهم فتلك مصيبة، وإذا هم يشعرون ولا يحركون ساكنا فالمصيبة أعظم. نحن قاتلنا العظمى بريطانيا لنعيش أحراراً ولا نقبل أن نٌذل ومن يقبل أن يُذل منهم فهذا شأنه وقد نذرنا نحن أبناء الجنوب العربي أنفسنا للحرية ولتقرير المصير، ولن يثنينا أحد.

> تردد أن عمر الجاوي -رحمه الله- أستاذك, ألا تعتقد أن مواقفك اليوم من الوحدة تناقض قناعات الأستاذ الذي ظل متمسكا بقناعاته الوحدوية في أسوأ الظروف؟

- الوالد المناضل الشريف عمر الجاوي لم يرَ الوحدة من زاوية وحدة المصالح الشخصية. كان يريد وحدة الوطن والمواطن، وهذا للأسف لم يتحقق، وقد كافأوا عمر الجاوي بأن جعلوا مقر اتحاد الأدباء مكان سيء السمعة، وملهى ليلياً. فهل هذه هي الوحدة؟

> في اعتقادك ماذا أضافت وماذا يمكن أن تضيفه أغانيك للحراك الجنوبي؟

- الأغنية رسالة، وما أقوم به هو ترجمة المعاناة في الجنوب المحتل. ودوري كدور أي إعلامي يريد لقضيته أن ترى النور, والحمد لله قد انتشرت في الخليج عامة وحتى في مصر حيث اتصل بي أشخاص اطلعوا على العمل، وهذا هدفي.

> قبل أسبوعين كنتُ في قريتك "الوهط" محافظة لحج، جلستُ إلى مقربين منك، أحدهم أخبرني أنك كنت اضطررت إلى بيع سيارتك المرسيدس لتغطية نفقات أعمالك الفنية الأخيرة. هل يعني ذلك أن ما تقوم به لا يعدو كونه جهداً شخصياً غير ذي صلة بأفكار مدروسة وتمويلات هادفة؟

- أعتقد أن هذا الأمر شخصي، وإذا قدمت كل ما أملك لوطني الجنوب فلا أعتبره سوى الشيء البسيط لهذا الوطن، وليس هناك عيب في أن يسهم كل مواطن جنوبي في قضيته سواءً أكان فناناً أو غير ذلك.

> في الاوبريت الاول والثاني كل شيء عبود خواجة، بينما لا شيء يشير إلى مؤلفي الكلمات والألحان.

- دائماً يتهم الفنان بأنه حليف المنتصر وليس له موقف من الأحداث, ولكن في هذا الوضع الحمد لله كلٌّ أدلى بدلوه, وقد منعت ظروف القمع من الكشف عن أسماء الشعراء المناضلين الذين حملوا قضية وطن وشعب يُراد محو هويته وتاريخه.

> أين يتم التسجيل؟

- في أي مكان في العالم. الاستوديوهات متوفرة في كل مكان ماعدا عدن مؤخراً فقط تم افتتاح استوديو للأخ خالد وهو عازف «أورج» رائع، وقد عانى الكثير قبل أن يتمكن من الترخيص لأنه ليس من ضمن اللوبي المسيطر على الأغاني.

> ثمة معلومات تشير إلى ملاحقات أمنية في انتظارك حال عودتك إلى الوطن, ألهذا السبب العودة مؤجلة؟

- لا. عندما أنهي دوري في الخارج لخدمة القضية سأعود وسأكون سعيداً وأنا أشارك إخواني في الاعتصامات ونضالهم السلمي في تحقيق أهدافنا لتقرير مصير أمتنا.

> في سلطنة عمان حيث تقيم، ألم تتعرض لمضايقات عن طلب من السلطات اليمنية على خلفية الاوبريتين الاول والثاني؟

- أنا لا أمارس نشاطاً سياسياً من داخل عُمان حتى أُمنع من ممارسة النشاط السياسي. أنا مقيم في السعودية وليس عمان. وعن الأعمال فأنا أنفذها في أية دولة وحيث أريد. علماً أن أعمالي بالنسبة للاستوديوهات تعتبر بزنس ولا يمكن لأحد أن يوقفه.

> حدثتني في اتصالي بك أمس عن وزير "جنوبي" اتصل هاتفياً بك وقدم لك عرضاَ, ماذا عرض عليك تحديداً؟

- كما هي العادة مع أي جنوبي يؤمن بقضية لا تخرج العروض عن "تعال بانصلح أمورك، تعال بانرتب وضعك...", ومن يعرض يعتقد أننا على خلاف شخصي مع رئيس نظام الحكم. خلافاتنا هي في تدمير وطن وإطلاق رصاصة الرحمة على ما كان يسمى وحدة وطن وشعب, وليس لدينا مصالح شخصية.

> أهو اجتهاد شخصي من الوزير، أم مهمة أوكلت إليه من جهة ما؟

- أكرر وأقول: لا تهمني من أين تأتي العروض, وأي شيء لا يصب في مصلحة القضية غير مقبول.

> معروف أنك أمضيت سنوات في متابعة الجهات الرسمية للحصول على ترخيص إنشاء استوديو أو شركة للإنتاج والتوزيع الفني في عدن، غير أنك ولأسباب, يُقال إن لاعلاقة لها بالإجراءات القانونية, لم تحصل عليه.. هل تضمن عرض الوزير منحك الترخيص؟!

- لست وحدي من تعرض لهذه الممارسات. وهل أفهم من سؤالك أن نضالنا وقضيتنا مجرد رد فعل مصلحة شخصية لم تُقضَ في الماضي؟! لا, لا أعتقد ذلك.

> هل يمكنك تسمية الوزير؟

- ستكشفه الأيام.

> ما هي مشاريعك الغنائية القادمة؟

- لديّ الكثير من المفاجآت لأبناء الجنوب، ولنظام الاحتلال.

تم النشر بعد الاتفاق مع صحيفة النداء