المفاوض الفلسطيني والثمن البخس
بقلم/ فؤاد الحبيشي
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 27 أغسطس-آب 2013 03:24 م

-ما يدعو للحقارة والسخرية والاستهتار..أن النشاط الاستيطاني سبق التفاوض..حتى يكون الإفراج عن بعض الفلسطينيين عبارة عن هبة ومنحة مقيتة تقدمها إسرائيل للمفاوضين.. لتكون النتيجة صفر , مقابل التراجع عن الثوابت, وبيع المبادئ بثمن بخس..ثم تأتي إسرائيل لتقول: واشنطن سمحت بأعمال بناء جديدة ومستوطنات مقابل الإفراج عن فلسطينيين..والمشهد الرذيل والمقرف يتكرر.. يتلوها حملة اعتقالات متفرقة تحت ذرائع وهمية سخيفة , تمتلئ بعدها السجون الصهيونية بأضعاف أضعاف من خرجوا منها...!!!

-وهكذا تستمر الحكاية حتى النهاية.. عميل يفاوض وخائن يتوسط , ويبقى صاحب الحق تحت رحمة الغاصب المحتل..!!

فتتحول جزيئات الحرية.. إلى عطايا, تُمنح مُقابل مزيد من الركوع والانبطاح..!!

-ما اتعس فلسطين بوجود مفاوض سكِّير في أحضان الغاصب المحتل..!!

المفاوض الفلسطيني كل يوم يتنازل عن مبدأ, وكل يوم تسقط منه كرامة .. بل لقد أصبح يعيش في عالم والشعب يعيش في عالم آخر ..

-الشعب الفلسطيني يتجرع مرارة البؤس والحرمان, والمفاوض يتمتع بكل وسائل الرفاهية والعناية والاهتمام , سفريات ورحلات ,بل وصفقات تجارية متنوعة خاصة... وكل هذا على حساب القضايا الأساسية, كحق الأرض والمعتقلين والعودة والهوية...!!!

-لم يكتمل المشهد التفاوضي بهذا .. بل إلى أبعد من ذلك .. إلى التخابر والتآمر والتحريش والتحريض على فصائل المقاومة ...

وكأن العمالة عمل مقدس طاهر, والوطنية والتمسك بالحق عمل حقير وخسيس ..!!!

-حركة فتح , التي لم يعد يبقى لها من تاريخ المقاومة الوطنية , إلا الاسم , ودحلان كمستشار أمني كبير في الامارات لن يهدأ ولن يرتاح , في ظل حكم حماس في غزة ,ومحمود عباس مستعد أن يقدم الشعب الفلسطيني وقضيته على طبق من حلوى للصهاينة ..!!

لكنه لن يفعل ذلك إلا بوجود طبخة اسرائيلية , شيفها فتحاوي كافر بالقضية الوطنية الفلسطينية حتى النخاع ..

-ما أقبح العمالة النزقة التي يتخلى صاحبها عن كل المبادئ الاخلاقية والوطنية والدينية والعرفية ..

انحطاط في الاخلاق ..انحطاط في القيم ..انحطاط في المهنة.. انحطاط في الانتماء.. انحطاط في الولاء.. انحطاط في المبادئ.. إنها وساخة بكل ما تحمله الكلمة من معنى..

وهو ما ظهر جلياً من مخطط الشيطنة , المُعَد من قبل السلطة الفلسطينية, الممثلة بفتح وعلى رأسها عباس من خلف المتراس الإسرائيلي..

والإعلام المصري الفلولي بكافة انتماءاته الكاذبة القومية والوطنية والتجارية ..

-المخزي أن يكون رأس السلطة ورأس القيادة في فتح عباس هو رأس التحريض .. حنقاً وحقداً على الإسلاميين الذين وصلوا إلى سدة الحكم ,بل ووقفوا - رغم فترتهم الوجيزة - مع الفلسطينيين وقفة مشرفة ,لم تقفها انظمة الحكم العربي والقومي منذ النكسة المخزية..!!

 

-هل تحتاج المفاوضات أن تكون مدفوعة الثمن, دائماً..!! وهل من الضروري المتاجرة بحق الفلسطينيين..؟؟!! وإلصاق التهم على المقاومة ...!! ألا تستطع السلطة وقيادات فتح .. أن تكون وطنية وإنسانية ولو لمرة واحدة .؟؟!!