مرحلة قيادة المثقف ...
بقلم/ خالد زوبل
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
الإثنين 05 مارس - آذار 2012 07:14 م

قد قيل أن المثقف من يفهم من كل شيء شيء، ويفهم في شيء كل شيء... وعلماء الاجتماع يقولون أنه غالبا ما يكون رجل التغيير الأول هو المثقف بغض النظر عن مؤهلاته الدينية أو الاجتماعية أو مناصبه القيادية ، وما اكتسب تلك القيادة والتأثير في طبقات الشعب إلا من تغلغله في طبقات الشعب وذوبانه فيه تماماً مع تميزه بطرحه وفكره مهما كان، كما اكتسب ذلك من استخدام الوسائل المتاحة في التأثير أيا كانت ميدانية أو الكترونية أو سياسية ....

وقد حثتني الثورة أنه : في زمن الاستبداد يولد الأقزام، وفي زمن الحرية يولد العظماء..... وهذا ما أخرجته الثورة، عظماء الفكر وعظماء المعارضة، وعظماء الانخراط في المصلحة العامة، وعظماء أهل الحكمة وعظماء كل طبقات هذا الشعب ،

ولا عبرة بمن شذ فالشاذ لا يذكر إلا آخراً، ويكفيه مذلة أنه لا حكم له ... وأنه من شواذ القواعد فلا مكان له في قواميس العظماء أو في قواعدهم ...

وقد كان كل الشعب عظيما فعلا ... فالقبائل تركت سلطويتها وعصبيتها وثاراتها وانخرطت في المصلحة العامة وأعلنت تأييدها للثوار وتسليمهم القيادة السياسية وهي ما لم تسلمه للنظام المخلوع أصلا، كما وقفت وبقوة بالدعم والحماية المسلحة

حينما لزم الأمر لذلك... والعسكر وقف بقوة ممثلا بالفرقة الأولى مدرع ومن تبعهم ممن يثورون يوما بعد يوم في مؤسساتهم لتطهيرها واجتثاث الفاسدين وصاروا بحق جنود الشعب لا العائلة وتكفيهم هذه الرتبة العسكرية الثورية ...

واللقاء المشترك أخرج اليمن من عنق الزجاجة ونحى صالح سياسياً وأتى بالتأييد الدولي للثورة ويكفيه هذا ...

اللجنة التنظيمية وهي الجناح الشبابي للأحزاب وعلى رأسهم حزب الإصلاح، قد أثبتت للعالم أنها قادت الساحات لبر الأمان وفق خطط مدروسة وتأنّ مُهدَّف، وسير ثابت الخطى وتنظيم عجيب يفوق الوصف، وتلاحم في كل المحافظات بصوت واحد وفكر واحد ومسير واحد ولا تطلق رصاصة واحدة، كما لم يزعزع صفها وتؤتى من الداخل ، أو يظهر منها ما يخل بالتوجه العام للثورة ووقفت صلبة شامخة كالبناء الشامخ أمام كل من يحاول شق الصف وتفريق الجمع وجعل الساحة ساحات والفكرة فكرات ...وليس في انتمائهم الحزبي عيبٌ ، وأي عيب في الانضباط والالتزام والسير وفق أهداف

القيادة الرائدة أهل الخبرة والاختصاص.... وأي عيب في التنظيم والترتيب المحكم المترابط ما يحسدهم عليه العالم أجمع في بلد تعششت فيه الفوضى والقبلية والسلاح والجهل المفرخ ، فأي ضبط لهؤلاء يفوق الوصف ... ما هو إلا توفيق الباري سبحانه، ثم الرجال أصحاب التربية ومخرجات التنظيم الحركي الدعوي .... أو قل (( ياسين والحلبة )).. على مذهب أجدادنا وساداتنا ....

ومن اللجنة إلى طبقة المثقفين والكوادر السياسية من المستقلين وغيرهم، الذين عايشوا وحي الثورة وهو يتنزل على هذا الشعب، ولمسوا المعاناة وأخذوا الخبرة العملية فصاروا كصوت معارضة للمعارضة ، ومقومون للاعوجاج وهي ظاهرة صحية قطعاً، فالمعارضة تحتاج لمعارضة لتقويمها باستمرار وإصلاح الخلل لأن من ينقدك هو من تستفيد منه في الميدان قطعاً ....

ومن هذا المنطلق فإن الأمل في مثقفي اليمن ورجاله في التغيير وإصلاح كل مؤسسات الدولة أو بنائها من جديد ،،،، وبرأيي أن هناك فصيلين فقط عليهم الثقل الأكبر وقيادة المرحلة القادمة والحفاظ على أهداف الثورة وتحقيق باقيها – وهو قيادة المثقف الذي عنيت في عنوان مقالي - :

الأول : قواعد الأحزاب وعلى رأسهم الإصلاح .... والثاني هم طبقة المثقفين المستقلين الأحرار ... فالأول وهم رجال الأحزاب وشبابه وعلى رأسهم الإصلاح وقواعد أحزاب اللقاء المشترك لأن التربية الميدانية في الساحات قد صنعت منهم قادة أفذاذ وقد ظهرت بعض العينات فعلاً على الأرض لذالك، والاختلاط بالناس وضبطهم والتنظيم العجيب يصنع من لا رجل رجُلاً .... فكيف وهو رجل أصلا ماذا سيصنع منه ؟؟!! إنما هو سيد ابن سيد، ومجاهد ابن مجاهد ... وكفى ...

والفصيل الثاني هم من عايشوا الثورة من المستقلين والمثقفين بكافة أصنافهم فعليهم ثقل كبير في التوجيه والتقييم وأن يكونوا معارضة لا للمعارضة ذاتها بل لإصلاح المعارضة من الخارج ونقدها نقدا بناءا ، طبعا بعد تشكيل أنفسهم قطعا، وإلا لكانت أصواتهم لا تغني إلا القليل ، ونظام الدولة لا يعترف إلا بالتكتلات .... ووجودهم ظاهرة صحية يذكي سنة التدافع والتنافس الشريف للأصلح ,,,, وإنما أهملت ذكر الفصائل الأخرى لأنها ستنقاد حتما لهؤلاء لأن هاذين الفصيلين يمتلكون مالا يحصى من وسائل التغيير المجتمعي الذي به سيتشكل الرأي العام اليمني الجميل ، ...

أملنا كبير فيكم يا أبناء اليمن وعلى رأسهم من ذكرت ... فإصلاح الفكر وإعادة صياغة الإنسان اليمني هو الأساس ، وبناء الإنسان مقدمٌّ على بناء الأوطان، وتغيير الشعب هو العمل الشاق... أما إسقاط فرد والإتياء بفرد فالكل يقوم به،

وأنتم مهمتك بناء النظام اليمني الجديد... والصرح الشامخ العظيم .... وإصلاح اليمن من جذورها من الداخل ، لا الترميم والترقيع ، أو التأليه والتطبيع .... بعد ذلك عندما نكون أحسنا التغلل في كل عقل وفي كل بيت بأهدافنا ، وخلقنا رأيا عاما يمينا يسري في كل الأنحاء عند ذلك وفقط، تتحرك عجلة التغيير فعلاً، ونكون قد ضمنا أن التيار المسدد الرباني يسير في الاتجاه الصحيح، ولن يقف أمامه أحد بل سيجرفه التيار جرفا طوعاً أو كرهاً ... ومن يقف في الطريق سيكتب على جبينه

خائن أيام الثورة...فأنت أنت يا صاحبي من رشحك المجتمع لقيادة المستقبل، فقم بواجباتك، وكن عند حسن ظن الشعب اليمني بك .....