آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

نعوش الموت
بقلم/ دكتور/عبدالباري دغيش
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 26 يوماً
الثلاثاء 07 أكتوبر-تشرين الأول 2008 07:08 م

تِباعاً ودون انقطاع تُبحرُ( نعوش الموت) من سواحل الصومال ،بحمولتها البشرية الثقيلة، صوب مايُعتقد أنها شواطئِ النجاة هروباً من جحيم الحروب والمجاعات اللانهائية،وهروباً من جحيم القتل المجاني بدم بارد.
هاهم البشر الذين تتهدد حياتهم مخاطر الجوع والخوف كمتلازمة موتٍ بطيءٍ متواصلٍ في أوطانهم ،لم تعد تُهمهم أو تُخيفهم ،في سعيهم للنجاة، احتمالات الكارثة، ولا أين وكيف يموتون ؟، أفي البراري والصحاري عطشاً، أم في عرض البحر والشواطئ غرقاً، أم على عتبات أبواب الجيران تسولاً وتوسلاً، أم في مقالب النفايات حرقاً !.
طالما وأن الظروف الوطنية لبعض جيراننا في القرن الأفريقي توحشت، وأصبحت لاتوفر لهم سوى خيارين إثنين للموت ( جوعاً أو قتلاً )،يجب أن نتوقع ،نحن في دول الجزيرة والخليج، أن يرن جرس البيت مراراً وتكراراً، وفي أي لحظة من ساعات الليل أو النهار..سيكون خلف الباب أناسٌ يسألونك المساعدة، ولن يكن بوسعك عندئذ النوم أو الحياد، أو الاعتذار.
يجب أن تصنع شيئاً ما حينئذ ،لذلك على الأغنياء أن يلتفتوا للفقراء ومشاكلهم ، إما لوجه الله، أو دون ذلك، حماية للسلامة والسكينة ، فلا يمكنك أن تؤمن أو تأمن وجارك جائع، ولا يمكنك أن تدعي الصحة وجارك مريض ، فالأسوار العالية والحصينة وإن كانت ضرورية لرد الطامعين وصد المبتزين، لكنها لوحدها لن تكون كافية لرد الجائعين الخائفين، فلكي نحمي أنفسنا علينا أن ننظر أبعد من أرنبات أنوفنا، وأن تتجاوز نظراتنا البحر إلى الضفاف الأخرى :
كيف يعيش جيراننا هؤلاء؟.. وماهي مشاكلهم ؟.. وما الذي يدفعهم لركوب البحر، والمغامرة بحياتهم؟..لابد أن لديهم أسبابهم الوجيهة الواجب بحثها والتعامل معها لا التعامي عنها.
إنَّ الأمن القومي لليمن ولدول مجلس التعاون الخليجي مترابط ومتداخل ومتبادل التأثر والتأثير مع أمن منطقة القرن الأفريقي جنوباً، وأمن العراق وإيران شرقاً، وأمن بلاد الشام وتركيا شمالاً، وأمن مصر والسودان غرباً .. فهل يمكن أن نعي ونتعاطى إنسانياً ودينياً وأخلاقياً وسياسياً واستراتيجياً مع حقائق وعلائق الجغرافية والتاريخ؟ .. لقد قدم إلى الجزيرة العربية أبرهة الأشرم من القرن الإفريقي ، وبآذان من الشرق ، واليأس جاليوس من الشمال ، ومحمد علي من الغرب.. وفي عالمنا الذي تتقارب حدوده وتضيق فضاء آته مثلما تقتحم الصور والأصوات غرفة نومك سيقتحم الآخر سكونك عنوة، وستقف حائراً لا حول لك إلا أن تشتري سكونك وهدوءك.. فلتعملوا ذلك قبل أن يصلوا إليكم !! وذلك بوسع القادرين المقتدرين أينما كانوا في الجزيرة والخليج أو غير ذلك.. لنعمل جميعاً على حل مشاكلهم هناك في القرن الأفريقي، لنعمل على مساعدتهم لحل مشاكلهم هناك في أوطانهم لنجبرهم - إن استدعى الأمر- ولنذهب إليهم ب(مشروع مارشال عربي ! ).. أليسوا إخوتنا ؟.. أليسوا طائفة منا ؟.
إن الجوع والخوف مظاهر طاغية وقاهرة ،وتلبيتها ضرورات حياتية إجبارية تسوق البشر غريزيا كالقطعان، فلا يمكن تأجيلها كدوافع البحث عن الرفاهية والعيش الرغيد، أو دوافع البحث عن العلم والمجد والتوسع والسيطرة.
ثم ألا يجب أن نكون نحن وإخوتنا في القرن الأفريقي كالجسد الواحد أو كالبنيان المرصوص؟.. فلنعمل إذن على تلبية حاجات الجائعين والخائفين إن كنا حقا مسلمين ومؤمنين، وإلا فإن القرن الذي ليس بوسعه النطح سينغرس في أجسادنا عنوة، فوا لله لايأمن متخمٌ النوم وجاره يتضور جوعاً .

ــــــــ
baridughaish@yhoo.com

عضو مجلس النواب
نقلاً عن صحيفة الايام*