بلينكن يحدد شروط اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة السورية الجديدة دعوة إلي عقد مؤتمر مانحين عاجل لدعم اليمن وقف النار في غزة واتصالات سرية لإنجاز الصفقة شرطة كوريا الجنوبية تدهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار دول عربية تبدأ بإرسال مساعدات لدعم الشعب السوري بعد سقوط الأسد روسيا تطلق تصريحات جديدة حول الاسد وتجيب عن إمكانية تسليمه للمحاكم الجيش السودانى يجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب من شمال الخرطوم رسائل نارية من الرئيس أردوغان بخصوص سوريا وأراضيها وسيادتها خلال لقائه بقيادات حزب العدالة والتنمية عاجل: إدارة العمليات العسكرية تكشف قائمة تضم 160 قائدا عسكريا من نظام الأسد وصفتهم بمجرمي الحرب .. مارب برس يعيد نشر قائمة اسمائهم هكذا احتفلت محافظة مأرب بالذكرى السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م
يقول الكثير من الشباب الذين أشتركوا في ثورات الربيع العربي ؛ (زادوا علينا) ، (صدقناهم وخدعونا) ، (سرقوا ثورتنا) ، (طلعوا مقلب كبير) ، (شربونا المقلب) إلخ... والحقيقة أن الإسلامويين كان لديهم مشروع يريدون أن ينفذوه بأي شكل حتى وإن كان هذا المشروع مناف لطبيعة الصيرورة التاريخية والمتغيرات الحتمية. إنه عبارة عن حلم طفولي لا يخضع للأدوات المنطقية التحليلية العاقلة ، لكنه تسرب إلى وعيهم عن طريق القصص الدينية الموجهة رغم صحة الكثير منها ، التي قرأها معظمنا في عهود الطفولة ، دون تمحيص فترعرعت في أذهانهم وأصبحت بالنسبة إليهم بديهيات تاريخية مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
من يتابع الأحداث من مصر الكنانة (أم الدنيا) بقراءة متفحصة يجد بأن المشروع الإسلاموي يشنق نفسه بدون مقابل. المشروع الإسلامسياسي الذي يريدون له أصحابه إعادة زمن الخلافة وعهود الدول الأموية والعباسية والفاطمية وداحس والغبراء ..إلخ ، دون أي قراءة تمحيصية لمعطيات الواقع والمتغيرات الدولية والعالمية هو بمثابة إنتحار حقيقي لهذا الفكر الذي دخل الإسلام من باب السياسية وليس السياسة من باب الإسلام ، فأختلط عليهم الحابل بالنابل وأفقدهم التوازن الفكري والسياسي معاً ، فلا هم أصبحوا من أهل السياسة ولا ظلوا من أهل الفكر ، بل تحولوا إلى مجموعة إنتهازية همها الأساسي الوصول إلى السلطة وبعدها فليأتي الطوفان دون إمتلاكهم لأي مشروع إسلامي نهضوي حقيقي يستطيع إنتشال الأمة من براثن الجهل والتخلف بل على العكس من ذلك هو توريطها في كارثية العاهات المستديمة التي لن يجني العالم منها إلا الدمار.
لذلك سقطت كل أقنعة هذا المشروع فجأة وبسرعة خارقة وظهرت أنيابه مكشرة ضد كل شئ غيره في رغبة جامحة لإعادة إختراع العجلة بالمقلوب وساعة الزمن إلى الوراء ، دون الإنتباه إلى تأخر هذا المشروع قرابة 1200 عام سادت خلالها أمم كثيرة واندثرت أخرى وتغيرت قواعد اللعبة واختلفت أسلحة القدرة والقوة وتجددت المفاهيم العالمية بينما ظلت مفاهيمنا الإسلامية على عهدها مناقضة للقاعدة التي تؤكد صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان على غير الشعارات المرفوعة من قبل جماعة الإخوان المتظاهرة في ساحتي جامعة القاهرة وقصر الإتحادية اليوم.
لم تعد القضية عبارة عن رفع شعارات او إمتلاك مليشيات مدربة لمقاتلة الشعوب والمواطنين الذين يختلفون في الرأي الذي قد يؤدي إلى تدمير البلاد والعباد. بل إلى إمتلاك المشاريع الإقتصادية والعلمية المناهضة لفكرة السيطرة على العالم ، إنه التحدي الفكري والإبداعي المتخلق لإيجاد بدائل ناجعة لإنقاذ عالمنا من الكوارث المحدقة به في كل المجالات الإنسانية والبيئية. إمتلاك القدرة على إستغلال نصيبنا من الفضاء بما فيه من موارد هائلة للإرتقاء بالإنسان الذي وصل إليه غيرنا بينما نحن ما زلنا غير قادرين على تحليل التربة ومعرفة مكوناتها العضوية.
كان هدف الربيع العربي هو إنتشال أمتنا العربية من الأوضاع المتردية القائمة في كل مجالات الحياة المعيشية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها بينما كان البعض يبيت يخطط لمقلب في ليل بهيم لتحقيق مآربه الكارثية في التسلط والنهب والإبتزاز مستغلاً الصحوة العربية. بيد أنه من الواضح أننا من خلال المشاهد الثورية التي تحصل في أرض مصر وإنتفاضة شعبها الواعي البطل كلها تؤكد بأننا لن نشرب المقلب.
bassethubaishi@yahoo.com