عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
بداية أتقدم بالشكر الجزيل إلى سعادة السفير السعودي عبد العزيز بن سليمان التركي والذي رد على مقالي (صعود الإسلام السياسي إلى الحكم ) المنشور في جريدة الرؤية بتاريخ 30أكتوبر، وكان الرد قد نشر يوم الخميس 3 من نوفمبر الجاري في صحيفة الرؤية، ومن هنا نقدّر لسعادة السفير اهتمامه بمقالنا ورده الراقي الجميل والذي ينم عن سعة ثقافة سعادته واطلاعه على ما يدور في الساحة الثقافية العُمانية.
لذا وجب علينا شكر سعادة السفير وكذلك شرح بعض النقاط التي يجب توضيحها لسعادته والذي طلب منا بعض المعطيات التي استندنا إليها في مقالنا، ولكن قبل ذلك أود أن انوه إلى أن سعادة السفير أشار إلى أنه يبدو أننا استلهمنا عنوان مقالنا من مقال للكاتب الانجليزي (باتريك سيل) والمنشور في جريدة الحياة، لذا أود أن أوضح لسعادته أن مقالي كان مستلهما من مواكبتي للانتخابات التونسية التي غطيتها لصالح صحيفة الرؤية لمدة خمسة أيام متتالية، وكنت حاضرا في العديد من الحملات الإعلامية للأحزاب وحضرت العملية الانتخابية ورأيت ردود التونسيين على فوز حزب النهضة، كما أنني عايشت الواقع التونسي قبل ذلك بثلاث سنوات، وتربطني علاقات صداقة مع العديد من الكتاب والمثقفين والسياسيين التونسيين، واستطيع أن أكون رأيا عن المجتمع التونسي الذي شاركته أفراحه ومسراته وهمومه، كما أنني حاصل على شهادتين من معهد العلاقات الدولية بتونس أثناء دراستي للماجستير في العلوم الثقافية، وكان يشرف على المعهد الوزير والدبلوماسي الراحل الرشيد إدريس، كل هذه الأسباب تكفل لي أن أقراء الواقع وأكتب عنه وليس استلهاما من كاتب آخر مع احترامنا له، سواء كان الكاتب باتريك سيل أو ناصر السعيد، ولا أظن أن محاولة الزج بعنوان الكاتب البريطاني في مقالي إلا للخروج عن صلب الموضوع الذي تناوله المقال وهو صعود الحركات الإسلامية إلى السلطة والتي لا تغيب عن بال المتابعين للشأن السياسي والإقليمي.
ذكر سعادة السفير أنه رأى في مقالنا تجنيا على المملكة، والحقيقة أننا لا نتحامل على المملكة ولا على أي نظام سياسي آخر حتى وإن لم نتفق معه، وربما لا يعلم سعادة السفير أنه تربطنا علاقة صداقة مع بعض الدبلوماسيين السعوديين وبعض الأكاديميين في المملكة، ولكن يحق لنا أن نبدي رأيا ووجهة نظر بمعزل عن العواطف أو الحكم على النوايا، إذ أننا نرى أن المملكة تلعب دورا مقاولا للحرب في الشرق الأوسط نيابة عن الولايات المتحدة، بعد سقوط نظام الشاه في إيران الذي كان مكلفا بهذه المهمة، وقد تجلى ذلك الدور في الحرب ضد السوفيت في أفغانستان من 1980-1987، حيث ساعدت المملكة بالتمويل المادي وبالدعم المعنوي في الحرب، فقد فتحت الأبواب أمام آلاف الشباب السعوديين والعرب للقتال ضد السوفيت وهنا تكوّن أول بذور لتنظيم القاعدة في أفغانستان الذي سيكون التنظيم الأخطر في العالم في بداية الألفية الثالثة، وفي كتاب قصة الأمير بندر بن سلطان للكاتب ويليام سيمبسون يتكشف لنا الكثير من خفايا السياسة السعودية في أفغانستان وفي دعم الأنظمة الموالية للولايات المتحدة لدحر الأنظمة اليسارية من اليمن الجنوبي وإلى أمريكا اللاتينية، كما ساعدت المملكة في تمويل خطة سرية ضد الليبيين في تشاد سنة 1983، وهو ما يؤكده الأمير بندر بن سلطان الذي دعم الجيش التشادي الذي كان يفتقر إلى التنظيم والأسلحة مما مكنه من هزيمة الجيش الليبي، وقد قال الأمير بندر أثناء لقائه بالعقيد القذافي أننا من قال لكم كشف ملك في منطقة أوزو.
إن اختلافي مع السياسة السعودية يكمن في تبنيها لسياسات آنية غير محسوبة العواقب ويظهر ذلك واضحا في الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق حيث خسرت بذلك حارسا لبوابة العروبة الشرقية، كما قدمت خدمة جليلة لإيران في أفغانستان عن طريق إضعاف حركة طالبان، والآن تخشى المملكة من النفوذ الإيراني، والحقيقة أننا لا ننكر التدخل الإيراني في العراق وفي لبنان وفي عدة مناطق وجيوب في الجزيرة العربية ، ولكن يجب أن نطرح سؤالا مهما، عمن سمح لإيران بكسب تعاطف عدد كبير من المؤيدين؟، إن الجواب يكمن في الإعلان الواضح والصريح من الطرف الإيراني تجاه القضية الفلسطينية ودعم إيران لحركات المقاومة العربية ضد الكيان الصهيوني في جنوب لبنان وقطاع غزة، بينما تدعم المملكة أنظمة مكروه حتى من شعوبها مثل نظام علي صالح في اليمن، وائتلاف حركة 14 آذار في لبنان ودعمها لحركة فتح في صراعها ضد حماس، واستقبالها للحكام المطرودين من بلدانهم بداية من عيدي أمين ونواز شريف، وانتهاء بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، بينما منعت الشيخ راشد الغنوشي أمين عام حزب النهضة التونسي الذي فاز بأغلبية المقاعد في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي من أداء فريضة الحج في سنة من السنوات، كل هذه الأسباب تجعل كثير من ذوي القربى يعتبون على السياسة السعودية.
إننا نخشى من وقوع حرب في المنطقة بين إيران وإسرائيل وتكون المملكة فيها إلى جانب الصهاينة، فمنذ الإعلان عن محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة، أصبحنا نشم رائحة الحرب، لأن هذه التهمة شبيهة لتلك التي روجها الأمريكيون عن أسلحة صدام، فلا أحد برائي يصدق محاولة إيران اغتيال السفير السعودي والذي لم يعرف عنه إلا أنه ذكّر الأمريكيين بنصائح الملك بقطع رأس الأفعى في طهران، حسبما نشرت وثائق ويكيليكس.
وهنا لا أدافع عن إيران ولكنني نرى أن إيران جارة لنا تربطنا معها علاقات ثقافة وسياسية اقتصادية واجتماعية، وليس من مصلحتنا محاربتها أو اختلاق نزاعات معها، كما لا يجوز بأي حالة من الأحوال اتهام المواطنين في البلدان الخليجية بمولاة إيران بناءا على المذهب، لأن ذلك الاتهام يجعل المواطنين ينحازون إلى إيران كرها أو طواعية، في ظل غياب المواطنة في هذه الأنظمة.
ختاما نتمنى التوفيق لسعادة السفير في أداء عمله في السلطنة كما نتمنى أن يسود السلام والتفاهم في العالم بأسره.