القطاعات النفطية تفتح شهية الطامعين: نافذون يسعون للسيطرة على قطاع 5 النفطي وسحبه من شركة بترومسيلة الحكومية لصالح شركة تجارية جديدة توكل كرمان: لم ينهب بيت واحدة في حلب ولم تحدث عملية انتقام واحدة هذا أمر مثير لاعجاب العالم هناك جيش وطني حر اخلاقي يعرف مايريد وكيف يحكم سوريا بريطانيا تحمل الرئيس السوري مسؤلية ما يحدث حاليا من تصعيد عسكري عاجل:بشار الأسد يطلب المساعدة من إسرائيل وتل أبيب تشترط طرد إيران من سوريا أول رد من الإدارة الأمريكية على المجزرة الحوثية بحق مدنيين في أحد الأسواق الشعبية هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة
عشر سنوات مرت على هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة، والتي كانت السبب في اعلان واشنطن الحرب على مايسمى «الارهاب»، وشن حربين في افغانستان والعراق، واعتقال آلاف المشتبه بتورطهم في انشطة ارهابية من العرب، سواء من كانوا يعيشون في الولايات المتحدة او من كانوا يقيمون في البلاد العربية.
تحدثنا الى شابين عربيين غيرت الحرب على الارهاب مجرى حياتهم. كل منهما عاني من اشتباه اجهزة الامن في تورطه بانشطة ارهبية، وكلاهما ثبت انه برئ تماما، غير ان كليهما تغير مجرى حياته للابد بسبب تجربته مع الحرب على الارهاب.
محمد، 28 عاما، من اليمن
عندما بلغت من العمر 21 سنة رحلت عن وطني اليمن إلى السعودية للعمل. استقر بي المقام في إقليم القصيم، وعملت في شركة إعلامية تنتج الأشرطة والأفلام الدينية والترفيهية، وكنت مطلعا على ما يجري حول العالم من قضايا الجهاد والإرهاب، حيث أنني اعلم أن قضايا الإرهاب أصبحت اساسا مرتبطة بالمسلمين.
في احد الايام، اثناء عملي، أعطاني أحدهم احد اقراص الكمبيوتر المدمجة لكي أقوم بعمل نسخة منها، وحين فتحته وجدته عبارة عن ملف، يبلغ ما يقارب ألف صفحة، يشتمل على دورة تدريبية عسكرية أقيمت في أفغانستان فيها الكثير من المعلومات القتالية وطريقة استخدام مختلف أنواع الأسلحة وتركيبها، من المسدس وحتى الأسلحة الكيماوية، ومعلومات أولية أو أساسيات الأسلحة النووية. حينها اطلعت فقط على ما يقارب خمس صفحات من ذلك الملف، ثم تركت القرص جانباً ولم أعره أي انتباه لاحقا.
مرت الايام، وذهبت الي اليمن في زيارة قصيرة، وأخذت معي الكمبيوتر الخاص بي ومجموعة من الاقراص. انتهت أجازتي وعدت إلى السعودية، وفي نقطة تفتيش الحدود اليمنية السعودية استوقفني ضابطان سعوديان، وأخبراني أنه سوف يتم احتجاز الكمبيوتر والاقراص لفحصها. وبعد نحو أسبوعين تلقيت اتصالا من وزارة الإعلام بالقصيم، وطلبوا مني الحضور لأستلام الكمبيوتر.
على الفور ذهبت الي مبني الوزارة لأستلم الجهاز، وقابلت المدير العام ومعه ثلاتة اشخاص. سألني المدير بعض الأسئلة الشخصية، ثم طلب مني أن أذهب مع الاشخاص الثلاثة الذين كانو معه لعمل بعض الإجراءات القانونية.
خرجت معهم في سيارة خاصة وصلت بنا إلى مبنى مسور لم أكن اعرفه. وضعوني بغرفة لا يوجد بها أحد ثم بعد قليل جاء أحدهم ووضع القيود على يدي وتركوني هناك يوما.
في اليوم الثاني جاؤا ووضعوا قيودا أخرى على رجلي وقاموا بوضع عصابة على عيني، ثم أخذوني بسيارة إلى مكان أخر، وتم إدخالي إلى غرفة صغيرة. فتحت عيني لأجد نفسي في زنزانة سجن يبدوا أنه جديد. وجدت في تلك الغرفة فرشا صغيرا وحماما للوضوء ليس به مكيف أو مروحة رغم شدة الحر.
تركوني هناك لمدة يومين، وفي اليوم الثالث تم استدعائي إلى مكتب المحقق وبدأ التحقيق بأشد وأدق التفاصيل: تاريخي وتاريخ آبائي وأجدادي وعملي وما الى ذلك.
سألني عن رأيي في القاعدة واحداث 11سبتمبر: قلت لهم لا أوافق على أي تفجيرات للأمنيين، سواء في امريكا أو في السعودية.
سألني عن ملف التدريبات العسكرية الذي كان على احد اقراص الكمبيوتر، فأخبرته أنني مطلع كغيري في الانترنت ومهتم بما يحصل في العالم اليوم خاصة ما يسمى الحرب على الإرهاب والقاعدة، ولا علاقة لي بما ورد بهذا الملف.
استمرت التحقيقات لمدة عشرة أيام، ثم تم نقلي الي زنزانة اخري حتى جاء أمر الإفراج. ولكن مع أمر الإفراج جاء أمر الترحيل فقلت للمحقق إذا كنت بريئاً فلماذا الترحيل؟ قال لي هذا هو النظام المتعارف عليه: المتهم يظل في السجن والبرئ يتم ترحيله خارج البلاد!
حينها رفضت الخروج من السجن وطلبت من المحقق أن يلتمس لي العذر بأنني لا أستطيع الرجوع لليمن بسبب اعتقالي ولأسباب عدة ذكرتها في طلب خاص مكتوب إلى الإمارة الخاصة بالمنطقة.
في اليوم التالي تظاهرت بالإغماء ونزيف الدم، وتم إسعافي إلى المستشفى ووجدوا معي موس حلاقة، وتم إبلاغ الإمارة بمحاولة الانتحار. جاءت لجنة تفتيش للسجن وبعدها قاموا بترحيلي فوراً إلى الرياض بسيارة خاصة بشرطة الجوازات وتم تسليمي لسجن الجوازات بالرياض، وجلست هناك عشرة أيام حتى موعد رحلتي إلى اليمن.
وصلت إلى اليمن وكنت خائفاً من أن يتم اعتقالي. لم يكن هناك أي اشتباه أو اعتقال وخرجت بدون أية مشكلات. ولكن هذه التحقيقات غيرت حياتي للابد، فقد فقدت اقامتي في السعودية، وفقدت وظيفتي، وبعد عودتي الى اليمن بقيت عاطلا نحو سنتين.
وكل هذا رغم انني لم افعل شيئا على الاطلاق، فقط اشتبهت بي السلطات السعودية بسبب ملف لاعلاقة لي به على احد اقراص الكمبيوتر المدمجة.
سعيد 29 عاما، من السعودية
ذهب الي الولايات المتحدة الامريكية في بعثة دراسية، واستقر بي الحال في مدينة بوستن. التحقت بجامعة بوستن وتعرفت هناك علي الجاليات العربية والاسلامية، واشتركت مع الجالية الاسلامية في بعض الانشطة مثل الرحلات الترفيهية، وغيرها من الانشطة الاجتماعية
في احد الايام رتبت مع خمسة اصدقاء رحلة داخلية الي نيويورك. في المطار تم استيقافنا جميعا، لاننا، وبحسب اعتقاد السلطات الامريكية، تم الاشتباه بنا في انشطة ارهابية. اخذونا الي احد المكاتب الداخلية في المطار، وهناك تم التحقيق معنا كل واحد علي انفراد.
بعد بضع ساعات تم الافرج عن اربعة منا، وبقيت انا وصديق اخر قيد الاحتجاز. عندما سألنا عن السبب قالوا لنا انهم مازالوا يبحثون عن بعض المعلومات. وبعد اربع ساعات جاء شخصان غير من حققوا معنا في المرة السابقة. سألوني عن اسمي الكامل وعن هجمات 11 ايلول/سبتمبر والقاعدة وانشطة مرتبطة بالارهاب.
كنت خائفا وغير مصدق لانه لم تربطني اية علاقة بالقاعدة وليس لدي اية صلة بهذا التنظيم لا من قريب ولا من بعيد. سألتهم هل لديكم ادلة ضدي؟ قالو لي لا، ولكن لدينا معلومات ومازلنا نتحقق منها. قلت لهم انا ليس لدي أي علاقة بالقاعدة، ولايشرفني ان انتمي لهم. رد عليا الضابط وقال نحن من يحدد ذلك وليس انت.
بعد ثلاث ساعات من التحقيق غير المجدي، لانني كنت على يقين ان هناك خطأ واضح، طلبت منهم ان اتواصل مع سفارتي واهلي. قالوا لي انهم سيقومون بذلك عندما يرون الوقت مناسبا.
استمر التحقيق وسألوني عن اسماء معينة، فقلت لهم لا اعرف هذه الاسماء ولا تربطني بهم اية صلة. الاسئلة كلها كانت تتعلق بالقاعدة واشخاص، حسب تقديري، ضالعين في هجمات سبتمبر او لهم صلة بها. قلت لهم انني شاهدت هجمات سبتمبر عبر شاشات التليفزيون مثل العالم كله، وانا برئ وليس لدي أي تهمة وانتم تهدرون وقتكم ووقتي بدون اية مبرر.
كنت منهاراً ولم استطيع ان اسيطر علي نفسي، وبدأت اتعصب واصرخ واقول "انا برئ" "انا برئ" ليس لي علاقة ببن لادن و كل الاسماء التي يتحدثون عنها. قلت لهم انني طالب ادرس وامارس حياتي الطبيعية.
بعد خمس ساعات اخري جاء رجل بلباس عادية وملامحة تدل على انه عربي. تحدث معي وقال نحن نتأسف على ايقافك، وقال ان بامكاني ان آخذ جميع امتعتي واغادر فورا. فقدت الوعي وقتها من شدة الاعياء والضيق، وعلي اثرها تم نقلي الي المستشفي، وهناك عوملت معاملة حسنة من الجميع، وبعد بضع ساعات تم اخلاء حال سبيلي.
اثرث في حياتي هذة التحقيقات حيث كنت اعاني من كوابيس ليلية واصبح لدي "عقدة" من الولايات المتحدة ولا اريد العيش بها ولو ليلة واحدة.
اصبحت عندي قناعة بانه لابد ان اغير وجهة دراستي من امريكا الي بلد اخر. وفعلا، بعد اقل من اسبوعين، استكملت اوراقي نقلي الي ماليزيا وهذا تسبب في تأخري سنة كاملة عن الدراسة، لكن الحمدلله اكملت دراستي في ماليزيا وعدت الي بلدي، ولم انس يوما هذه التجربة.
* ـ بي بي سي