آخر الاخبار

لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟ منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين أسعار الذهب في اليمن قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح الإتحاد يعزز الصدارة بفوز كبير على غريمه الهلال الجيش الأردني يعلن احباط تهريب كمية من المواد المخدرة عبر طائرة مسيرة إعلام أمريكي: ''الحوثيون هاجموا طائرات مقاتلة ومسيرة أمريكية وجدل داخل الجيش حول كيفية الرد'' حماس تتحدث عن خرق اسرائيلي فاضح لاتفاق تبادل الأسرى

عن خرافة تتجدد عنوانها: (آل البيت)
بقلم/ محمد عبدربه الغليسي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و يومين
السبت 22 يونيو-حزيران 2013 10:27 ص
بمجرد أن تقول، أو تكتب لأحدهم، أنك لا تؤمن بأية أفضلية للحسن والحسين على غيرهم من المسلمين. فأنت متهم بكونك ناصبيًّا، ووهابيًّا، وحاقدًا على سلالة رسول الله، وكل النصوص والأدلة التي تؤيد قولك ما هي إلا نصوص لا تعرف معناها!!
وهنا تبرز إشكالية كبيرة، كمثيلاتها من الإشكالات التي تمتلئ بها كتب التراث الإسلامي، إلا أن مصيبة هذه الإشكالية أنها لم تتسبب في إعاقة العقل المسلم عن التفكير والإبداع فقط؛ بل تسببت في كثيرٍ من الصراعات والحروب، ومزيدٍ من شلالات الدم.
عند الاستقراء السريع لنصوص القرآن الكريم لا تجد إلا آية واحدة جاءت بذكر (أهل) في سياق الآية التي تخاطب زوجات النبي - عليه الصلاة والسلام - في قوله تعالى: (يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفًا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرّج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) "الآية32/33 - الأحزاب". ولم يأتِ ذكر (آل) و(العترة) إلا في بعض النصوص النبوية، كما في حديث الكساء، وحديث (.. عترتي أهل بيتي) و(أهل) (آل) (العترة) كلها تعني أقرباء الرجل الأدنون، وقد تتعداهم في أحسن الأحوال لتشمل إلى أبناء عمومة الرجل وأبنائهم.
إنك لتعجب من بعض الفرق الإسلامية، والتي تؤدي حالة الخصام السياسي فيما بينها الى أن تلوي معاني هذه النصوص بما يناسب ويخدم موقفها السياسي، فتجد بعضهم يخرجون أعمام الرسول وأبناءهم، ويجعلها في أولاد علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه)، ومن العجيب أن تجد بعض هذه الفرق تخرج زوجات النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الدائرة.
ورغم أنه لا يوجد أي نصوص تُثبت أي امتيازات لأقرباء النبي - عليه الصلاة والسلام - إلا أن الاختلافات كثيرة في هذا المعنى في كتب التراث الإسلامي بشقيه السني والشيعي، فمنهم من يقصره على زوجات النبي، ومنهم من يوسع هذا المعنى ليشمل كل أتباع النبي عليه الصلاة والسلام، ولعل هذا الرأي هو ما يميل إليه كل منصف لتوافقها مع آيات القران الكريم ومقاصد الرسالة المحمدية. ومما يساند هذا الرأي قول الله تعالى في القرآن الكريم عن قوم فرعون وأصحاب موسى: (فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون)، (ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب)، وهذا دليل قاطع على أن (آل) في القرآن الكريم تعني الأتباع. لأن امرأة فرعون، والتي هي من أقرب الناس لفرعون مصيرها ليس أشد العذاب، قال تعالى: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)..
لا أدري كيف يعني قولهم: إن الله عدل في جميع أحكامه، وإن الإسلام دين المساواة، والتكريم لجميع الآدميين. وفي ذات الوقت يقولون: إن الله قد اختص أناسًا دون آخرين بالشفاعة والعصمة وأحقية الحكم والدعاء في كل صلاة بمجرد أنهم ينتسبون إلى سلالة بعينها... ؟!!، وما هو ذنبي حين لا أحصل على كل هذه الامتيازات إن كان والدي من عامة الناس، وليس من ذات العرق.
تعالى الله عما يقولون، وعما يفترون.
الخلاصة..
إن الإسلام دين عالمي لجميع بني الإنسانية، والناس في ظله سواء لا فرق بين عربي على أعجمي، ولا لذات لون أو جنس أو عرق على غيره، وقد قال النبي - عليه الصلاة والسلام - لأقرب الناس له: (اعملي فلن أغني عنك من الله شيئاً)، وقال: محذّراً أقرباءه من النسب (لا يأتيني الناس)، وهنا دلالة واضحة أن الإسلام لا يقيم أي اعتبار للعرق أو اللون، ومن تمام عدل الله أن أرسل آخر الرسل للناس، وعلى الناس سواسية. وهذا ما يجب أن نؤمن به كمسلمين من آل محمد (أتباع محمد)، وما عداه فهو لا يمت للإسلام بصلة، وكم يحز في النفس أن نناقش مثل هكذا بديهيات قد تعداها العالم قبل قرون مستفيدين من التاريخ وسنوات الصراع، في حين أننا لم نستفد من تاريخنا، ولا من ديننا الذي يكرم الإنسان (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)..