تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا عاجل الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة عاجل : الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات أول اعتراف رسمي بعلم الثورة السورية في محفل عالمي كبير (صورة) تفاصيل لقاء وزير الدفاع بالملحق العسكري بالسفارة الامريكية في الرياض استئناف 8 دول عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق وأول تعليق يصدر للحكومة الإنقاذ السورية
لليمَن سحر على الكتّاب وله - لسبب ما - سحر شديد على الكاتبات. أوائل القرن الماضي، جاءت إلى الجنوب الرحّالة البريطانية فريا ستارك ولم تعد إلى لندن إلا بعدما تركت أجمل الآثار الوصفية والأدبية لتلك الجبال والصحاري والشواطئ. اليوم جاءته مهندسة معمارية من دمشق تعيد اكتشاف تاريخه المذهل وعاداته الباقية. إنها الدكتورة ريم عبد الغني، قرينة الرئيس اليمني السابق، علي ناصر محمد. يتقاسمان معاً، كل على طريقته، إحياء التاريخ الجميل. وقد تحوّلت دارهما إلى دار نشر تصدر الكتاب بعد الآخر دون كلل أو ملل. الفارق بين رحلات ومشاهدات فريا ستارك وبين إقامة ريم عبد الغني، هو طبعاً فارق الزمن. لكن المهندسة السورية تتميّز بالقدرة على التنقل بين الماضي والحاضر، ويمكّنها ذلك من مقارنات ساحرة «في ظلال بلقيس» كما هو عنوان إحدى دراساتها الممتعة من صنعاء إلى عدن إلى حضرموت إلى شبوة إلى سائر القاموس اليمني بعماراته المطرّزة وحصونه العالية وقلاعه الملوّنة. إليك هذا النموذج:
«وصنعاء القديمة - التي كانت محطة أساسية على طريق التوابل بين عدن ومكة الذي حل محل طريق (اللبان) شرق اليمن والمشهور منذ عصور ما قبل الميلاد - طالما اشتهرت بأسواقها... وفيها اليوم 48 سوقاً متخصصاً تضمّ أكثر من 1700 محل تجاري. ولكل حرفة أو بضاعة هامة، سوق خاص بها، فهناك سوق البزّ أو القماش، وسوق الحرير، سوق المبساطة أو القملة (الملابس القديمة) سوق اللقمة، سوق الخريف (الفواكه) سوق العنب وسوق الزبيب، سوق القات، وسوق العلف، وسوق البقر، وسوق الحبّ، وسوق الفتلة، وسوق الفضّة، وسوق النحاس، سوق الجنابي (الخناجر)، وسوق العِسوَب (الأغمدة)، سوق المخلاص، سوق النظارة، سوق الجديد، وسوق الخياطة، وسوق الكوافي (أغطية الرأس)، سوق الحنّاء، سوق المصاون (البراقع والأقنعة)، وسوق العطارة، وسوق الجصّ (الجبس) والمفرقعات، ومن أشهرها وأقدمها على الإطلاق سوق الملح وهو أبهر قلب صنعاء».
ولكن ما هو «سوق الملح»؟ لا شك أنها السوق التي تُباع فيها الأملاح. أو هكذا يُخيّل إلينا كقرّاء عاديين. غير أن الباحثين لا يتوقفون عند الانطباع السطحي. تقول الدكتورة عبد الغني: «ربما أتى الاسم من شهرة السوق بتجارة التوابل والبهارات. ولكنني عرفت لاحقاً أنّ المؤرّخ أبو محمد الحسن الهمداني في كتابه (الإكليل) أورد أن التسمية كانت في الأصل سوق المُلَح (بضمّ الميم وفتح اللام) أي سوق كل ما هو جميل ومليح، وصُحّفت التسمية لاحقاً وصارت سوق المِلح (بكسر الميم وتسكين اللام)».