مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
مما يربك سلامة التفكير، فيرتبك من بعده السلوك، هو خطأ المنطلق, فنحن حين ننطلق من حال غير واقعي، حال نتصوره اثر ما نسمع أو ما يُدَّعى، نخدع أنفسنا فنتخيل مدى موهوماً للحرية، أي تتشوف إلى \"مثال\" لا وجود له, نحن في واقع اجتماعي، وسياسي، لا يريد من الإعلام كشفا، ربما هو يريد التغطية أكثر من الكشف, ولا يريد من الأدب جمالا ، أو من المسرح فناً يتجاوز ما هو سائد ويتقدم عليه، هم يريدون من الإعلام والأدب والفنون خدمات، خدمات مزاج أو خدمات مصالح أو خدمات تلميع صور وتزكيات وربما خدمات خداع الجماهير بصلاح الأباطيل وباللمعان الزائف الذي يغطي العيوب.
الشعارات والتبجحات، عندنا وفي المنطقة العربية كلها، برفع القيود ومنح كل الحرية وتوفير الاحترام للعمل الصحفي، وطبعاً الأدبي والفني والنشاط الاجتماعي، وتكرار هذا الكلام، خلق تصورا خطأً في أذهان العاملين في هذه الحقول فصدقوا ذلك واندفعوا فرحين بالحرية إلى مناطق ما تزال ممنوعة. الحياة والظرف الاجتماعي لم يتهيئا بعد لمدى من الحرية بهذه السعة, وبسبب من ذلك الاطمئنان، وبسبب الحماسة، أو فرط الحماسة، يندفع صحفي بقوة، إلى منطقة محروسة آملاً بالترحيب والتشجيع، فتتولاه المخابرات بأعقاب البنادق! أو قد يُجَرّ كأي سارق أو متجاوز ليُحْتَجَز، منتظرا من يتدخل لإطلاق سراحه, هذا إذا لم يُختطف ويظل مجهول المكان إلى اجلٍ غير مسمى كما حصل لمحمد المقالح وقبله عبد الكريم الخيواني.
نحن أمام حالين: الأولى تصديق الصحفي باكتمال الحرية وضمان السلامة والأمل بالتشجيع، والثاني أن العديد من \"أصحاب السلطة\" هم حديثو جاه ونعمة، فلابد من أن يؤكدوا لأنفسهم وللناس من حولهم يدهم الطولى وهيبتهم الجديدة فيتصرفون بما يعيب من الأساليب.. ثم لماذا نعتقد أن كل أصحاب المواقع اليوم يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الإنسان ويحترمون من يخالفهم؟ أظنه اعتقاداً خاطئاً منا ندفع ثمنه في المواجهة الواقعية, وكأننا نحن معشر الصحفيين اليمنيين لم نستفد من دروس الماضي شيئا.
وأنا اكتب عمودا آو تقرير صحفيا، ارفع أحياناً عبارة وأغير مفردة فيهما حده أو يسببان أشكالا, وقد أتلقى عتاباً لماذا لم يكن المقال أو التقرير (مفخخ)؟, أو على قول احد أصدقائي الطيبين لماذا لا يثير مقالك حراك امني؟ اعمل كل ذلك لأني رجل يعرف واقعه ويعرف جيدا، وربما بالتفصيل، ما وراء اللافتات والأقوال..
نتعرض دائماً لانتقادات حادة وربما سُحلنا, وضربنا, واختطفنا, لكن ماذا لو اتخذ الصحفيون موقفا احتجاجياً قوياً؟، لو اضربوا عن العمل اثر أول اعتداء من رسمي على صحفي، لما تكرر ذلك ولمّا تساهلت الدولة مع هذا الأفندي أو ذاك الوزير أو هذا المسؤول أو ذلك.
إن موقف صلب وقوي كهذا ليس ضد الدولة، هذا لصالح الدولة لتصويب الأخطاء وإصلاح السلوك ورسم طريق احترام الناس وطبيعة عملهم, أيها السادة المسؤولون الحرس والمرافقون وضعوا ليحموكم من الاعتداء لا لتعتدوا بها على الناس أو لتتباهوا بسلطانكم عليهم!
على أية حال لكل قضية ظروفها وأسبابها التي قد لا نلم بتفاصيلها, فلابد من وضع هامش استدراك لحالات وراءها سوء تصرف الصحفي أو تهوره, لكن الاعتداء عليه يبقى مرفوضاً في الحالات كلها, هناك نقابة صحفيين وهناك مؤسسة ينتمي لها، ويمكن أن تكون الإجراءات قانونية عبر المحاكم المتخصصة.
الحرية ركن مقدساً في عملنا, والانطلاق في فضاءات الروح, بعيداً عن القيود الآثمة, أمراً مطلوب لدى الصحفي الناجح, و ليس في استطاعة أحد أن يسلب أحداً حرِّيته قبل أن يسلبه روحه، وليس لا مرئ أن ينزل عن حرِّيته لغيره مادام لا حق له أن ينزل عن حياته التي وهب الله له، والتي لا يأخذها إلا هو, وهذا كان ردي على برلماني مرموق دفعته ذاته الاثمه, ومصلحته من مجموعة الزمرة, أن يعاتبني على عنوان عريض كتبته باختيار من نفسي, بعيداً عن منطق الرغبة والرهبة, عنوان استشفيت جماله من جمال الروح وعظمة القيادة التي يحملها صاحب عنوان ( علي محسن كرجل إطفاء لحرائق النظام ) من المقدّمات الشعرية أن نتغنى بأنّ الحرِّية لألاء يأخذ بأبصارنا، ومعشوقة جميلة في قيد قلوبنا، ومعنى عال يسحر عقولنا، وسعادة إليها مسعانا, ولها محيانا وفيها مماتنا, نعم تلك مقدمات شعرية لأن حرِّيتنا أبسط من أن تكون ذلك كلّه، وليست محتاجة في ظهورها إلى الشعر والتغنّي، لأن حرِّيتنا هي نحن .
السنوات العشر الماضية أكدت أن الصحفي في اليمن عنصر مقلق، كونه أضحى نفيرا مفزعا،ومصدر أثارة للرأي العام،مستحث للمسحوقين..، إن قولو كلمتكم!
إن الصحفي هنا ،يبدو في حالة زرع غير ملائمة مع الحرث (الديمقراطي) لأرضية الحالة اليمنية التي تناوب عليها وبكل نشاط رجال اثروا الديكتاتورية على الديمقراطية, والعنجهية على الليونة, ومنطق القوة على سلاح الكلمة والقلم .