هدايا الموت الإيرانية
بقلم/ جلال أحمد الحطام
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و يومين
السبت 29 ديسمبر-كانون الأول 2012 08:56 م

تكرر القبض وبشكل متوالي على سفن قادمة من إيران محملة بالأسلحة في المياه الإقليمية اليمنية ، يدل على أن إيران وفي إصرار عجيب تريد دمار اليمن وإحراقها بتكديس الأسلحة لدى أطراف تؤمن بالعنف وسيلة لتحقيق مآربها وعلى رأس هؤلاء " الحوثيون " الذين دمروا صعدة وحرف سفيان والجوف وقتلوا اليمنيين في كل مكان بالسلاح والمال الإيراني كما تفعل إيران اليوم في سوريا وكما فعلت من قبل في العراق وكما تدعم المخربين في البحرين والسعودية وغيرها ... هذه الأسلحة التي تم كشفها هي ما ظهر وماخفي كان أعظم .

إيران التي كانت تتشدق بدعم ثورة الشعب اليمني هاهي اليوم تعمل على إغراق اليمن في مستنقع من الدماء فهي تدعم الحوثيين والإنفصاليين وتتحالف مع المخلوع وأعوانه ... إنها تريد أن يكون أتباعها حكاماً لليمن من أجل إيجاد حليف بديل عن النظام السوري الذي تعيش إيران في هذه الأيام في كابوس سقوطه ، وليس أدل على ذلك من تصريح بعض مسئوليها الذي قالوا فيه أن سقوط الأسد سيضعف موقفها التفاوضي مع دول الغرب وأنه لابد من حل عبر الحوار بين نظام بشار وقوى المعارضة ... أي أنه لا بأس عندها في إبادة الشعب السوري بأكمله من أجل ان تحافظ على موقفها التفاوضي ، كما أنها تريد بإيجاد نفوذ لها في اليمن السيطرة على منافذ بحرية هامة حيث تطل اليمن على بحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأحمر ومضيق باب المندب وهي ممرات عبور هامة لثروات العالم .. كما أنها تريد تشكيل كيان موال لها في خاصرة الخليج لإستخدامه عند الحاجة . 

وإذا لم تتمكن إيران من إيجاد حكومة حليفة لها في اليمن او إيصال حلفائها إلى الحكم ... فلا مانع عندها حينئذ من تحويل اليمن إلى كومة من الرماد واللهب والأشلاء والدماء .

إننا عندما نتابع قناة العالم والقنوات الإيرانية وما تختلقه من كذب وافتراء على اليمن والبحرين والسعودية نرى وكأن هذه القنوات إنما أنشئت من أجل مهاجمة اليمن ودول الخليج .

لكن إيران لن تفلح في مكائدها ومكرها فهي اليوم تخوض حروباً خاسرة ...ففي الشأن الداخلي تهاوت عملتها بشكل مخيف وأصبح اقتصادها في أدنى مستوياته ، والشعب هناك يتململ متحيناً الفرصة لإعلان ثورة ولولا القمع والتنكيل والتعذيب والقتل لخرج الشعب منذ زمن وقد خرج في 2009 إلا أنه ووجه بأقسى أنواع البطش والتنكيل كما أن الحصار الدولي يضيق الخناق عليها ... وحربها في سوريا توشك على الهزيمة فيها بفضل الله ثم بفضل ضربات أبطال سوريا ، كما أن شعب العراق اليوم بدأ يتحرك ضد حكام العراق الذين يتمرغون في وحل العمالة لإيران ومخططاتها .

وعليه فنقول لإيران إن هداياكم وصلتنا ، فشكراً على حبكم وحرصكم على قتلنا ودمار أوطاننا ، والعتب هنا ليس على إيران وإنما على أبناء أوطاننا الذين يتعاونون معها ورضوا أن يكونوا مطية لتحقيق أهداف خارجية بغيضة ، ولكننا نؤكد لهم بأنهم لن يمروا ولن يفلحوا ما دام هناك شرفاء مخلصين لأوطانهم ولا نامت أعين الخونة والعملاء.