رسالة عاجلة إلى وزير الثقافة
بقلم/ هشام عبدالله ورو
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 13 يوماً
الخميس 27 سبتمبر-أيلول 2012 08:16 م

مكتبة زبيد العامة لست بحاجة إلى أن أسرد تعريفاً ولله الحمد فهي وكما أزعم أنها إحدى العلامات المضيئة في هذا الوطن فكريا وثقافيا وهي كما هي لم ولن تتوانى عن تقديم ما يجب تقديمه لأصدقائها وقرائها وللمجتمع من خلال فتح أبوابها للقراء وإصداراتها المختلفة ومكتبة الطفل ومجلتها العلمية زبيد وما تنظمه من مسابقات ومهرجانات ومعارض وكأننا في وزارة مصغرة للثقافة في مدينة العلم والعلماء زبيد وهذا الكلام بشهادة الكثيرين وأنا كتب هذا التقديم كمدخل لموضوعي الأساسي ورسالتي الخاصة إلى وزير ثقافة اليمن كل اليمن , هذا الوزير الذي نكن له كل الاحترام كونه من الوسط الثقافي وعضو بارز في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ولا أنسى أن له مواقف طيبة معنا منذ بداية توليه لكن الأمر الذي يجعلنا نشعر بخيبة أمل كبيرة أفقدتنا الصبر أو التحمل هو ذلك الظلم الذي تتعمد ممارسته وزارة الثقافة تجاه مكتبتنا فإذا لم استطيع أن أدافع عن المؤسسة التي أديرها أو أوفر لها مناخات النجاح فإن ذلك هو الفشل بعينه.

فمنذ ثلاثة أشهر تقريبا ونحن نتوسل ونتسول عبر هواتفنا ولقاءاتنا لصرف ما هو معتمد لهذه المكتبة من صندوق التراث والتنمية الثقافية واعتقد أن الوزير يعرف ماذا تعني الثلاثة الأشهر الماضية وما تحمله من مناسبات مهمة , وتحملنا ذلك مع العاملين بالمكتبة إلى أن جاءت زيارة الوزير لزبيد وإلحاحي عليه لزيارة المكتبة وتفاءلت جداً لتجاوبه وأخلاقه الطيبة لا سيما وهو يتنقل بالمكتبة ويشيد بإصداراتها وكلمته في سجل الزيارات التي اعتبرتها أنها أفضل إشادة في سجل الزيارات لهذا العام , ووجه الوزير بضرورة تثبيت صرف الدعم الشهري في حينه وسداد إلتزامات المكتبة والوعد برفع الدعم ذلك الدعم الذي لا يتجاوز الثمانين ألف ريال وشرحت له أن هذا الدعم هو المصدر الوحيد فهيئة الكتاب تخلت عن واجباتها منذ تأسيس المكتبة والمجلس المحلي ليس في أجندته توفير دعم شهري والمالية لم تعتمد أي مبلغ فكانت تلك التوجيهات بمثابة رد اعتبار لكل الأحلام المتواضعة , ولسذاجتي فقد كتبت تصريحاً لوسائل الإعلام بكل تلك التوجيهات وعلى صفحتي الشخصية ولقيت مباركات من قبل المحبين , لكن سرعان ما تلاشت هذه التوجيهات بمجرد أن عاد معالي الوزير بوفده الرفيع الذين يحملون الأقلام ويسجلون بسرعة متناهية ما يقوله ويوجه به وهم أصدقاء ليس بيدهم شيء .

اعتقد أن كل تلك المعطيات تجعلني مضطرا لأن أقول للأخ الوزير نعم أنا موظف لديك لكن هذا لن يمنعني أن أطلب منك حقوق هذه المؤسسة ألم تتنبه لمخاطبة فراش المكتبة لك شخصياً وهو يقول لك ياوزير جاء رمضان والعيد وأنا بدون راتب وهو يحصل على عشرين ألف من تلك الثمانين وغيره في مكتبة الطفل التي لا يتجاوز موازنتها عشرون ألف ريال وبها أمينة مكتبة وفراش وحارسي ,

إن مادفعني لكتابة هذا الموضوع هو مخاطبة الحارس صباح هذا اليوم بقوله إذا كنت تستطيع أن تعيش فهل نجوع أمام ابتسامتك وقال اذهب إلى صنعاء واستخرج حقوقنا , عبارات مؤلمة وهو محق وغيره من سكرتارية وما نتحمله يومياً من توفير محروقات للمولد الكهربائي وووووو.......

أقول كل ذلك لست لأجل أتوسل من الوزير أن يصرف لي مستحقات ولكن لأوجه له سؤالاً كيف بك توجه بصرف موازنة ثلاثة أشهر مقدماً لإحدى المكتبات العامة في محافظة أخرى ونحن نواجه بهذا الإقصاء ؟ وهذا الأمر استنتجته عند تواصلي مع أحد الزملاء من مدراء المكتبات العامة واسأله فقال أنا أخذتها مقدماً !!!

أين العدالة أين الثورة التي أيدتها مقابل أن تحصل على هذه الوزارة التي عانينا منها جميعاً .

قالي لي أحد رؤساء المؤسسات الثقافية أكتب عنا جميعاً لو سمحت فقلت له كما قال عبدالمطلب بن هاشم ( أنا رب أبلي ) لقد صدمت عندما أبلغني أحد الزملاء بصنعاء أن الوزير رفض توقيع الشيك الخاص بنا وبعدد من المكتبات التي لم يصرف لها مقدما لشهر يوليو قبل يومين وقال يبقى بعد العيد , أي عيد هذا يسمح لك أن تتجاهل كل هذا المد الجغرافي في اليمن إذا كانت لجنة الاحتفالات أو المالية ليست قادرة على توفير ثمن احتفالات فليس لأحد الحق أن يحتفل على حساب إغلاق مؤسسات وبيوت ايضاً .

أقول للأخ الوزير أنه إذا كان الهدف هو إغلاق هذه المنشآت فأنا أقول لك أننا لن نغلقها وسنستمر حتى لو كلفنا ذلك الكثير وأنت تعلم أن هناك مؤسسات تستلم دعم كبير وهي مغلقة ولا يستطيع أحد تأخيرها .

أقول كيف لوزارة الثقافة أن تحافظ على مدينة العلم والعلماء زبيد وهي تمارس هذا الإقصاء ضد مؤسساتها الثقافية بحجم مكتبة زبيد العامة , قد أكون قاسياً في طرحي وقد يكلفني ذلك عتاباً أو ما شابه ذلك لكن أي عقاب سيمارس على مكتبة زبيد بسبب ظهورها في المشهد الثقافي أكثر من العقاب الذي يمارس علينا الآن , أتمنى على الأخ الوزير أن يتأمل ملياً في خارطة الجمهورية اليمنية ويعرف أنه مسؤول عن كل المكتبات اليمنية فيها كونها ذاكرة الأمة ومخزونها الثقافي والفكري أتمنى أن لا تكون توجيهاتكم يامعالي الوزير بصرف أي مبالغ لأي جهة أو شخص على حساب موازنات مكتباتنا العامة وعليكم بالمتابعة إن قصرنا .

*مدير مكتبة زبيد العامة