حول الشباب ومستقبل العمل السياسي
بقلم/ إبراهيم النزيلي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 22 يوماً
الأحد 08 يوليو-تموز 2012 05:37 م

- الواقع التنظيمي والثوري والسياسي للشباب ..ودورهم المسلوب

- حتمية وضرورة تكوين كيان شبابي وحتى هذه المرحلة.

- موقفنا من الحوار الوطني .. الصيغة وآليه التعامل به .

لقد قامت ثوره الشباب في اليمن كغيرها من الثورات الشبابية من ثورات الربيع العربي ,وكانت هذه الثورات مخاض المعاناه والظلم والاستبداد ..ومتطلعة في ثوراتها الى تحقيق العدل والمساواة ,وإتاحة الفرص المتساوية للجميع لإطلاق مواهبهم وقواهم وتشغيلها واستثمارها ايضاَ.... متطلعة لبناء يمن العدل والحرية والدولة المدنية , وتحقيق أهداف ومبادئ ثورتي 26 سبتمبر وال14 من أكتوبر والذي أجهضها النظام .

نعم لقد جائت هذه الثورات الشبابية بعد إن عجزت كُل القوى السياسية المعارضة من تحقيق الثورة وتحقيق هذا التطلع الشعبي المشروع في الخلاص من الحكم العائلي المُستبد والذي عرض الوحده الوطنيه والنسيج الاجتماعي اليمين للانهيار التام .

ويعرف الجميع من يكون شبابنا اليمني , والذين أثبتوا وبما لايتيح أي مجالِ للشك بإن اليمنيين أمتاً حية وحرة ...وبأننا أمه تستحق العيش بكرامه وبحريه وشموخ ,تحت كنف الوطن اليمني الكبير والذي يجمع في طياته كُل أبناء اليمن وبكل أطيافها وبكُل موروثها الإنساني الضخم ..وبكُل عاداتها وتقاليدها الأصيلة والنابعة من شرف هذه الامه وإيمانها وتاريخها العريق .

كما ويعي جميعنا أن شباب اليمن كانوا ومازالوا هُم نواه الثوره وماده التضحيه والفداء لليمن واليمنيين , وهٌم قلب الثورة النابض وسر سموّها وشمس سماها المشرق وخلودها ...ومفاتيح نصرها والنجاح ..وهمُ ايضاَ قياده ركبها إلى شواطئ الامان والضمان والبناء .

وهُم الصفوة الثورية من مجموع الكوكبة الثوريه لثوره اليمن الشبابية الشعبية , وكذلك يكون الشباب المطلب الجماهيري الأكبر من لدن جماهير شعبنا في قياده مسيره ثوره الحُب والبناء والعطاء والعدل , والدولة المدنية الحديثة .

ويدرك الجميع أيضا ً...حقيقة وضع شباب ثوره اليمن.

فهم يفتقرون إلى الكثير من مقومات التأهيل والاعداد للظهور والشراكه في صنع القرار السياسي في يمن الثوره والتغيير والعدل .

ويرجع ذالك اسفاَ لأسباب شتى ..منها المقدرات المادية والاعلاميه وكذلك الضعف وقله الخبرة في الجوانب التنظيمية, فهو إلى يومنا لايملك كيان شبابي كبير أو حتى إلى مجلس استشاري من كوادر وطنيه مؤهله ومتخصصة والممارسة للعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي كذلك , ليكونوا لهم مستشاراَ وعوناَ في الكثير من القضايا ويقدم له النصيحة والرأي والإشهار كذلك .

ولايعود هذا الضعف في قدرات الشباب لكونهم غير قادرين أو مؤهلين لهذا الدور فهُم طاقات متجددة ..وعقول نيره وقلوب محبه مخلصه لليمن كُله .

وإنما لافتقارهم إلى أدنى مقومات العمل السياسي والثوري , وشحه الموارد الماليه والذي يكاد ان يكون صفراَ وبلا مبالغه في قولي.

خلافه لعدم امتلاكه إلى شبكه من القنوات االإعلاميه ...مثل الصحف ومراكز الإعلام ومراكز التوثيق والمواقع الالكترونية الثورية ..خلافه عن افتقاره ايضاَ لقناه تلفزيونيه ..او ان تتبنى مشروعه احد القنوات الفضائية واياَ من مصادر الإعلام المرئي والمسموع , وقد حدث تقصير كبير من قبل قنواتنا اليمنية والعربية لتغطيه الحدث الشبابي وإطلاق عنانه الى جماهيرنا العربية وطرح رؤاه والتعريف بكيفية تفكيرهم على الجمهور العربي ...بل كانت حكراَ لعلاقات ومصالح حزبيه وقوى سياسيه نافذة وياللأسف .

وتم كذلك حرمان الشباب من جميع الاضاء على الساحتين المحلية والعربية ..وكذلك العالمية ولم يتم إدراجهم أو اخذ أي اعتبار بحقهم وحقوقهم من أي مشاركات وفعاليات في جميع المحافل المحلية والدولية.

- حتمية تكوين كيان شبابي واسع الطيف لهذه المرحلة (المرحلة الانتقالية )

ومن هنا نسأل :- كيف يمكن إعداد وتكوين هذه البداية الضرورية ...؟

لإنتزاع الحقوق الثورية للشباب وتحقيق أهدافه ومطالبه , وإبراز دورهم في صناعه القرار السياسي ..والتعريف بما يفكر به الشباب ..وماهي مطالبه وطموحه لليمن وعلاقته بالعالم..والتي من خلالها سيعرف ويدرك الجميع ماذا نريد ..ونُحترم ونُقدر من اجل هذه الإرادة , بل ستكون هذه المعرفة الجماهيرية بطموحنا بداية موفقه لتوجيه الأنظار الينا نحن الشباب وسبيلاَ للتأييد الشعبي والدعم اللوجستي لهذه المطالب والاهداف.

الشيئ الثاني نقول هل مازالت الفرصة سانحة للشباب وحتى هذه المرحلة مرحله ( الإعداد للحوار) .هذا من جانب.

اما الجانب الثاني :-

كيفيه التعامل مع المرحلة الانتقالية والحوار في اليمن , وكيف يتم بلوره الأفكار والرؤى الشبابية لتصب في إناء واحد تجسيداَ للغايات الخالدة والتي في اكناف شباب ثوره اليمن ولكي يتسنى إشهارها على ابناء شعبنا وعلى المجتمع الدولي وعلى جميع الخيّرين في العالم ,ليعرف الجميع ماذا نُريد وماهي مطالبنا ولماذا ضحينا من اجلها وماهي المطالب النقيه للشباب وطموحه في بناء دوله المؤسسات والدوله الحديثه دوله والنظام والقانون , وهيكله الجيش وفق اسس وطنيه بحته بعيده عن المناصفة أوأي تقسيم يهدف إلى تقويه اياً من مراكز القوى في اليمن .

فهنالك شريحة كبيره من أبناء شعبنا اليمني قد لايدرك ماذا كانت مطالبنا السامية او قد يعتقد إننا خرجنا لإسقاط نظام صالح وعائلته فحسب , فهذا اعتقاد خاطئ وخطيراً أيضا .

فلقد خرجنا لمطالب أعظم وأسمى واشرف واعم وأخلد وكما ورد ذكره سلفاَ يجب ان تعي جماهير شعبنا ذالك وفق تعبير وإعلام ممنهج ومنظم وسريع ومباشر كذلك .

وهذا كله لن يتم مالم يكن هنالك كيان شبابي ممتاز ليحمل هذه الراية ويتحدث باسم الشباب ويغبر عن إرادته وأن نثق في قيادته وفق الأطر التي نتفق عليها وبعد اختيارها من الجميع .

نعم يجب ان نعي خطورة هذه المرحلة وخطورة وضع الشباب فيها بالتحديد وان الوقت لنا سلاح ذو حدين أو كما قالت هذه المأثورة الشعبية ..إما نكون أو لانكون .

فإما ان تتجسد الروح الشبابية بالوفاء والمسؤولية والتجرد حاملين رايه روح المسؤولية وان المصلحه العليا للوطن هي فوق كل اعتبار او غايه , وان يذوب عنصر الذات ونعمل بروح الفريق الواحد والقلب الواحد المحب لليمن الواحد ومستقبله المشرق الوضاء , وإن نثق فيما بيننا وان نتعامل بمبداء حُسن النية .

ويجب علينا كذلك ان نبادر ونجتهد من اجل تقريب وجهات النظر فيما بيننا وان نعقد اللقاءات الموسعة بساحة صنعاء وبجميع ساحات الجمهورية لدراسة هذا الأمر الطارئ والضروري لنا ولليمن وللخير كله وان نعي ان مصلحه الوطن هي الأسمى والأبقى والجذلى والأحلى ايضاً. وان أي مصلحه فرديه او فئويه هي لعينه وخطيئة وإننا لن ننال أي مكسب من ذلك وهذا اكيد..لان السيئ يستخدم ثم يرمى كالنعال القديم واعذروني على هذا التعبير.

نعم إخواني الثوار يجب ان نؤمن ان الثائر اول من يضحي وآخر من يستفيد, وان بناء الدولة المدنية والحفاظ على الثوابت العليا للوطن هي أوّلى واسمى مطالبنا وهي تاج أهداف ثورتنا الخالدة ..وان أي خلل في مسيره الثورة او في ما بيننا سيكون ذلك طامه ووابل ولعنه علينا من الله سبحانه وتعالى ثم من شعبنا ...نعم ستكون علينا لعنه تلاحقنا إلى الابد.

نعم ايها الشرفاء ايها المحقون ايها المنصفون , لقد حُرم الشباب من كل شيئ ومن أدنى حقوقه ومنها على سبيل ذلك انه لم يتمكن من تفعيل (مجلس رقابي شبابي ) للرقابة على حكومة المرحلة الانتقالية.

فلم يطرح ذلك عليه او يقترح حتى من قبل احزاب اللقاء المشترك او المؤتمر , وذلك كادنى حقوق الشباب ..ومن هذا وذاك من اقصاء وتهميش على حال الشباب وجعلهم في عزله معتمه في ما بيننا وبين جماهير شعبنا وجعلنا عُرضه للنقد الشديد من قِبل الجماهير وبسبب هذا الجمود المريع والغياب التام ومنذ بدايه اشراقه ثوره اليمن الخالدة .

كلُ ذلك لايعفي شركاء الثورة (احزاب اللقاء المشترك ) والحكومة اليمنية من هذا الجٌرم وهذه السياسة الاقصائيه ومن عناصر الخرق على مكوناتنا الشبابية, فلم تكن تنظيماتنا الشبابيه وبجميع ميادينها بمنئا من هذا الاختراق والتفريخ والتآمر الممنهج عليها , ومن قبل عناصر مدربه ينتمون الى هذه القوى السياسيه والشريكه في الثوره ويا للاسف وكذلك لم تامن او تتحصن من عناصر الامن القومي والسياسي وفي جميع ساحاتنا فكان الشباب تحت مرمى نيران هاذين الخصمين اللدودين للشباب والثورة والخير كله .

فقد اتفقت مصالحهم على إبقاء الشباب في هذا الشتات والاختراق ودعم الكيانات الشبابية المتفرقة ورفدها بكيانات مظلمة مؤطره تعمل في خدمه هذا التآمر ,خلافه عن ابراز عناصر هذه القوى اعلامياً وسياسياً وإلباسهم ثوب الثورة والثوار والبطولة الزائفة, لكي يتسنى لهم اكمال الضرر واستثمار صوت الشباب لمصلحتهم وتكييفه على هواهم وعلى حسب ما تقتضيه مصالحهم الضيقة, وإزالة خطر الشباب على هذه القوى المستغلة والمعروفة بتاريخها الإجرامي والأجندات المليئه بالفساد والمؤامرات وهما ايضا ويعرف جميعنا ذلك ان هذه القوتين منها من كان بالسلطة ومنها من كان في المعارضة قبل الثورة وهما ايضاً صنيعه نظام المخلوع عل صالح وهما وجهان لعمله واحده ويحملان نفس الفكر ويستخدمان نفس الأسلوب في الحكم والاستقطاب والاستقواء بالسلطة والنفوذ والمال .

نعم لم تلتزم حكومة السلطة السابقة واللاحقة ولا المعارضة بواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الشباب ورعايته وتنشئته تنظيمياً وسياسياً لكي يكون شريكأً ورافداَ في صناعه القرار السياسي, ويكون قوه ينظر اليها في هذا الوطن بل ليكون املاً ومرجعاً وفياً للجميع.

بل كان العكس من ذلك وفي كل شيئ فقد اُحرم من جميع الأضواء وكان عرضه للاختراق والإيذاء وكما اسلفنا في ذكره.

خلافه على ان المجتمع الدولي كذلك لم يقم بواجبهِ ودوره الإنساني والأخلاقي والإستراتيجي حيال الشباب , ولم يقدم أي دعماً يذكر لهم ولم ينتقد او يضغط على اياً من مراكز النفوذ في اليمن او يدينه حيال هذا الإجراء التعسفي الظالم على شباب اليمن ,بل وقف موقف المتفرج عاقداً الصفقات والاتفاقات والترتيبات مع هذه القوى ليضمن مايريد ان يضمنه ؟؟؟؟؟

ورغم إعلامنا لهم وهم يعرفون ذلك وقد تحدثنا معهم في هذه القضايا والتي تهم الشباب وما يؤثر على دور الشباب في كل لقاء سياسي او اممي معهم وطرحنا جميع المقترحات والحلول عليهم دون جدوى تذكر .

- موقف الشباب من الحوار

لقد أكد شباب اليمن مراراً وتكراراً ان الحوار سمه حضاريه بل هو واجب شرعي وأخلاقي وهو أسلوب مدني متحضر وفاعل لحلول الكثير من الخلافات الوطنية والعربية ايضاَ.

ولكننا ارتئينا وقبل الشروع في أي حوار بان هنالك إجراءات بعينها يجب ان تتخذ لتنقيه أجواء الحوار منها وعلى سبيل ذلك العناية وتطبيب الجرحى والاهتمام بأسر الشهداء وإيقاف كافه الاعتداءات المحلية والتي شهدتها ساحتنا الوطنية.

كما وقبل الولوج في أي حوار يجب ان نعرف وان نتفق على ما نتحاور عليه وليس الحوار من اجل الحوار فقط لكي تكتمل عمليه الطبخ السياسية .

بل يجب ان يكون مضمون الحوار وغايته يصب في المصلحة العامة والعليا للوطن وان يكون خالياً من أي شائبة او غاية تخدم هذا او ذاك وان يكون أي ناتج لها يصب في ما يضر الوطن لاقدر الله ...خلافه على انه يجب ان تسود اجواء هذا الحوار الشفافيه والوضوح وان تتوفر فيه جميع عناصر الأخلاق والمُثُل والإلتزام بجميع ثوابتنا الوطنية .

وكننا إلى الآن لم نشهد اسفاَ إلا الغموض والتجاوز والاتفاقات السرية السرية في اكناف الزوايا المظلمة..ومحاوله التجاوز على الشباب وتكليف لجنه ركيكة موظفه لدى بعض الجهات النافذة لا تُشّرف الشباب ولا ترتقي إلى مستواهم ومستوى فعلهم الثوري وتضحياتهم الكثيرة في سبيل اليمن ,, فلقد كان هذا آخر جرم على الشباب في محاوله تجاوزه عن طريق تمثيله من قبل جهات شبابيه موظفه ليست منه ولافيه ولاتخدم الوطن بل هي عناصر أجيره ورخيصه تخدم من كلفها في هذا العمل الدنيئ .

هذا ايجازاً لكل ماكان وما مر بهِ شبابنا اليمني الحُر وما كان ومازال عليه .

وأخيرا ننصح الجميع بوجوب صحوة الضمير تجاه شبابنا وان يلتفت الجميع لهم واليهم وان يرى جميع أبناء شعبنا الى الشباب وان يعقد عليه الآمال والطموح , وان يلتفت المجتمع الدولي نحو الشباب بصدق ووفاء .

ويجب ان يدرك جميع ابناء شعبنا ان ما يجري اليوم هو توسيع لدوائر النفوذ ألمصلحيه والاستغلالية والتي كانت في يوماً من الأيام شريكه للنظام بفساده وجرائمه على أبناء الشعب وإن الثورة ماجاءت إلا لاجتثاث جميع هؤلاء

ويجب على جماهير شعبنا الأبي ان تحمي الثورة من السرقة والثورة المضادة ومن عسكرتها وتوجيهها الى غير مسارها وقطع السبيل لكل من يريد ان يحول الثوار إلى جنود وتوابع لأي من مراكز القوى السياسية والقبلية والعسكرية ..وان يتم تحويلهم من ثوار الى أداة لقمع الثوار وعن طريق الثوار أنفسهم .

وآخر قولي ...لـك اللّـه يا وطـن

ويا نار كوني برداَ وسلاماَ على يمننا

وسلام الله على جميع أبناء شعبنا اليمني المظلوم الصابر

وسلام الله على ثوار اليمن وقره عينها

وسلاما على كُل الشرفاء والمخلصون من أبناء وطننا الغالي

وسلامأً عليك يا ايُها الوطـن ...بـل سلامـاً على الوطن الذي لم يولد بعد