في حوار الأديان .. واعضان بعمامة شيطان
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 10 أيام
الأحد 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 07:53 م

مارب برس – خاص

 اجتمع يوم الأربعاء الماضي نحو خمسين رئيس دولة وحكومة- منهم اغلب الرؤساء العرب فيما يسمى مؤتمر حوار الأديان وتحت شعار "ثقافة السلام" وهذا يدل على ان الحوار هدفه التطبع السياسي والثقافي بامتياز ، فقد جاء بعد توجيه نداء من بيريز لحوار عربي إسرائيلي ،ومن هنا فلي مع هذا المؤتمر عدة وقفات تنبيها للغافل وتذكيرا للساهي وتبينا للحق

 الوقفة الاولى :

 ديننا دين حوار ان ديننا دين حوار وهذا ما نلحظه في الأسلوب القرآني فقد حاور الله سبحانه وتعالى الملائكة قائلاً: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) وحوار الله الأنبياء فقد حاور نوحا قال تعالى : ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) . وقد حاور الله سبحانه وتعالى أعدى أعدائه فقال تعالى: (( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12} قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ{13} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ) وتحاور الأنبياء مع الطواغيت فهذا إبراهيم عليه السلام يحاور النمرود (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وهذا موسى يحاور فرعون فرعون (( قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ولا ينسى)) ودعوة الأنبياء كلها بالحوار فهذا يوسف عليه السلام يحاور مرافقيه في السجن ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ*مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) .

الله و أول بلاغ للناس كان حواريا عندما وقف محمَّد صلى عليه و سلم مخاطباً قومه : أيها الَّناس لو أخبرتكم أن خيلاً وراء هذا هل تصدقوني ، قالوا نعم فأنت الصَّادق الأمين .

الوقفة الثانية :

الجبل ، للحوار اصول حتى تتضح الرؤيا ولا يتلبس الحق بالباطل فلا بد من توضيح أصول الحوار مع الآخر، وأعني به غير المسلمين، وهي :- 1- الإيمان بوحدة أصل الأديان السماوية:

من الأصول الثابتة في الإسلام الإيمان بأصل وحدة الأديان السماوية التي أنزلها الله – سبحانه وتعالى – منذ فجر تاريخ البشر على وجه المعمورة وكلف الأنبياء عليهم والسلام بتبليغها والدعوة إليها، قال تعالى: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ?[29])) فالإيمان بجميع الأنبياء عليهم السلام من مستلزمات العقيدة الإسلامية، ولن يكون المسلم مسلما إذا لم يؤمن بالأنبياء عليهم السلام جميعا، ولاشك أن هذا الإيمان يشكل أساسا لتعامله مع الآخرين من أهل الكتاب، قال تعالى: ?قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?[30] 2- هيمنة القرآن الكريم على الكتب المنزلة السابقة: إن الإيمان بكون القرآن مهيمنا على جميع الكتب المنزلة السابقة من الأصول الثابتة في الدين الإسلامي؛ لأن القرآن هو آخر كتاب أنزله الله تعالى لهداية البشر، وبه انتهت سلسلة الوحي وانقطع إرسال الرسل، ولمعرفة هذا الأصل المهم أثرها الواضح في قضية التعامل مع الآخر غير المسلم عموما، وفي مجال الحوار على وجه الخصوص، ويجب ألا يغيب هذا الأصل عن بال المحاور المسلم وهو يدخل غمار الحوار مع الآخر. قال تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً?) إذا فالقران ميزن ومرجعية للمحاور المسلم وهذا ما سيمنع المحاور من الانزلاق في التنازلات والتفريط
الوقفة الثالثة معرفة دائرة الحوار:

من الأصول والضوابط القرآنية للحوار ألا يكون موضوع الحوار قضايا ثابتة في الدين بهدف إعادة النظر فيها، فالحوار ليس من قبيل الترف الفكري وحب الاستطلاع حتى يخوض المتحاورون في كل شيء، فثمة قضايا ومسائل لا يجوز الخوض فيها بحوار أو جدال، إما بسبب محدودية العقل البشري إزاءها، أو بسبب عدم ترتب أي ثمرة علمية أو عملية من ورائها، أو لأنها محسومة أساسا بنص شرعي أو إجماع، وهذا الأصل مبني على آيات مثل قوله تعالى (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ

4-العزة الإيمانية والجهر بالحق والثبات عليه: الشعور بعزة المؤمن والجهر بالحق والثبات عليه أصل قرآني آخر من الأصول التي يجب أن يستند عليه الحوار، والأصل في هذا قوله تعالى: ?(( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)) ، وقوله تعالى: ?((وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) ولا شك أن هذا الشعور يزيده طمأنينة وثقة بالنفس أثناء الحوار ويمنعه من الوقوع في فخ المجاملات الزائفة وتقديم التنازلات المهينة

5 الكلام المبني على الحجة والبرهان: من أهم أصول الحوار وضوابطه تحري الحجة والبرهان في الكلام، قال تعالى آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم بمطالبة الكفار بالدليل:(قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) 7- العلم ومن يتصدى للحوار مع الآخر لا بد له من التسلح بالعلم، خاصة وعاب الله على من يجادلون في الأمور بغير علم، قال تعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدا ولا كتاب منير) الوقفة الثالثة: الهدف من الحوار يجب ان يكون الهدف من الحوار إظهار الحق والدعوة إليه وتفنيد الباطل والتحذير منه

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله .) انظروا الكلمة السواء عبادة الله وحده وتحرير الناس من الاستعباد لبعضهم بعضا أي الدعوة إلى الحرية فهل ستوقف أمريكا استعبادها للناس ؟ .فإذا لم يكن هذا هو الهدف فهو حوار يهدف منه التنازل عما رفض أن يتنازل عنه محمد صلى الله عليه وسلم عندما سعى إليه الكفار وحاوروه بعد أن عجزت قوتهم من منعه في تبليغ دعوته ، فيا سبحان الله أن يأتي قوم في هذا العصر يتنازلوا عما رفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم

الوقفة الرابعة

. لا يجتمع الحق مع الباطل قال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ*وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ*وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}. إن هذا التكرار لم يكن من باب ملء السطور ، حاش لله ولكنها المفاصلة التي يجب أن يتعلمها المسلمون في عدم المداهنة فقد نزلت هذه السورة بعد ما بذله وسطاء قريش أثناء محاورتهم محمد صلى الله عليه وسلم من ملك ومال و....... مقابل أن يعبد أصنامهم مرة ويعبدوا إلهه مرة فكان الرد من الله والتنبيه (( فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون)) وقال له:

((وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ)) وقال له (( وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ، إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(( وقال له (( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ))

وقال له (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك . وما أنت بتابع قبلتهم . وما بعضهم بتابع قبله بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ))

الوقفة الخامسة :

 حوار اليوم اخذ بلا عطاء لقد كان حوار الكفار مع رسول صلى الله عليه وسلم حوار اخذ وعطاء صحيح انه على حساب العقيدة ولكن حوار اليوم حوار اخذ بلا عطاء حوار يهدف إلى إفراغ الإسلام من محتواه فمطالبهم تحت شعار ثقافة السلام والتسامح ( إلغاء الجهاد ) ( حرية الانحلال والارتداد ) ( إلغاء التعدد وتنصيف الميراث ) ( إلغاء الحدود الشرعية ) ( إلغاء التحاكم إلى الإسلام والتحاكم إلى المنظمات الحقوقية والقانون الدولي) ( 0السماح ببناء الكنائس بلا قيد،) ( والسماح بالبعثات التنصيرية في الدول الإسلامية أي تنصير المسلمين ،) ( والسماح بزواج المسلمة من غير المسلم ) والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا بقي لنا في الإسلام

؟ الوقفة السادسة :

العداوة باقية إن أهم ما يركز عليه الغرب باسم المحبة ،هو نسف الولاء ولبرأ الذي يعتبر كلية من كليات الإسلام وبحجة إنهاء العداوة بيننا وبينهم ، فهم حريصون جداً على كسر هذا الحاجز، ولهذا فإن الرئيس الأمريكي الأسبق "بوش الأب" كان يقول: إن القضية في الشرق الأوسط ليست قضية إنهاء الحرب، وإنما هي قضية إنهاء العداوة. وفرق كبير بين الأمرين، فالعداوة بيننا وبين اليهود أقامها القرآن الكريم ولا سبيل إلى إزالتها وإنهائها بحال من الأحوال قال تعالى [ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ] وقال

 [ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق..] " فهذه العداوة ثبتها القران وأيدتها الوقائع وشهد بها التاريخ فهم أعداء الله وأعداء أحبابه وإلا لماذا يقاتلوننا ؟ ويكرهون تقدمنا؟ ويحاصروننا؟ وينهبوا ثروتنا؟ وينتهكوا سيادتنا ؟ويرملوا نساءنا؟ وييتموا أطفالنا ؟ ويقتلعوا أشجارنا ؟ ويحرمونا من امتلاك القوة التي نحمي بها أنفسنا ،

الوقفة السابعة

 نحن الحلقة الأضعف الحوار الناجح لا يكون مثمرا إلا إذا كان بين متكافئين والكفاءة اليوم غير متوفرة والدليل ان الغرب يتقدم بمطالب يطلبها منا ولم نستطع أن نقدم له أي مطلب فهو يحاورنا وفي نفس الوقت يقتلنا في كل مكان كل هذا باسم توحيد الإنسانية والسؤال الذي يطرح نفسه على أي أساس نوحد الإنسانية قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فنحن مطالبون أن نجمع العالم على حبله المتين على الإسلام لا على الكفر ولهذا المبدأ فقد لصحابة التنازل عن مبدأ واحد مقابل الحفاظ على الدماء والوحدة بين المسلمين فكانت حروب الردة وكان شعار أبي بكر رضي الله عنه ( والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدنه لرسول الله لقاتلتهم عليه ) فلم يداهن تحت أي ذريعة ، فأيده الله بنصره وإذا كانت هذه مطالبهم التي بيناها فبالمقابل نقول أين هي مطالبنا ؟ لا شيء ، لأننا الحلقة الأضعف والضعيف لا يفرض شروطا للحوار وهذا عكس ما يحصل في أفغانستان مثلا ، فالغرب هو الذي يطلب الحوار مع طالبان وطالبان هي من تفرض الشروط إنها عزة الجهاد.،

الثامنة : عجائب مؤتمر الحوار

 • فاقد الشيء لا يعطيه ان عجائب المؤتمر الذي عقد بدعوة سعودية لا يُلم اغلب الحاظرين بأي أصل من أصول الحوار أو ادنى شيء من العلم ، فان قلنا حوار الاديان فبالله عليكم هل الزعماء العرب مؤهلون لان يتحدثوا عن الإسلام وهم ربما لا يعرف بعضهم نواقض الوضوء • وآعظان بعمامة شيطان

ومن العجائب أن بوش يحاضر المؤتمرين عن ثقافة السلام وتخيلوا بوش يحاضر عن السلام وهو زعيم الإجرام قتل الملايين في العراق والأفغان وساهم في القتل في فلسطين وقال بوش مخاطبا الحاضرين: "إن إعلان حقوق الإنسان التي أقرته الأمم المتحدة منذ 60 عاما ينص على حق كل شخص في حرية اختيار دينه وتغييره، وحرية ممارسة العبادة في السر أو العلن"

فنحن يا بوش أحرار في عقيدتنا ، فلماذا تمنعون في الغرب المحجبة من الدخول إلى الجامعات ؟ ولماذا اذا تزوج المسلم عندكم بأخرى يمنع وفق قوانينكم مع انه يعتقد جواز ذلك في دينه ؟ ولماذا إذا أراد أي شعب ان يحكم الإسلام تدخلتم في شئونه وأسقطتم نظامه ؟ إذا كنت تدع إلى الحرية فعلا فلماذا تحاصر شعب فلسطين بسبب حرية اختياره ؟ بل حتى منعتم الحوار بين فصائله أنت تدعو إلى حريتكم انتم واليهود فقط اما نحن ما تركتم لنا حرية أبدا لا يوجد منصر في العالم يقبع في سجن ابدا أو حاخام يهودي وفي المقابل كم

من دعاة للإسلام يقبعون في سجون الحكام وكم أحزاب دينية تحكم في العالم من فلسطين المحتلة إلى ألمانيا إلى كثير من البلدان ، حتى أنت الذي اعترفت في هذا المؤتمر إن الدين هو من وجه سياساتك فلماذا تحاربون كل حركة إسلامية تسعى لتحكيم الإسلام ؟ • لا يعترفون بديننا ومن العاجائب التي تغيب عن الكثيرين أن الغرب بكل طبقاته لا يعترف بالإسلام كدين سماوي بل يتحاور معه كأمر واقع فهم مكذبون بهذا الدين والله قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه من بعده (( فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون))

أيها الزعماء حاوروا شعوبكم أليس الأولى بحكامنا أن يحاوروا شعوبهم قبل محاورة أعدائهم، إن الفجوة بين الحكام المسلمين تزداد وتكبر فلماذا لم يتنبهوا إلى خطورة ذلك ، ولماذا هذا المال الذي ينفق على مثل هذه الحوارات لنعطيهم الدنية في ديننا ؟ وأخيرا إذا كنا لا نستطيع أن نقدم شيئا لديننا في عالم القوة المادية فلا أقل من أن نحافظ على نقائه وصفائه، ونورثه نقياً متكاملاً للجيل القادم فعسى أن يفتح الله على أبنائنا فيما فشلنا نحن فيه. أما أن ننكسر على مستوى المفاهيم فهذه خيانة عظمى للإسلام وللحقيقة المجردة. لكن من ناحية السلوك العملي فنحن نفرق بين الولاء والمداراة، فالتسامح موجود للمسلمين ولغيرهم، والمداراة يلجأ إليها الناس حينما يكونون في حالة ضعف والله نسأل ان يجنبنا الهوان ويرزقنا عزة الإيمان