بالظلم والربا.. هُبل يتهاوى
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 13 يوماً
الإثنين 13 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:37 م

ان امريكا تمثل صنم العصر الذي يعبد من دون الله فهي بطاغوتيتها صرفت الناس اليها خاضعين ولأجندتها خادمين فمن تمرد عليها لحقته صواريخها وقاذفاتها كما حدث في العراق وافغانستان والصومال ولهذا وغيره ليست مفاجئة لنا نحن المسلمين أن يترنح ويتهاوى هذا الصنم عن طريق اقتصاده الذي يقوم على مبدأ الحرية المطلقة, ويتغذى على الربا, ويستند على البيع المكشوف, ويقامر حتى الثمالة! ولكنها مفاجئة للعالم المتحضر الذي لا يؤمن إلا بالقيم الرأسمالية, ولا يمتثل إلا لأفكارها, ولا يحترم إلا أبجدياتها وأدبياتها! كما أنها مفاجئة وإحراج لكل من نحا نحوهم, أو دار في فلكهم, أو سبح بحمدهم، و لكن لكل بداية نهاية ،قال تعالى ( ولكل امة اجل ) وقال (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وقال ( فكلا اخذنا بذنبه) ان معاول هدم هُبل المعاصر الربا والظلم ، الربا الذي نهاهم الله عنه قبل الإسلام كيهود ونصارى قال عز وجل :(.. وأخذِهم الربا وقد نهوا عنه وأكلِهم أموال الناس بالباطل...!) ولكنهم تمردوا حتى وقع الفاس بالراس كما يقول المثل ، لتأتي بعد ذلك البنوك المركزية في العالم هذه الايام تقرر خفض أسعار الفائدة معلنة بذلك إن الربا هو السبب ، ولان امريكا تتزعم النظام الراس مالي ، والراس مالية تعني تقديس المال فهو الغاية التي يصل اليها الناس دون ضوابط وباي طرق ولو على حساب الانسانية اليست الراس مالية التي نظمت قوانين تبيح حرق واتلاف المحاصيل الزراعية لكي توازن ين العرض والطلب ولو مات الملايين من الجياع . اليست الراس مالية هي المتسببة في الازمة الغذائية التي حولت الغذاء الى طاقة لترفيهاصحاب الملايين فاحدثوا مجاعة عالمية ، اليست الراس مالية تعني ان زعماء الربا في العالم عبارة عن عصابات يتداولون المال بينهم وهذا ما حذر منه الاسلام حين قال ( كي لا يكون دولة بين الاغنيا منكم ) فقد أشارت أحد الدراسات أن هناك الآن خمس شركات عملاقة تُسيطر على 50 % من الأسواق العالمية في مجالات صناعات الفضاء والمكونات الإلكترونية والسيارات والطائرات المدنية والفولاذ والإلكترونيات. وهناك خمس شركات أخرى تسيطر على 70 % من السلع الاستهلاكية ذات الديمومة.وثمة خمس شركات غيرها تهيمن على 40 % من النفط والعقول الإلكترونية الخاصة ،لذا فإن منبع الأزمة من ألفها إلى يائها هو الوحشية الرأسمالية التي تكاد تصل إلى قمتها القائمة أساسا على جنون التعاملات الربوية التي بمقدورها أن تحقق انتصارات لفئات محدودة وكوارث للغالبية الساحقة من الناس، فالعالم الضعيف المدين هو الخاسر و العصابة الدائنة هي الرابحة لانها ترابي. دون انتاج وتأخذ ربح مضمون دون خسارة ، ان الاسلام حرم الاستثمار القائم على المبالغة بالمخاطرة ( الميسر) وحرم الاستثمار القائم على عدم المخاطرة ( الربا) فإن أي استثمار يبدو في صورة لعبة من ألعاب الحظ هو حرام. فخيارات الأسهم المكشوفة، وخيارات الفائدة، والعقود الآجلة تنطوي على قدر كبير جدا من المقامرة ، ان للربا نتائج وخيمة ويكفي ان اصحابه اليوم يتخبطون كالمجانين للبحث عن الحلول فلا يجدونها قال تعالى ( الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي تخبطه الشيطان من المس ) صحيح ان المرابين قد يدركون ربحا وفائدة لكنها مؤقته وممحوقة لان الذي يمحقها هو الله القائل ( يمحق الله الربا) وبعد هذا الدرس علىالمرابين وخاصة المسلمين ان ينتهو عن هذا الطريق والا حق لهم الخلود في النار كما قال تعالى ( .......واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ومن عاد فالئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) اما المعول الثاني الذي يهدم امريكا فهو طاغوتيتها وظلمها وجبروتها ،اليسو هم من ينفق مليون $ في كل 3 دائقائق لمكافحة ما يسمى بالارهاب –الاسلام- ففي العراق ستكلف الحرب كما يقدرها خبراء الاقتصاد 3.5ترليون $ ولكنها عادة عليهم بالحسرة ،قال عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) ثم يغلبون وهذا ظاهر للعيان حلف الناتو بقضه وقضاضه يسعى بعد سنوات عجاف من الحرب في افغانستان للتفاوض مع طالبان التي جاؤا لسحقها ، فخيرتهم طالبان بين الانسحاب او الهزيمة ،

نتائج الأزمة المالية

اولا : اثر الأزمة المالية على أمريكا

الموت أو الهلاك" هذه هي الصيحة التي أطلقها محافظ البنك المركزي الأمريكي معبرًا عن عمق الأزمة التي ضربت الاقتصاد الأمريكي قاطرة الاقتصاد العالمي .قال تعالى: {وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}، ان قوة امريكا ترتكز على القوة الاقتصادية فهي تتحكم ب30% من اقتصاد العالم فالان سحب البساط من الدولار وسحبت السيادة المالية من امريكا بل وحطمت الراس مالية القائمة على الحرية المطلقة رفعوا منذ سنوات عدة شعار حرية السوق, وهاهم اليوم يمرغون هذه الحرية بالطين لإنقاذ أسواقهم المالية وشركاتهم الرأسمالية التي تترنح تحت وقع الإفلاس. فاليوم تخصص الاف المليارات لتاميم المؤسسات المتعثرة وتتدخل الدول لتحديد سعر الفائدة ، في مقال أثار ردودا وجدلا قال الفيلسوف البريطاني جون غراي إن عصر الهيمنة الأميركية قد ولى إلى غير رجعة، وإن الزلزال الذي ضرب أسواق المال الأميركية هو إعلان نهاية الإمبراطورية، ويرى غراي أن الولايات المتحدة تترنح تحت وطأة الأزمة المالية العالمية في مشهد يذكر بما كان عليه الاتحاد السوفياتي عشية انهيار جدار برلين. وفي مقال بعنوان "انهيار أميركا كمؤسسة" تنشره مجلة نيوزويك في عددها هذا الأسبوع, كتب فرانسيس فوكوياما يقول إن الولايات المتحدة لن تنعم بوضعها الذي ظلت تتمتع به حتى الآن كقوة مهيمنة على العالم,

حتى الآن أعلنت أكثر من عشرة مصارف أمريكية إفلاسها بينها مصرف «ليمان برذرز» الذي سجل أكبر عملية إفلاس في التاريخ الأمريكي وهو اقدم مؤسسة مصرفية في امريكا .

وعلى مستوى الفرد زاد عدد المنازل المعروضة للبيع بالولايات المتحدة 75% أي 2.2 مليون العام الماضي بسبب أزمة قروض الرهن العقاري. وبسبب أزمة الائتمان فقد اضطر الأمريكيون لخفض مصروفاتهم بشكل كبير، بينما تتجه أسواق السيارات للانهيار، في حين اضطرت غالبية المؤسسات والمصانع إلى خفض كلفة إنتاجها، مما زاد من معدلات البطالة.

وخلال شهر سبتمبر لوحده قضى الاقتصاد الأمريكي على 179000 فرصة عمل ، وهو مستوى غير مسبوق منذ عام 2003 . بينما وصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 6.1% ، وقد تنامت المديونية الأمريكية والتي من المتوقع أن تبلغ عشرة تلريون $ خلال هذا العام ، وقد بلغ العجز المزمن المتنامي والمتوالي في الميزان التجاري الأمريكي منذ العام 2001 والمتوقع أن يبلغ 788 مليار دولار خلال هذا العام

ونحب ان نذكر القارء الكريم انه عندما ضرب إعصار كاترينا 2005 م مدينة نيوأورلينز الأمريكية خرج الامريكيون ينهب بعضهم بعضا فما ذا سيحدث بعد هذه الازمة ؟

ثانيا : نتائج الأزمة المالية على العرب

اولا على العرب المترفين الذين جعلوا الاسلام عضين ياخذوا منه ما يشبع غرائزهم ويتركوا مال يرغبون هؤلاء اصابتهم القارعة التي اصابت من اقتدوا بهم فاستثماراتهم في الغرب تقدر باكثر من تلريون $ هذا بخلاف الودائع العربية بالبنوك الأجنبية، والتي قدرتها دراسة نشرتها مجلة "المستثمرون" الكويتية في عددها الأخير بما يتراوح بين 600 و 800 مليار دولار.تخيلوا هذا المبلغ لو انه استثمر في بلاد المسلمين بالالية الاسلامية لحرك عجلة التنمية واحدث نقلة نوعية في المجتمعات الاسلامية ولكنهم أرادوا الربح السريع وضنوا توهما ان اموالهم في الغرب بمأمن ولكنه ادركها الغرق فكما غرق الرأس غرق الذنب في يوم واحد خسر العرب 150ملياروكذلك تشير إحصائيات صندوق النقد الدولي في هذا الشأن إلى أن العملات الخليجية فقدت ما بين 20 و30 في المائة من قيمتها خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الارتباط بالدولاروهذا يذكرني بالمثال القائل " لا تربط حمارك بجنب حمار المدبر يدبرك" الغريب ان السفينة اللتي تشرف على الغرق تغادرها الفئران لأنها حيوانات ذكيه ويبدوا أن بعض العرب لم يصلوا إلى مستوي ذكاء الفئران ، فقد صرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية يوم الخميس ان ليبيا اقامت صندوق خاص بضحايا الارهاب الامريكيين والليبيين وان هذا المبلغ سيصل الى 1.8 مليار دولار منها 1.5 مليار دولار للضحايا الامريكيين والباقي لليبييين انظروا كم للامريكيين وكم لليبيين ومن للضحايا الافغان والعراقيين والفلسطينيين ؟؟؟.

ثالث:نتائج الازمة المالية على المؤمنين

فكانت بردا وسلاما لسببين السبب الاول هو ازالة الهيمنة على المسلمين من قبل الغرب وعلى راسهم امريكا وهذا واضح من تراجعهم في افغانستان والبقية ستأتي

السبب الثاني ان الاقتصاد الاسلامي بدأ فجره لم لا وقد تهاوت الشيوعية والراس مالية وهذا ليس تخيلا او اماني بل بما يقوله خبراء الاقتصاد في الغرب هذه الايام ، فقد دعت كبرى الصحف الاقتصادية قي أوربا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.

فقد كتب "بوفيس فانسون" رئيس تحرير مجلة تشالينجز موضوعا بعنوان "البابا أو القرآن" تساءل الكاتب فيه عن أخلاقية الرأسمالية؟ ودور "المسيحية" كديانة والكنيسة الكاثوليكية بالذات في تكريس هذا المنزع والتساهل في تبرير الفائدة، مشيرا إلى أن هذا النسل الاقتصادي السيئ أودى بالبشرية إلى الهاوية. وتساءل الكاتب بأسلوب يقترب من التهكم من موقف الكنيسة قائلا: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود". وبجرأة أكثر طالب رولان لاسكين رئيس تحرير صحيفة "لوجورنال د فينانس" في افتتاحية هذا الأسبوع بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصادي لوضع حد لهذه الأزمة التي تهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهمية غير المشروعة. وعرض لاسكين في مقاله الذي جاء بعنوان: "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟"، ، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية. من ناحيتها, أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قرارا يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إبرام العقد، وهو ما يتطابق مع أحكام الفقه الإسلامي. وقال أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة ووشبيرن الاميركية، في حوار مع «الشرق الأوسط» في أبو ظبي أن الفرصة مواتية لتعضيد التمويل الإسلامي، خاصة أن «وول ستريت» لاحظت أن الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، حققت نجاحا أكبر في الأسواق المضطربة، حيث نمت الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في الأسواق الغربية، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى أكثر من نصف تريليون دولار. والى لقاء اخر ان شاء الله .