دبلوماسي بريطاني: المهمة محكومة بالفشل في أفغانستان
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 22 يوماً
السبت 04 أكتوبر-تشرين الأول 2008 05:26 م

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

    واجه المشهد الرسمي للحملة العسكرية في أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة ضربة شديدة مع تسرب تقرير السفير البريطاني Sir Sherard Cowper-Coles في كابول المتضمن وجهة نظره بأن ستراتيجية الولايات المتحدة خاطئة وأن الحرب، في أفضل الأحوال، خاسرة. وهذا الرأي تم نقله مباشرة من قبل نائب السفير الفرنسي في كابول Francios Filtou ، ونُشر في Le Canard Enchaine - صحيفة فرنسية تحظى بالاحترام.

    ذكرت الصحيفة أن معلوماتها مستقاة من تقرير نائب السفير الفرنسي المرسل برقياً إلى الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته، إذ يعتقد السفير البريطاني بأن "الستراتيجية الأمريكية محكوم عليها بالفشل،" في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسي الفرنسي لخّص النقاط الرئيسة لوجهة نظر السفير البريطاني في سياق الاجتماع الذي تم في 2 سبتمبر.

    "الأوضاع الحالية سيئة. الحالة الأمنية تزداد سوءً. وإلى هذا الحد فالمسألة تتجسد في الانتشار الواسع للفساد وأن الحكومة الأفغانية خسرت الثقة بها كلياً... تتطلب تصريحاتنا العامة هذه عدم الانخداع بشأن حقيقة أن المسلّحين غير قادرين على تحقيق نصر عسكري، ولكن مع ذلك فلديهم القدرة على جعل الحياة أكثر صعوبة وبصورة متزايدة، بما في ذلك العاصمة ذاتها.

    "إن التواجد القائم- بخاصة التواجد العسكري للائتلاف- هو جزء من المشكلة، وليس جزءً من الحل. فالقوات الأجنبية تعمل على ضمان بقاء واستمرار النظام الأفغاني الذي يمكن أن ينهار بدون هذا التواجد. وفي وجوده هذا، فإن الائتلاف يتسبب في إبطاء وتعقيد خروجه النهائي من الأزمة (والأكثر من ذلك، من المحتمل أن يكون هذا الخروج مُثيراً)."

    أرسل الدبلوماسي الفرنسي تقريره في برقية موجزة لرئيسه ساركوزي ووزير خارجيته كوشنير مباشرة بعد المقابلة مع الحليف البريطاني وبقية الحلفاء في ناتو بشأن انتشار القوات في أفغانستان. وللقوات الفرنسية بحدود 3000 عسكري هناك، وأصبح هذا الانتشار محل معارضة شعبية كثيفة بعد مقتل عشرة جنود فرنسيين في كمين لـ طالبان قرب كابول في أغسطس.

    تم دفع الحلفاء إلى اتخاذ موقع دفاعي منذ ثمانية عشر شهراً من قبل المقاومة الأفغانية- طالبان- حيث تحركوا وأصبحوا قرب كابول.. هذا في وقت تُكافح فيه حكومة الاحتلال برئاسة كرزاي بناء سلطتها.

   كذلك اقتُبِسَ من السفير البريطاني قوله: في حين أن بريطانيا ليس لها خيار سوى تأييد الولايات المتحدة، فمن الواجب إخبار الأمريكان تغيير ستراتيجتهم. إن تعزيز الوجود العسكري ضد مقاومة طالبان سيولد حصيلة عكسية، وحسب قوله: "سيُنظر إلينا وعلى نحو أكثر وضوحاً باعتبارنا قوة محتلة، وهذا سيضاعف الأهداف (توسيع نشاط المقاومة)."

    على الحكومات المتحالفة أن تبدأ بتحضير أذهان عامة الناس للقبول بأن الحل الواقعي الوحيد لأفغانستان هو في حكمها من قبل "دكتاتور مقبول.".. "في الأمد القصير، علينا أن نُقنع ونُثني dissuade مرشَحي الرئاسة الأمريكان من التوجه نحو المزيد من الغوص في المستنقع الأفغاني،" حسب قول السفير البريطاني.

    لم يُعلق مكتب الخارجية والكومونويلث مباشرة على التقرير الذي تسرب من برقية الدبلوماسي الفرنسي، لكن متحدثاً باسمه قال أن هذه الملاحظات لا "تعكس بدقة" آراء السفير أو نائبه. "لقد تعهدنا بدعم حكومة أفغانستان من أجل إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه البلاد في سياق جهود مدنية وعكسرية،" حسب قوله.    وأضاف: إن بريطانيا ستستمر بمساعدة كابول وأن النجاح في أفغانستان هدف "بعيد الأمد".

    رغم الإدراك بأن المقابلة بين السفير البريطاني والدبلوماسي الفرنسي قد تحقق فعلاً، فإن رواية الأحداث المتسربة اعتُبرت في مقر الحكومة البريطانية Whitehall "معادِلة parody " لما قيل، لكن الجانب البريطاني استبعد خيار الدكتاتورية في أفغانستان. هناك شك من أن الموقف البريطاني قد خضع لـ "المبالغة exaggerated " عمداً بُغية نشر نسخة مُعدّلة ترغب باريس في سماعها!