مناضلي الثورة وأبناء الشهداء.. تنكر الدولة وسطو المشائخ 1
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
الجمعة 08 أغسطس-آب 2008 02:30 ص

هل للمناضل مستقبل؟ ولو أن السؤال جاء متأخر وبعد أن ذهب من العمر أحسنه كما يقولون ، أولئك الذين ضحوا وناضلوا وما زالوا مستعدين للتضحية والنضال من اجل اليمن الحبيب مستقبلهم كماضيهم بعد قيام الثورة وبعد إرساء قواعد النظام الجمهوري ، إنه سؤال ربما يبدو غريبا بعض الشئ لكن الواقع والوضع جعله سؤالا معقولا بالنسبة للمتسائلين، و ما عزز عندهم تساؤلهم هذا هو الواقع الذي يعيشونه من تهميش ونسيان وتنكر لنضالهم ورميهم وراء قضبان النسيان .

ويقول المناضلون وأبناء الشهداء نيابة عن إبائهم الذين يفتخرون بهم ويتعهدون بالمضي في الطريق الذي رسموه لهم ، الطريق القويم المستقيم الذي اوجد اليمن السعيد الأمن المستقر اليمن الحر الأبي الذي لن يقبلوا بالمساومة على حسابه ولن يثنيهم ما لاقوه من اضطهاد وتنكر ونسيان لن يثنيهم كل هذا عن مبادئهم التي عاشوا عليها ولن يفرطوا فيها يوما وذلك لأنهم لم يناضلوا من اجل أن يقال عنهم مناضلين ولم يستشهدوا من اجل يقال عنهم شهداء ولا من اجل تقاسم مال أو غنيمة، لم تكن تضحياتهم وجهادهم من اجل سلطة ولا إرضاء أشخاص بل ما قاموا به كان من اجل اليمن ومن اجل الشعب ، هم ثلة قليلة أبت الظلم والاضطهاد ثلة خيرة رفضت الاستبداد هم من خيرة أبناء اليمن لا تقبل بالتفرد والتحكم في وطن من قبل أفراد وأشخاص هذه الثلة الفاضلة ثارت من اجل كرامة الوطن الحبيب ولأجل أن تحيا الأمة حياة كريمة ، شمعات احترقت لتضيء لنا الطريق ، هؤلاء الأخيار الأبرار انتفضوا وناضلوا واستشهدوا من اجل أن يهبوا لنا الحياة وهبوا أنفسهم فداءا للوطن وقدموها فربانا من اجل الحرية والعيش الكريم ورفضا للظلم ، لم يكن همهم أنفسهم ولا غايتهم لهم بل كان الهم هم وطن والغاية هي أسمى غاية الشهادة في سبيل الله وتحرير وطن وأمة من ظلم الفرد المستبد .

ثوار اليمن ومناضليها الأحرار صانعو اليمن طلبوا الموت ليهبوا لنا الحياة أولئك الأبطال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، ليسوا نادمين على ما قدموه تجاه وطنهم ، المناضلين الأبطال الذين ما زالوا أحياء والذين يشاهدون ويعايشون الوضع القائم وما يلاقونه من بظلم وتنكر وتجاهل من يديرون شؤون البلاد ومن يحكمون الجمهورية اليمنية التي لولا نضال وجهاد وتضحيات هؤلاء الأبطال لما كان لهؤلاء الذين يحكمون اليمن وجود ، ولا أقول أنهم لا يستحقون أن يكونوا حكاما لا ليس ذلك قصدي ما اعنيه هنا هو أنهم تنكروا للمناضلين ولم يعطوهم حقهم من الاهتمام والرعاية في حين أن لهؤلاء المناضلين فضلا ومنه على من يديرون شؤون البلاد ومن العدل والإنصاف أن يوفوهم حقهم ، أليس من العار والعيب أن يعيش مناضلي الثورة وأبناء الشهداء عيشة العبيد وحياة المنبوذين المنسيين في يمن الإيمان والحكمة ، وهم لم يبخلوا على وطنهم وأمتهم بأرواحهم وأنفسهم واليوم للأسف الشديد ينظر إليهم بازدراء وكأنهم فعلوا جريمة نكراء وكأنهم صنعوا منكرا في حين نجد الكثير والكثير ممن وقفوا في وجه الثورة والجمهورية يمجدون ويحمدون ويكافئون ، أليس من الظلم بل واشد الظلم أن مناضلي الثورة وأبناء الشهداء أصبحوا في ذيل القائمة وفي آخر الصفوف وهم كانوا في الصفوف الأولى ويتصدرون قوائم النضال والجهاد آنذاك .

ما جعلني أثير هذا الموضوع اليوم هو الراتب الباهض الذي يتقاضاه المناضل اليمني والذي يقدر بمبلغ ما بين 500 ريال و2000ريال كل ثلاثة أشهر ، هذا الراتب الذي يشكل عبا كبيرا على ميزانية الدولة والذي لا يتم اعتماده للمناضل المسكين إلا بعد أن يطلعوا روحه وبعد أن يأتي بورقة تعريف من الشيخ فلان الفلاني وشهود عدول بان هذا الرجل كان مناضلا وبالكاد يحصل على ورقة تعريفية مفادها نرجوا من سيادتكم أن تعتمدوا له مرتب حسب ما ترونه سلفا ، وبعد هذا التعريف للجهة المختصة ، وبعدها يتوجب على حامل هذا التعريف الذي هو المناضل البطل الجسور المغوار أن يطوف ويسعى بين الشيخ والجهة المختصة حتى يتم قبول ورقته وليس قبول انه مناضل أو له رصيد لا بل لقد قبلنا أن نسجلك في كشوفات المناضلين تقديرا للشيخ الذي عرف بك وبعد أن يتعرض للاهانات والسيرة والجيه يتم قبول ورقة الشيخ زعطان بن فلتان وراجعنا بعد سنتين لنعطيك البطاقة وبعدها بسنتين يمكن نعتمد اسمك في كشوفات مناضلي الثورة اليمنية ونمن عليك براتب وهو كما اوضحناها سلفا لا ينقص عن 500 ولا يزيد عن 2000 ريال يمني .

ومن الأسباب كذلك التي جعلتني اكتب عن هذا الموضوع والذي اعتبره موضوع مهم لأنه يتكلم عن أهم شريحة وأنبل شريحة في مجتمعنا اليمني وهم المناضلين وما يلاقونه من متاعب وإهمال، هذه الشريحة التي أن ظلت مهمشة ومنسيه ولا يؤبه لها قد تقوم بانتفاضه شعبية على غرار ما قام به المتقاعدون العسكريون والذين من المفترض أن يجدوا من ينصفهم، أم انه لا يمكن أن يعطي احد حقه إلا بثورة وشغب ومظاهرات ولا ننسى أن هؤلاء المناضلون هم الذين غيروا نظام واوجدوا جمهورية حرة ديمقراطية إلا يعي الجميع هذه الحقيقة؟.

وللحديث بقية حول موضوعنا هذا نطرح فيه ازدواجية عجيبة في تعامل الدولة مع مناضلي الثورة وشهداءها وعملية المفاضلة وعدم الإنصاف ، وكذلك نطرح موضوع مهم جدا وهو ما أثار حفيظة المناضلين وأبناء الشهداء المهمشين ألا وهو كيف أصبح المتمرد يحظى وأبناءه من بعده يحظون باهتمام الدولة ورعايتها في حين أن المناضل وأبناء شهداء الثورة والجمهورية لم يحصلوا حتى ولو على اقل القليل مما حصل عليه هؤلاء .

هذا وغيره نطرحه في الجزء الثاني ...