المُرجيحة!
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 16 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
السبت 10 مايو 2008 11:20 ص

مأرب برس - خاص

الغائبون دائماً على خطأ.

 "فيليب نيركون"..

 ***

*يبدو الحال في اليمن أشبه بمن يلعب على مرجيحة.

تهدأ الأوضاع في صعدة،تنفجر في الجنوب.يهدأ الفريقان،ترتفع الأسعار!

صرخنا لأسابيع وقذفتنا المرجيحة هذه المرة الى التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم من برلماني الى رئاسي.

شخصياً أنا مع جعله حتى إن شاء الله نظام حكم "برمائي" المهم نهدأ شوية.طفشنا ياعالم..خلوا الناس تعيش.

*انتهت أزمة التعديلات،تبادل "الطبائن" السلطة والمعارضة الاتهامات وصحونا على حادثة مقتل السياح الأسبان في مأرب.خيرة الله.

تمرجحنا حولها ،واسبوع اخر حول زيارة أصالة وهل هي حلال ام حرام!؟"شوفوا على مواضيع تشغلنا؟..الفَرغة اساساً.

لم نأخذ أنفاسنا بعد،ووقع انفجار قرب السفارة الأمريكية،كان المصابون طلبة مدارس هذه المرة.وتمرجحنا حوله لاكثر من اسبوع تنديدا واستنكارا.

وعلى هذا الرحيل!

*الأسبوع الفائت هدأت الأوضاع نسبياً في الجنوب وانتقلت المرجيحة-بسلاسة- الى قوارح حرب صعدة من جديد!

اللهم طولك ياروح..الشعب مدوّخ،و"المدرهة" هذه ولا وقفت.

*اسابيع وستهدأ حرب صعدة وستنتقل"الدرهينة" لانفجارات جوار السفارة الفلانية!

سيتم ملاحقة الجناة-طبعاً- وتقديمهم للعدالة..وسينتقل الميكرفون بعدها للزميل علي العصري ليتحدث عن وقائع المباراة القادمة بين السلطة والمعارضة حول أي شيء سيأتي.

إننا لن نعدم كارثة او ازمة "تشوِط"بنا أسبوعين ثلاثة.

انتخابات المحافظين مثلاً..

جرعة جديدة..انفجارات جديدة

اعتقالات جديدة مثلاً."قبلاتي اليك عزيزي فهد القرني".."قبلاتي اليك زميلنا بن فريد"

كلاكما-واخرون- ضحايا الُدرهينه

 ***

اليمن الباحث عن موقع متقدم،لاشيء اكثر من السمعة السيئة هو الذي يتقدم؟!

اليمن الذي يحاول ان يكبر-هكذا عفاطة-تؤذيه دائماً العقول الصغيرة.

والمصالح الصغيرة..والجماعات الصغيرة.

اليمن الذي يحاول ان يتوسع تضيق الحياة فيه.

اليمن الذي ينبغي له ان يكبر..تنهكه الاحلام الفردية والصغيرة ويذهب دائماً،على نحو ما، الى جيوب الحيتان الكبيرة!؟

- معقول،هذي اليمن؟..

شيئٌ من منظر ساحة اغتيال بنازير بوتو انتقل الجمعة الفائتة الى باحة جامع السليمان في صعدة."بدا المنظر مثل السير في مسلخ!"...

اليمن الذي دخل الاسلام برسالة،يخرج الان من بوابة الحضارة بأصابع بارود!...

*اجبارياً لابد للمرجيحة الان ان تنتقل الى محرقة "خميس مشيط" التي ارتكبها حسبما تناقلته الصحف ساديون-وهم قلة- في اجهزة الامن السعودية بحق 25مواطناً يمنياً ذنبهم انهم حملوا عبارة"الشقيقة"شراك قلوبهم وعبروا الحدود بحثاً عن شغل!

مادام ان هذه السلطة الهيّنة اخترعت الكدح والشقاء للناس.علينا ألا نلوم احداً.

الغائبون دائماً على خطأ.

بلادنا غائبة أصلاً.انها في يد سلطة تلهو بالمرجيحة السياسة ونست التنمية وكرامة الانسان.

المعارضة-ايضاً- تتشابه معها الى حد كبير.هي الاخرى تلهو بالمرجيحة السياسة وتريد عبر شقاء الانسان وفقره تأكيد احقيتها في ادارة هذا البلد المدوخ اساساً.

 ***

*دعونا لانتكىء على النكاية السياسية حتى اخر نفس.

ان يشعر الناس –مستقبلاً- بأن منصب المحافظ خاضع للتنافس،في رأيي ان هذا،بحد ذاته، شيء جيد.

دعوا المؤتمر الحاكم يغالط الآن.المغالط ربي يدخله النار.

دعوا الرئيس يتخذ-مسبقاً-موقفاً ملتوياً وغير مخلص تجاه جميع الأشياء.

دعوه "يتخوّر"ويفرض قائمته الشخصية كما يُحب الآن.

لكن،دعونا-فقط- نراهن ان صندوق الاقتراع-مستقبلاً على الاقل- سيطلع صندوق ابن ناس،مُش ابن مدرهة!

 ***

*دعونا لانتحرك بحافز من النكاية حتى اخر نفس.

ان تعمل وزارة الداخلية استبيان رأي حول ادائها، هذا شيء جيد.حتى ولو لم تأخذ به مبدئياً.

ان يرعى احمد علي مشروع طباعة الكتاب،هذا شيء جيد،حتى ولو لم يتفرغ لقراءة سطرين على بعضهم من كتاب.

ان يُقدم يحيى محمدعبدالله صالح اقراراً بذمته المالية لهيئة مكافحة الفساد،هذا شيء جيد،حتى ولوخبأ نصفها في جيب قميصه الداخلي.

ان يصدر القاضي حكماً ببطلان اجراء سحب ترخيص صحيفة الوسط،هذا شيء انيق وايجابي.حتى ولوبقت وزارة الاعلام كماشة سيئة الصيت..او بقى الزميل الجميل محمدالمقالح محتجزاً لأنه ضحك في المحكمة!

ثمة قاض عدمي فهم الفرح كمعارضة!ابكوا اثابكم الله.

الواضح ان مجتمعاً بكامله "سلطة ومعارضة" بفضل تطاحن السياسة المستمر، اصبح الناس فيه الآت على مستوى عال من الكفاءة!

 ***

Fekry19@hotmail.c