أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح.. عاجل عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت اصطدمت بسرب من الطيور.. تحطم طائرة على متنها 72 راكبًا مصدر بوزارة النفط يكشف حقيقة خصخصة بعضُ قطاعات بترومسيلة اسرائيل تدرس شن هجوم رابع على الحوثيين رداً على قصف تل أبيب مجدداً
لا أدري لماذا يحقق اليمني نجاحا كبيرا خارج وطنه في حين يلاحقه الفشل والإحباط مهما بذل من جهد داخل الوطن.
بدأ هذا التساؤل في ذهني عندما حضرت جانبا من المؤتمر الأول للمهنيين اليمنيين في أمريكا الذي نظمته الجمعية الأميركية للمهنيين والعلماء اليمنيين العام الماضي في واشنطن، وترسخ التساؤل مرة أخرى في مؤتمر الجمعية لهذا العام الذي عقد الأسبوع الماضي في فندق هيلتون كريستال سيتي بالقرب من العاصمة الأميركية.
في هذا المؤتمر يلتقي كل عام علماء ومهنيون وطلبة وطالبات وأساتذة ومدرسات وأخصائيون وأخصائيات في مختلف العلوم والفنون يجمع بينهم شيء واحد فقط هو أصلهم اليمني وحبهم لوطنهم البعيد.
في هذا المؤتمر يمكن أن تلتقي بالجيل الثاني من آل حميد الدين المولودين في الولايات المتحدة، وآبائهم المحبين لوطنهم، كما تلتقي بأبناء الدبلوماسيين اليمنيين والعاملين بالسفارة اليمنية الذين يحققون نجاحات مهنية وعلمية لم تكن متاحة لهم في اليمن. كما يشارك الجيل الأول والثاني من آل الوزير، وآل الكبسي، ويجمع بين كل هؤلاء العلم والتفوق ولا تفرقهم السياسة.
يرأس فرع الجمعية اليمنية في واشنطن الشاب شهاب الحجري، نجل السفير اليمني عبدالوهاب الحجري كما يشاركه في إدارتها ناشطون آخرون بينهم الإعلامية أنغام الشامي، والناشطة الاجتماعية رشا أبو لحوم، وزميلتها منال الأسودي، كما ساهمت المهنية أطياف الوزير في تأسيس الفرع، في حين يعود الفضل في تأسيس الجمعية للدكتور ناصر زاوية والأستاذ شاكر الأشول وآخرين في مختلف الولايات.
ولإنشاء الجمعية قصة طريفة مذكورة بالتفصيل في موقع الجمعية على الانترنت وهي أن " عالمين يمنيين" يعملان في جامعتين أمريكيتين مرموقتين، جمعت بينهما علاقة علمية من خلال قرب التخصص ووحدة الاهتمام العلمي، وتوطنت بينهما معرفة من نوع خاص عن لبعد،حيث كان كل منهما يتابع نشاط الأخر العلمي ويطلع على أبحاثه المنشورة في الدوريات العلمية، وبعد سنوات رتبت الأقدار لقاءهما في أحد المؤتمرات العلمية دون موعد مضروب بينهما أو اتفاق مسبق،وكانت المصادفة الجميلة أن يكتشفا أنهما " يمنيان"! نعم كانت هذه هي " الحكاية " حقيقة، لا اختلاقا من وحي الخيال،على طريقة " الأفلام الهندية" ولا حتى على طريقة أفلام الكاوبوي!! ومن ثم فقد تبادر إلى ذهنهما فكرة تكوين إطار عام يمكن له المساعدة في لمّ الشتات، وتشكيل حلقة وصل تجمع بين العلماء اليمنيين في المهجر، ثم تطورت الفكرة إلى أن أصبحت على ما هي عليه اليوم، من كونها كيانا يجمع بين العلماء والمهنيين اليمنيين داخل الوطن وخارجه، فضلاً عن الخدمات الأخرى التي تقدمها.
شارك في مؤتمر الجمعية لهذا العام نائب وزير التعليم العالي من اليمن، كما ألقى الدكتور نبيل خوري نائب السفير الأميركي السابق في صنعاء محاضرة قيمة، وأجاب على استفسارات الحاضرين حول العلاقات اليمنية - الأميركية، لكن المحاضرات والجلسات الأخرى ركزت على الموضوعات التربوية والعلمية، من بينها مشاركة قيمة للتربوية اليمنية القادمة من نيويورك دابي المنتصر، وكان أهم ما في المؤتمر اللقاءات الجانبية والتعارف بين أبناء الوطن الواحد في الخارج.
والجميل في هذا المؤتمر أن لا أحد فيه يسألك فيه عن موقفك السياسي أو منطقتك الجغرافية، وتجد العالم الجنوبي إلى جانب العالم الشمالي وذوي التوجه الاشتراكي إلى جانب مؤيدي المؤتمر الشعبي، والملكي إلى جانب الجمهوري، ولا مجال لجعل السياسة مثار خلاف بين أبناء الوطن الواحد لأن ما يجمعهم أكبر بكثير مما يفرقهم. وبفضل النجاح العلمي والمهني والمادي يتسم الجميع بسمات التسامح والمحبة وتقبل الآخر بعيدا عن ثقافة الكراهية والأنانية والتسلط.