الديوان الملكي السعودي يبتعث وفدا للعاصمة دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة عاجل: مـجزرة وحـشية ارتكبها الحوثيون في تعز والضحايا 4 أطفال من أسرة واحدة الموساد الإسرائيلي ينصح نتنياهو بـ ''ضرب الرأس'' بإيران بدلاً من استهداف الحوثيين اليمنية تشتري طائرة جديدة وتجدد مطالبتها بالإفراج عن طائرات لا تزال محتجزة لدى الحوثيين طائرة وفد قطري رفيع المستوى تحط في سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يُطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة'' مواجهات في تعز والجيش يعلن احباط هجمات للحوثيين قرار اتخذته أميركا مؤخراً يتعلق بمواجهة الحوثيين واتساب يوقف دعم هذه الهواتف بدءًا من 2025.. القائمة الكاملة صلاح يكتب التاريخ برقم قياسي ويتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي
مأرب برس - خاص
سال صحفي إسرائيل الرئيس المصري بعد لقائه مع ألمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي عما إذا كانت مصر تقوم بما يكفي لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة ، ثارت ثائرة حسني مبارك ورفض التشكيك بالتزام مصر نحو حماية أمن إسرائيل وإنها تبذل كل ما بوسعها لمنع المتسللين عبر الأنفاق التي تهرب إضافة إلى الأسلحة الكثير من الأغذية إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة أمام صمت عربي ودولي ، وكأن العالم قرر ضمنيا تطبيق حكم الإعدام بشكل جماعي على شعب يسكن قطعة أرض رؤوا أنه لم يعد يليق بهذا العالم ، كما أشار ألمرت في اللقاء الصحفي مع حسني إلى التعاون الوثيق بين جهازي الاستخبارات في البلدين ، فهل نستطيع أن نخمن حول من موجه هذا التعاون؟
مصر منذ حكم حسني مبارك لها أصبحت مشوهة المعالم ، فلا أحد يستطيع أن يحدد ما هي هويتها وما انتمائها وإلى من هي تنحاز ، هذه الدولة المسخ الذي تقوم بكل ما هو مضر بالأمة العربية وتساوم بحقوقها المشروعة لأجل مكاسب فردية له أو لأسرته ولتأمين الكرسي لولده من بعده أصبحت عالة وبؤرة ضعف تنشر كل هذا الوهن إلى أرجاء الوطن العربي ، بل صارت بعض دول الخليج بالنسبة لمصر تلتزم بعروبتها وقيمها وهذا ولا شك يعني أقصى أنواع الانحدار السياسي المصري .
حسني مبارك يعلم أن المؤتمر المزمع انعقاده في ظرف الأسبوع القادم لن يأتي بأية نتيجة إيجابية ، وهذا ما صرح به وزير خارجيته قبل فترة ، إلا أنه عاد وقال في المؤتمر الصحفي الأخير بأنه لا مكان للتشاؤم وجزم بأن المؤتمر لن يفشل وأن حدث أي سوء فهذا يعني وجود بعض العقبات ألتي يمكن تجاوزها ، وهذا الأسلوب الذي أعتدنا عليه من مصر ما هو إلا أسلوب ابتزاز رخيص عملت عليه السياسة المصرية لأجل مكاسب مادية لا يرى الشعب المصري منها أي شيء ثم تبذل رأيها بشكل جذري لصالح الجهة الأمريكية الإسرائيلية ،وعلنا ودليل للانحياز المطلق نتذكر برقيتين أرسلها حسني في وقت واحد إلى شارون وإلى صدام حسين يهنئ الأول بفوزه بالانتخابات ويحذر الثاني من عدم الالتزام بالقرارات الدولية ، فمصر أكثر دولة استفادت مما جرى للعراق منذ بداية التسعينات من القرن المنصرم وحتى الآن ، وهي تواصل الاستفادة كعادتها من القضية الفلسطينية التي ترفض وبشكل جنوني أن ينقل ملفها إلى أي دولة عربية أخرى حتى وأن كانت السعودية التي حاولت مؤخرا أن تضع يدها في هذا الأمر إلا أنه وسرعان ما تم إقصائها ، أن فلسطين بالنسبة لحسني مبارك كنز لا ينضب من العوائد المادية ومن الدعم الغير منتهي لنظامه .
هذه مصر التي ترك لها الأمر على الغارب والتي أخذتنا معها إلى زمن ملعون والتي هي مرسال مبتذل للسياسة الأمريكية ، فهي تضع كل ثقلها مع طرف فلسطيني ضد آخر وهي تنحاز بشكل واضح أيضا لطرف لبناني ضد الآخر وتشكك بكل من لا يكون في صف واشنطن وتصر على إقصائه وترفض أية حلول وسط على غرار لهجة رايس التي صرحت علانية بأنه لا مجال للتوافق في البنان وأن حدث هذا التوافق فهي لن تقف مكتوفة اليدين ، هذه اللهجة الوقحة نحو إصرار إدخال لبنان إلى دائرة الدول التي تسبح بحمد واشنطن وانجرار تيارها في لبنان خلفها هو أمر مخيف جدا على دولة هشة تعيش على واقع طائفي مستعد أن يشتعل في أية لحظة .
ينقسم اللبنانيون إلى قسمين ، أحدهما أمريكي ويسير على خطاها بكل ثبات والآخر إيراني سوري ، ومشكلتهم الحالية التي تسبب كل هذا التوتر هي عن كيفية اختيار رئيس للدولة ، ولو كانت هذه الأطراف لا تتبع سادتها على حساب دولتهم لتم وبكل سهولة اختيار العماد ميشيل عون الذي يمثل أكثرية مسيحية والمعروف بمواقفه ضد سوريا وضد إسرائيل والذي يبدوا أنه الأكثر انتماءً إلى لبنان ، لكن مشكلة الطرف الأمريكي لا تقف عند هذا الحد ، فهي وعلى ما يبدوا أنه لديها التزامات قسرية عليها أن تنفذها بشأن المقاومة اللبنانية وهي أحد الشروط الأمريكية التي ترى في حزب الله آخر جيوب المقاومة المزعجة لإسرائيل والتي أثبت هذه المقاومة قوتها وصلابتها بشكل لم يكن أحد يتصوره .
أمر حزب الله هو أمر غاية في التعقيد ، إذ لا يمكن لنا أن نسمى هذا الحزب مقاومة شعبية لأنه مقتصر على ولاء مذهبي ويعلن مرجعيته إلى قم في إيران وينحاز إلى سياستها بشكل كبير وعلني ، بل أنه أحد قادتها كتب مقالة مؤخرا يحرض ظهران ضد عرب الأهواز وأنه يجب قمعهم بقوة في حال حدوث أي عدوان على إيران بينما نراه لا يتخذ مثل هذا الموقف في العراق وهناك تقارير تنشر بين الحين والآخر عن وجود تعاون وثيق بين ميليشيات الموت الشيعية والتي تمارس القتل على الهوية في العراق وبين حزب الله في وقت أن هذه المليشيات الشيعية العراقية تنتمي إلى أحزاب هي على علاقة حميمة مع الولايات المتحدة الأمريكية المحتلة للعراق .
هذا الخلط الكبير والمربك لحزب الله في سياستها هو صورة طبق الأصل لسياسة إيران مع أمريكا وفي المنطقة إذ تبدوا لنا طهران وعبر عملائها في العراق جد متعاونة مع واشنطن بينما خطابها الرسمي متشنج ضد كل من يتعامل مع أمريكا حتى أن أعلامها المعرب لا يتوقف عن التشكيك في العرب وبأنهم مجرد عملاء ، وكانت آخر الاستطلاعات المضحكة لذاك الإعلام الموجه حول ما مدى رغبة الدول العربية في التدخل لفك الحصار عن غزة ، وطبعا جاءت النتيجة عالية بأن العرب لن يتدخلوا ، لكن ماذا عن إيران "الإسلامية" ولماذا هي وحتى الآن لم تفعل شيء حيال هذا الأمر ! .
لكن هذا لا يستدعي وبكل الأحوال القضاء على هذا الحزب الذي ومهما كان هو يقف شوكة في حلق العدو الأول لنا والذي لو أراد العرب لاستفادوا من وجوده على أرض الميدان وعلى ظهر طاولات التفاوض ، ولكن أيا من العرب يريد ذلك ! أنه يسبب لهم أرق شديد بمجرد خروج أمينه العام للتحدث وكأنهم لا يريدون أي شيء يذكر الشعوب العربية بالمقاومة والنضال وأخذ الحق بالقوة .
وعودة إلى المؤتمر الذي يضج الإعلام الدولي حوله وكأنه أول مؤتمر يعقد حول القضية الفلسطينية والذي يحاط بآمال كبيرة خاصة إذا رابنا حجم الدول التي ستشارك بها ومن ضمنها كل الدول العربية التي سيعقد وزراء خارجيتها مؤتمرهم ليقرروا حضروهم من عدمه ، وطبعا هم سيحضرون أو سيجرون لا فرق إلى هذا المؤتمر ، إلا سوريا التي وحتى الآن لم تدعى إلى هذا المؤتمر وكأنه لا أراضي محتلة لها وكأنها لا تعيش في هذه المنطقة المشتعلة من كل جهاتها ، والحجة بأن سوريا لا ترغب بالسلام وأنها تدخل في لبنان ، بينما الصحيح بأن سوريا تريد حقها كاملا وأن لبنان مزروع في خاصرتها ولن تسمح أبدا _ إلا أن أصيب ساستها بحالة هذيان _ بتسليمها إلى عدوها الضمني أو الصريح ، فسوريا ورغم رعونة مواقفها والتي تمثلت لنا مؤخرا في موقفها الضعيف من قيام الطيران الإسرائيلي بغارة في عمق أراضيها ، إلا أنها تمسك بآخر ما يمكن الإمساك به من مبادئ لم يعد يعترف بها كل القادة العرب.
وسوريا لن تخسر الكثير أن هي لم تحضر هذا المؤتمر إلا في حالة رغبتها في الظهور الإعلامي ، أما دون ذلك فما الذي سيجعل إسرائيل تقدم أي شيء للعرب ماداموا بكل هذا الضعف والابتذال و رخص مواقفهم التي يمكن تغيرها بمكالمة هاتفية من أصغر موظف في وزارة الخارجية الأمريكية .
العرب لا يريدون أن يتعلموا بأن ما أؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وبأن الضعيف لا يفاوض بل يتلقى الأوامر وينفذ .