اليمنية تشتري طائرة جديدة وتجدد مطالبتها بالإفراج عن طائرات لا تزال محتجزة لدى الحوثيين طائرة وفد قطري رفيع المستوى تحط في سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد أحمد الشرع يُطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة'' مواجهات في تعز والجيش يعلن احباط هجمات للحوثيين قرار اتخذته أميركا مؤخراً يتعلق بمواجهة الحوثيين واتساب يوقف دعم هذه الهواتف بدءًا من 2025.. القائمة الكاملة صلاح يكتب التاريخ برقم قياسي ويتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي أسطورة ليفربول يخضع لمحمد صلاح اعتراف الحوثيين بخسائر فادحة نتيجة الغارات على صنعاء الموساد يكشف تفاصيل صادمة حول عملية البيجر المفخخة ضد حزب الله
مأرب برس – خاص
ربما يكون الدكتور مصطفى بهران هو من أوحى لفخامة الأخ الرئيس بفكرة توليد الكهرباء بالطاقة النووية باعتباره كان مستشاره العلمي ، والفكرة بحد ذاتها ممتازة وطموحة وتستحق الإشادة ، وهي مطلب الشعوب الضعيفة اليوم في مواجهة تحديات التنمية التي أثقلتها الكلفة الباهضة للتقنية التقليدية .
غير أن هذه الفكرة من يوم الدعاية الانتخابية وساعة الإعلان عنها ووجهت بحملة كبيرة من الاستخفاف وموجات من التندر والنكتة اللاذعة التقى فيها رجل الشارع مع رجل النخبة على كلمة سواء ظاهرها النكتة وباطنها الضجر والاحتقان .هذا الموقف أو رد الفعل لا يحتاج إلى حنكة في التفسير وسبر الأغوار ، فالمواطن ببساطة فقد الثقة تماما في قصة ومواعيد المشاريع البسيطة والهيكلية للحكومة التي مآلها دائما التعثر بعد خطوات من نقطة البداية أو خط المنتصف ، وان قدر لها أن تكتمل بقدرة قادر فهي سفري تنتهي صلاحيتها بعد أسابيع كنموذج منجزات عيد الوحدة في اب ، أو مخرمة ومخزوقة ككثير من السدود المعطلة من يوم ميلادها .
فإذا كانت هذه هي الصورة والتكرار مع مشروعات بحجم المدرسة أو المستوصف أو قصة طريق ذمار الحسينية وحس المواطن معها ألف لا شي له ،فكيف يستقيم الحال لذائقة وتعبيرات الشارع والنخبة مع مسميات لمشاريع يعلن عنها بعبارات ضخمة وفي مؤخرتها كلمة نووي.
ثم إن التخلف الضارب جذوره في كل حياتنا العامة والخاصة ، والفساد الذي غشينا ما غشينا ،وسوء الإدارة والإساءة في التشغيل جميعها سببا في انبعاث الدهشة والحيرة في حالة القول بالقفزة النوعية للمنجز على هذا النحو الذي لم تسبقه الأرضية المهيأة في الميدان المادي والسلوكي..
فلما وصل الناس الخبر على الكيف الذي جاء به الماوري ، وان تكلفة المشروع سيلتقمها الحوت وأنا وقعنا في مصيدة المافيا والعصابات الدولية ، ضجت الصحافة ولحقها الرأي العام بصرخة وخطاب غلب على الكثير منه العاطفة والانفعال .
وبدفع من العقل الباطن للجمعي العام في لحظة احتقان تداخلت فيها المشاعر والبرامج حسب القوم فيها وكأنهم في الموقف الحسم مع عصابات الفساد في الداخل .
هجم الجميع وبلا هوادة على مصطفى بهران على انه المجسم العام للحالة .
رغم أن الموقف أثبت حيوية الرأي العام والدور القوي والمؤثر للإعلام كسلطة رابعة فرضت وجودها و دورها فعلا وعلى الواقع ، إلا أن العدل وحتى الممكن ينبغي هو الآخر أن يتحسس دوره فكثيرا ما يغيب بين العجلة والزحام ،فكما نبغيه من الحاكم للمحكوم ، فانه واجب في الوقت نفسه من الفرد لأخيه الفرد ، ومن المجموع للفرد ، ومن الرعية تجاه الحاكم ، وأقله هنا التثبت والبحث بين الثنايا عن مؤشرات ايجابية أو ما يدفع في مواجهة تلك ، أو ما يسمونه لصالح المتهم .
اختلف مع بهران الوزير ولكن بنسبته ، في الوقت الذي أنتصب بالتحية لبهران البروفيسور في جوانب ومعاني كبيرة.
نعم هناك أخطاء ناتجة عن قصور وغفلة وعجالة كانت حاصلة في المقدمات الأولية للعقد أولا ، لم تصل بفضل الله إلى الخطأ الفادح ومن ثم فلا حصول للمادي أو الجسامة ، والشكر موصول للدور الوطني لمنير الماوري الذي تعاطى بمهنية وموضوعية .
تلك الأخطاء تتقاسمها جهات ومؤسسات ذات تداخل في الدور والمسئولية ،وهي قضية فعلا تستحق أن يسأل عنها جميع المعنين ،لكن القول أنها ذات فساد مادي مبيت محله بهران أمر لا يستقيم أو يقبل .
فلا يصح في الفهم وبهران صاحب الفكرة ، ...والمشروع النووي للكهرباء أهم مفردات الخطاب الرئاسي أثناء التحريك الانتخابي ، والشارع من يومها يسائل عنه ويتندر ، والمعارضة المنظمة تنتظر لتواجه..أن يقع –بهران-في هذا الخطأ الجسيم بسوء نية وسبق إصرار.
كما لا يخفى أن المافيا الدولية التي كانت ستبتلع مقدراتنا هي اليوم فوق القيود والكوابح وذات تقنية ومهارات وتقفز فوق كثير من الدول بل وتجوب القارات .
كان العبد لله في ساعة غضب ينوي كتابة مقال يطالب فيه بهران بالتنحي عن وزارته ، لكني أحمد المولى الذي لم ييسر لي ذلك إذ لكنت عدت على نفسي بالتقريع والتوبيخ فكم من عجالة وانفعال أذهبت عن صاحبها صواب الفكرة والقول بل وسواء العمل.
أما لماذا أنا هنا اليوم في موقف قد يستريب منه آخرون ويشنع علي فيه من طبعه العجل ، هو أني قرأت بعض عبارات لبهران من رسالة وجهها إلى لجنة الفساد يرد فيها عنه من ضمن ما جاء فيها انه كان يسكن شقة بالإيجار يوم كان يشغل مستشارا للرئيس في الوقت الذي يصول فيه ويجول غيره من المستشارين ، وانه الآن يشغل فيللة كونه وزيرا لكنها إيجار أيضا ، وانه وهب عمره أو أمضى حياته لعلميته وتخصصه ، وان مشروع الطاقة بالنووي إنما أراد منه خدمة أمته ، فأين الأنظار عنه إلى مؤسسات هي خزانات فساد وآخرين مغموسين فيه هم أمه وأبيه.
الواقع أني أحسست عقب قراءتي لبعض السطور بتسامح واحترام كبيرين ،وبت أتأمل في شخصه العلمي وبعض تلك المورقة عندي ، فهذه والله تكفي في هذه الصحراء الجافة ، ولو جاء من يتقول عنها .
نفس طيب ولبنة يمكن البناء عليها ولو كان هناك قصور فسيسوى ، زد على علمية الرجل وتخصصه ونيته الايجابية .
ما آخذه على بهران وأحسبه في الوقت له ، انه من جهة به حدة وعجالة وقليل ريث ، وهذا لا يحسن بمن في مقامه ومسئوليته ، لكنها تشفع له من جهة أن من كان في سبق مع الإبداع ونهم في العلم فتلك سجاياه .
احترم الأكاديمي ولو كان سقفه بكالريوس فكيف إن كان بسقف مرتفع ، إن تقدير هؤلاء وتوفير الامكانات والدفيء لهم واجب الأمة بمجموعها .
بهران لا تثريب عليك يغفر الله لنا ولك ، فهل لك أن ترد على من تحسب أنهم بهتوك ، وذلك بتجفيف الفساد في وزارتك ، واستفادة الدروس من الواقع ، وان تبني مؤسسية ، وأن تتجرد للمهنية فحسب وتخلع عنك معطف الانتماء الحزبي ، فان كنت كما تقول عالما أو مشروع عالم ، فلا يقمقمك حزب بل كن مشروع امة
وبشان النووي بالطاقة فليس ذلك محالا ، وفخامة الرئيس الصالح إن جد ونوى فليس ذلك عنه بكبير ، وبهران إن صمم وعزم واستعد بنية ودراسات فما يقهر اليمن مستحيل .
من ذا الذي لا يقبل هامة عبد القدير خان وكل من أمضى لقومه بحسبه ومنتهاه ..
لا أحد لا أحد
alhager@gawab.com