أوقفوا الحوار مع الحاكم
بقلم/ عبد العليم الحميدي
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 30 يوماً
السبت 21 إبريل-نيسان 2007 03:15 م

مأرب برس ـ خاص

طالعتنا قبل أيام بعض الصحف و مواقع الانترانت الإخبارية بخبر توقف الحوار مع المؤتمر الشعبي العام بسبب رفضه معالجة آثار حرب صيف 94م مع أحزاب اللقاء المشترك وإصراره على تفكيك هذا اللقاء بطريقة ذكية من خلال مناقشة تلك الآثار على طاولة مستديرة يجلس عليها مع الحزب الاشتراكي اليمني بعيد عن مظلة اللقاء المشترك ويبدو أن الحاكم لا يعترف حتى اللحظة أو يحلم وما زال غارقا بأحلامه أن يكون اللقاء المشترك مجرد تكتل تكتيكي تحكمه الصداقة الشخصية لا مواقف ومبادئ ثابتة عمدت بدم شهيد المشترك / جار الله عمر.

السادة قادة أحزاب اللقاء المشترك إنني ومنذ أن بدأ الحوار " المزعوم " مع المؤتمر الش
عبي العام قبل سنوات كنت ولا زلت متشائما –حالي حال الكثيرين- إلى حد كبير لا يمكن وصفه بل كان تشبيهاً له عندئذ بحوار الله سبحانه وتعالى مع إبليس – ولله المثل الأعلى - حين اقسم إبليس اللعين على إغواء جميع العالمين إلى عباده المخلصين واليوم يقسم الأخر على استقطاب جميع عناصر اللقاء المشترك إلى أصحاب الضمائر الحية.

السادة قادة أحزاب اللقاء المشترك إن حواركم مع الحاكم قد ينجح ويُسمع صداه ليس في اليمن فقط وإنما قد يصبح مثلاُ يُحتذى به ليس في الدول العربية ذات الأنظمة الديمقراطية الهشة فحسب بل وعلى مستوى العالم الإسلامي أيضا إذا ما التزم الحاكم ببرنامج الإصلاح السياسي الذي تقدمتم به وإذا ما رغب رغبة جامحة في إزالة آثار حرب صيف 94م وآمن بأنه لا خيار ولا بديل أمامه سوى إشراك قوى المعارضة شراكة حقيقية مبنية على أساس المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية تحت سقف الوطن أولاً بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة والآنية وعن التخوين تارة واتهام أحزاب اللقاء المشترك بالعمالة تارة أخرى.

السادة قادة أحزاب اللقاء المشترك إن استمرار حواركم مع الحاكم بعد اليوم لن يجدي نفعا ولن يفيد سوى الحاكم بمنحه مزيداً من الشرعية والتطاول على أحزابكم الوطنية بشكل عام وهذا ما نفهمه من إيقاف الحوار في الماضي ومن ثم إعادة استئنافه مرة أخرى حيث أننا نجد الحاكم ينتهج نفس الأسلوب السابق الذي أدى إلى تعطيل عملية الحوار من خلال إعادته إلى منطقة الصفر لا من حيث ما انتهيتم إليه في الجلسات السابقة وهذا كله استغلالاً للوقت وإيهاما للرأي العام بأنه ( الحاكم ) الحريص على الحوار رغم ثقله السياسي وسيطرته على كل أمور البلاد والعباد وإنه ليسعى إلى إفشال الحوار في كل جلساته قبل أن تبدأ من خلال افتتاحها بإلقاء التهم بالعمالة والتخوين.

السادة / قادة أحزاب اللقاء المشترك إنني أحترم رأيكم حول ضرورة استمرار الحوار مع الحاكم وأدرك جيدا إن مصلحة الوطن بالنسبة لكم فوق كل الاعتبارات ولكنني أمل الإجابة على تساؤلات قواعد المشترك وإزالة اللبس الذي يعتري البعض حول جدية الحوار مع الحاكم. هل تلمسون الجدية فعلاً لدى الحاكم في الحوار! ؟ ما موقف الحاكم من مشروع الإصلاح السياسي الذي تقدمتم به؟ ماذا يعني لكم قيام الحاكم بافتتاح جلسات الحوار بإلقاء تهم التخوين والعمالة على أحزاب المشترك بدلاً من فتح صفحة جديدة معها ؟ لماذا نجد الحاكم يتهم اللقاء المشترك بتعطيل عملية الحوار ؟ 

السادة قادة اللقاء المشترك إن الحوار مع الحاكم واستمراره يتطلب قبوله بالمبادئ العامة لقيام دولة مدنية حضارية يحكمها الدستور والقانون وهذا ما تسعون إلى تحقيقه كهدف استراتيجي يعكس جوهر النظم الداخلية للأحزاب المنضوية تحت مظلة اللقاء المشترك. إن نجاح الحوار مع الحاكم يعني أن يأخذ الحاكم في الاعتبار مبدأ المواطنة المتساوية بغض النظر عن الانتماءات الشخصية الضيقة وأن يؤمن بإتاحة الفرص الوظيفية للكفاءات والخبرات بدءاً من نائب الوزير وحتى أدنى درجة وظيفية في هيكل القطاع العام. إن نجاح الحوار من جانب أخر يتطلب تصحيح السجل الانتخابي وتحييد الأموال العامة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وهذا بيت القصيد بالنسبة للحاكم فكيف نريد من حزب يكشر أنيابه ويتخلى عن كل القيم الإنسانية والمفاهيم المتعارف عليها في مواسم الانتخابات ليصل إلى مبتغاه وهو الأغلبية المريحة بغض النظر عن رغبة الموطنين. بعبارة أخرى إن نجاح الحوار يعني تخلي الحزب الحاكم عن السلطة بعد تخليه عن الأسس التي قام عليها وتسلق عبرها إلى عرش السلطة وهي تزوير الانتخابات ، تسييس الوظيفة العامة والمال العام وهذا لن يقبل به حزب رصيده الشعبي صفر على الشمال.

السادة قادة أحزاب اللقاء المشترك إن حواركم مع الحاكم دون توقيع مبادئ عامة للحوار لن يكون إلا ( كمن يحرث في البحر ) ولن يكون هناك من نتيجة ملموسة على أرض الوقع سوى بدء الحوار ، توقف الحوار ، تم استئناف الحوار وسنظل ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها وعندها سوف نسجل النتيجة لصالح الحاكم 1/0 حيث أنه استطاع صرفكم عن مهامكم الأساسية وهي التواصل مع قواعدكم الجماهيرية العريضة وتعريفهم بخطر هذا الحزب على البلاد ماضيا وحاضرا ومستقبلاً.

السادة قادة اللقاء المشترك ختاماً ... وإيجازاً أقول أوقفوا الحوار مع الحاكم لأنه لن يجدي نفعا واعملوا على تفعيل اللقاءات العامة مع القواعد وتفعيل وزراء حكومة الظل وإطلاع الناس على سلبيات الحاكم التي اقترفها وتعريفهم بأنه نظام يعمل بمبدأ قولوا ما شئتم وسوف نعمل ما نشاء.

في الأخير أتمنى أن أرى اللقاء المشترك حاكما للبلاد من شماله إلى جنوبه على أسس ديمقراطية فعلية وأرى الحاكم حزباً معارضاً يتمتع بكامل حقوقه الدستورية وبمواطنة يحكمها الدستور والقانون لا الانتماءات الحزبية.