الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
منذ بداية المواجهة بين القوات الحكومية والمؤيدين لحسين الحوثي في محافظة صعدة في صيف عام 2004م تردد تلميحا اسم ايران كطرف داعم لهذه الجماعة, حين اورد الاعلام الرسمي قيام المنتمين لتنظيم الشباب المؤمن برفع علم حزب الله اللبناني بدلا عن علم الجمهورية, وقد زاد من وهج الاتهامات لإيران ورود أنباء عن مخطط شيعي يبغي إيجاد جماعة تدين بالولاء للمرجعيات الدينية في قم, والقول بدخول رجال أعمال وجماعات شيعية في السعودية والبحرين على خط المواجهة بتوفير الدعم المادي لأتباع الحوثي.
ومع أن المواجهة التي انتهت بمقتل حسين الحوثي بعد ثمانية وثمانين يوما قد تسببت في فتور في العلاقة بين صنعاء وطهران بعد ان أدركت مراكز صنع القرار خطأ استدعاء دولة محورية مثل إيران إلى جانب جماعة مسلحة يفترض ان القانون وأدوات تنفيذه كفيلة بالتعامل معها, غير ان اتهام الداعية يحيى الديلمي بالتخابر لصالح ايران واعتبار لقاء جمعه مع السفير الإيراني على مائدة غداء دليلا قاطعا على ثبوت التهمة ومن ثم إدانته والحكم عليه بالإعدام ادخل الدولة الإيرانية حليفا رسميا لأتباع الحوثي ومنح هذه الجماعة حق التمتع بسند إقليمي اعتقد الكثيرون ان انتهاء المواجهة بمقتل قائدها قد أغلق ملف الأزمة العابرة في العلاقة بين الدولتين.
وإذا كان ثابتا قيام مرجعيات دينية بارزة باستنكار ما قالت انه استهداف لأتباع "آل البيت" في اليمن, فان المواجهة في مرحلتها الحالية قد أظهرت رغبة حقيقية لدى صنعاء بإخراج المشكلة من إطارها المحلي المغلق إلى فضاء التجاذبات الإقليمية التي تجتاح المنطقة, وبدى ان الرياض بحكم المكانة التي منحتها لنفسها كحامٍ لأتباع المذهب السني بطبعته الوهابية ولأسباب تتصل بالمشكلة المذهبية القائمة في المجتمع السعودي وبالحضور القوي للمملكة في الشأن اليمني وعلاقاتها المتشعبة مع الجماعات القبلية والسياسية ستكون ابرز طرف يمكن استدعاؤه لمواجهة المشروع الإيراني الليبي في اليمن كما عكس ذلك القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني والذي نص على إعادة النظر في علاقة اليمن مع هاتين الدولتين.
ولان أسباب تجدد المواجهة بين القوات النظامية والمسلحين من أتباع الحوثي بعد هدنة دامت أكثر من عام لا تزال غير معروفة, فان استعراض القوة الذي أظهره المطاردون في الاحتفال بيوم الغدير قد سيق كأبرز سبب لتوقف جهود استكمال قرار العفو العام, كما أن طرد أتباع الديانة اليهودية من آل سالم قدم كسبب وجيه يسوق لدى الغرب وقد زادت على ذلك تهمة قيام أتباع الحوثي بمنع السعودية من شق طريق ترابي داخل أراضيها بالقرب من الحدود مع اليمن.
ومع اتهام عدد من المسئولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكم لأتباع الحوثي بالعمل ضمن مخطط اسمي بالمشروع "الصفوي" في المنطقة فان هذا كله قد أعطى إشارات لا لبس فيها عن ان الدولة اليمنية باتت على يقين بتورط إيراني في المواجهة في سياق مخطط يستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق ورغبة "الفقهاء", وان السعودية تحديدا ودول الخليج من بعدها لا بد وان يكونوا شركاء لليمن في المواجهة لان الخطر يستهدف هذه البلدان في المقام الأول.
وحيث ان السعودية قد تصدرت الدعوة لحماية السنة في العراق مما تقول انها حملة تطهير مذهبي تتهم فيها الحكومة الشيعية هناك فان الأجواء حسب تقديرات المسئولين اليمنيين باتت مهيئة كي تدخل المملكة طرفا مساندا في المواجهة مع أنصار الحوثي وهو ما تجلى في الرسالة التي حملها الشيخ عبد الله الأحمر إلى القيادة السعودية والتي وان لم يكشف عن تفاصيلها فان تعزيزها برسالة أخرى بعد يومين من ذلكم التاريخ حملها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي ومعه وكيلا جهازي الأمن القومي والسياسي ألقت الضوء على الجوانب المظلمة في مواقف الدولتين من القضية حيث أشارت المصادر إلى أن الجانب السعودي تلقى المقترحات اليمنية بهذا الخصوص بفتور حتى ما يتصل بالدور الليبي المزعوم في توظيف أتباع الحوثي من أجل زرع القلاقل على الحدود الجنوبية للمملكة.
الاستعجال اليمني في جعل المواجهة مع أتباع الحوثي مدخلاً لتوثيق العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإزالة حالة عدم الثقة القائمة مع جناح ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز غاب عنه الدور الإقليمي للسعودية والثقل المتزايد لإيران في المنطقة والتداخل في النفوذ بين العاصمتين في أكثر من منطقة ولهذا أتت الزيارات المكوكية للمسئولين الأمنيين في الدولتين والتي توجت بزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى السعودية والاتفاق على اتمام المصالحة داخل لبنان ضمن رؤية شاملة قد تمتد نتائجها إلى العراق قد أبان عن إستراتيجية سعودية تقوم على أساس ان التوافق مع إيران كفيل بعدم تحريك ملف الأقلية الشيعية داخل المملكة وخارجها أيضا وهو أمر سيجنبها عناء البحث عن معالجات جزئية لهذا الملف على الصعيد الداخلي والخارجي.
القلق الذي أظهرته اليمن من التوافق السعودي الإيراني بعد زيارة نجاد, توج بزيارة وزير الخارجية اليمني إلى طهران حيث نقل رسالتين إلى المرشد العام للثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية اهم ما أوضحته تصريحات الجانبين بشأنهما ان صنعاء تريد احتواء التوتر في العلاقة الذي سببها اتهام طهران بالضلوع في أحداث صعدة دون الكشف عن الأدلة الداعمة لهذه الاتهامات, وتعثر مساعيها لتسويق جهودها في مواجهة هذا التمدد المحسوب على الثورة الإيرانية لدى دول الخليج.
----------------------
نقلا عن صحيفة الناس الأسبوعية