وصاب العالي ..فوق الهموم (بني ضبيان)
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 07 مارس - آذار 2007 02:05 م

مأرب برس - خاص

وصاب العالي ،مديرية وافرة بمواردها البشرية كما وكيفا مؤهلة وواعدة مقارنة بمحيطها ،هي الأكثر سكانا والأثقل هموما والأوسع خارطة على مستوى محافظة ذمار .

عصية دوما في مواقفها ،لكنها في السياق الايجابي والرشيد ،والذي يتسق مع قيم الثورة ومسيرة التحديث.

في ذلكم العهد الامامي الأسود والبغيض والذي حطت عتمته على كل أجزاء اليمن ،كان لوصاب عنفوان وثورة ونضال في سبيل الانعتاق وتحرير الإنسان ،كانت معتقلات الدن في مركز المديرية لا تقل في وحشيتها عن تلك التي في حجه وغيرها ،وكان للمناضل حيدر العفيف(كأحد الرموز ) يومها صولاته وجولاته وقصائده التي كانت عليهم كا لمطارق والحمم ومن خلفه أتباعه في المديرية حتى خارت وتهاوت مداميك( بيت إسحاق )إحدى اسر الحكم يومها .

وكان لأحرار وصاب دورهم في حماية والدفاع عن الثورة وتشهد ملاحم السبعين ذلك في مدوناتها .

وفي ثمانينيات القرن المنصرم زحف التخريب على ما كان يسمى اليمن الشمالي وأوشكت البلد برمتها أن تسقط،وكانت أجزاء من وصاب أهم معاقله ،حيث كان منهم من أستوعبهم التخريب ووظفهم بفعالية فكانوا مثالا للقوة والشكيمة ترنحت أمامهم كتائب ومعسكرات حتى رفل التخريب ووثب ولم يرده عن غيه ويكسره إلا تلك اليد الأخرى من أبناء وصاب التي قامت وتوثبت يحدوها الشيخان هلال الكبودي وحيدر العفيف (رحمه الله ) حتى سقط التخريب مثخنا وانتهت الفتنة واستعادت وصاب عافيتها ..

وجاءت حرب الانفصال فدفعت وصاب بخيرة الأكباد انتصارا للوحدة واليمن الحضارة والإنسان ،وارتقى من هناك عدد من الشهداء ما توانوا أو أدبروا ..

ومع فتنة الحوثي اليوم تفتخر وصاب بارتفاع عدد من أبنائها شهداء في ميدان الواجب والعهد..

ليس المقام هنا المن بقدر ما هو تعبير عن استقامة مثلى لنموذج تقدمه وصاب في سبيل الواجب والالتزام المدني والمؤسسي ،وكتعبير عن مواطنة فاعلة تستقيم مع ما يسوقه الرسمي من نظري وقواعد.

استقامت وصاب على المدنية والواجبات فكانت أنموذجا في الالتزام والانضباط ،لم يتمرد منها احد في أي شان ما ..

يدفع أهلها الضرائب والزكاة نصف المائة تسعين وفي العام أكثر من مرة ،لم تسمع عن وصابي قام بعملية خطف لمسئول أو أجنبي كوسيلة يبتزبها الدولة أو يصل بها إلى حقوقه كما يعمد إلى ذلك غيره ،ليس لان الوصابي ضعيف عديم يفتقد إلى الزعيق والنخيط ،.كلا فبه شدته ومعه بأسه وليس أسهل إلى ذلك ،غير انه أنف تحجزه عن ذلك قيمه ،مدني ترده ثقافته ..

لكن وفي المقابل ...

ما زالت وصاب جدباء غبراء وكأنها لا زالت في العصر الوسيط ..

في دراسة أكاديمية لفريق ميداني متخصص جاءت النتائج أرقاما وكلمات قاطعة أن وصاب العالي خارج التغطية تماما ..

وان السبب الموضوعي في موضعتها تلك يعود إلى ما يفتقده أهلها وخصوصا المشايخ إلى تلك التي يكتسبها غيرهم وعلامتها عندهم سحابة من غبار تقبل أو تدبر إذا نخط أو زعق احد وجوه القبيلة هناك ..

كانت طريق ذما الحسينية حلما ثم انتهت إلى سراب ..

جاءت الوعود يومها وفي موسم انتخابي وعلى أعلى مستوى بأنها ستنتهي تماما مع نهاية 2003م ومرت الحوادث والسنون ومضاعفات الرقم ثلاثة، فلا هم ،ولا الطريق ولا يحزنون .

سياسيا وصاب العالي حسب نتائج الصندوق مسكونة بحب الرئيس ومغلقة على الحصان ،وكل الأماني والوعود بزيارة فخامة الرئيس لعلها تنفس كرب وهموم عقود ولكن تلك الزيارة وفي اللحظات الأخيرة تعرقلت فانتهت معها أحلام البسطاء ..

فوق الهموم (بني ضبيان)

عدد من أبناء المديرية كغيرهم نفروا للتجارة في الداخل أو في المهجر فكونوا رساميل دفعت بهم إلى الاستثمار ،فتحرك إليه من في الداخل وحن متجاذبا من في الخارج فعاد هذا الأخير بهتاف أبوها غربة وأحبوك يا وطني قبل أن يسمع رائعة فهد القرني (يا مغترب قدك محلك )حفزهم ما يسمعونه عن برامج التنمية وتسهيلات الاستثمار فضلا عن ما قيل عنه من بيئة قانونية وقضائية مهيأة وميسرة ..

ولكن ياليت اللي كان ما كان ...

المستثمر حيدر عبد الله الوصابي تحرك وحرك وأثناء ذلك اختلف مع آخر لكنه من خولان فبدلا من أن يتجها إلى محكمة الاختصاص أتت عليه خولان خطفا لم تتركه رغم كل السبل إلا بفرصة الانتخابات النيابية 1997م وبتدخلات عليا عززت من تكتيكات الشعبي العام في مواجهة خصمه ولولا الموقف الانتخابي لأكل المسكين الصدأ ونعقت عليه الغربان ،وانتهى حاله اليوم من حيث بدا لا مال ولا يحزنون حتيف نتيف ..

المستثمر الوصابي سعد السدعي المشهور بالسدعي للعطورات اختلف مع غيره من بني جلدته وفصيلته ولان هذا الأخير ربما قد أيس من الجهات المختصة فقد آوى إلى بني ضبيان التي أتت على احراق محلات سعد السدعي وأتلفت ما قدر يومها ب(400)مليون ريال ولم يقف الأمر هناك بل زاد إلى خطف احد عماله ثم ابن الشيخ طاهر السدعي وأخيرا وليس آخرا ابن لآل عوبل (11)عاما في صورة أفزعت الجميع وجعلت أبناء مديرية وصاب لا يحلمون بعد اليوم بمشاريع ومنجزات،وأبوه طريق ذمار الحسينية ،المهم يعود المختطفون ،وليس ثمة حلما آخر.

إلى هنا احتدم الخطب ،زاد الأمر واحتقن وبلغ الشحن ذروته ..فمن قائل ردوا عليهم بنفس اللغة فلا يفل الحديد إلا الحديد وعلى نفسها جنت براقش ..ومن قائل بالهدوء والتريث ..حتى اجتمع مشايخ ووجهاء المديرية في منزل الشيخ الشاب جمال العفيف وخرجوا بالقول بضرورة ضبط النفس والى عدم الانجرار إلى لغة الآخر والاستدراج إلى درك الفوضى وقاع الفتنة ،وقد تم تكليف لجنة بمتابعة الموضوع لدى الجهات المعنية بلغة النظام والقانون وحتى لا تكون فتنة..

ونحن هنا نقدر ونثمن موقف مشايخ وأبناء وصاب الذي يعكس وعيا وقدرا من المسؤولية والذوق والالتزام ..لكن هل ستثمن الجهات المعنية هذا الموقف الرشيد وتضعه في السياق العاجل والمهم ..

أم أن عقلية جهينة هي الأكثر حضورا والأقوى أثرا وفعلا ..

والتساؤل الملح ..ما مستقبل الاستثمار في ظل قانون تحكمه جهينة وفي حال أصبح فيه المستثمر لا يدري أيبكي ماله الذي قضت عليه جهينة أم ولده الذي خطفته جهينة وأمضت عليه قانونها ؟

ثم من المستفيد في إيقاد مثل هذه الفتن في هذا الظرف بالذات ؟

وكيف الحال إن تداعت وامتدت ؟أليس من الأولى ضبطها في مهدها ؟

ألا تستحق وصاب وهي على حالها الهادئ والمستكين والمثالي من الطاعة والالتزام أن تقابل بالجميل ؟

أخيرا أبناء وصاب يناشدون فخامة الرئيس القلب والأب أن يتدخل شخصيا بما يساعد في إنقاذ أبنائهم من قراصنة بني ضبيان ورد المشكل من الخلاف إلى جهة القضاء ..

(اللهم أحفظ علينا أمننا وإيماننا وأصلح ذات بيننا وأصلح اللهم الوالي والرعية)

ALHAGER@GAWAB.COM