التعليم الميت الحي 2
بقلم/ نهلة جبير
نشر منذ: 10 سنوات و 6 أيام
الثلاثاء 23 ديسمبر-كانون الأول 2014 06:33 ص
سيداتي سادتي :ـ
قلت للحديث بقية ، والحق أنها بقيّات كثيرة ، موضوع التربية والتعليم أكبر من إختزاله في مجموعة ملاحظات عرضية ، كل دول العالم تعي ذلك ، وتدرك أنها أمام مطبات شائكة فتعمل على التعاطي بشكل جِدي مع هذا الملف ،ببساطة هي تدرك أنها تملك سلاحاً بيدها يشق طريقها للمستقبل ،وتُبقي الخيارات أمامها متاحة للتجديد المستمر ،لتواكب كل ما يجدُ في العالم من حولها ،تقنياً وعلمياً وثقافياً ، وأحداث عالمية محورية تؤثر بشكل ما ،على مجريات النمو الإنساني بكل أشكاله ،،
هذا حرفياً هو النقص الذي نعاني منه في الدول العربية ، إذ أن معدل ومستوى التعليم فيها دوماً يأخذ المراتب الدنيا في التسلسل العالمي ، وبلادنا بالأخص تعاني أكثر من بقية الدول العربية والسبب أنها لم تُستعمر !!
كل الدول التي تعرضت للاستعمار أخذت نصيباً مبكراً من التعليم واللغات المكتسبة الفرنسية والإنجليزية ،وشيئاً من التحضر الاستثنائي البسيط ،الناتج عن التعامل والاحتكاك المباشر بالمُستعمر الأجنبي ،
 القوا نظرة على المجتمعات العربية (الأكثر تخلفاً )ستجدون أنها محصورة في اليمن ودول الخليج !!
جاء الحديث هنا عرضياً فقط ،ووفق السياق العام للموضوع أعلاه .
وإذاً ، بالإضافة للطرح أعلاه تعاني اليمن الأمرّين ، جهل ورثته وجهلٌ أخر كرسته مناهج الدراسة ، حتى لو انخفضت نسبة الأمية ، لا نزال في جهل مُطبق ، فالتعليم ،لم يستطع النهوض بالوطن ، و لم يغير ثقافة ووعي المجتمع كل ما حدث أن المجتمع اكتسب عادات وثقافات استهلاكية فقط ،
وعليه لم تحدث تلك النهضة التي تصاحب نمو التعليم !!
هلّا تتبعتم معي هذه الشواهد :ـ
 كل مناهج الدراسة لابد من إعادة تقيمها وتقويمها ، وتجديد محتواها الذي شارف على النفوق ،نحن في الألفية الثانية ولا تزال مناهجنا تُدرسُ مواضيع مهترئة مملة ،لا علاقة لها بالواقع الذي ينتظر الطالب ،فيخرج إليه وهو متبلد علمياً وتربوياً ، ناهيك عن خلوها من كل مواد التنمية البشرية والنفسية ، حتى أن وظيفة الإخصائي النفسي والاجتماعي في مدارسنا ألغيت تماماً بتفريغها من مهامها الأساسية والرئيسية وتحولت إلى وظيفة إدارية محضة !!
_ على الرغم من أن الوزارة تنفق تحت بند الوسائل التعليمية مبالغ كبيرة إلا أن أسلوب التعليم العتيق لم يخرج عن السبورة والطبشور الذي ترقّى واستُبدل بالقلم !!
_ المعامل العلمية عادة تستخدم كمخازن ، حتى في المدارس الخاصة !!
وماذا عن الكتاب المدرسي ؟؟
 الكتاب المدرسي مطبوع بورق غير عملي ،رديء تتقطع وريقاته، ويفقد صلاحية تشاركه ، مصيره السنوي هو التلف ، بينما كان بالإمكان طباعته بورق اقوى يدوم لسنوات ويقبل تشاركه لسنوات ،خاصةً وأن مناهجنا أبدية !!
الغريب في الأمر أنني ناقشت كثير من المعلمين والمعلمات حول هذه الملاحظات عن المناهج وقصورها ،فأجدهم يعطونني نماذج مؤسفة للغاية عن تعامل الوزارة مع ملاحظات ومقترحات المعلمين المتنورين ،،
 أقرب مثال حي هو منهج مادة الكيمياء للصف الثالث الثانوي ، إذ ،يحتوي المعلومات مغلوطة وعلى المعلم تدريسها وتصحيح اخطائها وعندما يُمتحن الطالب يجيب على الأسئلة بالمعلومات المغلوطة التي درسها في منهجه !!!
برأيكم ماذا نسمي هذه الحالة ؟؟؟
وللحديث بقية .....