إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني
خرجت من الإمارات بكل طموح وإصرار لتسعى وراء تجارتها، لكن الحظ العاثر وقف أمامها وحوّل طريق تجارتها للشاي من حرير إلى شوك، وخوف من المجهول.. خاصة بع أن تم اختطافها بأسلوب عنيف يشبه أفلام الـ «أكشن»!. «سيدتي» تنقل تفاصيل قصة الإماراتية كاميليا محمد الكندي، كما روتها لها بتفاصيلها..
بدت كاميليا محمد الكندي، متوترة الأعصاب من مجرد العودة بذاكرتها إلى الوراء، فكانت صور مأساتها واضحة أمامها كأنها تحصل وهي تسردها، فسألتها «سيدتي»: ما الذي دعاك للسفر لأجل تجارة الشاي والقهوة؟.. وقالت:
ـ كنت أعمل في شركة اتصالات، لكن ظروفي العائلية تعثرت جداً، تطلقت من زوجي وفضلت العمل في التجارة، وأنا أحمل الجنسية الإماراتية، لكنني من مواليد زنجبار، فقلت لنفسي، لماذا لا أتاجر مثلما تفعل سيدات الأعمال الإماراتيات؟.
ـ خرجت إلى دار السلام في السابع من ديسمبر الماضي، بفيزا تجارية، ومن هناك إلى كينيا بصفتي «وسيطة»، ورافقني من هنا رجلان عمانيان. أحدهما يملك شركة تجارية.
< لماذا لم تسجلي في غرفة التجارة لتخرجي بعلم سوق دبي لبورصة الشاي؟
ـ كل الذين يبدأون تجارتهم يفعلون ذلك، لكنني اتفقت من هنا مع منسقة كينية تقطن هناك اسمها مليا، عمرها 55 سنة.
تغلبت كاميليا على دمعة كادت تخرج من عينيها، وتابعت:
ـ وصلت إلى كينيا في التاسع من يناير الماضي، وفي اليوم التالي كنا على موعد مع رجل يتاجر بالشاي، وهو الذي نسقت لنا الموعد معه ميليا، لكننا فوجئنا حوالي الساعة الثالثة والنصف ظهراً، بمداهمة من فرقة عسكرية تابعة للشرطة الكينية، رغم أنني وشركائي دخلنا بشكل شرعي، فتشوا غرفنا ولم يجدوا شيئاً، ثم قالوا لنا أنتم في أمان ليس معكم ما يثير الشك.
«تفضلوا يا قاعدة!»
ـ لم يمض وقت طويل حتى فوجئت بهم عائدين مرة ثانية في الساعة السادسة والنصف مساء، واعتقلونا تحت حراسة مشددة وتهديد بالأسلحة، بعد أن كبلوا أيدينا، كنا أربعة، أنا والعمانيين وصديقتي الكينية ميليا، وهي ليست مسلمة. اصطحبونا إلى مركز الشرطة في «مومباسا»، وهناك قضينا ليلة واحدة لم يتم استجوابنا فيها، سوى أنني رحت أفكر بمصيري كامرأة بين أناس غرباء. وفي الصباح نقلونا في سيارة إلى نيروبي، وطوال الطريق وأنا اسألهم ماذا فعلت؟، لماذا تعاملوني بهذه الطريقة، من أنتم؟.. حتى وجدنا أنفسنا في القيادة العامة للشرطة، حيث حجزوا جوازات سفرنا، وفجأة سمعت عبارة صفعتني وأصابتني بالرعب، لأنهم عندما فتحوا لنا الباب قالوا: «تفضلوا يا قاعدة!»، هنا عرفت المأزق الذي أنا فيه.
ميليا في أمان!
مجرد العودة لأسباب الاعتقال يتعثر لسان كاميليا بكثير من الكلمات، لكنها تابعت:
ـ في الليلة نفسها نقلونا إلى مركز الشرطة في «كيليليشوا» بنيروبي، وهناك قبعنا 17 يوماً في أسوأ أوضاع سجن عرفها العالم. صباحاً كانوا يقدمون لنا الشاي، وفي المساء طبقاً بارداً من العصيدة، وبعد أربعة أيام طلبوا أن يلتقطوا صورة لصدري وهو عار، لكنني رفضت، ولاحظت أن الكينية ميليا لم تتعرض لاستجواب!.
وتابعت:
ـ كانت غرف السجن صغيرة جداً، غرف للرجال تقابلها غرف للنساء، بينما الحمامات مشتركة، وكان مليئاً لدرجة أن الكثير من السجناء الرجال ناموا في الممر، وبدأت أتساير مع النساء من حولي، كنا حوالي 40 امرأة في مكان لا يمكن تصور ضيقه، كلهن مسجونات في قضايا جنائية وأخلاقية وغير ذلك، كانوا يأخذونني كل يومين ويعرضونني للاستجواب.. هي الأسئلة نفسها: «ما اسمك؟، مولدك؟ ماذا تعملين هنا؟ هل معك فيزا؟».
بيت القصيد!
صمتت كاميليا لوهلة، وقالت:
ـ كنت أسمع أقاويل كثيرة بأن فرقاً باسم مكافحة الإرهاب هناك تستغل الناس تحت هذا الغطاء، رغم أنهم ـ حسب ادعاءاتهم ـ تابعون لجهاز حكومي، لم أصدق هذا إلا بعد أن هددوني، إما إلصاق التهمة بي، أو دفع 5 آلاف دولار، لكنني رفضت بإصرار، فخفضوا المبلغ إلى 35 ألف شلن، أي ما يقارب الألفي درهم، وجادلتهم: «إذا كنتم متأكدين بأنني إرهابية، فأخبروني ماذا فعلت بالضبط؟ وإلا لماذا الدفع؟» إذ كنت متأكدة أنهم سيبتزونني أكثر. الذي ساومني، كان زعيمهم على ما يبدو، واسمه «كيلونزوا»، قالوا إنه شرطي، لكن لباسه كان مدنياً!.
لعب على الأعصاب!
في ليلة غريبة، أصيب السجناء بهلع من أصوات أقدام السجانين الذين أتوا حوالي الساعة الثالثة ليلاً، وأخذوا صديقتي ميليا، فراحت تصرخ قائلة: «لا بد أن حتفي اقترب»، كانت متأكدة بأنهم سيقتلونها بطريقة وحشية. في ذلك الوقت تجمدت قدماي، وجف الدمع في عيني، ولم استطع أن أقول لها وداعاً، لكنها عادت بعد ساعة كزائرة، وقالت لي: لقد أطلقوا سراحي، وجئت أطمئن عليك.
استبعدت كاميليا الشكوك حول صديقتها، وقالت: هي التي أثارت الضجة حول قضية اعتقالي، ونظمت المظاهرات ضدهم، بينما رجال مجهولون، كانوا يطاردونها، وقد أجرت مقابلات عبر التلفزيون، لكنهم هددوها، وحوالي الساعة السادسة إلا ربعاً، جاءوا فجأة واصطحبونا، وأنا أسالهم إلى أين؟، وهم يرددون، ستعرفين في ما بعد، وسرنا بالسيارة حوالي 3 ساعات.. كانوا قد أحضروا معهم جوازي وأعطوني إياه، فكنت شبه متأكدة أنهم سيفرجون عني، وسمعتهم يقولون إننا في «لامانكا»، وهي حدود كينية ـ تنزانية.
رفضوا تسلمي!
استرجعت كاميليا الأحداث التي واجهتها على الحدود، وتابعت:
ـ كانوا بانتظار رجال أمن تنزانيين، وضعونا لساعتين في المكتب الحدودي، لم يكبلوا يدي، لكن رجالاً تنزانيين أتوا وحققوا معي، فأخبرتهم بالقصة، وأثناء ذلك كانت المحكمة قد قامت بالقضية عن طريق لجنة حقوق الإنسان في كينيا، وطلبت من لجنة مكافحة الإرهاب بأن نمثل أمامها لتعرف براءتنا، فوقع المعتقلون الكينيون بين نارين: العدالة والرأي العام والصحافة، وعرفت في ما بعد أنهم أرادوا أن يتخلصوا مني، فأفرجوا عن زميلي العمانيين، وشكلت بالنسبة لهم ورطة، لذلك قرروا أن يسلموني للتنزانيين، لكن أولئك اعترضوا على أساس أنني إماراتية الجنسية، فاحتجزوا جواز سفري من جديد!.
عربية بيضاء!
ـ تركوني أعود وسط الغابة في الليل مع أربعة رجال كينيين.. كان رعباً لا يمكن وصفه، بينما نظراتهم التي قرأت ما فيها تلاحقني، كنت أتوقع في أية لحظة أن يعتدي علي أحدهم أو يقتلني، إلى أن وصلنا إلى أول مركز شرطة في نيروبي بمنطقة «كادياتو»، وهي إحدى القرى المجاورة، فسألتهم إذا كنتم تريدون سجني مرة أخرى فأعيدوني إلى المكان الأول على الأقل هناك أناس يعرفونني، لكنهم قالوا هنا أقرب مكان شرطة إلى المطار، سنعطيك التذاكر وتسافرين، وأدخلوني لسجن نصفه رجال وآخر للنساء، يفصل بينهم باب شبكي. هناك، انتابتني حالة صراخ هستيرية، لكن إحدى النساء، راحت تهدئ من روعي، بينما أصوات الرجال من السجناء في الطرف المقابل يقولون معكم فتاة عربية بيضاء، دعوها من نصيبنا الليلة، فلم تمانع تلك المرأة التي بدت كأنها ترأس النساء، عندها فقدت الأمل وكدت أغيب عن الوعي.. لكن رئيسة النسوة ساومت عليّ، وطلبت منهم 10 لفائف حشيش مقابل مبيتي معهم، وبعدما رموا لها السجائر، انتظرت لحين وقالت لهم: «دعوني أتأكد، إن لم تكن مريضة سأرسلها إليكم غداً».
وفي الليلة نفسها عند الفجر، سمعنا أصوات نعال رجال، كانوا أربعة، اصطحبوني بعنف إلى سيارة صغيرة، سألتهم إلى أين؟.. قالوا إلى نيروبي!.
ضرب بالعصي وركل بالأرجل!
ـ في الطريق إلى نيروبي، كان البرد قارساً، وبعد ساعتين وصلنا إلى ما يشبه المعسكر، وفيه طائرة..
تماسكت كاميليا، ثم تابعت حديثها:
ـ أدخلوني إلى غرفة ورشوني بمبيد، ربما هو للحماية من الأمراض، ثم أعادوني للسيارة، وطلبوا مني النزول مرة أخرى، فقلت لهم لن أذهب من دون جوازي، وأمسكت بباب السيارة، فأمسكني أحد الرجال من قدمي ورماني أرضاً، وكبلوني، وانهالوا عليّ ضرباً بالعصي والأرجل، بعدها أغمضوا عيني وأركبوني في الطائرة، هناك في المطار، حيث نزلت الطائرة في مكان لا أعرفه، فكوا عصابة عيني، ووجدت نفسي في معسكر مليء بالنساء، كانوا حوالي 22 امرأة، كثيرات منهن كن حوامل، والأطفال من عمر الأشهر إلى الـ 13 سنة، عرفت بعدها أنهم كانوا معي في نفس الطائرة، ومن كلام النسوة، عرفت أننا في عاصمة الصومال.. كان يوم 28 يناير، يوماً طاحناً بالحروب الأهلية، ولم أكن موضع ترحيب بينهم، لأنهم كانوا يحذرون مني، هل أنا جاسوسة لأثيوبيا، أم مخبرة في الحكومة، أم جاسوسة أميركية؟.
في الصومال عرفت كاميليا محمد أنها في المطار الرئيسي، حيث وضعوها في غرفة شبه مهدمة بسبب الحروب الطاحنة، بينما المطار محاصر، إذ تتابع:
ـ كنا مجموعة من النساء والأطفال، كنت أفهم لغتهم، إذ يتكلمون بالعربية مرة والانجليزية والسواحلية التي أتقنها، بينما يحرس المكان رجال أثيوبيون، ولم يكن ببالهم أننا بشر ونحتاج لطعام، لكن امرأة صومالية تبرعت من نفسها، إذ كانت تخاطر وتعد لنا أكياساً من البلاستيك المليئة بالباستا، وتتركها أمام الباب، وظللنا على هذه الحالة 10 أيام، كنا بين الحياة والموت، ثم نقلتنا الحكومة الأثيوبية في الطائرة إلى أثيوبيا، وكان جواز سفري معي أثناء ذلكً، وقفت الطائرة في أحد المطارات الصغيرة، وبتنا ليلة من الرعب تحت الطائرة، ثم نقلوني إلى الحبشة، ووضعت في أحد السجون لشهر ونصف الشهر، كان يستجوبني رجل أثيوبي، واحتجزوا جواز سفري في الأسبوع الثاني لقدومي عندهم.
إضراب عن الطعام!
في إثيوبيا كما تقول كاميليا:
ـ وضعونا في غرف صغيرة وفي كل غرفة أربع نساء، وفي كل يوم يأخذون عدداً منهن للمساءلة، كان بيننا تنزانيات وسويديات وانجليزية وسودانية وتونسية، لكنهم أهملوني بعد فترة ولم يستجوبوني، فأضربت عن الطعام لثلاثة أيام، عندها علت أصوات النسوة يستنجدن بالشرطة، على إثر ذلك نقلوني إلى العاصمة أديس أبابا، ووجدت نفسي هناك في فيلا وأمام رجل أميركي يستجوبني، وبعد أن أخذوا بصماتي سألته: «لماذا أنا هنا؟»، فقال لي: «أنت بريئة، لكن اشكري الله أنك وصلت إلى هنا، ففي الشهر الماضي قتل 60 شخصاً بتهمة الإرهاب الملفق فقط!». لكن كلامه لم يؤت بنتيجة، إذ احتجزوني لشهر ونصف الشهر، وهم يعدونني بالإفراج، إلى أن جاء يوم 25 مارس (آذار)، حيث أخذوني إلى الفندق وأعطوني هاتفاً لأتصل بأولادي، بعد أن سرقوا هاتفي وحاجياتي في نيروبي، وأخذت إلى المطار وأنا غير مصدقة بأنني سأعود إلى دبي.. أحسست أن الأمر بات حلماً، حتى عندما حلّقت الطائرة خفت من نزولها في مكان آخر، لم أكن أصدق الميكروفونات وهي تنادي «وصلنا إلى دبي»، إلى أن وجدت إخوتي وبناتي بانتظاري!.
ذكرت كاميليا أن أكثر ما كان يثير من حولها خلال رحلة معاناتها، هو إصرارها على تأدية فريضة الصلاة، بينما كان يسمح لها بشراء حاجياتها الخاصة من نقود كانت بحوزتها.
وأكثر ما كان يقلقها، هو ذهابها للحمام بصحبة مجموعة من الحرس.
حسب أقوال محمد عبد المطلب هاشم الزنجباري، الرئيس السابق لجمعية الزنجباريين في الإمارات، قال: «عندما علمت بأمر كاميليا من صديقتها ميليا، سافرت إلى كينيا وأخبرنا السفارة هناك، واتصلنا بالهلال الأحمر، وقد لعبت جمعية حقوق الإنسان الكينية والسفارتان الصومالية والحبشية، دوراً إنسانياً ملموساً في قضيتها».
اتصلت «سيدتي» بالمحامي العماني حمد سالم المعمري، الذي يترافع في القضية عن كاميليا والشابين العمانيين أحمد وحسن، وأكد: «أنه الآن يتقاضى لصالح الثلاثة أمام المحكمة العليا الكينية، وأن إثبات الأمر جنائياً أمر صعب، لكنه يطالب بتعويض لرد الكرامة والاعتبار».
شكرت كاميليا عبر «سيدتي»، حكومة دبي، التي أعطت تعليمات صارمة لسفاراتها من أجل البحث عنها، كما تمّ استقبالها بحفاوة كبيرة لدى عودتها، لكنها مستغربة من عدم وقوف الجمعيات النسائية إلى جانبها، فهي ما زالت تبحث عن حقها وكرامتها التي انتهكت!.