تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران
بتمعن بسيط يمكن الاكتشاف اليوم ان ثمة عاصفة هوجاء في طريقها إلى اليمن،وعلى خلاف كل العواصف السياسية السابقة فان العاصفة القادمة تحمل ملامح طائفية مقززة يمكن لها ان تقتلع الكثير من القيم التي استطعنا ان نحافظ عليها لقرون طويلة رغم كل الارهاصات والصراعات.
مايحدث في أقصى الشمال المنكوب اليوم يؤكد ان مايحدث شيء خطير للغاية وان هنالك أيادي خبيثة تمارس سياسة خطيرة وتشعل نيران يمكن لها ان تقضي على أخر الآمال بتجاوز اليمن لكل مشاكله .
دائما وابداً كان الجميل في اليمن ان كل مشاكله كانت تدور في إطار السياسة والخلاف العام ومهما تمترست كل الأطراف بمواقع متعددة إلا ان الخلاف لايتجاوز حاجز المماحكة السياسة لذلك كانت كل الخلافات السياسة تأخذ طابع المد والجزر لتنتهي لاحقا .
ورغم الجمال في الصراعات السياسية حتى وان اتخذت طابع الحرب في أوقات كثيرة إلا أنها كانت ككل جروح قابلة للشفاء لاحقا بسبب عدم وجود جذور حقيقية لمثل هذه الصراعات السياسية.
مؤخرا دارت عجلة الأحداث في أقصى الشمال بشكل خطير وغير مفهوم فمن تفجير انتحاري إلى أخر اشد بشاعة ثم إلى اتهامات متبادلة لينتهي المطاف أخيرا إلى تحذيرات واسعة النطاق من ان اليمن يقف اليوم على شفا حرب طائفية ومخاوف من ان تنتهي قرون من الوئام الاجتماعي والديني في اليمن.
لايحتاج المرء إلى الكثير من الذكاء لكي يكتشف ان هنالك طرف واحد ووحيد يريد من اليمن وشعبه ان يتحول إلى ساحة واسعة للصراع بهدف تجنب مخاطر يراها تهدده وكل ذلك دون ان يفكر هؤلاء ان نيران فتنة كهذه يمكن لها ان تسقط اليمن في بؤرة صراع لن ينتهي أبدا.
دائما وأبدا كانت الصراعات الطائفية هي البوابة الكبيرة التي تدمر كل شيء، يحفظ لنا التاريخ دروس متعددة لإندثار مملكات ودول بسبب رياح الصراعات الطائفية التي تتميز بأنها من اشد الصراعات الإنسانية وأكثرها مراراة .
مايحدث في أقصى الشمال اليوم لايحتاج إلى حالة من التفكير الاستثنائية لأجل فهم مايحدث ، الأمر جد بسيط.. أطراف خارجية تريد من اليمني البسيط ذلك الرجل المتدين ان يخوض حرب بالوكالة عن هذه الأطراف ، حرب لن تحتاج الأطراف المستفيدة فيها إلا إشعال فتيلها ومغادرة الساحة ليكمل اليمنيون لاحقا فصول مأسوية من الاقتتال المرير الذي لن يخلف إلا مزيد من الأسى والدمار.
قد أتفهم مخاوف نظام عربي كالعربية السعودية من تزايد الخطر الذي يمثله الوجود الحوثي على أطرافه الجنوبية ، لكني أيضا لايمكن ان أتفهم ان يكون السعي حثيثا من أطراف عديدة بهدف إشعال فتيل حرب طائفية في اليمن يمكن لها ان تندلع لكن ليس بالإمكان لاحقا السيطرة عليها تحت مبرر القضاء على هذا الخطر.
قد تظن القيادة السياسية في المملكة ان ليس ثمة حل ناجع لدرء الخطر الحوثي الذي يهددها إلا عبر تأليب الأغلبية السنية في اليمن على الأقلية الزبدية وواقعا قد يكون فعلا ذلك حل ناجع وأكيد لكنه في المقابل خطر يهدد بزوال جذري لحضارة يمنية وشعب من على الخارطة .
وتخطى القيادة السياسية في اليمن ان ظنت ان التغاضي عن صراعات طائفية قادمة أمر يمكن له ان يحل لها الإشكالية القائمة في صعدة وبعض المحافظات الأخرى وذلك لان الصراع ان ابتدي فعليا مرتديا ملابس طائفية لايمكن له إلا ان تكون خاتمته على أسوار القصر الجمهوري في صنعاء.
أجراس الحرب والخوف تقرع اليوم والطبول تتراقص في كل مكان وماتمضي إليه الأمور لايسر ألبته وعلى الجميع اليوم التوقف أمام مايحدث فما يحدث جد خطير ،لسنا اليوم أمام حرب سابعة بل إننا أمام حرب ساحقة ان اندلعت نارها، لذا فعلى الجميع الاصطفاف صفا وطنيا واحدا في وجه دعوات الاقتتال الطائفية ، أنهم يسوقوننا نحو النكبة الأخيرة وإننا نحذر اليوم فهل من متعظ؟
*كاتب وصحفي من عدن