آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

شعوبٌ تصنعُ طواغيتَها
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و 21 يوماً
الإثنين 25 أكتوبر-تشرين الأول 2021 11:07 ص

 
يتولى أحدُهم مركزا في البلدِ ، رئيسا ، وزيرا ، محافظا ، مأمورا ، مديرَ إدارةٍ ومؤسسةٍ ، قائدا عسكريا وأمنيا ، وغيرها .. . فيبدأ مشوارَه إيجابيا معتدلا فاعلا .... ، وبعد فترة ينقلبُ مؤشرُ حالِه وتتغيرُ بوصلةُ مسؤوليته وتتبدلُ أولوياتُ مهمتِه وتتحولُ أبجدياتُ أهدافِه ، فيصبحُ سلبيا نرجسيا طاغيا . ما الذي بدلَ أهدافَه وقلبَ مهمتَه . من أسبابِ ذلك الضغوطِ الجانبيةِ ، التدخلاتِ التنظيميةِ ، البطانةِ ، التمجيدِ والتزلفِ ، صغرِ السنِ وطيشِ الشبابِ ، التدليسِ الاستخباراتي ، سلبيةِ الشعوبِ ، الدنيا ، المدحِ والتطبيلِ ، العجبِ والغرورِ ، حبِ السيطرةِ والقيادةِ ، الجهلِ والتعصبِ الثوري .... . الأخيرُ هو طامةُ وطننِا ، فمنذ 1969م تولى زمامَ الحكمِ في الجنوبِ صنفان ، متعصبون للمدِ الثوري ونظريةِ الاشتراكيةِ حينها ، وجهلةٌ لا يفقهون ألفَ باء السياسةِ والقيادةِ ، ولا يفهمون فكَ شفرةِ الإدارةِ . وكانت النتيجةُ طواغيتَ متعددةٍ أزهقت أرواحا وطنيةً صادقةً مخلصةً ، ودمرت بنيةَ وطنٍ راسخٍ اقتصاديا واجتماعيا وخدميا . والصنفان كذلك تواجدا بقوةٍ في شمالِ اليمنِ ، متعصبون للمد القبلي والفكر الطبقي ، وجهلةٌ يرون فيهم ظلَ اللهِ في الأرضِ ، يجبُ اتباعهم دون ترددٍ وتهاون . وبين الصنفين شعبٌ مسلوبُ الإرادةِ ، مترهلٌ ذهنيا وممغنط فكريا ، يردد على أطلال وطن مدمر اقتصاديا دامٍ إنسانيا " سالمين نحن أشبالك وافكارك لنا مصباح ، فجرناها ثورة حمراء بعنف العامل والفلاح " ، ويخرج متظاهرا ل( واجب ) ، تخفيض الرواتب ، وحرق الشياذر ، وسحل الكهنوت .. وفي الشمال حَدِث ولا حرج عن شعب سلبي لم تهتز إرادتُه أمامَ كل تغييرٍ سياسي وجرمٍ وطني حدث ، وكان اغتيالُ الحمدي الأشدَ قهرا . وبعد الوحدة كان منتجُ النفوذِ وتصنيعُ المتنفذين الأكثرَ تداولا بين المكونات السياسيةِ ، منتجٌ متعددُ التوجهاتِ ، سياسي ، عسكري ، قبلي ، حزبي ، جماهيري ، اقتصادي ، طائفي ، تنظيمي ... . وشهد المؤتمرُ الشعبيُ حينها طفرةً انتاجيةً لا مثيل لها ، حيث ضَمَ في صفوفه كوادرَ راقيةَ الأدلجةِ ومشهودةَ الخبرةِ في أكروباتِ سيرك السياسةِ ، من أعضاءِ الحزبِ الاشتراكي . كما تخلص من المنتوجِ القبلي والحركي بتأسيس التجمع اليمني للإصلاح ، مما أوجد مساحةً للقادمين الجدد في المؤتمر ليرسموا مخططا سياسيا مغايرا لما كان عليه فيما سبق ، من ناحية هيكلةِ التنظيمِ والدفع بالكوادر الشابةِ لواجهة العملِ السياسي ، وتأهيلهم تأهيلا فاعلا لمراكزَ حساسةٍ في مختلف التخصصات والإدارات المدنية والأمنية ، وهو ما عُرِفَ بجناح الصقورِ ، كما رعى تحت جناحِه العديدَ من الوجاهاتِ الفاعلةِ في محيطها من مشائخِ القبائلِ وأعيانِ المجتمع . وفي كل توجهٍ وتخصص كان المؤتمريون يحشدون لهم حواشيَ تلمع القادةَ إعلاميا وتحشد لهم طقوسَ الطاعةِ المطلقة ، مهما بلغ زيغُ القرارِ وخطرُ التنفيذِ . وجاءت ثورةُ الشبابِ لتزيحَ الطغاةَ ، واكتظت الساحاتُ لتبعدَ الطواغيتَ ، وسقط الشهداءُ لتحققَ حلمَ العدل والرخاءِ . ولم يتحقق شيءٌ !! أضحى الحلمُ كابوسا ، والأملُ يأسا .. وفقس بيضُ الطواغيتِ عن طغاةٍ كتاكيتَ ، وتفرخ عشُ القادةِ عن خفافيشَ سادةٍ . وانقلبت الآيةُ تحت شعارِ مبادرةٍ ، وتبدد الحلمُ في ضبابِ حصانةٍ . بكى الوطنُ ، ناحَ الشعبُ ، من طغاةِ الداخلِ ، فجلبَ الطغاةُ طواغيتَ الخارجِ ، فصارَ البكاءُ قيحا ، والنواحُ جرحا . وبين قهرِ الطغاةِ وشرِ الطواغيتِ فَقَدَ الوطنُ قُوَّتَهُ وثروتَه وسيادتَه ، وعَدِمَ المواطنُ قُوْتَه وسعادتَه وحريتَه . وعلينا التصديقُ والثقةُ بأنَّ الطغاةَ والطواغيتَ هُمْ مَنْ يحمي الوطنَ ويحفظُ المواطنَ . وسيظل مصنعُنا ينتجُ الطغاةَ ويصنعُ الطواغيتَ ، بالتقديس والتدليسِ ، والمدح والردحِ ، والتبعية والعصبيةِ ، والانبطاحِ والنواح ، وغيرِ ذلك مما هو أفظع وأشنع وأخزى وأرزى . ولإثباتِ الولاءِ وردِ الجميل ، فليتناغمِ الهتافُ وتتناسقِ الأقلامُ ويتواصلِ التصفيقُ ، بالإطراء والثناء والدعاءِ لهم .
وأنا (بِنِيَةِ البَرْمَكِيةِ) أَدْعُو " أَقَرَّ اللهُ عيونَ الطغاةِ وقلوبَ الطواغيتِ " . وأنتم .. قولوا آمين .