الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة
الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل
تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان
أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية
الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية
لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟
منظمة دولية تكشف عن تصفية 953 يمنياً.. الحوثيون في طليعة القتلة وفي مناطق الشرعية تتصدر عدن قائمة التصفيات الجسدية وحزب الإصلاح والمؤتمر في صدارة الضحايا
معارك في مأرب والجوف وتعز وقوات الجيش تعلن التصدي لهجمات الحوثيين
قبائل الطيال وسنحان وبني حشيش وبلاد الروس تعلن النفير العام لاستعادة الدولة وطالبت مجلس القيادة الرئاسي بضرورة توحيد الصف الوطني،وحشد الإمكانات لدعم الجيش والمقاومة.. صور
مؤشرات ايجابية على عودة الإستقرار للبحر الأحمر.. 47 سفينة عدلت مسارها إلى قناة السويس بدلاً من الرجاء الصالح
اسدلت حرب 94 الظالمة التي شنتها ما سميت آنذاك بقوات الشرعية الدستورية على شعب الجنوب الستار على المشهد الاخير من مشروع الوحدة الفاشل بين الشطرين وكشف الحوار النهائي بين العاصمتين صنعاء وعدن عن حقيقة واقع مرير يتطلب خطوات متزنة وتصرفات مسئولة ومواجهة عقلانية تحافظ على ما تبقى من أجواء العلاقات الأخوية والمصالح المتبادلة بين الشعبين , بعد هذه الجرعة الحوارية الذي تعد بمثابة قنبلة موقوتة بإمكان تصرفات الخيريين من السياسيين والعلماء وغيرهم من العقلاء تفكيكها وإبطال مفعولها وبإمكان منافسيهم اذا خلت لهم الساحة ان يشعلوا فتيلها وندخل في دوامة الحرائق التي لا يدري احد كيف ومتى سيتم إطفاؤها,
في اخر فصول حوارها قالت عدن انها لا ترى جدوى من بقاء الوحدة بعد غزوها بقوة السلاح عام 94 الذي حول المشروع الوطني بين الشطرين الى احتلال وخاصة تداعيات ما بعد وهم الانتصار ومثل هذا الطرح فيه من المبررات الموضوعية ما يستحق الاحترام وما يستدعي القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية للتعاطي معه ؟ بينما قالت صنعاء انها لم تذق حلاوة الوحدة إلا بعد 94 ولا ترى مبرر للتفريط فيها بعد ان عمدت بالدم ومثل هذا الطرح يحتاج الى تتبع منابعه وحقيقة مقاصده ومبررات اراءه ؟ بمعنى اننا امام حالة تقف وراءها خيارات شعب وتعيقها اطماع وأهواء أطراف وجماعات فكيف السبيل للخروج من هذا التضاد المعقد والمفخخ؟
التسليم بخيارات الشعوب واحترام تطلعاتها امر لا مناص منه حتى لا نتعرض للتشكيك في مصداقية نوايانا وتوجهات مخططاتنا وهوية ولاءاتنا ونتهم بالتفريط في مرجعياتنا الأخلاقية والدينية والإنسانية والارتماء في أحضان شيطان الشهوات والنزوات والأطماع الشخصية الزائلة التي تقود شئنا ام ابينا الى طريق (يمهل ولا يهمل) والعياذ بالله , فمعاناة 18 عاما تخللتها عدة أشكال من المظالم كفيلة بان تحدد خيارات الشعب الجنوبي نحو استعادة حريته واستقلال دولته ونزل الى الشارع مضطرا ليعلن عنها على الملأ في تظاهرات شعبية حاشدة وبطريقة سلمية ولهذا فعلى المشككين في هكذا خيار ان يلزموا الأطراف المعنية باللجوء الى إجراء استفتاء شعبي حسب آلية متفق عليها وبشكل شفاف ونزيه تخضع كافة الاطراف لنتائجه النهائية بدلا من ان يرتضوا لأنفسهم بتأدية دور عبدة الشيطان ضد ابناء جلدتهم فإذا كان هناك افراد او جماعات حالت ظروف علاقاتهم ومشاريع مصالحهم الذاتية دون وقوعهم في اسر ما عاناه شعبهم الجنوبي فان هذا لا يعطيهم الحق في ان يصادروا او يتجاهلوا معاناة الآخرين ان لم يريدوا الوقوف الى جانبهم
الشعب الجنوبي يتطلع الى الاقربين الاولى بتفهم ما وقع عليهم من ظلم وهم ساسة الجنوب وقادته ومن خلفهم فعالياتهم السياسية الذين فرقت بينهم مراحل الاختلافات ومنعطفات الإقصاء فهؤلاء إما ان يتبرءوا من ماضيهم ويتركوه جانبا ويفتحوا باب تنازلات بعضهم للأخر حتى يوحدوا صفهم وينخرطوا مع شعبهم لتحقيق خياراته وإما ان يعفو أنفسهم من اجتهاداتهم المشتته ويتركوه وشأنه يمضي الى حال سبيله فأصحاب الحق حتى وان تخلى عنهم بنو قومهم لسبب او لآخر فان الرحمن ابدا لن يخذلهم اذا ما اخلصوا واتقوه وهذا وحده يكفي فالذي يسعى الى تمثيل شعبه حري به اولا ان ينحاز الى خياراته
ومع ان الاعتراف بعدالة القضية الجنوبية من كافة الأطراف الدولية والإقليمية وأخيرا المحلية أمر جيد وخطوة في الاتجاه الصحيح إلا انه لن يؤدي الغرض المرجو اذا ما ظل معزولا عن اي معالجات حقيقية تلامس جوهر القضية فاليد الواحدة لا يسمع لتصفيقها صوت ولهذا فان الجنوبيين لن يروا فيه اكثر من جبر خاطر سيكون مرحبا به على امل ان يتم تدارك الأمر في الوقت المناسب تتجاوز بموجبه القضية الجنوبية مفردة الاعتراف بعدالتها الى الوقوف مع خيارات شعبها ودعم تطلعاتهم المشروعة في استعادة دولتهم ونيل حريتهم واستقلالهم .
amodisalah@yahoo.com