آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025 الحوثيون يجبرون طلاب جامعة صنعاء على تنفيذ عرض عسكري .. صور

صعود الإسلام السياسي إلى الحكم
بقلم/ محمد الشحري
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 5 أيام
السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2011 09:12 م

بعد فوز حركة النهضة في تونس بالأغلبية في المجلس التأسيسي، وإمكانية صياغة الدستور التونسي وفق رؤية ومنهج حركة النهضة فإن ذلك يعطي مؤشرات على أن الدولة المدنية التي أسسها الزعيم المرحوم الحبيب بورقيبة قد تصاب بانتكاسة خاصة فيما يتعلق بالحريات ومجلة الأحوال الشخصية التي تمنح المرأة التونسية العديد من الامتيازات قل نظيرها في بلدان عربية أخرى، على الرغم من التطمينات التي بعثها راشد الغنوشي الأمين العام لحركة النهضة إلى المجتمع التونسي وإلى الرأي العام الخارجي، للحفاظ على استقرار الاقتصاد التونسي المهدد أصلا بالتراجع فيما لو شددت النهضة قبضتها على حرية التجارة أو تدخلت في المجال السياحي الذي يدر الملايين على الخزينة التونسية، وقد تراجعت مؤشرات البورصة التونسية بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات التونسية، ولكي تتدارك النهضة الأمر أعلن الغنوشي والعديد من وجوه حركة النهضة أنه لا خوف على الاستثمارات الأجنبية في تونس.

إن الفوز الكاسح للإسلاميين في تونس يطرح الكثير من المؤشرات على صعود الإسلام السياسي إلى قيادة الحياة السياسية في البلدان العربية، بعد أن كان هذا المجال حكرا على الأحزاب ذات التوجه العلماني مثل البعث في سوريا والعراق والناصري في مصر والحزب الاشتراكي الدستوري في تونس ، والتي جاءت إلى السلطة من باب الانقلابات العسكرية ، وقد جرى توريث هذه الأحزاب لصالح الأبناء أو المنتسبين إلى الحزب، مما أدى إلى تهميش للحياة السياسية في هذه البلدان عبر التضييق على الأحزاب الأخرى وتقويض دورها ونفي كوادرها أو الزج بهم في السجون.

إن صعود الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية يعكس بالدرجة الأولى صحوة الجماهير وعودتها إلى الدين الإسلامي بالرضا أحيانا وبالإكراه أحيانا أخرى بعد أن وجد المسلم نفسه متهما بالإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2001، أضف إلى ذلك فإن الحرب على العراق وأفغانستان والصومال وحرب غزة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشريف ثالث المقدسات الإسلامية والتنكيل بالفلسطينيين، كل هذه العوامل جعلت الجماهير في البلدان ذات الغالبية المسلمة تصوت على الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، بعد أن رأت نجاح حزب العدالة والتنمية في تركيا خاصة بعد المواقف التي قام بها رجب طيب اردوغان والتي تظهر انحيازه إلى تطلعات الجماهير الشعبية في البلدان الإسلامية بعد فشل تركيا في دخول النادي الأوروبي والتي يرجحها البعض إلى الديانة الإسلامية للشعب التركي، وقد كسب اردوغان بسبب رجوعه إلى الشرق الإسلامي المزيد من الاستثمارات من رؤوس المال العربية والإسلامية في تركيا، أما على المستوى السياسي فقد وجدت تركيا لنفسها موطأ قدم في الشرق الأوسط بعد أن كانت تابعة للسياسة الأوروبية، ولكن في المقابل يقول قائل أن الولايات المتحدة ساعدت حزب العدالة والتنمية في تركيا في الوصول إلى هرم السلطة بسبب تبني الحزب لرؤية إسلامية تراها أمريكا مناسبة لتوجهاتها في البلاد الإسلامية ذات الأغلبية السنية حتى تجد من يساندها في المواجهة المرتقبة بين الإسلام السني والإسلام الشيعي والتي تغذيها الولايات المتحدة وإسرائيل، وحتى تضمن أمريكا معاون قوي للسعودية في حربها الباردة تجاه إيران، لأن السعودية لا تستطيع بسياستها الحالية كسب تعاطف العرب والمسلمين بسبب مواقفها الهزيلة في المحيط العربي والإسلامي.

إن ملامح صعود الإسلام السياسي بدأت في التشكل حاليا، بعد فوز حركة النهضة في تونس، ومجيء عناصر من الجماعة الإسلامية الليبية للقتال إلى الحكم في ليبيا عن طريق عبدالحكيم بالحاج الخويلدي القائد العسكري لمدينة طرابلس حاليا، أضف إلى ذلك إمكانية تفجير ثورة في الجزائر تطيح بحكم الجنرالات وتمهد لوصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى سدة الحكم ،كما ترجح بعض المؤشرات إلى فوز حزب جماعة العدل والإحسان في المغرب بالعديد من المقاعد في الانتخابات التشريعية المقبلة في الشهر القادم، وقد يضاف إلى المشهد تبلور الحركات الإسلامية في موريتانيا وتشكيلها للإتلاف يمكنها من حكم البلاد التي تشهد انقلابات عسكرية بين الحين والآخر، وفي هذه الحالة فإن الإسلام السياسي يكون قد هيمن على الحياة السياسية في المغرب العربي بانتظار نتائج الانتخابات المصرية التي ترجح فوز المرشحين المقربين من الإخوان المسلمين، وقد تقدم الثورات المستمرة حاليا في سوريا واليمن خدمة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وحزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن في ضوء انضمام مؤسسه عبد المجيد الزنتاني إلى صفوف الثورة اليمنية.

إن الصورة التي نراها الآن توحي بقدوم الإسلاميين إلى الحياة السياسية في معظم البلدان العربية، ولكن لا يمكن التكهن بنجاحهم في تسيير شؤون البلاد والعباد، خاصة أن معظم هذه الحركات كانت حركات معارضة وقد نجحت في إقناع الكثير من الناس بالتصويت لها، ولكن قد لا يكتب لها النجاح في حالة ممارستها للحكم ودخولها في معترك الحياة السياسية.