معلومات جديدة حول هروب المخلوع بشار الأسد من سوريا أسماء الخلية الحوثية التي صدرت بحقها أحكام إعدام وسجن طارق صالح يتوعد عبدالملك الحوثي بمصير بشار ويقول أن ''صنعاء ستشهد ما شهدته دمشق'' تطورات مفاجئة… الجيش الروسي يطوق قوات أوكرانيا بلينكن يحدد شروط اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة السورية الجديدة دعوة إلي عقد مؤتمر مانحين عاجل لدعم اليمن وقف النار في غزة واتصالات سرية لإنجاز الصفقة شرطة كوريا الجنوبية تدهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار دول عربية تبدأ بإرسال مساعدات لدعم الشعب السوري بعد سقوط الأسد روسيا تطلق تصريحات جديدة حول الاسد وتجيب عن إمكانية تسليمه للمحاكم
مأرب برس / خاص
مأرب برس / خاص
هذه الجلبة التي تدور حاليا بين حميد الأحمر والشاطر هي ذات لون وألق مختلف عما سبقها من خلاف بين إعلام السلطة والمعارضة كون أن حميد الأحمر يستطيع أن يجند مئات الأقلام كي تذود عنه _ وقد فعل _ وهناك مئات الأقلام الأخرى تبرعت من جراء ضميرها لخلفيات مختلفة لتدافع عن الأحمر ظالما أو مظلوما ، بينما أنحاز وبطبيعة الحال أتباع المؤتمر إلى الشاطر ، ليصير الأمر تحزبا بغض النظر عن نزاهة القضية والبحث عن حل ينصف المظلوم أن وجد ويعاقب الجاني أن وجُد هو الآخر .
وحتى أخرج عن عتمة الزاوية في هذه المسألة وأحاول أن أضيف رؤية مختلفة آمل أن تفيد الجميع ، سأكتب بما توصلت إليه عازلا نفسي عن المؤثرات الحزبية والقبلية والسلطوية والتي صارت هي المتحكمة بالمهمومين سياسيا في اليمن .
كان من غير اللائق أن يتصدر المشهد تضامنا مع حميد قبل أن تكتمل الرؤية وننصت إلى الطرف الآخر ، ولست بصدد التأكيد هنا بأنه من غير الأخلاقي أيضا بأن تنشر قصيدة سيئة في صحيفة حكومية ضد حميد تختصر الخلاف بين مؤسسات حزبية إلى نزاع فردي بسيط وسوقي .
فهنالك ثمة إرث سياسي ضخم من المفترض به أنه ينتمي إليه الطرفان ويدعي كل طرف بأنه يستند إلى القانون والدستور ، وبما أن القصيدة اعتبرت هجوما شخصيا على مواطن يمني كان من الطبيعي أن يكون القضاء هو الفيصل .
لكننا هنا نعلم بأن القضاء في اليمن عاجزاً ولا يعمل بشكل مقنع ، وبأن المواطن التي أساءت إليه القصيدة هو ليس مواطنا عاديا بل أنه شخصية قبلية يمتلك أدوات كثيرة تجعله قوي بما فيه الكفاية ويستطيع من خلال قوته أن يتجاوز القضاء إلى مراحل أخرى اشد قسوة . يصير من السخف حينها أن نطلب من حميد أن يلجأ إلى القضاء ، فوضع الغاب المستشري في اليمن يقف حاجزا بيننا وبين هذا المطلب .
إلا أنه ومن واجب التذكير بأن الانتخابات الرئاسية لم يمضي عليها سوى شهرا واحدا ، وكان حميد الأحمر أحد أهم أركان المعارضة التي تطالب بالتغيير _ تغيير ماذا ؟ _ تغير حالة الفوضى القضائية والأمنية والإدارية والاقتصادية ، و كان برنامج المعارضة الذي ينتمي حميد الأحمر إلى أكبر أحزابه هو برنامج ينادي بالتغيير الشامل من حيث أن الأوضاع الحالية غير ملائمة وغير صحية لكي يعيش بها الإنسان اليمني ، ومن خلال هذه المفاهيم كان علينا أن نفهم بأن حميد الأحمر مؤمن بها وبأنه يمارس عكس ما هو سائد من فشل إداري وأخلاقي كامل ، لذا ألا نرى بأنه من المستغرب بأن يكون حميد الأحمر مطالبا بالإصلاح بينما ممارسته تدل على عكس ذلك حيث أختصر الكثير من الإجراءات القانونية ليرفع سماعة الهاتف مباشرة مهددا ومتوعدا خصمه بالقتل ! مما يجعلنا نتساءل في هذه الحالة ما هو التغيير الذي يعدنا به حميد الأحمر ؟
الجميع أستمع إلى المكالمة الهاتفية التي دارت بين حميد والشاطر ، وكانت واضحة بما فيه الكفاية حتى نعرف صدق ادعاء الشاطر من كذبه حول تهديد حميد له ، وكان من الطبيعي بالأقلام المنصفة أن تستنكر هذا العمل وأن تخبر حميد بأن هناك طرق أخرى يستطيع من خلالها أن يأخذ حقه بعيدا عن طرق القبيلة والغاب ربما أقلها استخدام ذات الأسلوب في صحف حزب الإصلاح وما أكثرها إن رأت أن القضاء لن يفيد .
كل هذا الضجيج المفتعل لأن أحد أطرفاها شيخ ورأسمالي كبير لن يفيد ، ومن باب البداهة أن تنظر المعارضة في أساليب تصرفها ، على اعتبار أنهم النموذج الذي يطرحونه كبديل عن النظام الحالي ، وإلا فأننا وإن لم يفعلوا سنعرف جيدا بأن التغيير حينها لن يكون إلا انتقال السلطة من جزء من القبيلة الحاكمة إلى جزئها الآخر حيث أنهم يشتركون في ذات المفاهيم القائمة على العنف والتهديد والتصفيات الجسدية .
أما عن الشاطر فهو لم يأتي بجديد ، وقد يذهب أبعد من ذلك مادام الضوء الأخضر مضيء من قبل الرئيس صالح الذي وفي كل خطاباته الرمضانية يصرخ بأنه قد عفى عن الجميع ، وكأن الجميع مذنبون لأنهم فقط قرروا أن ينازعوه الحكم الذي يعتقد أنه حصريا عليه وعلى أسرته المقربة وأن كل من يتجرءا على منافسته هو مذنب ، بينما هؤلاء الجميع مارسوا حقا دستوريا وقانونيا لا خلاف عليه ولا يستحق العفو من أي إنسان في هذه المعمورة ، لذا الشاطر وسواه ما هم إلا أدوات بسيطة ومن الظلم الوقوف أمامهم أكثر مما يجب حيث أن ما يدور حاليا أعطى الرجل الكثير من الاهتمام وكأنه صاحب قضية ومجنيا عليه ليجعل أكثر المعارضين للنظام القائم يقف على أقل تقدير كمحايد في هذه القضية .
هل من المعيب أن نقول لحميد أنه لم يكن من اللائق أن يستخدم لغة التهديد ، لا ليس بالأمر أي عيب ، وكم أتمنى من حميد أن يثبت فعلا أنه خلع جلباب القبيلة التي تحتقر القانون فقط لأنها قبيلة تمتلك مالا ونفوذا وإقطاعا ، فالمعارضة غير كافية أن لم تكن تحمل في داخلها نموذجا مختلفا وحقيقيا عما هو كائن وسائد الآن .