رّكاب الخيل
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: 5 سنوات و أسبوعين و 3 أيام
الجمعة 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 08:01 م
 

قالوا قديما: الأجر على راكب الخيل، إشارة إلى أن العزيز العفيف يظهر شامخا وقد يكون أحوج الناس .. بينما كم من غني متفاخر لو يتسنى له أن يأخذ لقمة من فم يتيم لما قصرت يداه.

ووالله إن كثير من أمور الدنيا ليست على ما تظهر عليه، يُرى ذلك حين يدور الزمن فتكشف أقنعة الوجوه.

ويرى ذلك في ساعة العسر، حين لا ولات مناص، وإذا ضاقت الأفئدة بحّر ما فيها فظهر باطن ما خبئت.

وإنك لا تعلم أين سعادتك وراحتك، فقد تكون فيما خفت منه واستربت.

وما دفعته عنك وصديت، وقد تأتيك صفعة الدنيا من حيث ما اطمأننت، وفرشت ثوب راحتك، وظننت أنك قد وصلت.

وما من مخلوق إلا وقد شرب من كأس مرها، حتى إذا جاءه كأس باردها

نزل في جوفه كما ينزل المطر على حَجر طالت شمس يومه.

فاجمع شتات أمرك، وعلم أن لا عسر يدوم ولا مسرة، وإن الباقي هو أنت وعملك وضميرك، وقلبك.

وما أجملك إذا تجاوزت وادٍ مظلم ولم يمسك سوء ذلك الليل بمكروه.

وما الطفك إذا وجدت من نفسك الخير والحب و " الحنية " ونفسك ذات ضيق.

فكيف إذا أنصفت نفسك من نفسك فعدلت، وحاسبتها فقومتها، فاعوجاجها ان طال تركها حدباء أبد الدهر.

واعلم أن لك فسحة من الحياة تركها الله بدون حُكم، لأن نفس الانسان تميل للفرح، وروحها ذات جناح تتطلع لسماء أتلمسها، وللأرض فتستلذ افتراشها.

ولا قرب نُعم إن دنت لك نافع .. ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبرُ

عمر بن ابي ربيعة.