أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم عاجل.. دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو من جنوب اليمن :وزير الداخلية يدعو لرفع الجاهزية الأمنية ويشدد على توحيد القرار الأمني والعسكري واقع المرأة في زمن الانقلاب الحوثي نقاشي حقوقي بمحافظة مأرب أول دولة عربية ستُعيد فتح سفارتها في سوريا جلسة جديدة لمجلس الأمن تناقش الوضعين الإنساني والإقتصادي باليمن تصريحات جديدة ''مطمئنة'' للجولاني والبشير بشأن مستقبل سوريا
نص الحوار الذي أجراه "أحمد الجبلي" لصحيفة الخليج الإماراتية مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس:
على الرغم من غيابه طوال السنوات الماضية عن اليمن، إلا أن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس ظل حاضراً في المشهد السياسي في البلاد، من خلال ما يطرحه من رؤى وأفكار عبر الصحف والمجلات ووسائل إعلام عربية وعالمية .
بعد اتصالات هاتفية عديدة أجريتها معه لأكثر من شهر تقريباً وفي أكثر من عاصمة عربية استجاب مشكوراً لإجراء هذا الحوار مع “الخليج”، والذي تعرض فيه إلى كثير من القضايا الساخنة .
يطرح العطاس في هذا الحوار ثلاث نقاط على حكومة الوفاق الوطني، وقال إذا تمكنت من تحقيقها فإنها سترد الاعتبار لنفسها ولمرجعيتها السياسية وستعيد الأمل للشعب اليمني، معتبراً أن الاستمرار في تطويع المشكلات والالتفاف عليها لتغيير مسارها بحسب المصالح والرغبات والأهواء لا يغير من واقعها شيئاً، بل يزيد من تعقيدها وتكلفة حلها .
وأكد أن أخطر ثغرات المبادرة الخليجية يكمن في تفسيرها الخاطئ للقضية الجنوبية، وأقترح إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية فيدرالية بإقليمين كمساهمة لحل الأزمة، كما أكد في ذات الوقت أن الفيدرالية سوف تتيح الفرصة للجميع للبحث والتفكير في أنجع السبل لشراكة تحافظ على وشائج الإخاء والتعاون والمحبة بين الجنوب والشمال ودعا العطاس في حواره مع الشباب في اليمن إلى استكمال المهمات التي خرجوا من أجلها وأن لا يضيعوا جهودهم في نصف الطريق، كما دعاهم إلى تنظيم أنفسهم بما يمكنهم من لعب دور أساس في مستقبل الحياة السياسية وعملية التنمية المستدامة، وفيما يلي نص الحوار:
- من خلال متابعتك لما يجري في الساحة اليمنية، كيف ترى مسار التسوية السياسية؟
ما تكشفه الأحداث اليومية عمّا تم الوصول إليه حتى اليوم لا يرقى إلى مصاف التسوية السياسية بكل شروطها المعروفة أكثر من كونها مجرّد “صفقة سياسية” غير عادلة تهدف لمجرّد فض النزاع والخلافات بين شركاء “الفيد والغنيمة”، لتعارض في المصالح وقواعد التقاسم للسلطة والنفوذ والثروة دون الاكتراث لحال الضحية، لذا فستظل هذه العملية مشوهة ومنقوصة طالما لم تخاطب جوهر المسألة اليمنية والمتمثلة في حلّ القضية الجنوبية باعتبارها جوهر الأزمة الراهنة، حلا يرضي شعب الجنوب .
إنني أربأ بقوى التغيير والثورة في الشمال والقوى الراعية للمبادرة الخليجية أن تشارك في هكذا عملية لا تسهم في شيء سوى في إضفاء شيء من الشرعية الإقليمية والدولية على نكبة اليمن الجنوبي كشريك في وحدة 22 مايو/أيار 1990 المغدور بها، والمشاركة في المحاولات الفاشلة لوأد آمال شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه دون إملاء أو وصاية من أحد .
- في حديث سابق للرئيس علي ناصر محمد رأى فيه أن المشهد السياسي بعد الانتخابات الرئاسية بات أكثر تعقيداً . . هل تتفق معه في ذلك؟
الوضع في الأساس كان معقداً، إلا انه ازداد تعقيداً بسبب تنفيذ النظام في صنعاء لخطة جهنمية شيطانية مكشوفة تمثلت في تدبير شبكة من بؤر التوتر الأمني والسياسي كحصون دفاعية عن نفسه تحسباً لمثل هذا اليوم ومعروف أن الحراك الجنوبي السلمي والثورة الشبابية كانا كفيلين بتحقيق التغيير الحقيقي المنشود من خلال الاستمرار في النهج السلمي ومنع مؤامرة جر البلاد إلى أتون العنف وإطلاق فرق الإرهاب المعدة كي تعبث وتدمر
المطلوب لتجاوز الراهن
- ما المطلوب إذاً لتجاوز الوضع الراهن؟
إن تمكنت حكومة الوفاق من تحقيق ثلاث خطوات مترابطة، بحزم وبعيداً عن مراكز المصالح الحزبية والعسكرية والقبلية والشخصية، فإنها سترد الاعتبار أولا لنفسها ولمرجعيتها السياسية، ومن ثم ستعيد الأمل للشعب شمالاً وجنوباً، وستظهر مصداقية تؤكد على ألا طريق غير طريق يعتمد الحلول السياسية للمشكلات وليس الصفقات التي من شأنها تأجيل حل المشكلات وبالتالي الإبقاء على مخاطر تفجرها مجدداً في المستقبل .
هذه الخطوات تتمثل فيما يلي:
أولا: الاعتراف الواضح والصريح بالقضية الجنوبية وبحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، والاعتذار لشعب الجنوب عن الحرب وما لحقها من ممارسات، وكذلك الاعتذار لسكان صعدة عن الحروب وما ألحقته بهم من أذى وظلم .
ثانياً: الإزاحة الفورية لكل العناصر المحسوبة على النظام السابق من مفاصل السلطة العسكرية والأمنية والمالية، تزامناً مع إزاحة جميع العناصر المتقاطعة معها في صراع المصالح والتي ركبت قطار الثورة عنوة .
ثالثاً: وضع حد لعملية الإقصاء والانفراد بالقرار والإشراك المتساوي لكافة الشركاء في الإعداد المشترك لكافة مراحل العملية السياسية وفي البحث عن حلول حقيقية للملفات الشائكة بحسب محوريتها وجوهريتها .
- في ظل ما يشهده الوطن حالياً من تحديات، هل تتوقع أن الآتي سيكون أصعب مما حدث خلال العام الماضي؟
كل المؤشرات الموثوقة تشير إلى انه سيكون أسوأ إذا لم يتم الاعتراف بالمشكلات كما هي لا كما يراد لها أن تكون أو كما تطرح توصيفها لنفسها وبنفسها، لا كما تفرضه الايديولوجيا أو السياسة من توصيف لها، وأن الاستمرار في سياسية تطويع المشكلات والالتفاف عليها لتغيير مسارها بحسب المصالح والرغبات والأهواء لا يغير من واقعها شيئاً بل يزيد من تعقيدها وتكلفة حلها .
- أمام هذه التحديات، كيف يمكن للرئيس هادي وحكومة الوفاق العبور بالوطن إلى بر الأمان؟
من خلال الاعتراف بطبيعة ومنبت هذه التحديات والبحث المتأني والصادق عن جذرها أو منبتها والانطلاق منه لحلها وإشراك كل القوى والشركاء في البحث والاتفاق على تلك الحلول .
الخوف من فشل المبادرة
- هناك مخاوف من عدم التزام بعض الأطراف السياسية بالمبادرة الخليجية، هل تخشون من فشل المبادرة؟
استثمر النظام الفاسد الخوف والقلق على اليمن ومن اليمن لدى الأطراف الإقليمية والدولية المهتمة بمساعدته واتقاء شرور انهياره، فدفع هو بفكرة المبادرة حين واجه الشعب وجهاً لوجه، بل صاغ بوقاحة مسودتها الأولى، فجاءت بعد التعديلات العديدة المصحوبة بمناورات رأس النظام بطابعها العنفى البهلواني، في صورتها المعدلة التي قبلت بها المعارضة على مضض ودون إجماع كل القوى المحلية عليها، وحصلت على الإجماع الإقليمي والدولي باعتبارها إطاراً عاماً للمسار المتاح لإخراج البلاد من مخاطر الانهيار الذي تهدد به بقايا النظام المتهالك وشركاؤه .
من هنا أخشى من فشل المبادرة وآليتها التنفيذية بتعطيل قدراتهما الاستيعابية والتنفيذية، وأخشى أكثر من استمرار مخطط إدخال البلاد في دوامة العنف والاقتتال للدفع بالأمور نحو إبقاء حالة “اللا حل”، وترك البلاد في حالة من الفوضى الأمنية لأطول فترة بهدف إنهاك الجميع لقطع الطريق أمام التقدم حتى وفقا للمبادرة الخليجية ذاتها وبحدها الأدنى .
- لماذا لا تسهمون في تشجيع الأطراف الموقعة عليها للالتزام بما جاء في المبادرة إنقاذاً للوطن؟
من اخطر ثغرات المبادرة تفسيرها الخاطئ للقضية الجنوبية انسجاماً مع مسودتها الأولى التي أعدها النظام، وجانب الخطورة فيها أن تفقد قوى الثورة شمالاً توازنها وتفصلها عن نهجها الديمقراطي التغييري وسلمية وسائلها، فتخفق في التعامل مع واحدة من أشد القضايا حساسية وتأثيراً على مستقبل المواطن وأمنه واستقراره ونمائه في اليمن شمالا وجنوبا وستلقى بظلالها الحالكة، إن لم تجد المعالجة المنسجمة مع طبيعتها وتطلعات شعب الجنوب، على الإقليم والملاحة الدولية في باب المندب وبحر العرب وإمدادات النفط ومستقبل احتياطياته وستكون مدخلا لتسلل أجندات دولية بدأت طلائعها في الانتشار، لسنا بحاجة لاستدعائها أو منحها فرصة العبث بالجميع جنوبا وشمالا وغربا وشرقا .
لهذا فقد سعينا مع المعارضة منذ سنوات لإيجاد لغة للتفاهم بعيداً عن لغة السلطة “الوحدة أو الموت”، ترتكز على الاعتراف بما تعرض له الجنوب أرضاً وإنسانا من اعتداءات وإساءات ظالمة والقبول بحقه في الاختيار، قبل انطلاق ثورة الربيع العربي لتحرك صنعاء التي لم يحركها ما تعرض له الجنوب وحراكه السلمي من قمع وحشي حتى حين كان يرفع شعار تصحيح مسار الوحدة أو المصالحة الوطنية، رغم ذلك لازلنا وسنواصل الجهد لأن الإنسان هو هدفنا أكان مواطناً في اليمن الشمالي أو اليمن الجنوبي .
- الأولوية الآن لمؤتمر الحوار الوطني حسب نص المبادرة، هل تعتقد بإمكانية عقده في وقت قريب، وما هو المطلوب لإنجاحه؟
إن أي تفسير سطحي للمبادرة يفقدها قدرتها الاستيعابية، لن يسهم في إيجاد حلول حقيقية . فهل المراد الحوار من أجل الحوار وحسب، أم أن المراد من الحوار النتائج والمخرجات الكفيلة بإنقاذ الوضع؟ وسيظل السؤال الحقيقي الماثل أمام الجميع يتعلق بالمدى الذي تمت فيه تسوية الملعب وتهيئة الظروف والشروط لانعقاد ناجح ومثمر لمؤتمر الحوار .
الجميع يدرك أن الجهد لم يبلغ مداه في التهيئة للحوار الذي يجتذب جميع الأطراف من خلال المخاطبة الواعية والصادقة لمختلف القضايا، وهل يمكن أن يعقد مؤتمر الحوار من دون القضية الجنوبية وحاملها الرئيس “الحراك الجنوبي السلمي”؟ وفيما عدا لقاء بوتسدام الذي مثل مبادرة تهدف إلى إجراء حوارات غير رسمية تشارك فيها جميع الأطراف كعملية تمهيدية للتحضير للحوار المنشود، لم يتم ما يوحي بوجود إرادة سياسية لتطرح وتنفذ إجراءات استعادة الثقة تتخذها حكومة الوفاق كالتي اشرنا لمنطلقها في سياق ردنا على سؤال سابق .
وفي اعتقادي إن إجراء سلسلة حوارات غير رسمية بين أطراف العملية السياسية يكون موضوعها الرئيس القضية الجنوبية على أساس جنوبي شمالي وكذلك جنوبي جنوبي، بل حتى شمالي شمالي، مسألة في غاية الأهمية للتحضير لأرضية مشتركة للحوار الذي لن يكتب له النجاح من دون أن تكون القضية الجنوبية محوره الرئيس في حوار عادل ومتكافئ .
الفيدرالية من إقليمين
- بات واضحاً أن القضية الجنوبية والحوثية ستكونان على رأس موضوعات الحوار، لكن من الذي سيحمل هذا الملف إلى طاولة الحوار في ظل تعدد التيارات الجنوبية؟
الحراك الجنوبي السلمي بتمثيله الشامل لكل أطياف العمل السياسي والاجتماعي في الجنوب سيكون الحامل الرسمي للقضية الجنوبية في المؤتمر القادم يقابله نفس التمثيل لأطراف العمل السياسي والاجتماعي في الشمال، هذه المعادلة قد لا تروق البعض جنوباً وشمالاً، لكنها في تقديري الأكثر عملية والأقرب في توفير أجواء عادلة ومتكافئة لمناقشة القضية الجنوبية، وماعدا ذلك من ترتيب سيضع القضية الجنوبية في أجواء الأكثرية الشمالية والأقلية الجنوبية، وهذه حالة استفزازية لن توفر أجواء ايجابية للحوار ولن تستقطب الجنوب ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .
- طرحتم من قبل مشروع الفيدرالية لمدة خمس سنوات ثم الاستفتاء، لماذا الاستفتاء في دولة مثل اليمن لا يوجد فيها تعدد للقوميات وعرف شعبها تاريخياً بأنه شعب واحد؟
القضية الجنوبية هي جوهر المسألة اليمنية، وهي قضية الوحدة التي أعلنت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية على خلفية تراث الحركة الوطنية اليمنية التي لا تخلو من غلو ومثالية مفرطة بعيداً عن الواقع كغيرها من الحركات القومية التي أحبطت المشروع الوحدوي العربي منذ مطلع القرن الفائت .
وإن حاولنا أن نميز اليمن بوقائع لا يسندها التاريخ والواقع فذلك إفراط في التمني لخدمة المشروع السياسي البحت ، ومن يكرر المجرب كما يقول المثل بات في ندامة .
المشروع الوحدوي الذي أعلن في 22 مايو/أيار 1990 فشل للأسباب الموضوعية التي أشرنا إليها ولأسباب ذاتية تتعلق بحامل المشروع، ولهذا اقترحنا إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية فيدرالية بإقليمين كمساهمة لحل الأزمة الراهنة وهى أزمة الوحدة بامتياز مهما حاول البعض نعت هذا التوصيف ب”الانفصالي”، فإن ذلك لن يغير من الأمر شيئا سوى ترحيل الأزمة وزيادة حدة الاحتقان وارتفاع كلفة الحل على حساب مصالح الشعب جنوبا وشمالا؛ في حين أن المقترح يتيح الفرصة للجميع للبحث والتفكير في أنجع السبل لشراكة تحافظ على وشائج الإخاء والتعاون والمحبة بين الجنوب والشمال باعتبارها الضامن لانسياب المصالح بين أفراد الشعب شمالا وجنوبا وقاعدة متينة للبناء والتطور والاستقرار .
أما لماذا استفتاء شعب الجنوب بعد خمس سنوات فالسبب بسيط ، بديهي ومعلوم عند كل منصف، فقد غدر بشعب الجنوب وبالوحدة التي نادى بها وانتظرها طويلا وضحى من أجلها، ومر ولازال يمر بمرحلة قاسية تعرض خلالها لعبث لا يمكن وصفه من شدة قبحه طال كل أوجه الحياة ونال من سيادته وهويته وكرامته، تحت ذرائع ومبررات لا يقبلها عقل ومنطق، فهل نستنكر عليه هذه الوسيلة الديمقراطية الضامنة لحقه في الاختيار؟
- هل يمكن أن يكون “الانفصال” أحد المشاريع المطروحة؟
أي شخص ديمقراطي لا يمكنه استبعاد أي خيار شريطة أن يكون خياراً سلمياً وديمقراطياً .
- لكن، ألا ترى أن فشل الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في المناطق الجنوبية تحمل مؤشراً قوياً لرفض الانفصال؟
أكره استخدام كلمة “انفصال” لأن الجنوب ليس فرعاً لينفصل، أما المقاطعة السلمية للانتخابات فقد نجحت نجاحاً باهراً لأن الغالبية الساحقة من مواطني اليمن الجنوبي في المحافظات الست التي عرفت ب”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، والتي دخلت بوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، لم يذهبوا إلى مراكز الاقتراع ليس لأنهم يعترضون على مواطنهم الأخ العزيز الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإنما لأنهم يدافعون عن أرضهم وسيادتهم وهويتهم التي تتعرض لمحاولات مكشوفة لوأدها .
- ألا يشير تعدد التيارات الجنوبية إلى مرحلة جديدة من الصراعات القادمة في الجنوب؟
على العكس تماماً، فالتعدد والتنوع مصدر قوة وضمان للتطور والبناء، وقد عانت دولة الجنوب ودول عربية أخرى الأنظمة الشمولية وفرض الرأي الواحد الذي فجر صراعات عديدة .
نرى أن المرحلة الراهنة ستفرز قاعدة ديمقراطية قوية تقبل بالرأي والرأي الآخر والتعدد والتنوع هو أساس هذه القاعدة الديمقراطية، أما من يروج لصراعات جنوبية قادمة فهو واهم لأن الزمن تغير والأدوات تغيرت، وننصح بصدق كل من يحاول بث الفرقة بين أبناء الجنوب ويدفع بأموال طائلة، عليه أن يتوقف عن هذا العبث فقد عمل النظام السابق وهو في أوج قوته فلم يحقق أي نتائج بل على العكس كانت أفعاله سبباً في تلاحم أبناء الجنوب، كما كانت سبباً في تلاحم أبناء الشمال فدفعتهم للخروج جميعاً ضد النظام .
- هل يمكن اعتبار لقاء “بوتسدام” الذي جمعكم مؤخراً مع بعض القيادات الحزبية المشاركة في السلطة مؤشراً لمشاركتكم في مؤتمر الحوار الوطني المقبل؟
كان اللقاء بداية مشجعة لتبادل الآراء من دون قيود ولتهيئة الأجواء للتحضير الناجح للمؤتمر ولكنها توقفت للأسف لأسباب غير مفهومة .
ثورة الشباب
- في اليمن، نجح الشباب فيما فشلت فيه القوى المعارضة بتحريك الجمود السياسي، ما هو تصورك لما يجب أن يكون عليه دور الشباب في المستقبل؟
الشباب هم عماد المستقبل فهم وسيلة التنمية الشاملة وهدفها الرئيس، وقد عطلت هذه القوة بفعل سياسات الأنظمة المتساقطة، واليوم يعود الشباب إلى مكانهم الطبيعي ليلعبوا دورهم المفترض بجدارة وكفاءة كقوة رئيسة في المجتمع .
وأرى أن على الشباب أولاً استكمال المهمات التي ناضلوا من أجلها وألا يضيعوا جهدهم في نصف الطريق، وثانيا تنظيم أنفسهم بما يمكنهم من لعب دور أساسي في مستقبل الحياة السياسية وعملية التنمية المستدامة .
- ألا ترى أن هناك شيئاً من التناقض بين المطالبة بالدولة المدنية الحديثة في ظل نفوذ القبيلة باليمن؟
بل هو تناقض كبير ومعطل لبناء الدولة المدنية إن ظلت القبيلة تمارس كما تفعل اليوم، وأتذكر كيف شنت حرباً على برنامج البناء الوطني والإصلاح السياسي والاقتصادي عام 91-،92 الذي استهدف بناء دولة الوحدة المدنية ودمج القبيلة تدريجياً في المجتمع، وكما يبدو أنها مازالت تقف عند تلك المحطة .
تعاون بين صالح و"القاعدة"
-الإرهاب بات يمثل تحدياً صعباً أمام الدولة والحكومة إلى جانب التحديات الأمنية الأخرى، كيف يمكن مواجهة هذا التحدي؟ وبرأيك لماذا أصبحت القوات المسلحة والأمن هدفاً أساسياً لعناصر القاعدة في اليمن كما هو حاصل الآن؟
لم يعد أمراً سرياً التعاون الميداني بين أجهزة نظام الرئيس السابق الأمنية والحركات الإرهابية، ولم يخف الرئيس المخلوع تهديداته بالقاعدة لخصومه السياسيين، والشواهد متعددة لاستخدامهم عند كل منعطف يهدد النظام .
ولن تكلل جهود محاربة الإرهاب بنجاح طالما ظل النظام ممسكاً بالأجهزة الأمنية المرتبطة بعلاقات وصلات مشبوهة بهذه المنظمات، وكشرط لنجاح الحرب على الإرهاب لا بد من قطع الصلة كخطوة أولى نحو المحاربة الجادة والمسؤولة لهذه المنظمات الإرهابية، والقوة ليست الوسيلة الوحيدة .
يواجه النظام تحدياً لا يقل أهمية مثل استمرار انشقاق الجيش وحالة الانفلات الأمني، ألا ترى أن هذه التحديات قد تعيق أية خطوات للانفراج واستعادة أجواء الأمن والاستقرار؟
إذا لم تتوفر الإرادة السياسية فان أية مشكلة بسيطة ستغدو تحدياً يستعصى الحل، ولهذا اشدد على اتخاذ الخطوات التي أشرت لها في إجابة سابقة، والتي سيكون تنفيذها كفيل بتهيئة المناخات للانفراج والبدء في تحريك العملية السياسية .
- إذا طلبت منك توجيه رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، ماذا ستقول له فيها؟
اسأل الله أن يعينه على وضع لم يكن سبباً فيه، واطلب منه ألا يجعل من منصبه كرئيس انتقالي لليمن سبباً معيقاً لاستعادة أهله لأرضهم وهويتهم وسيادتهم ودولتهم.