آخر الاخبار

عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية

قصة الحوثي مع مجلس النواب
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 5 سنوات و 8 أشهر و يوم واحد
الإثنين 15 إبريل-نيسان 2019 06:31 م


دخل الحوثيون صنعاء في سبتمبر 2014، وعلى الفور أصدروا "الإعلان الدستوري" الذي ألغى الدستور ومجلس النواب، وسلم البلاد لـ"اللجنة الثورية العليا" التي يرأسها محمد علي الحوثي، وبعدها وضعوا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية، في صنعاء، بحجة مضحكة، وهي أنهم يخشون على حياته من القاعدة والدواعش، وهي الحجة ذاتها التي قمعوا بها المتظاهرين في جامعة صنعاء، بعد دخولهم العاصمة، بمبرر الخوف من أن ترسل القاعدة وداعش للمتظاهرين انتحاريين وأحزمة ناسفة.
وكان الحوثيون حين دخلوا صنعاء قد توجهوا لمنزل هادي وجرت اشتباكات مع حراسته الذين قتل بعضهم أمام المنزل، ويومها كنت في التلفزيون مع أحد كهنتهم، وهو يعلل قتلهم حراس هادي بالخشية على الرئيس من الداوعش، وهو الأمر الذي لم تستوعبه مقدمة البرنامج الحواري حينها!
وليلة استقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، أراد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح أن ينعقد مجلس النواب للبت في قبول استقالة هادي، غير أن الحوثيين حاصروا مبنى المجلس لمنع انعقاده رفضاً لاستقالة هادي، الذي كانوا يريدونه أن يوقع على قرار جمهوري بتعيين صالح الصماد نائباً له، ثم بعد ذلك يمكن لهم أن يستغنوا عن هادي بأية وسيلة لتؤول صلاحياته لنائبه المقترح الصماد، كما كانوا يتصورون.
صباح يوم استقالة هادي 22/1/2015 كان الحوثيون يحاولون مع الرئيس لتعيين صالح الصماد، وكان هادي يراوغهم، ووعدهم إلى المساء، وفي المساء قطع عليهم كل مخططاتهم باستقالته المدوية، التي حرصوا على ألا ينعقد مجلس النواب لقبولها، أملاً منهم بأن يتراجع هادي عنها، ولو إلى حين تعيين الصماد نائباً له، وهو ما رفضه هادي، الذي قال لي أحد مقربيه إنه لو وقَّع على تعيين الصماد نائباً له، لقتله الحوثيون خلال فترة وجيزة، بعد انقضاء الغرض منه.
المهم، وجه الحوثيون تهمة "الخيانة العظمى" للرئيس هادي، بسبب استقالته، وكانت التهمة مضحكة، إذ كيف توجه تهمة الخيانة لرئيس مستقيل لمجرد أنه رفض المنصب الصوري؟!
الحاصل: "الإعلان الدستوري" للحوثيين ألغى مجلس النواب، وهناك مقاطع كثيرة لمتحدثي المليشيات يذكرون فيها حلول اللجنة الثورية العليا محل المؤسسات التنفيذية والتشريعية، غير أن الحوثيين حاصروا البرلمان لمنع النواب من قبول استقالة هادي، في إشارة إلى أن الحوثيين يتوجسون مما ألغوه أصلاً، وبما يعكس مزاجاً متقلباً لدى قادة المليشيات!
وتمضي القصة، ويخرج الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن، وبمجرد وصوله إلى المدينة يعدل عن استقالته، التي كان من حسن طالعه أن مجلس النواب لم ينعقد ليبتَّ فيها، الأمر الذي جعل العدول عنها ممكناً. وعندما عدل هادي عن الاستقالة وجه له الحوثيون تهمة "الخيانة العظمى"، ولكن هذه المرة، لأنه رجع عن استقالته، التي وجهوا له في صنعاء تهمة الخيانة العظمى بسببها!
اكتشف الحوثيون فيما بعد أنهم وقعوا في شر أعمالهم عندما منعوا مجلس النواب من الانعقاد، لقبول استقالة هادي، وهو الأمر الذي لو حصل لانتهت رئاسة هادي، وهو ما يطالبون به اليوم.
وتمضي الأيام، ويشكل الحوثيون "المجلس السياسي" مع حزب المؤتمر فرع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ولذا كان عليهم أن يعودوا لمجلس النواب وفقاً للتوافقات الجديدة، ونسي الحوثيون أنهم حلوا المجلس، وذهبوا لما ألغوه ليعيدوه للعمل، ومضوا يمارسون لعبتهم التي جلبت الحرب والدمار للبلاد.
ومن يومها وهم مرة يلغون مجلس النواب، وأخرى يعيدون إليه الحياة، وفقاً للهوى السياسي، مع أن أغلب الأعضاء كانوا قد انضموا إلى الشرعية، وخاصة بعد أن قتل الحوثيون الرئيس صالح في صنعاء.
ويوم أمس كان يوماً ثقيلاً على مليشيات "الصرخة"، فعلى الرغم من تظاهرهم بعدم المبالاة بانعقاد جلسة مجلس النواب في سيؤون، إلا أن كتاباتهم وتعليقاتهم كانت خلال اليومين الماضيين وما سبقهما تدور حول الجلسة المنعقدة في المدينة.
كان الحوثيون يراقبون الزخم الكبير، وعدد النواب الذي بلغ النصاب، يراقبون ذلك بقلق كبير، لأن مسرحية انتخاباتهم الهزلية في صنعاء لم يلتفت إليها أحد.
المضحك أن المليشيات في صنعاء، عندما دعت لانتخابات مجلس النواب للمقاعد الشاغرة، فضحت نفسها بشكل كبير، إذ أن الحوثيين لم يعلنوا سحب "الإعلان الدستوري"، الذي حل البرلمان، ولم يحلوا اللجنة الثورية العليا، ومع ذلك يعودون لمجلس النواب الذي ألغوه بأنفسهم، في صبيانية لا يقدر عليها إلا عبدالملك الحوثي وجماعته "المصطفاة".
حرض الحوثيون الناس-خلال الأيام الماضية-على الخروج لانتخاباتهم الهزلية، لمجلس ألغوه بأنفسهم ورقصوا على جثته في شوارع صنعاء، ولكن اليمنيين مروا على تلك المسرحية بمزيد من السخرية، التي أضفت عليها وعود الحوثيين الانتخابية طابعاً هزلياً. هذه الوعود التي تمثلت في توفير "أسطوانة غاز، أو صفيحة بنزين"!. المهم: واحد ذماري قال إن الأحزاب السياسية-عادة-ًتقدم برامج بوعود انتخابية، غالباً ما تكون بإنشاء مستشفيات ومدارس وطرقات ومجمعات سكنية، أما الحوثي فوعوده الانتخابية "أسطوانة غاز أو صفيحة بنزبين"، ومع ذلك يكذب فيها، ولذا لم يستجب له إلا السلاليون من جماعته، وبعض من خرج يدحرج أسطوانة غاز في صنعاء.
هذه باختصار حكاية الحوثيين مع مجلس النواب، حكاية أطفال ضيعوا بلداً عظيماً لا يشعرون بالانتماء إليه، حكاية كهنة أعادوا صنعاء إلى أيام أحمد حميد الدين، وما أشبههم به في ظلمه وسحره وكذبه ونزقه، وما أشبه مصيرهم بمصيره.
والعاقبة لليمنيين، ولو كره السلاليون أجمعون.