حياتنا نضال ..الحاجة للرجال..ومأرب برس
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 27 يوماً
الخميس 17 يوليو-تموز 2008 10:23 م

1 - فهد القرني .. والقضاء العادل النزيه!!

يوم الأربعاء 9/7/2008م صدر الحكم في حق المبدع الفنان فهد القرني بالسجن لمدة سنة ونصف والغرامة المالية لصالح الحزب الحاكم ومكتب ثقافة محافظة تعز وهذا شيء يدل على أن الدولة ماضية في طريقها نحو فرض تضييق أكثر وأكثر ليس على المبدعين فقط ولكن على كل اليمنيين الذين قد يعبرون بجرأة عن بعض ما يجيش في صدورهم ولذلك كان لزاما على كل اليمنيين الصمت والسكوت والسكون وإلا فلن يسلموا من مطرقة الرقيب وحكم القضاء العادل!!!. ولذلك لن يكون في مقدورنا سوى الحديث مع نسائنا ربما في بيوتنا شريطة أن لا نتهجم على رموز الدولة والدول الصديقة والشقيقة بما في ذلك الحديث عن الغلاء والزلازل والمحن لأن ذلك يؤجج الناس ضد حكم الرئيس الذي افتقده حراسه ثلاث ساعات منذ أيام وهو يتفقد أحوال الرعية وهو يسير بذلك سير ابن الخطاب في رعيته..

لا تتحدثوا بقصور في الحزب الحاكم لأنه يمثل نخبة الوطن من الرجال الصالحين.. فهم لا يعرفون الفساد ولم يعرفوه أبدا وهم لا يسمحون به ولا يقبلون بممارسته أبدا أبدا.. لذلك فإن المغضوب عليه بغير أسف القرني عدو الأمة رافع شعار التفرقة والعمالة والتمزيق قد تجاوز كل ما يمكن السماح به في وطن الحكمة للحكماء فما بالكم لضعيف عقل مثله صدق أنه مناضل من أجل الحرية في بلد لا تنقصه الحرية..

أليس ضعف عقل من رجل لديه أولاد وأسرة أن ينافح الظالمين ويكشف عن مساوئهم للناس ؟؟ أليس ضعف عقل وجنون أن يظن رجل ضعيف مثله ليس له قبيلة كبيرة تسانده أو علاقات مع الخارج أن يورط نفسه مع السلطة الحاكمة .. هل ظن أن التغيير الذي ينشده أصبح على الأبواب فلابد من استقباله بإباء وعزم...؟؟

لا أقول إلا أعانك الله على ما أنت فيه ويسر لك أمرك في الأيام القابلة فلقد سطرت اسمك مع من مروا كراما في هذا البلد وظالموك ليسوا منهم..

2 - عائض+ الصالحي = مأرب برس

ربما تكون هذه المرة الأولى بزعمي التي يخرج فيها خلاف في الرأي في جهة إعلامية للعلن..والخلاف في الرأي أصلا لا يفسد إفتراضا للود قضية .. لكن المثير في هذا الموضوع –كما أعتقد – هي ردود فعل وتعليقات المتصفحين والقراء وزملاء الحرف الأفاضل فهم في مجملهم يؤكدون ما ذهبتُ إليه في مقال سابق في أننا نتعامل مع الخلاف والأمور كلها بصيغة الهجوم والهجوم المضاد.. الرأي والرأي المعاكس.. إلى جانب شخصنة القضايا أحيانا .. و في الحقيقة غالباً.. دون أن نركز على عرض رؤانا وأفكارنا أو نقد رؤى وأفكار الآخرين على أس سليمة وواضحة.. على العموم لي رأي في قضية التعامل مع المؤسسات الحقوقية والتي تعنى بأمور الديمقراطية الغربية وقد قلته لأخي محمد الصالحي ذات مرة وهو التحفض والتحفض مع الاستفادة قدر المستطاع منها بما يخدم قضايانا وأن نحاول أن ندفعها لرفع الضباب عن أساليبها والهلامية عن تقاريرها ..

السؤال هنا هل كان هذا الخلاف ذا قيمة للعمل الإعلامي في بلادنا ؟ أقول نعم.. والسبب في ذلك أن هذا الخلاف في الرأي أو الاختلاف أو التباين قد قدم لنا وجبة دسمة من وجهتي نظر مختلفتين لم يكن من المفيد أن تبقي حبيسة صدور أصحابها أو خواطر في عقولهم أو حتى أسيرة حوارات الأصدقاء فقط.. لقد كان من المفيد لنا أن نعرف وجهتي نظر حول مسألة شائكة من متعاملين معها فنكون نحن بذلك رؤانا الخاصة ووجهات نظرنا المستقلة في هذه المسألة أو في غيرها..

النتيجة التي وصلنا إليها أن مأرب برس سيظل مظلة للجميع آرائهم وفي المقدمة العاملين فيه.. لذلك اعتقد أن تلك المسألة زادت من رصيد مأرب برس إحتراما واعترافا بالمصداقية ولا أظن أنه يمكن وصف ذلك بغير هذا .. وهذا يعني أن لا يصطاد أحد في ماء التباين الصافي أو يبني مشاكل على أرض الموقف والالتزام فلا مجال لذلك هنا فالجميع موجودون للاستمرارية وتأكيد المصداقية والحرص على ممارسة الحرية وتقبل الرأي والآراء المخالفة ..

في مأرب برس يثبتون أنه كما كان هناك رجال بأمة يمكن أن يكون هناك مؤسسات صحفية رائدة بقليل من الرجال طالما كانوا رجالا وهم في زمننا هذا قليل... يمكن أن تكون هناك مؤسسة رائدة بالاثنين والثلاثة ماداموا على قدر المسئولية التي تحملوها طوعا.. يكفي مأرب برس لتكون مؤسسة رائدة إعلامية رائدة أنها ورجالها ممن رفعوا سقف الحرية الإعلامية في بلادنا .. شاء من شاء وأبى من أبى..وهم أعطوا الفرصة لأصحاب الفكر والقلم لإيصال إبداعاتهم بعد أن ضاقت بهؤلاء أروقة المنتديات وأزقة المدونات وهمجية وتعنت المؤسسات الإعلامية التقليدية.. مأرب برس من صناع هذا النضال ورجاله.. هذا النضال الذي هو بحاجة لمسرحية القرني ومقالة الخيواني وضحكة المقالح وقلم كرمان وقصيدة الزايدي و حوارات عائض - الصالحي وإبداعات الأغبري وشواكيش حجيرة..بحاجة لهؤلاء الذين هم رجال بقدرة رجال حقيقيين ونساء بعشرات الرجال الذين تمتلئ بهم الأرض لكنهم رجال بوصف الذكورة .. هؤلاء رجال بوصف القدرة والحماس والاستعداد لبذل الغالي والنفيس لمستقبل يريدونه مشرقا جديدا .. لذلك حياتنا نضال..

3- القرني والخيواني:

إذا خان الأمير وكاتباه وقاضي الأرض داهن في القضاء

فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الأرض من قاض السماء

لذلك حياتنا نضال وستبقى مادا في أيدينا قلم وفي رأس أحدنا عقل يفكر وفي صدره قلب ينبض.. وفي فؤاده أيمان ..

ــــ

asseraat.maktoobblog.com