آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

ذئاب بشرية لاتستحق الحياة.
بقلم/ المحامي/ أسامة عبد الإله الأصبحي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 07 مايو 2010 04:14 م

ايخفى على أحد أن الشخص الذي يغتصب الأطفال شخص غير سوي وحش بشري باعتبار أن الاغتصاب هو أقصى درجات العنف ، فالذي يقدم على هذا الفعل المشين ليس إنسان بل ذئب بشري تحكمه دينامية لاشعورية تجعله يقدم على ارتكاب الفعل بغير وعي بأضراره لأنه يريد إشباع رغبات مكبوتة لديه ،علما أن أغلب جرائم الاغتصاب تتم خلف الكواليس وداخل السر وبين الأقارب والجيران ولا يتم الإعلان عنها خشية العار والفضيحة.

أشعر بالخوف وعدم الارتياح عند قراءة تلك الأخبار الخاصة باغتصاب الأطفال في اليمن، فقد كثرت مثل هذه الحوادث الغريبة على المجتمع اليمني في الآونة الأخيرة ، فلست أدري أهي ظاهرة جديدة شاذة تطل علينا لتزيد من مآسينا الكثيرة وليتسع بذلك هاجس انعدام الأمان والاطمئنان اللذان يسيطران على بلادنا؟ .فكيف تطمئن نفوس الآباء الأمهات بعد حادثة الطفلة نسيبة اللغواني ذات الخمس السنوات التي اغتصبت وقتلت وهشم رأسها في تعز والقي بجسدها البريء من الدور الرابع؟

ازدادت حالات اغتصاب الأطفال ليس عددا فقط ، بل وحشية وبشاعة أيضا لا يصدقه العقل ولا المنطق ،فالمجرم المقدم على اغتصاب طفل بريء يجرّد نفسه من المشاعر الإنسانية ليصبح وحشا بكل ما للكلمة من معنى،ويشبع رغباته بطريقة تنافي الدين الإسلامي وكافة الأديان السماوية والأخلاق وبشكل يرفضه المجتمع ويرفضه كل آدمي ذ و ضمير ليرضي شذوذه الجنسي ومرضه النفسي .

إن مختلف المحافظات اليمنية ، وإن تفاوت الإحصاءات، تخفي قصصا لاغتصاب طفل أو طفلة تبعث الألم والحسرة في النفوس وتدفع للمطالبة بشدة بإنزال أقسى العقوبات بحق مغتصبي الطفولة البريئة ... بعض هؤلاء يبررون أفعالهم الشنيعة بأنها لحظة من لحظات الشيطان الذي يثير في الأنفس الغرائز و الشهوات و يهيجها والشيطان منهم بريء براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب ..

نسيبة لم تكن الطفلة الضحية الأولي و لعلها سوف لن تكون هي الضحية الأخيرة .. فحادثة اغتصاب نسيبة الطفلة ذات الخمس سنوات أصبح الجميع على دراية بقصتها المحزنة والذئب البشري الذين قام برميها من السطح قريب من بيتها بعد أن قام باغتصابها حيث تم اغتصابها من الأمام والخلف بوحشية وقتلها قل نظيرها بين الحيوانات وليس البشر" دون أي رحمة .

وجدت طريقها إلي الأضواء و الإعلام و التداول و كشف الستار لا سباب كثيرة منها :- كونها ليست حادثة اغتصاب و حسب.. سرقة .. اغتصاب .. اغتيال .. و من ثم رمي الضحية من الدور الرابع.. و المجرم هو من أبناء الحي و الشارع هو ولد الجيران ..

زهور. ز طفلة في الرابعة من عمرها تم اغتصابها حيث كان المجرم يتربص بها وهي بطريقها لحمل الأكل لأخيها الذي يرعى بالوادي حيث استدرجها الجاني بالوصول إلى عنده وأمسك بها بالقوة وذلك وقت صلاة الجمعة في شهر رمضان وما أن وصلت تفا جئت بهجومه الوحشي بتهديدها وضربها في أنحاء متفرقة من جسمها والذي لم يشفع لها صغر سنها وكانت تستغيث بوالدتها ولكن دون جدوى فضلاً عن قدرة الجاني الكافية لسلب إرادة المجني عليها مجسداً لعناصر الإكراه لجريمته القذرة 

حمدي.ق طفل بعمر الأثنى عشر سنة حين كان ذاهباً للحلاقة فقام صاحب صالون الحلاقة في أيام عيد عرفة باغتصابه وقتله .

وآخرها قبل أيام قام ذئب بشري مجرد من كل نواحي الانسانية باغتصاب وقتل الطفلة تهاني .د البالغة من العمر أربع سنوات, والتي عثر على جثتها مرمية في منطقة قريبة من منزلها حيث قام الوحش البشري باستدراج الطفلة واغتصابها ومن ثم خنقها بيديه إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة, و قام برمي جثة المجني عليها في منطقة قريبة من منزلهم.

و غيرها من القصص التي تثير الاشمئزاز والألم فما ذنب الطفل الصغير الذي يقع فريسة شهوات حيوان آدمي ،دون أن يعلم ما يحدث ودون دراية بحجم المشكلة التي وقع فيها وأن أي طفل مثله معرّض لأن يكون الضحية التالية في حال الاستمرار بالاستهتار بهذه القضية والسماح لهؤلاء الوحوش بأذية الأطفال ضحية تلو الأخرى .

إن هذا المجرم الذي تسيطر عليه شهوات حيوانية، يستغل براءة طفل يلهو في الشارع عائد من مدرسته أو يلعب بالقرب من منزله أو يشتري بعض الحاجيات من البقالة القريبة من منزله ..يستدرجه عن طريق إغرائه بلعبة أو هدية ، إلى أحد المباني المهجورة أو سطح بناء أو في أي مكان و يفرغ شهوته به بعد أن يصم أذنيه عن صوت بكاء واستغاثات الطفل بعملية مشينة تنتهي بإيذاء الطفل جسديا و نفسيا ،هذا وإن بقي على قيد الحياة ..؟ باختصار إنها ظاهرة اغتصاب الأطفال والتي كثيرا ً ما تحدث دون أن نعلم بها ، فهي خلف الستار،ويتكتم عنها العديد من الناس خوفا من العار الذي قد يلحق بهم عند علم المحيط بالحادثة ،ولكن عندما يكون الضحايا أطفالا في عمر الورود يصبح التستر على هذه الحالات عارا و تقديم الشكوى بشأنها هو الفعل الصحيح لحماية براءة الأطفال.

إذا فإن عوامل الكبت النفسي والبيئة المغلقة و الجاهلة كلها عوامل مساهمة في هذا النوع من الجرائم فليست المؤسسة التعليمية وحدها التي تلعب دورللتحسيس بخطورة الاغتصاب كجريمة؟ كما أن للأهل الدور الأكبر في تعرض أبناءهم للتحرشات الجنسية،فغياب التوعية والإرشاد من قبل المؤسسة الاسرية أيضاً لها جزء أساسي من تفاقم المشكلة ، فأين الأهل عندما يرسلون طفلهم إلى” الدكان القريب “من المنزل لشراء بعض الأشياء ؟و أين الأهل عندما يتركون أطفالهم يلهون ويلعبون بالشارع دون اكتراث بهم؟

 ليتخيل كل واحد منا أن الطفل أو الطفلة الذي تعرض للاغتصاب هو فلذة كبده ، أو ابن أخيه أو أخته أو قريبه أو جاره ، ماذا سيكون إحساسه لو نظر إلى عينيه البريئتين المليئتين بالخوف والانكسار ، كيف سيكون إحساسك شخصيا في النظر إلى العالم ؟ فلماذا لايعمل الإعلام والمجتمع المدني بدوره في اليمن لتسليط مزيد من الضوء على هذه الكارثة الاجتماعية من خلال إجراء برامج حوارية في التلفزيون وبث أخبار وصور محاكماتهم في نشرات الأخبار لفضحهم وأخرى للتوعية بالمدارس والمدن والقرى وتحذير الآباء والأبناء من هؤلاء المجرمين إضافة إلى العمل على حث السلطات على استصدار قوانين تتضمن عقوبات قاسية في حق مرتكبيها ، وعدم اعتبار الموضوع حوادث اجتماعية عابرة قد لاتهم إلا الآخرين ، فالطفل المغتصب هو ابني وابنتك وأبناء الآخرين في أي مكان في الوطن.

إن الضغائن التي تترسب في نفوس المجني عليهم ((الأطفال)) ووالديهم وأسرهم لن تشفى إلا بعد وضع حداً لهؤلاء المجرمين وزجراً لغيرهم ولأن مصلحة المجتمع تقتضي تشديد العقوبة إذ لم تكن استئصال المجرمين أصلاً وهي أقل مايمكن في هذه الجرائم للتقليل والحد من تكرار هذه الجرائم النكراء والبشعة والقذرة، وهو ما يعني أن هذه الجرائم يجب أن تحارب في النفس قبل أن تحارب في الحس.

وفي الأخير أشكر منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن على الدور الكبير التي تقوم به من أجل حماية الطفولة البريئة والمنظمات الأخرى العاملة في مجال حقوق الأطفال.

*محامي وناشط حقوقي يمني

 رئيس مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب